أبو هريرة المفترى عليه
بقلم / محمود القاعود
يروق دائماً لأصحاب النفوس المريضة من الصغار والأقزام أن يتطاولوا على العظماء
والذين يظلوا عظماء ، رغم طنين الذباب ونباح الكلاب .
ومن هؤلاء العظماء الذين نالتهم السهام الحاقدة والأقلام الحاسدة الصحابى الجليل ((
عبد الرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم ابن فهيم بن غنم بن دوس اليمانى )) الشهير
ب (( أبى هريرة
والغرض الرئيسى لهؤلاء الجرذان من الطعن فى أبى هريرة رضى الله عنه هو الطعن فى أحد
مصادر الإسلام ( السنة النبوية المُطهرة ) بالرغم من أن افتراءاتهم قمة فى التلفيق
والتزوير إلا أنهم لا يتورعون عن الكذب المفضوح ، وجميعهم حينما يريدون أن يطعنوا
فى الصاحبى الجليل يعتمدوا على واحد من هذه الكتب ((( أبو هريرة – أضواء على السنة
المُحمدية – نظرة عابرة )))
وهذه الكتب ركزت على حادثة كاذبة مختلقة لم تحدث ، ألا وهى قولهم الإفك أن عمر بن
الخطاب رضى الله عنه كان يضرب سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه لأنه يروى أحاديث كثيرة
!!!!!
يقول الأستاذ الكبير (( محمد عجاج الخطيب )) فى كتابه الخطير ( أبو هريرة راوية
الإسلام ) صفحة 272 : ((( لم يثبت قط أن عمر رضى الله عنه ضرب أبا هريرة بدرته لأنه
أكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما ما ذكره أبورية فى ص ( 163 ) –
صاحب كتاب أضواء على السنة المحمدية – وما ذكره عبدالحسين فى ص ( 268 ) – صاحب
كتاب أبو هريرة – من ضرب عمر لأبى هريرة فهى رواية ضعيفة لأنها من طريق الاسكافى
وهذا غير ثقة . وأما تهديد عمر رضى الله عنه لأبى هريرة بالنفى وهو ما رواه السائب
بن يزيد إذ قال : ( سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبى هريرة : لتتركن الحديث عن رسول
الله أو لألحقنك بأرض دوس ، وقال لكعب الأحبار لتتركن الحديث عن الأول أو لألحقنك
بأرض القردة ) هذا ما جاء فى تاريخ ابن كثير ، بينما ذكر عبدالحسين وأبورية أنه قال
لأبى هريرة ( لألحقنك بأرض دوس أو بأرض القردة ) نقلا عن ابن عساكر ، وابن عساكر
براء من هذه الرواية ... وأما أبو رية فقد أشار الى البداية والنهاية وليس فيها هذا
. ونهى عمر رضى الله عنه لم يكن خاصا بأبى هريرة ، بل ذلك كان منهاجه خوفا من
الوقوع فى الخطأ . ثم ان ابن كثير بعد أن ذكر هذه الرواية قال : وهذا محمول من عمر
على أنه خشى من الحاديث التى قد تضعها الناس على غير مواضعها ، وأنهم يتكلون على ما
فيها من أحاديث الرخص ، وأن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع فى أحاديثه بعض
الغلط ، أو الخطأ فيحملها الناس عنه أو نحو ذلك ))) أ.ه
يتبين لنا مما سبق أن ما يردده هؤلاء السوقة – وقد انضم إليهم مؤخراً سفيه النصارى
زكريا بطرس – مجرد كذب وتدليس وافتراء وسفالة وقلة أدب .
والله متم نوره ولو كره الكافرون