مقدمة

تحتل مقارنة الأديان ، وحوار الحضارات ، ومحاولة فهم كل أتباع دين للآخر مساحة إعلامية كبيرة ، تظهر أحياناً ، فى وسائل الإعلام المرأية ، وتطل علينا فى كثير من الأحيان فى وسائل الإعلام المقروءة.

وفى الحقيقة فأنا من المؤيدين للجلوس مع الطرف الآخر ، وتبادل الآراء بصورة ودية ، حتى يفهم كل منا الآخر ، وحتى نتعلم أن نختلف فى الرأى والعقيدة ، ويتعلم منا الصغار والكبار من المسلمين كيفية التعامل مع مسيحى يرى المسلم كافراً بعقيدته ، أى لا يؤمن بعقيدته ، ويتعلم المسيح كيف يتعامل مع مسلم يرى أنه كافراً فى عقيدته ، أى لا يؤمن بها ، دون أن يفسد ذلك الود والمحبة بين جانبى الحوار ، ويصافح كل منا الآخر فى نهاية جلساتنا ، وفى طرقاتنا.

فكم أعجبنى المثل الذى ضربه الأستاذ الداعية عمر خالد للمدرس الذى قرر مكافئة لأحد الطلاب ، الذى يمكنه أن يقرب وجهات النظر بينه وبين زميله. فرسم على الأرض رقم (سبعة) ، ووقف كل من التلميذين فى جهة من الرقم ، بحيث يقرأها أحدهما سبعة ، والآخر ثمانية. وأخذ كل منهما يجادل الآخر ويتمسك كل منهما بما يراه. حتى أمسك أحدهما بالآخر ، وأراه أن هذا الرقم من الجانب الآخر له رؤية أخرى أيضاً. وبذلك اتفق المتحاوران.

لذلك أكتب كتابى هذا مؤمناً بحرية التعبير عن الرأى ، منتظراً ردوداً كتابية أيضاً من الجانب الآخر ، الذى سيتمكن من الرد على فى كتاب أيضاً ، ولن تمنعه جهة أمنية أو صحفية. فهم ونحن نعيش فى عصر تمكنت فيه الكنيسة المصرية أن تعبر عن رأيها، وأن تنشر فى جريدة الدستور الأسبوعية بتاريخ 8 / 10 / 1997 مقالاً للأستاذ عادل جرجس عطية بعنوانالتوراة ليست محرفة .. وهذه أدلتنا من القرآن الكريم”.


 

عوده