كيف وصل إلينا الكتاب المقدس ؟؟

مصادر الدراسة

 هناك نوعان من المصادر المسيحية :

1- مصادر تبشيرية أو عامة ( مواقع الكنائس والتبشير والكتب الموجهه لعامة النصارى ) ,تخاطب عامة النصارى وغيرهم وهذه المصادر نجد فيها الصورة وردية وجميلة مثل ( يوجد 24000  مخطوطة للكتاب المقدس وإنه حفظ وكتب بواسطة الروح القدس للحواريين ...الخ.)

2- مصادر أكاديمية مسيحية ( الكتب المتخصصة في اللاهوت والمعاهد والكليات ) وتجد بها الكثير من الحقيقة مثل ( الكتبة مجهولون , المخطوطات فقدت وأقدم المخطوطات الموجودة من القرن الرابع الميلادي وغير مكتملة, بها اختلافات, لقد قاسى النص نتيجة العديد من التغييرات و... ) . ولكن مع ذلك تشير المصادر الاكاديمية المسيحية أنه بالرغم من هذه التغييرات والفقد والاختلافات فكل هذا لا يؤثر في روح الكتاب المقدس وجوهرة وتعاليمه !!.


نجد ايضا" في المصادر الاكاديمية الرد أو التوضيح لما هو موجود بالمصادر العامة , وكمثال:
مصادر عامة : توجد 24 ألأف مخطوطة للكتاب المقدس .
مصادر أكاديمية مسيحية: المخطوطات من القرن السابع الميلادي فما بعدها, وأقدم المخطوطات المكتملة تقريبا" هي المخطوطتان "السينائية" و"الفاتيكانية" وتاريخ كتابتهم القرن الرابع الميلادي وبالرغم من ذلك يوجد بينهما أكثر من 3600 اختلاف ( العهد الجديد فقط ),.

 

مصادر عامة : توجد مخطوطة من القرن الثاني وأخرى من القرن الثالث الميلادي .
مصادر أكاديمية مسيحية : نعم ولكنها ليست للعهد الجديد بل لاجزاء صغيرة منه .


سنعرض صور أقدم المخطوطات وتواريخها ومن يملك صور أو دلائل على مخطوطات سليمة أقدم من المخطوطتان السينائية والفاتيكانية فليعرضها.

( .... قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [البقرة : 111] 
قصة الكتاب المقدس:

سنشرح القصة باختصار ثم نتبعها بالأدلة عليها واعترافات الكتاب المقدس نفسه والموسوعات العالمية.

بعد السيد المسيح عليه السلام، بدأ بعض الحواريين وأناس آخرون بكتابة "أناجيل". كل من هؤلاء المؤلفين قد سافر إلى أرض أخرى فتبعه مجموعة من الناس يتخذون من إنجيل هذا الرجل "كتاباً مقدساً" لهم.
انتشرت الكثير من التعاليم التي لم تكن من تعاليم السيد المسيح في ذلك الوقت. فنشبت بين هذه الجماعات عداوة. كلٌ منهم يزعم أنه وحده يملك التعاليم الصحيحة.كما اختلفت معتقداتهم وتنوعت، فمنهم من آمن بأن عيسى (عليه السلام) هو رسول بشر من عند الله لا غير، ومنهم من نسبوا إلى عيسى (عليه السلام) شيئاً من الألوهية، ومنهم من زعم أن عيسى (عليه السلام) إله حقيقي ولكنه مستقل عن الله ذاته، ومنهم من نادى بـ"الثالوث"، ومنهم من زعم أن مريم (عليها السلام) "إله" أيضاً، ومنهم من اعتقد بوجود إلهين: أحدهم صالح والآخر شرير، ومنهم من آمن بوجود حتى أكثر من ثلاثمائة من الآلهة.

في ذلك الوقت لم يكن لأي من هذه الجماعات القوة الكافية للهيمنة التامة وإسكات الآخرين للأبد. لقد كانوا بحاجة إلى حليف قوي يستطيع أن يُجبر الطوائف الأخرى على الخضوع , فبدؤوا يتطلعون إلى الإمبراطورية الرومانية لتقديم العون. 

 

لقد كانت الإمبراطورية الرومانية دولة وثنية، إلا أنها كانت "القوة العظمى" المهيمنة في ذلك الوقت. ومن الجانب الروماني، فإن الإمبراطور الروماني كان قلقاً بشكل كبير من تزايد صفوف المواطنين المسيحيين والقسمة الكبيرة بينهم التي لم تُبشر باستمرار الاستقرار في امبراطوريته.

تمكن أتباع الثالوث من استمالة الامبراطور وبالتالي من كسب الغلبة فأزالوا الموحدين من على وجه الأرض.
خلال القرون التالية قاموا باختيار وتجميع الأناجيل ( التي لا تتنافى مع معتقداتهم) في مجلد واحد أصبح فيما بعد "العهد الجديد". لقد أحرقوا كافة الأناجيل الأخرى ( التي تعارض الثالوث صراحة أو التي تبين بشرية السيد المسيح بوضوح .)، وأُطلقت حملات كاسحة من "محاكم التفتيش". وكل من وُجد بحوزته أيٌ من هذه الأناجيل أُرسل للموت وأُحرق إنجيلُه.( لذلك لا توجد أناجيل أو مخطوطات قبل القرن الرابع الميلادي , كل ما هو موجود من مخطوطات تم كتابته بعد اقرار الثالوث).

 

المعنى أنه تم إقرار المعتقد وبعد ذلك تم اختيار الكتب التي لا تتعارض معه.
تثار ضجة مؤخرا" حول إنجيل تم اكتشافه حديثا" وهو "إنجيل يهوذا ", والمخطوطة تعتبر اقدم مخطوطة فهي من القرن الثالث0 ولكن لم يتم قبوله, فتعاليمه غير مقبولة بالنسبة لمعتقدهم .

الخلاصة : المعتقد لم يؤخذ من الكتب ,  بل تم اختيار الكتب التي لا تتعارض مع المعتقد .

 

كيف ومتى ضُمّت أسفار الكتاب المقدس:

في مدينة نيقية سنة 325 م، عقد مؤتمر (مجمع) لعلماء اللاهوت والدين المسيحي بأمر من الإمبراطور قسطنطين لبحث وتحديد وضع الأناجيل المسيحية, أكد المؤتمر أصولية سفر يهوديت.

بعد هذا المؤتمر (أو المجمع) تم اختيار أربعة أناجيل من بين ثلاثمائة إنجيل على الأقل وأعطي الأمر للقضاء على البقية بشكل تام – من بينها إنجيل برنابا. كما أعطي الأمر كذلك للقضاء على كافة الاناجيل التي كُتبت بالعبرية.

 

في سنة 364م   ، عقد مجمع آخر في ليديسيا لنفس الهدف. صرح المؤتمر أن الأسفار الستة التالية يجب أن تضاف إلى قائمة الأسفار الأصلية المؤتمن بها: سفر إستير، رسالة يعقوب، رسالة بطرس الثانية، رسالتي يوحنا الثانية و الثالثة، رسالة بولس إلى العبرانيين. ثم أعلن هذه المؤتمر نتائجه للعامة. إلا أن سفر الرؤيا ظل خارج قائمة الأسفار المعترف بها في كلا المجمعين.

 

في عام 397م عقد مؤتمر كبير آخر سمي بمجمع قرطاجة، وكان أوغسطين عالم المسيحية الشهير من بين المشاركين المثقفين البالغ عددهم مائة وستة وعشرون. أكد أعضاء هذا المجمع على قرارات المجمعين السابقين وأضافوا باقي الأسفارإلى قائمة الأسفار الموحى بها: مثل ( سفر الإنشاد لسليمان، سفر طوبيا، سفر باروخ، سفر الجامعة، السفرين الأول والثاني للمكابيين. )

 

لم يتغير وضع هذه الأسفار حتى الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر.رفض البروتستانت 7 أسفار كاملة على أساس أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي بالإضافة لأجزاء من أسفار أخرى ولكن لا يزال الكاثوليك والأرثوذكس يؤمنون بهم و يسمونهم الأسفار القانونية الثانية.

 

تقول موسوعة جرويلر Grolier تحت عنوان "العهد الجديد، الأسفار القانونية":

"بدأت العملية التي كُوّنت من خلالها الأسفار القانونية للعهد الجديد في القرن الثاني، بمجموعة من عشرة رسائل لبولس على الأرجح. و مع نهاية ذلك القرن، ناقش إيرينايوس لمنح ثقة متفردة لقسم من الأسفار القانونية تدعى الأناجيل. أما قبول الأسفار الأخرى فكان بشكل تدريجي. لقد استخدمت الكنيسة في مصر أسفاراً أكثر من الـ/27/ سفراً الموجودين حالياً، و استخدمت الكنائس المتحدثة بالسيريانية أسفاراً أقل. فأصبحت الأسفار القانونية الرسمية أمراً ملحّاً في القرن الرابع. لقد كان السبب الرئيسي في قبول الأسفار القانونية الحالية هو تأثير أثاناسيوس أسقف الإسكندرية و لأن جيروم قد ضمّ الـ/27/ سفراً في نسخته اللاتينية للكتاب المقدس تسمى نسخة فولغيت Vulgate."

 

كيف ترجم الكتاب المقدس :
العهد القديم ( ترجم من العبرية )
وأقدم ما هو موجود منه :

1-التوراة السبعينية وهي ترجمة من العبرية لليونانية تمت بواسطة 72 عالم من علماء اليهود في القرن الثالث قبل الميلاد وهي المرجع للتراجم الحديثة.
2- التوراة العبرية و يؤمن بها اليهود والبروتستانت ويعتبرونها أكثر صدقا" من السبعينية.

3-التوراة السامرية وهي التي تؤمن بها إحدى طوائف اليهود.

العهد الجديد ( ترجم من اليونانية).

أول ترجمة كاملة تمت في القرن السادس عشر الميلادي !! فلم يكن بالإمكان لمن لا يعلم اليونانية الإطلاع وقراءة الكتاب المقدس.تم إعداد الترجمة عن طريق "وليم تندال", وقد تم إعدام المترجم حرقا" فلم يكن متوقعا" أن تكون هذه هي محتويات الكتاب المقدس !!.
أهم ترجمة للكتاب إلى الإنجليزية هي ترجمة الملك جيمس نشرت عام 1611 ميلادية.

ترجمة "الملك جيمس" اعتمدت أساسا" على ترجمة "وليم تندال".
ترجمة الملك جيمس ( بالانجليزية ) هي التي تم منها عمل النسخ العربية فقد ترجمت إلى أغلب اللغات على مستوى العالم.
النسخة العربية من ترجمة "الملك جيمس" تسمى "سميث وفان دايك" "
SVD" وهي المنتشرة طبعة دار الكتاب المقدس.

تم اكتشاف أخطاء كثيرة بترجمة الملك جيمس فتم عام 1881ميلادية , اجتماع عدد  32 من علماء المسيحية على مستوى العالم وتحت إشراف 50 هيئة مسيحية لتدعيم اللجنة لتعديل وإصلاح ومراجعة نسخة "الملك جيمس" (KJV ). وتم عمل النسخة القياسية المنقحة "Revised standard Version"   (RSV  ) وذلك بالاعتماد على مخطوطات أقدم ودراسة أكثر للغات والمصطلحات التي كتبت بها المخطوطات.
كما قامت أمريكا بعمل النسخة الأمريكية القياسية
ASV )) وقامت إنجلترا بعمل النسخة البريطانية القياسية   ( ESV) وتم الاتفاق عالميا" على النسخة العالمية القياسية  ( ISV) ولكن لا تزال أغلب البلاد الناطقة بغير الإنجليزية تعمل بترجمة الملك جيمس التي أقر العلماء بكثرة أخطاءها.
ظهرت ترجمات حديثة مثل "ديربي" و"ويبستر" و"الأمريكية الجديدة
NASV"والنسخة المنقحة الحديثة NSRV  والحياة LV  و الملك جيمس الجديدة NKJ    ثم النسخة العالمية الحديثة NIV   وغيرهم.

مقدمة الكتاب المقدس نسخة "الملك جيمس المعدلة" RSV   
يمكن لمن يرغب في التأكد الذهاب إلى أي مكتبة للكتاب المقدس والإطلاع على مقدمة أي نسخة باللغة الإنجليزية أو البحث في الإنترنت على
 " About the RSV ".
او من الرابط
http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html

النسخة المعدلة القياسية هي نسخة مراجعة مسموح بها من النسخة القياسية الأمريكية التي نشرت 1901 و التي كانت مراجعة ( تعديل ) من نسخة "الملك جيمس", التي أصدرت في 1611. (مقدمةRSV  طبعة 1971).

 

 

عوده