الفصل الأول
التعريف بالمسيحية.
1- المسيحية.
أ- وجهة النظر المسيحية .
خلق الله آدم
وحواء ووضعهما في جنّة عدن وأعطاهما الحرّية للاختيار بين الصواب والخطأ. اختارا
الخطأ وهو ارتكاب الخطية.
الخطية هي ضد مشيئة الله وضد الطبيعة وسوء استغلال للحرية. الله لا
يستطيع التغاضي عن المعصية ، لذلك خطية آدم وحواء أدت إلي طردهم من جنّة عدن
بالإضافة إلى معاناة تأثير الموت.كنتيجة لخطيتهم، أطفالهم وكلّنا ورثنا طبيعة
فاسدة، بمعنى أن نسلنا ليس مثاليا" في الطبيعة، فنحن جميعاً نخطئ.
((على
حسب
وجهة النظر النصرانية).)
تعلّم المسيحية
بأنّ هناك إله واحد وحيد في كلّ الوجود، الله خلق الكون ، الأرض، وخلق آدم وحواء.
المسيحية تُعلّم أن الله ثلاثة أقانيم (آبّ، أبن ، روح قدس). (أقنوم تعني
خاصية أو شخصا").
يسوع المسيح هو الأقنوم الثاني من الثالوث.
((على
حسب
وجهة النظر النصرانية).)
لآن كل البشر تحت خطية آدم وحواء وتحت عقاب الطرد من محضر الله القدوس، فالله وعد
بإرسال المُخلص من نسل حواء, فلرحمة الله العظيمة فهو سمح بمجيء المُخلص ليفدينا
من العقوبة الشديدة وهى الموت ( الخروج من الرحمة ) ، جاء السيد المسيح المُخلص
ليخلصنا من حكم الموت الأبدي.
فالسيد المسيح مات على الصليب وقام من الموت بكامل قدرته,فالسيد المسيح بموته على الصليب هزم الموت.الموت الذي يموته نسل آدم الآن مجرد انتقال للحياة الأخرى.لذلك فالطريق الوحيد لخلاص النفس هو الأيمان بالسيد المسيح وتطبيق تعاليمه. ((على حسب وجهة النظر النصرانية).)
السيد المسيح هو الأقنوم الثاني الكلمة، تجسد وفي تجسده لم يفارق لاهوته (الصفات
الألهية) ناسوته (الجسد) لحظة واحدة. وهو مستحقّ العبادة والصلاة له.
((على
حسب
وجهة النظر النصرانية).)
قانون الإيمان
.
قانون الإيمان
يعتبر مثل الشهادة عند المسلمين فيبين أصول الاعتقاد , وفيما يلي قانون الإيمان
الذي أعتمد بمجمع نيقية سنة 325 ميلادية
.
قانون
الإيمان النيقاوي
.
نؤمن بإله
واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع
المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور،
إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء،
الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بالروح القدس من مريم
العذراء، وصار إنساناً وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألـم ومات وقُبر، وقام في
اليوم الثالث كما جاء في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب وسيأتي أيضاً
بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه.
أضيفت الفقرة التالية سنة 381 بمجمع القسطنطينية الأول
.لتؤكد ألوهية الروح القدس وأصبح الإسم
(قانون الإيمان النيقاوي- القسطنطيني)
وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب (والابن)، الذي هو مع الآب والابن
يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء، وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية، ونعترف
بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وننتظر قيامة الأموات والحياة في الدهر الآتي.
آمين.
ملخص ما سبق
أدم عليه السلام أخطأ فطرده الله من الرحمة ( حكم عليه بالموت ) , أصبحت البشرية
كلها ملوثة وتتوارث الخطيئة التي أقترفها أدم لأنه أكل من الشجرة.
لرحمة الله أرسل ابنه الوحيد ليقتل على الصليب ليفتدي البشر ويزيل عنهم خطيئة أدم.
تجسد الابن في رحم مريم العذراء وتمت ولادته مرة ثانية.
ولد أولا" من الله ( ولادة غير جسدية ) وولد من مريم العذراء التي ولدته" إله
وإنسان" لذلك مريم هي أم الإله.
طهر الروح القدس مريم من الخطيئة قبل الولادة حتى يكون المولود بدم صافي نقي طاهر
فيكون خير ما يقدم كفداء للبشرية.
((على
حسب
وجهة النظر النصرانية).)
لذلك تبنى العقيدة النصرانية على الآتي :-
1- الخطيئة الأصلية ( خطيئة أدم ) ومبدأ توارث الخطيئة.
2- الله هو واحد ولكن عبارة عن ثالوث .
3- ألوهية السيد المسيح وألأوهية الروح القدس.
4- تجسد الإله وتحمله ألام الصلب والموت ليخلص ويفدي البشرية ثم قيامته من الأموات
وصعوده
للسماء.
ب- النصرانية من وجهة النظر الإسلامية.
هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام، مكمِّلة لرسالة موسى عليه
الصلاة والسلام، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم، موجهة إلى بني إسرائيل،
داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح.
انحرف بنو إسرائيل وزاغوا عن شريعة موسى عليه السلام وغلبت عليهم النزعات المادية
وافترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى، فمنهم من يؤمن بأن غاية الإنسان هي الحياة الدنيا،
حيث لا يوم آخر، ولا جنة ولا نار، ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنما يكونان في
الدنيا فقط، . كما شاع فيهم تقديم القرابين والنذور للهيكل رجاء الحصول على
المغفرة، وفشا الاعتقاد بأن رضا الرهبان ودعاءهم يضمن لهم الغفران. لذا فسدت
عقيدتهم وأخلاقهم.
أرسل الله عبده و رسوله عيسى ابن مريم عليه السلام، وكانت أمه البتول مريم ابنة
عمران عابدة قانتة لله تعالى، حملت به من غير زوج بقدرة الله تعالى، وأنطقه الله
تعالى في المهد دليلاً على براءة أمه من بهتان بني إسرائيل لها بالزنا، فجاء ميلاده
حدثاً عجيباً على هذا النحو ليلقي بذلك درساً على بني إسرائيل الذين غرقوا في
الماديات، وفي ربط الأسباب بالمسببات، ليعلموا بأن الله تعالى على كل شيء قدير.
بُعث عيسى عليه السلام نبيًّا إلى بني إسرائيل وأنزل عليه الإنجيل, كما أيَّده الله تعالى بعدد من المعجزات الدالة على نبوته، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله. ويبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله.
تآمر اليهود
على قتله وأرسلوا الجند وراءه فاختفى عيسى وأصحابه، إلا أن أحد أصحابه دلَّ جند
الرومان على مكانه، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه الصلاة والسلام وصورته عليه،
ويقال إنه يهوذا الإسخريوطي وقيل واحد آخر من الحواريين وقيل أنه باختياره تطوع بأن
يفتدي السيد المسيح ، فنُفِّذ حكم الصلب فيه بدلاً من عيسى عليه الصلاة والسلام حيث
نجاه الله ورفعه إليه.
انقسم النصارى بعد السيد المسيح واختفى إنجيل السيد المسيح وتمت كتابة العديد من
الأناجيل .
-ظهرت طوائف تنادي بألوهية السيد المسيح و تعارضت مع من ينادون بالتوحيد وأقيمت
مجامع لتحكم في هذا الأمر فتم إقرار الألوهية للسيد المسيح عام 325 ميلادية, وتم
إقرار ألوهية الروح القدس عام 381 ميلادية.
أرسل الله محمد عليه الصلاة والسلام متمما" للرسالات السماوية فكان بذلك أخر
الأنبياء و المرسلين وأصبح ما بعث به آخر الشرائع السماوية.
2- معنى نصرانى ومسيحي .
يسمي المسلمون
اتباع السيد المسيح بالنصارى, وهذا التعبير لا يقبله العديد منهم ظنا" أن له معنى
غير جيد ويفضل كل منهم أن يلقب بالمسيحي , فما معنى نصارى ومسيحيين ؟
في مختصر تفسير ابن كثير للصابوني جاء في تفسير قول الله تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى
وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ
يَحْزَنُونَ} (62) سورة البقرة
(النصارى,
سموا بذلك لتناصرهم فيما بينهم، وقد يقال لهم أنصار أيضاً كما قال عيسى عليه
السلام: {من أنصاري إلى الله؟ قال الحوارين نحن أنصار الله} وقيل إنهم إنما سموا
بذلك من أجل أنّهم نزلوا أرضاً يقال لها ناصرة ، واللّه أعلم.)
و في معاجم اللغة العربية, "نصارى" نجد أنها تنسب إليهم نتيجة لبلد السيد المسيح.
ففي
مختار الصحاح للرازي
(نَصْرَانُ
بوزن نجران قرية بالشام تنسب إليها
النَّصَارَى
ويقال اسمها
ناصِرَةُ
)
ونجد ما يؤكد
هذا المعنى في إنجيل مرقس 1:10 "9فِي
تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ النَّاصِرَةِ
بِمِنْطَقَةِ
الْجَلِيلِ،"
يتضح مما سبق أن لقب نصارى أطلق عليهم لأنهم ناصروا بعضهم أو كانوا أنصار الله أو
نسبة إلى بلد السيد المسيح الناصرة.
ويخبرنا القرآن الكريم أنهم هم من أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم
{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ
حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا
كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (14) سورة المائدة
ولكن من أين جاء لفظ مسيحي ؟
حسب كتاب
( مصدر المسيحية- ص15 ) "The
sources of Christianity Page 15
", لم يسمح عيسى
خلال حياته لأتباعه أن ينسبوا أنفسهم له, فكلمة مسيحي أو نصراني أو ما شابه كانت
ممنوعة لأن عيسى كان يعد نفسه حلقة من أنبياء بني إسرائيل, وكانت شريعة موسي هي
شريعته, ولم تظهر كلمة"Christian
"
"مسيحي"
إلا في القرن الثالث في المجلس الذي عقد بمدينة نيس."
كتب أحمد ديدات في كتابه " محمد المثال الأسمى"
(إن
الرجل الأبيض يصف نفسه بأنه مسيحي لأنه يعبد المسيح. وهو يسمي من يعبد بوذا "
بالبوذي ".
لذلك من الجائز
نسب اللقب إلى المعبود مثل مسيحي أو بوذي.
أو إلى فكر أو منهج مثل شيوعي أو قومي.
أو إلى الشخص مؤسس الفكر أو المذهب مثل ماركسي.
أو إلى البلد أو المنطقة التي تنتمي لفكر معين مثل شرقي.
بذلك كلمة نصراني لا تحمل إساءة.وكلمة
مسيحي في الوقت الحالي تدل على من يعتقدون بألوهية السيد المسيح ويعتبرونه جزءا" من
الثالوث.
3- الكتاب المقدس .
أ-
وجهة النظرالنصرانية .
يطلق هذا الاسم على مجموع الأسفار الإلهية التي كتبها أناس الله القديسون مسوقين
(موجهين) من الروح القدس المكونة للعهدين القديم والجديد والمؤلفة من 66 سفراً
– 39 العهد القديم 27 العهد الجديد.
يرجع تاريخ البدء في كتابة الكتاب المقدس إلى حوالي 1500 عام قبل الميلاد، فقد دعا الله موسى ليبدأ فى تدوين أسفاره الخمسة الأولى عام 1512 قبل الميلاد، وأستغرق تدوينه حوالي 1610 سنة، فقد سجلت آخر أسفار العهد الجديد عام 98 ميلادية، ولقد قام بكتابته أشخاص كثيرون لم يعرف منهم سوى 40 شخصا، أولهم نبي الله موسى وأخرهم يوحنا. ((على حسب وجهة النظر النصرانية).)
لغات الكتاب المقدس
العبرية: وهى لغة العهد القديم، وهى تدعى اللسان اليهودي.
الآرامية: وهى اللغة الشائعة في الشرق الأوسط إلى أن جاء الاسكندر الأكبر.
اليونانية: لغة العهد الجديد، فكانت اللغة الدولية في زمن السيد المسيح عليه
السلام.
الكتاب المقدس هو أول كتاب ترجم، فقد ترجمت النسخة السبعينية من العبرية إلى
اليونانية عام 250 ق.م واستمرت ترجمات الكتاب المقدس منذ ذلك التاريخ.
ويتكون
الكتاب المقدس من جزئين
العهد القديم
وهو ما كتب قبل
السيد المسيح.
العهد الجديد
وهو ما كتب بعد
السيد المسيح.
العهد القديم عبارة عن :
1- التوراة وتحتوي على أسفار (التكوين - الخروج - العدد- اللاويين - التثنية).
2- الأسفار التاريخية ( يشوع - القضاة - راعوث - صموئيل 1 - صموئيل 2 - ملوك 1 -
ملوك 2 - أخبار أيام 1 - أخبار أيام 2 - عزرا - نحميا - أستير ).
3- الأسفار الشعرية ( أيوب - مزامير داود - الأمثال - الجامعة - نشيد الأنشاد ).
4- أسفار الأنبياء ( إشعياء -أرمياء -مراثي إرمياء -حزقيال -دانيال -هوشع
-يوئيل-عاموس -عوبديا -يونان-ميخا -ناحوم -حبقوق - صفنيا -حجي -زكريا -ملاخي).
أما العهد الجديد فيتكون من
:
1-
الإنجيل (
إنجيل متى - إنجيل مرقس - إنجيل لوقا - إنجيل يوحنا )
2- الأعمال ( أعمال الرسل "الحواريين" )
3- رسائل بولس ( لأهل رومية - لأهل كورنثوس 1- لأهل كورنثوس2 - لأهل غلاطية - لأهل إفسس - لأهل فيليبي - لأهل كوليسي- لأهل تسالونيكي - لأهل تسالونيكي2- تيماثوس1- تيماثوس 2 - تيطس- فيليمون- عبرانيين ).
4- رسالة يعقوب .
5- رسائل بطرس (1 , 2 ).
6- رسائل يوحنا ( 1, 2 , 3 )
7- رسالة يهوذا.
8- سفر الرؤيا ( رؤيا يوحنا ).
اعتقاد النصارى في الكتاب المقدس هو أنه :
1--
كلمة الرب ولكن كتبت عن طريق آخرين بأساليبهم.
2 -- لم يطرأ عليه أي تحريف آو تغيير .
3 – أن كل ما به مقدس من رسائل ورؤى وأسفار وأناشيد.
4-- لا يحتوي على أي أخطاء علمية أو تاريخية.
5-- أن من كتبوا الأناجيل ورسائل الرسل كانوا ممتلئين بالروح القدس التي تعينهم
على الكتابة لتكون الكتابة من و حي الله.
الأسفار القانونية الثانية .
حذفت إحدى
الطوائف ( البروتستانت ) بعض أسفار الكتاب المقدس على أساس أنها لا ترقى لمستوى
الوحي من الله تعالى ولكن يعترض البقية على الحذف وفيما يلي نص ما جاء في
مقدمة الأسفار القانونية الثانية . طبعة مكتبة دار المحبة- شبرا-القاهرة-مصر.
" قام البروتستانت بحذف هذه الأسفار من طبعة الكتاب المقدس المنتشرة بين أيدينا،
على الرغم من أن كلا من الأرثوذكس والكاثوليك يؤمنون بقانونية هذه الأسفار. أما
البروتستانت فيعتبرون هذه الأسفار لا ترتقي إلى مستوى الوحي الإلهي، وهي من وجة
نظرهم أسفاراً مدسوسة، وتضم موضوعات غير ذات أهمية وخرافات لا يقبلونها! " (
الاسفار الثانية- مكتبة المحبة- القاهرة- ص 6)
وتنتقد باقي فئات النصارى حذف البروتستانت لهذه الأسفار ويردوا عليهم كما يلي.
"
لمذا حذف البروتستانت هذه الأسفار؟
يقولون أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما
جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م. والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذَّر العثور
عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك. كما أن البعض الآخر منها كُتِب بعد
زمن عزرا الكاهن. "
"
وقد سبق أن فندّنا ادعاءاتهم بشأن عدم قانونية الأسفار المحذوفة، نأتي هنا ببعض
الكلمات والأحداث التي لا سبيل لإنكارها لنؤكد صدق وصحة هذه الأسفار.( الأسفار
القانونية الثانية- مكتتبة المحبة-شبرا ص6 ) .
لذلك يعتقد الأرثوذكس والكاثوليك ( الغالبية من النصارى) بقدسية ووحي الأسفار
القانونية الثانية ويضيفوها إلى اسفار الكتاب المقدس .
الأسفار المحذوفة عددها 10 و هي :
1-
سفر طوبيا . 2- سفر يهوديت . 3- تتمة ( تكملة ) سفر أستير. 4- سفر الحكمة.
5- سفر يشوع بن سيراخ. 6- سفر نبؤة باروخ. 7- تتمة سفر دانيال. 8- سفر المكابيين
الأول.
9- سفر المكابيين الثاني. 10- المزمور 151 .
وجهة النظر الإسلامية ( في الكتاب المقدس ).
من متطلبات
الإيمان الإسلامي" الإيمان بالكتب السماوية "
و الإيمان بالكتب السماوية عند المسلمين يتضمن أربعة أمور
:
الأول : التصديق الجازم بأن جميعها منزَّل من عند الله .
الثاني : ما ذكره الله من هذه الكتب وجب الإيمان به وهي الكتب التي سماها الله في القرآن ( القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى).
الثالث : تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يُبَدل أو يُحَرف من الكتب السابقة .
الرابع
: الإيمان بأن الله أنزل
القرآن حاكما
على هذه الكتب
ومصدقا لها كما
قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ
) المائدة/48 ،
قال أهل التفسير
:
مهيمنا
: مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ، ومصدقا لها يعني : يصدق ما فيها من الصحيح
، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ، ويحكم عليها بنسخ ـ أي رفع وإزالة ـ
أحكام سابقة ، أو تقرير وتشريع أحكام جديدة .( شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين.
بتصرف.)
ولقد ذكر القرآن الكريم أن هذه الكتب تعرضت للتحريف في أكثر من موضع , ومن أنواع
التحريف الذي تعرض له هو التحريف بالتغيير والإضافة والكتمان
.
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ
يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (75) سورة البقرة
(
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ
أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ )[ البقرة: 46
] .
(
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ
مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [ آل عمران : 78
] .
ونتيجة
لأن الكتاب المقدس تعرض للزيادة والنقص والتبديل لذلك هو يحتوى على كلام الله
مختلطا" مع كلام الأنبياء مع كلام مؤرخين وكهنة بالإضافة لتغييرات الكتبة والنساخ
عبر العصور. فلا يمكننا أن نقول أنه محرف بالكامل وذلك لأن فيه آيات تشريع وأخبار
ذكرها الإسلام ووافقها.
عقيدة المسلم في ما ورد بهذه الكتب من أخبار :
1- تصديق
ما وجد متوافق مع ما عند المسلم من أخبار , مثل ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى
خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
2- تكذيب المخالف لما أخبرنا به الله تعالى ورسوله من أخبار, مثل ما جاء بسفر
التكوين أن الله تعالى استراح في اليوم السابع , القول الذي نفاه الله تعالى بالقول
:
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [قـ : 38]
في التفسير الميسر
ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من أصناف المخلوقات في ستة أيام, وما أصابنا من ذلك الخلق تعب ولا نَصَب.
أو قول الكتاب
المقدس أن سليمان عليه السلام عبد الأوثان أخر حياته فهذا ينافي المكانة والعصمة
التي يوليها الإسلام للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
3- السكوت عن ما لم ترد لنا أخبار عنه, فلا نكذبه أو نصدقه مثل قصة يهوديت أو أستير
وغيرها.
( راجع مقدمة التفسير ابن كثير – ج1 .ص4 طبعة الحلبي).
وسيتم عرض بعض الشبهات في هذا الموضوع والرد عليها بإذن الله تعالى في الفصل الرابع
الخاص بالكتاب المقدس تحت عنوان هل يشهد القرآن للكتاب المقدس أم يشهد عليه
؟.
4- الفرق النصرانية و المجامع و تاريخ إنشقاق الكنائس.
نشأت خلافات
كثيرة بعد المسيح عليه السلام بين أتباعه, وكانت الطريقة لحل كل خلاف هو عمل اجتماع
يحضره الأساقفة لوضع قانون أو رأي نهائي فيه.
وكانت النتيجة النهائية لكل مجمع هي أما موافقة الجميع على القانون فيصبح أساسيا"
في التشريع المسيحي, أو أن يحدث خلاف على القانون فينتج عنه انشقاق في صفوف
الكنيسة.
والمجامع نوعان 1- مجمع مسكوني أي عالمي ( نسبة إلى الأرض المسكونة).
2- مجمع محلي.
وأول مجمع عقد كان في أورشليم برياسة الأسقف " يعقوب الرسول " للنظر في ختان غير
اليهود.
أهم
المجامع .
1- مجمع نيقية سنة 325م.
عقد هذا المجمع لخلاف حول
ألوهية السيد المسيح فقد نادى البعض بالألوهية ورفضها البعض (آريوس وأتباعه) , مما
دعا الإمبراطور قسطنطين الكبير وهو أول من آمن مِن أباطرة الرومان بالمسيحية, دعا
جميع كنائس المسكونة للاجتماع.
تم في هذا المجمع اعتماد ألوهية السيد المسيح , ووضع قانون الإيمان النيقاوي.
كتب الدكتور "أحمد شلبي "
حضر الاجتماع
2048 أب من أباء الكنيسة أيدت الغالبية رأي آريوس القائل بأن المسيح ليس
إله ووصل الخلاف إلى المعارك فأصدر الإمبراطور قرارا"بفض الاجتماع . ثم أعيد ولم
يحضره إلا أصحاب الرأي بالألوهية 318 عضو .
صدر قرار بألوهية السيد المسيح وهو ما كان يوافق معتقدات الإمبراطور نظرا" لقربه من
المعتقد الوثني الروماني من نزول الإله وتجسده وتعدد الآلهة.
أخذ في المجمع قرارات أهمها
( أ) القول بألوهية المسيح و نزوله ليصلب تكفيرا" عن خطيئة البشر.
(ب) اختار المجمع الكتب التي لا تتعارض مع القرارات السابقة وقرر تدمير ما عداها من
الرسائل والأناجيل. ( المسيحية د. أحمد شلبي 167 ) .
(ج) إصدار قانون الإيمان النيقاوي.
2-
مجمع القسطنطينية الأول سنة 381م.
كان
لبحث هل الروح القدس إله أم لا ؟ , بعد أن
نادى مكدونيوس اسقف القسطنطينية , بأن "الروح القدس مخلوق كمثل الملائكة"
وكانت أهم قراراته :
( أ ) اعتبار الروح القدس إله.
(ب) إضافة الجزء الثاني من قانون الإيمان الذي بدؤه: "نعم نؤمن بالروح القدس الرب
المحيي المنبثق من الآب . . . الخ.
3-
مجمع أفسس الأول سنة 431م
أنكر نسطور (أسقف
القسطنطينية ) ألوهية المسيح وبدأ بإنكار كون السيدة العذراء والدة الإله قائلاً:
(إن مريم لم تلد إلهاً بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً وما يولد من الروح فهو
روح. فالعذراء ولدت إنساناً عبارة عن آلة للاهوت. وذهب إلى أن المسيح لم يكن إلهاً
في حد ذاته بل هو إنسان مملوء بالبركة أو هو مُلهم من الله لم يرتكب خطية).
أصدر المجمع القرارات التالية :
( أ ) المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة. ( طبيعة إلهية مع بشرية لا ينفصلان
ومشيئة "إرادة" بشرية وإلهية لا ينفصلان.)
( ب) أن العذراء ولدت إلها" وتدعى لذلك أم الإله.
( ج ) وضع مقدمة قانون الإيمان الذي بدؤه: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها
العذراء القديسة والدة الإله . . . الخ"
مامعنى طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ؟
الطبيعة (طبيعة الإله وطبيعة البشر ) والمشيئة أو الرغبة ( رغبة الإله ورغبة البشر
).
إذا أكل السيد المسيح , من الذي يأكل الإله أم الإنسان ؟؟
القائلين بطبيعتين يقولون ليس الإله هو الذي يأكل بل الإنسان , فجعلوا الطبيعة مثل
ثوب يرتديه ويخلعه .
إن ذهب ليأكل قالوا الإنسان أو الطبيعة البشرية ( ناسوت ), وإن قام بمعجزة شفاء المرضى أو بالحديث قالوا الإله ( اللاهوت ).
أما
القائلين بطبيعة واحدة يقولون: لا نفصل بينهما فنتكلم عن طبيعة ونترك الأخرى فنقول
له طبيعة واحدة بدون امتزاج ولا اختلاط بين الناسوت واللاهوت.
أما
المشيئة , فإن أراد السيد المسيح أن يمشي إلى مكان , فهل الذي أراد أو شاء هو
الإنسان أم الإله ؟
نتيجة للخلاف حول هل السيد المسيح له طبيعة أم طبيعتين, مشيئة أم مشيئتين تم عقد
العديد من المجامع ونشأت الفرق بين الطوائف.
4-
مجمع أفسس الثاني سنة 449م.
رئيس دير في القسطنطينية قال أن جسد المسيح مع كونه جسد إلا أنه ليس مساوياً لجسدنا
في الجوهر لأن الطبيعة الإلهية لاشت الطبيعة البشرية وهذا معناه أن اللاهوت
( الصفات الإلهية) اختلط وامتزج بالناسوت ( الصفات البشرية).
وهنا بداية الاختلاف
رفض المجمع رأي رئيس الدير وأيد الرأي أن اللاهوت اتحد بالناسوت ولكن بغير
اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. وهو رأي الارثوذكس حاليا"
لم يقبل بابا روما القرار وتم عقد مجمع خلقيدونية لمن رفضوا القرار السابق.
و اتفقوا فيه أن اللاهوت والناسوت لم يتحدا مع بعضهما .
أي أن للسيد المسيح طبيعيتين و مشيئتين.
(
الكنيسة الأرثوذكسية لا تعترف بأي مجمعات بعد مجمع أفسس الثاني 449 م )
بينما( لاتعترف باقي الكنائس بمجمع أفسس الثاني 449 م السابق )
مجمع خلقيدونية سنة 451م
( باقي الطوائف عدا الأرثوذكس ).
أتخذ قرارات أهمها :
( أ ) إلغاء قرارات المجمع السابق. ( اللاهوت أختلط مع الناسوت )
( ب) اعتبار أن للسيد المسيح طبيعتين ومشيئتين.
وبالطبع لا تعترف الكنيسة الأرثوذكسية بهذه القرارات وانقسمت المسيحية إلى فرقتين
:
(الأولى) الأرثوذكس ( الكنائس الشرقية)
يعتقدوا بطبيعة واحدة وبمشيئة واحدة.
أي " اتحاد الصفات الإلهية مع البشرية بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير في
السيد المسيح".
واستمر الأرثوذكس بلا انشقاق يذكر حتى الآن.
( الثانية ) الكاثوليك ( المذهب
الملكاني) يعتقدوا بطبيعيتين و بمشيئتين.
ظهور المارون انقسام آخر :
انفصلت فئة أخرى عن
الكاثوليك تزعمهم يوحنا مارون سنة (667 م) , ذهب
إلى مع أن للمسيح طبيعيتين فإن له مشيئة واحدة.
فأقيم مجمع لمناقشة الفكرة
مجمع القسطنطينية الثاني 680 ميلادية.
قرر أن للمسيح
طبيعيتين ومشيئتين وكفر المذهب الماروني.
تمت مطاردة المارون حتى استقروا في جبال لبنان. ( يسموا المارونيين),وظلوا مستقلين
في مذهبهم, إلى أن أعلنوا الولاء لكنيسة روما ( الكاثوليك ) عام 1182 مع بقائهم على
مذهبهم .
بذلك أصبحت الفرق ثلاثة.
أرثوذكس :
للمسيح طبيعة واحدة و مشيئة واحدة.
كاثوليك : .. طبيعيتين و مشيئتين.
مارون : .. طبيعيتين و مشيئة واحدة.
بعد ذلك حدث انشقاق داخل الكاثوليك
أنفسهم بين كنيسة روما وكنيسة القسطنطينية حول إضافة كلمة
ابن لقانون الإيمان .
الذي ينص على أن الروح القدس منبثق من الآب, أضافت كنيسة روما والابن.
أي غيروا في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني وقالوا : نؤمن.. "وبالروح القدس
الرب المحيي، المنبثق من الآب والابن ".
أقامت كنيسة القسطنطينية المجمع التالي الذي رفض رأي كنيسة روما.
مجمع القسطنطينية الثالث 879 ميلادية.
قرر أن الروح القدس منبثق من الآب فقط وهذا ضد اعتقاد كنيسة روما. فحدث الانفصال
إلى
1- كنيسة روما و تسمى الكاثوليكية
أو اللاتينية أو الغربية أوالملكانية.
2-كنيسة القسطنطينية و تسمى الروم أرثوذوكس
أو الكنيسة اليونانية.
أصبحت الفرق الرئيسة أربعة :
( الأولى) أرثوذكس .
للمسيح طبيعة واحدة, الروح القدس من الآب فقط.
( الثانية ) كاثوليك. للمسيح
طبيعيتين ومشيئتين, الروح القدس من الآب والابن.
( الثالثة) الروم أرثوذوكس. للمسيح طبيعيتين
ومشيئتين,الروح القدس من الآب فقط.
(الرابعة) المارون. للمسيح
طبيعيتين ومشيئة واحدة.
أصبحت كل فرقة من الفرق لها تشريعاتها الخاصة ومجمعاتها الخاصة فعلى سبيل المثال
أقامت الكنيسة الكاثوليكية ( روما ) المجمعات التالية.
مجمع رومة 1225 ( خاص بالكاثوليك )
تقرر أن الكنيسة
البابوية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء.
مجمع
رومة 1869
(
خاص بالكاثوليك )
تقرر فيه أن البابا معصوم.
نشأة طائفة البروتستانت .
يقول
القمص زكريا بطرس في كتاب تاريخ انشقاق الكنائس.
كنيسة روما وجهت كل مجهوداتها نحو السياسة والسيطرة على الأباطرة وإخضاعهم تحت
سلطانها فأدى هذا إلى نزاع شديد بين السلطتين الدينية والسلطة الحاكمة كان نتيجته
ضعف البابوية وانحلالها.
نتج عن هذا
الوضع بعض الحركات الإصلاحية المعارضة كان أبرزها حركة" مارتن لوثر" في القرن
السادس عشر. وهو الذي انشق عن الكنيسة الكاثوليكية وكون الكنيسة البروتستانتية.
كان "لوثر" راهباً كاثوليكياً وأستاذاً لعلوم الدين في جامعة ويتنبرج بألمانيا
وراعياً لكنيستها أعلن معارضته للبابا وخروجه عن الكنيسة الكاثوليكية.
ثم أعلن فيما بعد أن البابوية ليست ذات مصدر إلهي. وعندما استدعاه البابا إلى روما
رفض ذلك. ثم زاد في عناده فكان من جراء هذا أن جرمه البابا سنة 1526م وأمر بإحراق
كل كتاباته.
كان أهم اعتراضان عند مارتن لوثر :
1- الاستحالة ( القربان المقدس )
وهي اعتقاد مسيحي أنهم عندما يأكلون الخبز ويشربون الخمر يوم الفصح وهو المسمى
عندهم بالعشاء الرباني يستحيل ( يتحول ) الخبز إلى لحم عيسى المسيح ( ربهم ) و
تستحيل الخمر إلى دمه فمن أكل ذلك الخبز وشرب تلك الخمر فقد أدخل المسيح ( ربهم )
في جوفه وامتزج به وبتعاليمه.
( متى 26- 27 ولوقا 22 :18 و مرقص 14 : 22 . ( المسيحية د. أحمد شلبي 213 بتصرف
).
2- صكوك الغفران
.
يقول
صاحب كتاب تاريخ انشقاق الكنائس.
أصدر
البابا ليو العاشر غفراناً شاملاً للعالم أجمع 1517م , ويتمتع بهذا الامتياز كل من
يشتري صك الغفران وكان الغرض من هذا العمل هو الحصول على المال اللازم لبناء كنيسة
القديس بطرس في روما......فكان من يدفع يشتري صك غفران من الخطايا!.
انتشر المذهب الجديد هربا" من الضرائب وعبودية الفلاحين وهربا" من سيطرة الكنيسة والبابا على الأفكار والعلم. كما نشطت هجرة البروتستانت إلى العالم الجديد " أمريكا" فشكلوا نسبة كبيرة من المجتمع الأمريكي.
اتخذ مارتن لوثر ثلاثة وسائل لجذب الناس إلى معتقده:
نشر كتاب حرض فيه الأمراء على اختلاس أوقاف الأديرة وتحويل الأديرة إلى مدارس ومستشفيات عقلية وبهذا جذب الأمراء إلى جانبه.
أراد حاكم "هيش" أن يتزوج بإحدى النساء التي هام بها رغم أن زوجته حية فصرح له لوثر أن يكون له امرأتان معاً وبهذا كسب وده فصرح له بإقامة شعائره الجديدة.
ولكي يستميل الكهنة والرهبان (الذين ضاقوا ذرعاً بالرهبنة) جعل نفسه نموذجاً لهم فاعتدى على راهبة تدعى "كاثرين" ثم تزوجها وهو الراهب!! فأهان الإسكيم الملائكي وتزوج بعد أن كاهناً فأساء إلى أبوة الكهنوت ثم عاش مع زوجته في البناء الذي كان قبلاً ديراً له!!! حتى مرض بالفالج وتوفى سنة 1546م.
(تاريخ انشقاق الكنائس – القمص زكريا بطرس – ص 15 )
وكان من
أساسيات المذهب البروتستانتي :-
* الكتاب المقدس هو المصدر الأعلى و ليس تعاليم الباباوات.
* الكتاب المقدس يفسر حرفيا" وليس مجازيا".
* يجب أن يتاح لكل مسيحي تفسير الكتاب المقدس.
وينقسم
البروتستانت إلى العديد من الطوائف مثل معمدانية ومنهجية ومتحدة وأسقفية ولويثرية
ومشيخية ومورمونية وإصلاحية وسبتية وغيرها.
أما أهم الخلافات بين الارثوذكس والكاثوليك فهي :
1- يعتقد الكاثوليك بالطبيعيتين والمشيئتين في السيد المسيح.( الارثوذكس طبيعة واحدة ومشيئة واحدة).
2- يؤمن الكاثوليك بانبثاق الروح القدس من الآب والابن ( الارثوذكس من الآب فقط ).
3-القربان عند الكاثوليك ( التناول ) من الفطير فقط,ليس فيه خمر.( الارثوذكس بالخمر).
4- يعتقد الكاثوليك أن العذراء نفسها وُلدت وهى لا تحمل الخطيئة الأصلية (عقيدة الحبل بلا دنس), عكس الارثوذكس الذين يقولون أن الروح القدس طهرها ولكن كان يلزم لها الفداء ايضا".
( في تسجيل للبابا شنودة بعنوان معتقد الكاثوليك في العذراء, ينتقد فيه اعتقاد العذراء بأن الروح القدس خلصها من الخطيئة نهائيا" فيقول " لو كان الله قد وجد طريقة ليخلص السيدة العذراء من الخطيئة , لكان استخدمها معنا وخلصنا جميعا" بدون صلب السيد المسيح" ).
5- يغالي الكاثوليك في السيدة العذراء فيؤمنون أن العذراء شريكة في عمل الفداء.وأنه لا تأتى نعمة إلى البشر إلا عن طريق العذراء ويسمونها "سيدة المطهر"ويؤمنون بعصمة العذراء الكاملة من الخطأ.
6- يؤمن الكاثوليك بعصمة البابا وبرئاسة روما للكنائس المسيحية فى العالم كله وهذا ما لا يقبله الارثوذكس وغيرهم من الطوائف.
7-
قام الكاثوليك بتبرئة اليهود من دم المسيح ( المجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1965 ) .
أهم الخلافات بين البروتستانت والأرثوذكس
1-
يعتقد البروتستانت بالطبيعيتين والمشيئتين في السيد المسيح. مثل الكاثوليك.
2- يؤمن
البروتستانت بانبثاق الروح القدس من الآب والابن مثل الكاثوليك .
3- لا يؤمن البرتستانت بالاعتراف على يد كاهن ويعترفون لله مباشرة خلافا" للكاثوليك
والارثوذكس .
4- لا يؤمنون بسر الافخارستيا ( الاستحالة), فلا قداس ولا ذبيحة إلهيه ولا إيمان بتحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح (خلافا" للكاثوليك والارثوذكس).
5- حذفوا بعض الأسفار (الاسفار الثانية) من طبعتهم الخاصة للكتاب المقدس ودعوها ابوكريفا.
7 - يؤمنون بالحكم الألفي. ( أي أن المسيح سيعود ليحكم ألف سنة).
8 - لا يؤمنون بدوام بتولية العذراء.( السيدة العذراء تزوجت وانجبت عندهم ).
9- لا سلطة للبابا , تفسير الكتاب المقدس تفسير حرفي ومن حق كل مسيحي.
10- لا يطبق البروتستانت الطقوس والصيام الغير موجودة بالكتاب المقدس .
تداعيات ظهور طائفة البروتستانت
:
نتيجة لظهور المذهب البروتستانتي الذي لا يعترف بسلطة البابا, شن الباباوات حروب
على معتنقي هذا المذهب كان من ضمن الحروب
1- الحروب
الدينية في فرنسا زهاء
مايزيد على أربعين عاما"
متتالية
خلال القرن السادس عشر.وكان
من ضمنها مذبحة سانت بارتليميو
في 24 اغسطس
عام 1572
"St. Bartholomew's Day massacre"
حيث انقض
الكاثوليك بمباركة البابا جريجوري الثال عشر (Pope
Gregory XIII
) على
البروتستانت أثناء احدى الاعياد , وذبحوا منهم الألاف , وشنقوا العديد على اغصان
الشجر.
وتحدد مصادر البروتستانت عدد القتلى 30 ألف قتيل , أما الكاثوليك فيدعون أن عدد
القتلى الفين فقط.
(معجم
الحروب-د.فردريك-جروس برس-
ص -323).
2- حاول الإنجليز إخضاع أيرلندا دينيا" بفرض المذهب البروتستانتي اعتبارا" من 1536 واستمرت الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت حتى القرن الثامن عشر, ولاتزال أثار العنف تظهر في بعض المناسبات الدينية.
3- حرب الثلاثين عاما" الدينية بين البروتستانت والكاثوليك في المانيا من (1618-1648).
4- وكان من أخر
الحروب التي نشأت بين الكاثوليك والبروتستانت
الحرب الأهلية
في أسبانيا(1936-1939)
والتي
بلغ عدد القتلى فيها 306 ألف شخص,
وتم ذبح رجال
الدين الكاثوليك فقتل في الحرب 6845 رجل
دين
كاثوليكي.
(معجم الحروب-د.فردريك-جروس برس-
ص- 228).
تزامن مع ظهور
البروتستانت عمل تراجم للكتاب المقدس , وظهور آلات الطباعة ونتيجة للمبادئ التي
نادى بها البروتستانت, وأهمها حق القراءة والتفسير للكتاب المقدس,أصبح
بذلك العهد القديم ( الذي كان حبيس الأديرة والصوامع قرون
عديدة ) أصبح المرجع الأعلى لفهم العقيدة النصرانية وبلورتها.
تسربت الروح
العبرية اليهودية إلى الفنون والآداب وحلت قصص وتفسيرات العهد القديم محل المسرحيات
التي كانت تمثل حياة القديسين.
ونتج عن هذا تسرب الأدبيات اليهودية للفكر والعقيدة المسيحية ومنها :
1- اليهود شعب الله المختار.
2- هناك ارتباط وميثاق إلهي بين اليهود وبين فلسطين منذ عهد الله لإبراهيم حتى قيام
الساعة.
3- ربط الإيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولة صهيون, أي بإعادة تجميع
اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيح فيهم .
( كيف
تطورت العلاقة بين اليهود و النصارى- سليمان الخراشي- باختصار نقلا" عن الأصولية
الإنجيلية ص 44-45 )
كتب لوثر ( منشئ البروتستانت ) في كتابه
( المسيح ولد يهوديا" )
اليهود هم أبناء الرب ونحن الضيوف الغرباء ...وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي
تأكل مما يتساقط من فتات مائدة أسيادها, تماما"كالمرأة الكنعانية )
( الأصولية
المسيحية في أمريكا—عادل المعلم ص 90 ).
( بالإنجيل أن امرأة كنعانية طلبت من السيد المسيح الشفاء فقال لها "لم أبعث إلا إلى خراف بني إٍسرائيل" فقالت له ولكن الكلاب أيضا" تأكل مما يتساقط من مائدة أسيادها , أي أن الكلاب هم غير اليهود و الأسياد هم اليهود )
متى 15 :21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ﭐرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «ﭐصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.
يشكل ( معتنقي البروتستانت 60 – 62 % ) من نسبة سكان أمريكا, و( الكاثوليك 25-27 %) و(الأرثوذكس 1% ) و (اليهود 2 % ) و ( الإسلام 2 % ).
( الأصولية المسيحية في أمريكا – عادل المعلم--مكتبة الشروق. عن معهد جالوب 1990).
قال الله تعالى
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ [المائدة : 77]