الوحدانية و الثالوث.

معنى التوحيد في الإسلام :

التوحيد هو  " إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به. "


وقسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أنواع :
الأول : توحيد الربوبية  وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير "
(شرح الأصول الثلاثة .ابن عثيمين. ص39)
أي أن توحيد الربوبية خاص باعتقادنا نحن و أفعال الله تعالى.
 فتوحيدنا للربوبية هو بمعنى الإعتقاد والإيمان أن الخالق هو الله والمحيي هو الله و المميت هو الله والشافي هو الله ... فلا ننسب أفعال الله تعالى لغيره فنعتقد أن غير الله من يخلق أو يشفي أو يرزق.

 

" معناه اعتقاد أنه تعالى رب السماوات والأرض وخالق مَنْ فيهما ومافيهما, ومالك الأمر في هذا العالم كله لا شريك له في ملكه , ولا مُعَقًب عليه في حكمه , فهو وحده رب كل شيء, ورازق كل حي , ومُدَبًر كل أمرو وهو وحده الخافض الرافع,المعطي المانع , الضار النافع , المعز المذل , وكل ما سواه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاط ولا ضرا" إلا بإذن الله ومشيئته."
(حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص.21 –مكتبة وهبة).

 

الثاني : توحيد الألوهية  وهو " إفراد الله سبحانه و تعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدا" يعبده و يتقرب إليه كما يعبد الله تعالى و يتقرب إليه".  ( المصدر السابق. ص40 )

أي أن توحيد الألوهية مختص بأفعال العباد.
فتوحيدنا للألوهية يعني أن أفعال وأمور العبادة توجه لله تعالى فقط.

بمعنى : إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبّد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته .( العقيدة الصحيحة- بن باز ).

 

"معنى توحيد الالوهية, إفراد الله تعالى بالعبادة والخضوع والطاعة المطلقة, فلا يُعبد إلا الله وحده, ولا يُشرك به شئ في الأرض أو في السماء. ولا يتحقق التوحيد مالم ينضم توحيد الألهية إلى توحيد الربوبية. فإن توحيد الربوبية وحده لا يكفي , فالعرب المشركون كانوا يقرون به ومع هذا لم يدخلهم في الإسلام لأنهم أشركوا بالله و واتخذوا مع الله آلهة أُخرى , زعموا انها تقربهم إلى الله ,أو تشفع لهم عنده.( (حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص 23).

 قال الله تعالى
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [العنكبوت :
61] 

أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر : 3]

 

معنى العبادة :

وأصل العبادة في اللغة : الطاعة والخضوع والتذلل . أما مفهوم العبادة في الشرع فمفهوم واسع شامل.
العبادة كلمة تتضمن معنيين امتزج احدهما بالأخر , فصارا شيئا" واحدا" . وهما نهاية الخضوع مع نهاية الحب. والعبادة ليست مقصورة على صورة واحدة بل لها انواع وصور عديدة.
فمنها الدعاء-أي الإتجاه إلى الله تعالى لطلب نفع أو دفع ضر. ومنها إقامة  الشعائر الدينية مثل الصلاة والصيام والصدقة والحج  والنذر والذبح وماشابه ذلك. فلا يجوز ان توجه هذه الشعائر إلا لله. ومنها الانقياد والإذعان الديني لما شرع الله من احكام, أحل بها الحلال وحرم بها الحرام.
 ( المصدر السابق. ص 24-25 بتصرف )

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ  :
[ العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة .
وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله ] العبودية ص 38 .

 

 

الثالث : وهو توحيد الأسماء و الصفات  وهو " إفراد الله سبحانه و تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه , أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته , ونفي ما نفاه من غير تحريف ولا تعطيل , ومن غير تكييف ولا تمثيل".( شرح الأصول الثلاثة- بن عثيميين. ص40).

(.......... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى : 11]

التحريف هوتغيير المعنى بدون دليل مثل( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه : 5] من أمثلة التحريف القول بأن استوى تعني استولى! ( فلا يوجد دليل على هذا التفسير ).
والتعطيل هو إنكار ما أثبت الله لنفسه من الصفات . مثل قول الله تعالى (... بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ...) [المائدة : 64], فالله تعالى أثبت اليد لنفسه , فالقول "أن اليد تعني القوة" بدون دليل هو نوع من التحريف , والقول " لن نثبت اليد لله تعالى" يسمى التعطيل.
التكييف
هو شرح الكيفية مثل القول" إن الله استوى على العرش بكيفية كذا وكذا",  فهذا يسمى تكييف وكمثال له " جاء أحمد مسرعا" في المساء" , فهنا تكييف ووصف لمجيء أحمد .
التمثيل هو ذكر مماثل للشيء أي إنها شرح الكيفية بإعطاء مثال "مثل مجيء أحمد كان مثل مجيء أشرف". ( اختصارا" من شرح العقيدة الواسطية- بن عثيميين).


وما يضاد التوحيد هو
الشرك .

الشرك هو أن يجعل المرء لله شريكا" فيما يخص الله تعالى من حق. (حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص.42 بتصرف).


الشرك نوعان:

النوع الأول :  شرك أكبر وهو :
أ- ظاهر:
عبادة إله أو آلهة مع الله سواء أكان هذا الإله كوكبا" كالشمس , أو جمادا" كالأصنام , أو حيوانا" كالعجل , أو إنسانا" كالذين عبدوا فرعون وبوذا والسيد المسيح عيسى بن مريم.
ب- خفي :
دعاء الموتى و المقبورين من أصحاب الأضرحة والمقامات, والاستعانه بهم وطلب قضاء الحوائج منهم من شفاء المرضى والنصر على العدو وغيرها مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى . والاعتقاد انهم يضرون وينفعون .
(حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص.44. بتصرف).

النوع الثاني:  شرك أصغر ( لا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيد)
 وهو قسمان:
أ- شرك ظاهر:  وهو ألفاظ وأفعال، فالألفاظ كالحلف بغير الله , وقول: ما شاء الله وشئت...
وأما
الأفعال: فمثل تعليق التمائم خوفا من العين وغيرها, فإذا اعتقد الفاعل أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه فهذا شرك أصغر. لأن الله لم يجعل هذه أسبابا. أما إن اعتقد أنها(التمائم أو الأيقونات أو الصور)  تدفع وتمنع وترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغير الله.
ب- شرك خفي:  وهو الشرك في الإرادات والنيات ـ كالرياء والسمعة ـ كأن يعمل عملا مما يتقرب به إلى الله يريد به ثناء وشكر الناس عليه، كأن يتصدق لأجل أن يمدح ويثني عليه.

(كتاب التوحيد – الشيخ صالح الفوزان – باختصار).

ملخص ماسبق :-

يتضح أن مفهوم الإسلام للشرك لا يعني فقط التصريح بعبادة أكثر من إله , بل يضم
1- ( عملي ) توجيه أي نوع من أنواع العبادة المستحقة لله تعالى إلى غير الله مثل :
دعاء أو طلب من غير الله  مثل طلب من رجال الدين  ما لا يقدر عليه إلا الله , ايضا" الدعاء وطلب العون من الأموات أو من التماثيل أو الصور
.  
2- (اعتقادي ) مثل الاعتقاد أن غير الله  يخلق أو يشفي ,والاعتقاد أن التمائم أو الأيقونات أو الصور أو الصلبان تبعد الشر وتجلب الخير.
فالمعتقد الصحيح بالنسبة للمريض كمثال, أن الطبيب والعلاج أسباب من أسباب الشفاء والشافي هو الله تعالى ( ولم يكن الشفاء بسبب الطبيب أو الدواء أو البخور أو قطعة ملابس من كاهن أو من صاحب قبر ) وهكذا ترد الأسباب لمسببها الأول وهو الله تعالى.

3- تسمية الله سبحانه و تعالى أو وصفة بما لم يصف به نفسه. مثل إقنوم أو ثالوث وغيرها.  


الوحدانية في العهد القديم والجديد.

جاءت نصوص العهد القديم والجديد تظهر وحدانية الله تعالى , فلم يذكر في أي من أسفار الكتاب المقدس أن هناك أكثر من إله, أو أكثر من رب , أو أن الإله الواحد عبارة عن ثالوث.
 

ولكن هناك بعض الأعداد ( الفقرات ) يتم تفسيرها وتأويلها من جانب النصارى لإثبات التثليث هذا مع احتفاظهم بعبارات وحدانية الله الصريحة والواضحة التي لا يمكن إنكارها.
وقد وجد النصارى حلا" وسطا" للجمع بين القول بالتوحيد والقول بالتثليث , وهو التصريح بأن الثالوث لا ينافي الوحدانية وأن الله واحد في ثالوث أو ثلاثة في واحد ..!!.

 وسيتم بإذن الله تعالى عرض وتفنيد النصوص التي يتم الاستناد إليها لإثبات التثليث.


النصوص الصريحة الدالة على وحدانية الله تعالى
:
العهد القديم
" فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ اَلرَّبَّ هُوَ اَلإِلهُ فِي اَلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى اَلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ " (تثنية 4/39).

" إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".(ثنية 6/4).

Isa 45:18  لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.
العهد الجديد
قول السيد المسيح للشاب الغني: " لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه "(مرقس 10/18).

إجبة السيد المسيح عندما تم سؤاله عن أول الوصايا :   " فأَجابَ يسوع: الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. " (مرقس12/29).

 

مفهوم الثالوث في المسيحية :


يقول النصارى نحن نعبد إله واحد ولكن الإله الواحد له ثلاثة أقانيم, والاقنوم يعني خاصية أو شخصية. وسنناقش الآن :
1-  تعريف النصارى للثالوث.
2- كيف استدلوا عليه من كتبهم, حيث أن الكتب لا تحوي كلمة ثالوث أو اقنيم ؟
3- كيف يفهمه علماء النصارى.
4- الثالوث من حيث نشأته وتواجده التاريخي.
5- كيف يشرحونه لعامة النصارى والرد على ذلك.

6-

 

يقول الأبّ هَنري بُولاد اليَسُوعيّ في موسوعة المعرفة المسيحية- دار المشرق – بيروت
"في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ " الله واحد في ثلاثة أقانيم ". فما معنى " أقنوم "؟ إن كلمة " أقـنوم " تعنى شخصًا. فنقول إنَّ الآب أقنوم والابن أقنوم والروح القدس أقنوم."

كتب إسكندر جديد في كتابه
" وحدانية الثالوث في المسيحيّة والإسلام"
"ولا يعني المسيحيّون بتعدُّد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر .لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة .أي انه الوحدة اللاهوتية. والمراد بالأقنوم واحد من الآب والابن والروح القدس. ومع ذلك فكلمة أقنوم - كسائر الألفاظ البشرية - قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية .هي أن الله ثالوث في الأقنومية .وواحد في الجوهر."

 

حسب قانون الإيمان النيقاوي – والنيقاوي القسطنطيني
 نؤمن بإله واحد
، آب ضابط الكل، خالق السماء  والأرض، كل ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق،  مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بالروح القدس من مريم العذراء، وصار إنساناً وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألـم ومات وقُبر، وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب وسيأتي أيضاً بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه. وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب (والابن)، الذي هو مع الآب والابن يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء،.

من قانون الإيمان الأثانسي :
3هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث .وثالوثاً في توحيد.

4لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.

5إن للآب أقنوماً .وللابن أقنوماً .وللروح القدس أقنوماً.

6ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ .وجلال أبدي معاً.

15وهكذا الآب إله .والابن إله .والروح القدس إله.

16ولكن ليسوا ثلاثة آلهة .بل إله واحد.

17وهكذا الآب رب .والابن رب .والروح القدس رب.

18ولكن ليسوا ثلاثة أرباب .بل رب واحد.

19وكما أن الحق المسيحي يكلّفنا أن نعترف بأن كلاً من هذه الأقانيم بذاته إله ورب.

20كذلك الدين الجامع .ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.

21فالآب غير مصنوع من أحد .ولا مخلوق .ولا مولود.

22والابن من الآب وحده .غير مصنوع .ولا مخلوق .بل مولود.

23والروح القدس من الآب والابن .ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق.

انتهى الاستدلال من المصادر النصرانية وخلاصة ما سبق حسب وجهة النظر النصرانية :
أن هناك إله واحد وهذا الإله له ثلاثة أقانيم ( اشخاص ) و كل من هذه الأقانيم إله كامل بمفرده , ولكنهم كلهم إله واحد وليسوا ثلاثة آلهة.
 

بالطبع أول ما نسئل عنه, ما أدلة استدلالكم على الثالوث من كتبكم ؟
( عند مناقشة النصوص الدالة على المعتقد سنعتبر الكتاب المقدس مصدرا" موثقا" بصرف النظر عن وجهة نظر الإسلام فيه , فبالرغم من وجهة النظر الإسلامية في الكتاب المقدس ,فإن الكتاب لا يحوي أدلة على الثالوث ولا على ألوهية السيد المسيح وألوهية الروح القدس وغيرها من المعتقدات الرئيسية المسيحية كما سيتم التوضيح).
السؤال الآن الذي أوجهه كمسلم والذي يجب أن يوجهه كل مسيحي لقساوسته وعلماؤه,
 ما هو الدليل من الكتاب المقدس على الثالوث  ؟ أو كيف تم ذكر هذا الموضوع في الكتاب المقدس ؟
تقديم الدليل الكتابي يجب أن يسبق أي محاولة للشرح والتفسير من جانب رجال الدين المسيحي, وبعد أن يتم تقديم الادلة والبراهين  الكتابية على المعتقد من الممكن ان يتم الشرح والتشبيه.
فمن المفترض و المعقول أن الكتاب المقدس لو أعطيناه لشخص على أساس أنه موحي به من الله , عندما يقرأه يجب أن يجد فيه ويعرف منه بوضوح من هو الرب ؟ وهل هو واحد ام ثالوث , أم واحد في ثالوث ؟

 

 

الموسوعة البريطانية و تحت اسم "الثالوث"  "Trinity" وعلى الأنترنت على الرابط

 http://0-www.search.eb.com.library.uor.edu:80/eb/article-9073399

كتبت تقول :

لم تظهر كلمة الثالوث ولا وصف المعتقد في العهد الجديد, والسيد المسيح واتباعه لم يعارضوا

الصيغة التي وردت في العهد القديم " إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".(ثنية 6/4).

ولكن المسيحيين الأوائل كان عليهم أن يوفقوا بين الإعتقاد بعودة السيد المسيح و بين الإيمان بأن قوة الله فيهم متمثلة في الروح القدس .

المعتقد نما خلال عدة قرون محدثا" الكثير من الجدال.
في البداية , كلا" من عقيدة التوحيد المتوارثة من العهد القديم والصفة المطلوبة لتوصيل التعاليم المسيحية للرومان يبدو أنه تطلب أن يتم تقديم ووصف السيد المسيح على أنه " الكلمة" –"اللوجوس"  ,على انه تابع للوجود الإلهي.
الحل الأخر , كان اعتبار الأب والابن والروح القدس هما ثلاثة انماط ( اقانيم ) من الإله الواحد ولكنهم غير منفصلين أو متمايزين عن الله نفسه.

الأول يظهر الفصل بين الثلاثة, ولكن على حساب المساواة بين وحدانيتهم,الثاني جاء بمصطلح الوحدانية ولكن على حساب تمايزهم كأشخاص " اقانيم" .
حتى القرن الرابع كان هناك انفصال بين الثلاثة ولم يتم دمجهم في معتقد أصولي عن جوهر واحد وله ثلاثة أشخاص .

في مجمع نيقية عام 325 , تم الاقرار بأن الابن له نفس المادة مثل الآب ( متحد معه في الجوهر)., ولم يذكر الروح القدس إلا عابرا", وفي 381 دافع اثناسيوس عن قانون الإيمان الخاص بمجمع نيقية وفي نهاية القرن الرابع أصبح معتقد الثالوث معتقدا" اساسيا" . ( الموسوعة البريطانية).

 

نصوص إستدلال و إثبات الثالوث و الرد عليها :

 

كما ذكرنا سابقا" أنه :
 ( أ)   لم يأت أي نص صريح واضح يبين أو يشير أو يدل على الثالوث.
 (ب)  لم يأت ذكر لكلمة الثالوث في الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو الجديد
 (ج)  لم تذكر كلمة إقنوم أو أقانيم أو أن الواحد ثلاثة بأي من أسفار الكتاب المقدس.

 

ولكن يستدل النصارى على وجود الثالوث بنصوص رئيسية :
1- النص الأول :

إنجيل متى 28 : 19 :(( فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأمم وَعَمِّدُوهُمْ باسم الآب وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. ))

يقول النصارى  : " إن الوحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم و لم يقل عمدوهم باسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء.
هذا على اعتبار أن العبارة جاء فيها ( اسم) وهو لفظ مفرد و لم يأت بها (اسماء ) بصيغة الجمع مما يعني حسب تفسيرهم أن الثلاثة هم واحد !.


الرد  على النص الأول :  النص يمكن نقضه بثلاثة طرق :
الطريقة الأولى :
  بمثال مشابه لنفس العبارة  مثل :
أ-  إن خاطبنا إحدى الجيوش او الفصائل قائلين ,
" حاربوا إسرائيل باسم مصر وسوريا وفلسطين".

العبارة ليس بها خطأ مع ان الثلاثة ليسوا واحدا" . فكل منهم يختلف عن الأخر.
ب- بيان موجه للجيوس العربية
"على الجيوش العربية أن تقاتل باسم العروبة والإسلام والشرف والكرامة والعدل ".  لا يوجد خطأ في العبارة و في نفس الوقت الخمسة ليسوا واحدا" !!.
 بذلك اسم لا تعني أن ما بعدها يجب أن يكون واحد.
وهذا التركيب يسمى في اللغة جواز إفراد المضاف مع تعدد المضاف إليه.
مثل قول الله تعالى
{أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (87) سورة آل عمران

فجاء القول بالمفرد ( لعنة) و لم يأت بالجمع ( لعنات).

الطريقة الثانية:
إحضار أمثلة من الكتاب المقدس تم استخدام فيها اسم وجاء بعده جمع وبدون أن يكون المعنى الوحدة مثل :
تث 18:20  وأما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي. .....( لاحظ أن النص قال باسم آلهة أخرى ولم يقل بأسماء آلهة أخرى.)

والنص السابق بالإنجليزية هو :

 

De 18:20  But the prophet, which shall presume to speak a word in my name, which I have not commanded him to speak, or that shall speak in the name of other gods, even that prophet shall die.

( لاحظ أن بالنص السابق جاء  أسم  name  في صيغة المفرد . وجاء بعدها  آلهة other gods  في صيغة الجمع ).
وبالطبع الآلهة الوثنية ليست عبارة عن إله واحد في مجموعة.

والأمثلة عديدة ويمكن البحث بالكتاب المقدس عن كلمة اسم أو اسمهم لمزيد من الأمثلة.

 

الطريقة الثالثة:

لاحظ بعض علماء المسيحيية أنه إن كان عيسى قد أوصى حوارييه حقاً أن يقوموا بالتعميد وفق قوله "عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس" فمن المستبعد أن يكون الحواريون قد عصوا أمره المباشر وقاموا بالتعميد باسم عيسى المسيح وحده  ,وذلك لإن بطرس قال :
 فقالَ لهُم بُطرُسُ: ((تُوبوا وليَتعَمَّدْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم باَسمِ يَسوعَ المَسيحِ)). أعمال الرسل 2: 38
ولم يقل باسم الآب و الأبن والروح القدس !!.

و كذلك فى اعمال 8 : 16: (( لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم. غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. ))
و الصيغة فى مرقص 16 : 15 على سبيل المثال ايضاً لا تذكر الثلاثة اقانيم المزعومة :
((
وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها .))


والمسيح على زعمهم قال النص الوارد في متى 28 : 19  أمام الاحد عشر تلميذ على الجبل فيما يمكن ان نسميه خطبة الوداع او آخر ما قاله المسيح ومن الصعب أن نتخيل ان الاحد عشر تلميذ نسوا هذا القول المهم والاساسى و لم يذكره أي أحد منهم بعد ذلك اطلاقا .
و الخلاصة أن الصيغة لا تظهر فى العهد الجديد كله ابداً وكل كتبة الاناجيل والرسائل واعمال الرسل ليس عندهم علم بهذه الصيغة ولا توجد هذه الصيغة الا فى انجيل متى فقط وغريبة ومتناقضة مع غيرها.

 

لذلك يقول توم هاربر Tom Harpur في كتابه الشهير "من أجل المسيح" :

"يتفق جميع أو أغلب العلماء المحافظين على أن الجزء الأخير من هذه الوصية على الأقل قد تم إضافته لاحقاً. هذه الصيغة غير موجودة في أي مكان آخر في العهد الجديد، و نحن نعلم من خلال الدليل الوحيد المتوفر لدينا (بقية العهد الجديد) أن الكنيسة الأولى لم تقم بتعميد الناس باستخدام هذه الألفاظ – بل إن التعميد كان باسم يسوع وحده. وبالتالي فإن النص الأصلي يقول: "عمدوهم باسمي" ومن ثم جاءت الإضافة لتصبح جزءً من العقيدة. في الحقيقة فإن أول من أشار إلى هذا الأمر هم الناقدون الألمان بالإضافة إلى طائفة "الموحدين" في القرن التاسع عشر، و هذا الرأي كان شائع القبول عموماً في الأوساط العلمية حتى عام 1919. في أول إصدار لتفسير بيك (Peake) يقول: (إن كنيسة الأيام الأولى لم تبدِ اهتماماً بهذه الوصية المنتشرة في العالم اليوم و إن كانت على علم بها. إن وصية التعميد باسم ثلاثة إنما هي توسيع في العقيدة)."

من أجل المسيح For Christ's Sake– توم هاربر Tom Harpur – ص 103

 

تم التأكيد على ذلك في (تفسير بيك Peake للكتاب المقدس) الذي طبع سنة 1919، والذي نال إعجاباً عالمياً واعتُبر المرجع الأساسي لدارسي الكتاب المقدس. حيث يقول بيك: "يتم شرح هذه المهمة من خلال لغة الكنيسة و أكثر المعلقين يشككون في أن صيغة الثالوث موجودة في الأصل في إنجيل متى، حيث أن بقية العهد الجديد لا يحتوي على هكذا صيغة بل يصف التعميد كما تم تأديتـه باسم يسوع السيد (أعمال الرسل [2: 38] ، [8: 16]، إلخ)".

كما جاءت تأكيدات اخرى عديدة حول النص منها :
إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والإبن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن ... إضافة دينية لاحقة. تفسير العهد الجديد لتيندال،( الجزء الأول، صـ 275(.

إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع{عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والإبن والروح القدس.) الموسوعة الكاثوليكية، المجلد الثاني، صـ 236) .

الثالوث. - ... غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، ... كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، ... (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... هذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع في متى. وقد وضح أيضاً أن فكرة الحواريين مستمرين في تعليمهم، حتى أن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
أخيراً، صيغة إيسوبيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المحامين.(بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريون أو الفلسطينيون، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والإبن والروح..( قاموس الكتاب المقدس لهاستينج،(طبعة 1963، صـ 1015) .

يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد باسم الثالوث..( الكتاب المقدس النسخة القياسية الجديدة (NRSV
) حول متى 28: 19 ).

 
لقد أصر السيد المسيح طوال الوقت على دعوة اليهود فقط ,فلقد قال السيد المسيح للمرأة الكنعانية ( الفلسطينية) , إنه أٌرسل فقط لبني اسرائيل حسب ما جاء بانجيل متى :

متى 15 : 22 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».

وطلب السيد المسيح من الحواريين الذين أرسلهم أن لا يدعوا  إلا بني اسرائيل فقال :

متى 10 : 5 هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا.  6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.

 

فكيف يطلب السيد المسيح من الحواريين بعد قيامته المزعومة في الانجيل , كيف يطلب منهم  أن يقوموا بما لم يفعله وهو معهم ولم يامرهم به وهو معهم ؟, وهو دعوة غير بني اسرائيل ؟؟ هل هذا تناقض أم نسخ أحكام ؟؟

 

لقد أبلغ السيد المسيح الحواريين أن الدينونة أو الحكم سيكون لبني اسرائيل فقط فقال " متى 19 : 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.).


ومع تحفظنا أن هذه النبؤة فشلت ولم تتحقق , فهو كان يتحدث مع 12 حواري من بينهم يهوذا , والذي حسب العهد الجديد خان السيد المسيح وسلمه لأعداءه , فكيقف تكون النبؤة بأن من خان السيد المسيح وسلمه ليصلب (على اساس العهد الجديد ),سيكون ممن يدينون اسباط بني اسرائيل ؟؟!!.

ولكن حسب النص السابق فالإدانة لاسباطط بني اسرائيل الاثنى عشر وليس للعالم أجمع , مما يؤكد خصوصية دعوة السيد المسيح لبني اسرائيل فقط.

 

كلمات السيد المسيح الخاصة بدعوة بني اسرائيل فقط ,تتوافق مع ماجاء في القرآن الكريم من أنه عليه السلام أرسل لبني إسرائيل فقط. ,

وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ .......... [آل عمران : 49]



2- النص الثاني
:
رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 : (( فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)).

 

قبل الرد سنحتاج لإعطاء نبذة عن تراجم الكتاب المقدس,وبالفصل الخاص بالكتاب المقدس سنضع شرح اوفى للموضوع .


نبذة عن التراجم  ( التفصيل في فصل الكتاب المقدس )

العهد الجديد الذي يضم هذه الفقرة أقدم مخطوطاته كانت باليونانية, وكانت التراجم للغات الأخرى تتم باستخدام المخطوطات القديمة اليونانية إلى اللغة الإنجليزية.
في القرن السابع عشر قام ملك إنجلترا "الملك جيمس" بعمل ترجمة كاملة للكتاب المقدس, سميت "ترجمة الملك جيمس" (نشرت عام 1611 ) , انتشرت هذه الترجمة و أصبحت الأشهر ويرمز لها
"KJV".
أصبحت ترجمة الملك جيمس الأوسع انتشارا" في العالم وهي التي تمت منها التراجم لمختلف اللغات الأخرى ( عربي- ألماني- فرنسي ....) والترجمة العربية منها طبعة دار الكتاب المقدس المنتشرة في العالم العربي تسمى "سميث وفان دايك
" ويرمز لها "SVD" .
بعد فترة ونتيجة لإكتشاف العديد من المخطوطات مثل مخطوطة سانت كاترين وغيرها, تم عمل تراجم أخرى بالاعتماد على الوثائق والمخطوطات الأقدم ومع تحري قدر أكبر من الدقة في الترجمةوالتدوين.
( المصادر مقدمة الكتتاب المقدس
"RSV"   والتفصيلوالشرح في فصل الكتاب المقدس ).

 نتيجة لاكتشاف المخطوطات الحديثة, اجتمع 32 عالم من علماء المسيحية من مختلف الطوائف يدعمهم  50 جمعية مسيحية وذلك لعمل ترجمة أكثر دقة .
تم عمل النسخة القياسية المعدلة ( عام 1881 )
Revised standard Version" " ويرمز "RSV" .و تم طبع منها طبعات مختلفة منها طبعة 1971 وهي موجودة بمكتبات الكتاب المقدس بالانجليزية, ومن الممكن قراءة المقدمة الخاصة بها عن طريق البحث عن  " About the RSV"  على شبكة الأنترنت.


أيضا" اجتمع علماء إنجلترا وقاموا بعمل ترجمة سميت الترجمة الإنجليزية القياسية
ويرمز لها   "ESV"  .
وقام علماء أمريكا بعمل ترجمة سميت الترجمة القياسية الأمريكية
يرمز لها  "ASV" .
وقام علماء اللاهوت بالعالم أجمع بالاجتماع وعمل ترجمة سميت النسخة العالمية القياسية
ISV يرمز لها  "ISV" .
استم عمل النسخ و التراجم فتم عمل الملك جيمس الحديثة
MKJV"" , القياسة المعدلة الجديدة  "NRSV"......الخ.
هذا بالإضافة لنسخة تفسيرية تسمى إنجيل الحياة  (لها تراجم بالعربية).
ونسخ خاصة بالطوائف المنشقة عن المسيحية مثل شهود يهوه
" New World version" ولكن لن نتعرض لنسخهم.

 

الرد الأول على النص:

النص السابق المتعلق بالشهود الثلاثة, موجود بترجمة الملك جيمس وهي التي كانت تعتبر مصدرا" للغات الأخرى. وقد قامت التراجم الحديثة للكتاب المقدس الأجنبية والعربية كما سيتم التفصيل بحذف هذا النص.
تم حذف هذه الفقرة لأنه قد ثبت لعلماء المخطوطات والكتاب المقدس ,أن هذا النص دخيل وغير موجود إلا في بعض المخطوطات الحديثة والنص غير موجود في  المخطوطات القديمة .

وبالتالي تم حذف هذا النص من التراجم العربية الحديثة مثل  :

1- الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية "العربية" (منشورات دار المشرق - بيروت).

2- الترجمة العربية المشتركة. ( قامت بعملها لحجنة من مختلف الطوائف المسيحية العربية).

3-  الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - (كتاب الحياة) -وضعته بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير و غير موجود بالنص الأصلي.

 

 

 


وكما أشرنا التراجم الأجنبية الشهيرة حذفت النص,فهو غير موجود في:  النسخة العالمية , النسخة الأمريكية القياسية , النسخة الإنجليزية القياسية ...الخ.     
ISV, ESV,ASV,....Etc
و قد ذكرت التراجم الفقرة التي قبله والفقرة التي بعده وتجاهلت الفقرة المذكورة لعدم صحتها.

كمثال هذا ما جاء في الترجمة العالمية القياسية

ISV

1Jo 5:7  For there are three witnesses-

1Jo 5:8  the Spirit, the water, and the blood-and these three are one.

1Jo 5:9  If we accept

5:  7  لذلك هناك ثلاثة شهود ,

5 : 8 الروح والماء و الدم وهؤلاء الثلاثة هم واحد .
5 : 9 إذ ارتضينا .....
..

 

( فلا يوجد أي ذكر للآب والأبن والروح القدس وأن الثلاثة هم واحد ! )

 

و لكن لا يزال الأرثوذكس في مصر يفضلون العمل بنسخة " سميث وفان دايك " وهي ترجمة لنسخة الملك جيمس القديمة التي تحتوي هذا النص,  والذي ثبت بعد ذلك أنه لا يوجد في النسخ الأقدم للمخطوطات.


فيما يلي أقوال بعض المعاجم المسيحية حول هذا النص :

 

"إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7 نسخة الملك جيمس) ليس جزءً حقيقياً من العهد الجديد"

معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون

The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press

 

"إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] يقول: ((فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ)) إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد"

معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 871 – مطابع أبينغدون

The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.871, Abingdon Press

 

" إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] في النص اليوناني الأول للعهد الجديدTextus Receptus و الموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة ((الآب و الكلمة و الروح القدس))، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية."

قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020

The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020

 

في (تفسير بيك للكتاب المقدس Peake's Commentary on the Bible) يقول الكاتب:

"إن الإضافة  الشهيرة للشهود الثلاثة (الآب و الكلمة و الروح القدس) غير موجودة حتى في النسخة القياسية المنقحة. هذه الإضافة تتكلم عن الشهادة السماوية للآب و اللوجوس (الكلمة) و الروح القدس، إلا أنها لم تستخدم أبداً في المناقشات التي قادها أتباع الثالوث. لا يوجد مخطوطة يدوية جديرة بالاحترام تحتوي على هذا النص. لقد ظهرت هذه الإضافة للمرة الأولى في النص اللاتيني في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد، حيث أقحمت في نسخة فولغيت Vulgate و أخيراً في نسخة إيراسمس Erasmus للعهد الجديد "

 

و لهذه الأسباب المذكورة أعلاه نجد أن اثنين و ثلاثون من علماء الإنجيل يدعمهم خمسون من الطوائف المسيحية المساعدة، عندما قاموا بجمع النسخة القياسية المنقحة للكتاب المقدس " RSV" معتمدين على أقدم المخطوطات اليدوية المتوفرة لديهم، نجدهم قد أحدثوا تغييرات شاملة على هذه النسخة. من بين هذه التغييرات كان طرح العدد [يوحنا الأولى 5: 7] جانباً على أنه تحريف أضيف على الأصل.

 

 

الرد الثاني:

رسالة يوحنا كتبت بعد أكثر من سبعين عاما" من رفع السيد المسيح وبعد كتابة الأناجيل الأربعة المعتمدة, فهل انتظر يوحنا كل هذا ليعبر عن التثليث بهذا القول!؟.

هل تجاهل السيد المسيح وتجاهل كتبة الأناجيل الإعلان عن أهم معتقد في المسيحية, وتم الإنتظار حتى جاءت رسالة يوحنا الأولى التي تمت كتابتها بعد المسيح بحوالي 70 عاما" لتعبر عن الله بصورته الصحيحة ؟؟
لماذا لم يشر إليه في الإنجيل الذي كتبه يوحنا قبل الرسالة ؟ وهل كان باقي كتبة الأناجيل الذين سبقوه لم يعلموا مثل ما علم أن هناك ثلاثة شهود بالسماء
  ؟؟  فلم يذكر يوحنا أو غيره بأي من الأناجيل مثل هذا القول.
نحن نتوقع أن يكون الإعلان عن الثالوث إعلانا" واضحا" وصريحا" من أقوال  السيد المسيح, مثلما تم الإعلان عن وحدانية الله تعالى التامة .


 

3-النص الثالث:

رسالة يهوذا 1: 20-21 (وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.

و الشبيه به:
 رسالة كورنثوس الأولى 13: 14  ولِتكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعكُم جميعًا. آمين.

ملحوظة : كلمة رب هي ترجمة للكلمة الإنجليزية "لورد" "Lord"  والتي تعني سيد أو حاكم ( رب العمل , رب البيت , لورد الكرة المصرية ,لورد  كرومر .......الخ ).


الرد :
الواضح أن النصين لا يفيدا إثبات وجود  "الثالوث"
, فلا يوجد ما يستدل به على أن " الله وعيسى والروح القدس هم إله واحد" !!
 فإذا قال أحد القادة للجنود الذاهبين إلى الحرب "أما أنتم يا أيها الأبطال فابنوا أنفسكم على الواجب والثقة بالنفس ، مطيعين أوامر رؤسائكم، و احفظوا أنفسكم في محبة وطنكم، منتظرين رحمة الله "
 هل يمكننا أن نقول أن هذا البيان يتطلب ((دمج الواجب مع الرؤساء مع الوطن مع محبة الله في واحد))!!؟
أو إن قال أحد للاعبي فريق كرة القدم " فليكن معكم روح الفريق و قوة المحارب و جهد الحصان وبركة الدعاء  فيكون ما سبق واحد في أربعة !؟

"إن أُولى أدلة العهد الجديد على صيغة التثليث هي ما ورد في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس 13: 14 و التي يدعو فيها بولس لأهل كورنثوس لتكون معهم ((نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس)). من الممكن أن تكون هذه الصيغة الثلاثية مستمدة من طقوس دينية لاحقة و أضيفت إلى نص كورنثوس الثانية عند نسخها.."

ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متجر و مايكل كوجان، ص 782

The Oxford Companion to the Bible, Bruce Metzger and Michael Coogan, p. 782

 

4- النص الرابع

(تكوين 1 : 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا)

يقول النصارى " الله تكلم عن نفسه بصيغة الجمع, في العهد القديم وهذه إشارة للثالوث, لم يفهمها اليهود , حتى جاء العهد الجديد الذي على ضوء تعاليمه تم فهم هذه الإشارات على انها اشارات للثالوث!!
فكتب اسكندر جديد في كتابه و حدانية الثالوث في المسيحية والاسلام . ص4 .
في سفر التكوين تلميحات الى تعليم الثالوث, لا تفهم جليا" إلا بنور إعلانات بعدها, كورود اسم الله في صيغة الجمع " إلوهيم "
  ( واستخدام ضمير يدل على الجمع مثل صورتنا و إلهنا ....)
 كقوله:

تكوين 1 :1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ ( الوهيم )  السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.

و(تكوين 1 : 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا).

و(تكوين 3 : 22  وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ).

و(تكوين 11 : 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ ).

كما جاء في معجم اللاهوت الكتابي ما يلي
(((كيف تبرهن تعدد الأقانيم في الله من استعمال اسم الله بصيغة الجمع في العهد القديم؟

لقد استخدم الله ضمير الجمع لنفسه في قوله «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تك 1: 26). «هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منا» (تك 3: 22). «هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم» (تك 11: 7). «من أُرسل، ومَن يذهب من أجلنا؟» (إش 6: 8). وفي الاقتباس الأخير يخاطب الله إشعياء بصيغة المفرد »أرسل« ثم بصيغة الجمع »لأجلنا«))). (علم اللاهوت النظامي   تأليف: القس جيمس أَنِس, راجعه ونقَّحه وأضاف إليه: القس منيس عبد النور)

 

الرد :
الحديث عن ألوهيم وهل هي ترمز للجمع أم للمفرد سيأتي تفصيله, أما الرد على الجزئية الخاصة  باستخدام ضمير الجمع في صيغة المتكلم للتعبير عن المفرد  ( كالقول  صورتنا , منا ,....الخ )
فالرد من عدة أوجه :
أ - من المعروف أن هناك اسلوب للتعظيم وهو لضمير المخاطب والمتحدث ويكون فيه الضمير ضمير جمع يعبر أو يعود على مفرد, فعندما يتحدث رئيس الجمهورية و يقول "قررنا نحن عمل كذا" , لن يكون المقصود أن هناك ثالوث أو أكثر, وعندما تخاطب أحد الرؤساء بالقول " سأحضر لسياتكم " أو لحضراتكم أو لجنابكم فمن غير الممكن أن يظن الشخص أنك تقصد أنه أصبح جمع .
ب- هل من المعقول أن,  أنبياء العهد القديم بدءا" من إبراهيم عليه السلام حتى السيد المسيح ( لم يشر السيد المسيح إلى الثالوث في تعاليمه حسب المصادر المسيحية ) ,لم يدركوا ولم يعلنوا أو يصرحوا أن الله واحد في ثالوث,  بل ادركوا وحدانيته فقط ولم يشيروا لأي ثالوث, ولكن أدرك هذا السر أصحاب مجمع نيقية والقسطنطينية في القرن الرابع الميلادي ؟؟!! هل هذا منطقي !!؟. 

ج. إن كانت صيغة الجمع ( صورتنا ,  منا , شبهنا ,....الخ ) تدل فعلا" على الجمع , ما الذي أدراكم أن الجمع يدل على ثلاثة ؟؟! لماذا لا يكون المقصود به 2 أو 4 أو 5 أو أكثر ؟!!؟.

 د- الثالوث لم يفهمه أي من علماء المسيحية كما سنستدل بأقوالهم فيه في هذا الفصل, فكيف نضجت البشرية لتستوعبه ؟. ( يفهم النصارى الثالوث بأمثلة مثل مثال الشمس وضؤها وحرارتها وسنفند الأمثلة في هذا الفصل) .

 

كتب القمص زكريا بطرس في مقدمة كتابه " الله واحد في الثالوث الأقدس " مبررا" عدم ذكر الثالوث في العهد القديم :
والواقع أنه عندما يكون الإنسان طفلا، تعطى له الحقائق العويصة مبسطة مجملة، ولكن عندما ينضج هذا الطفل ويكمل إدراكه، لا تشبعه المعلومات المجملة المبسطة، وإنما يسعى باحثاً عن دقائق الأمور وتفاصيلها، إذ يضحي عقله مستعداً لتقبلها واستيعابها.

 وهذا هو الحال مع البشرية، فعندما كانت في مرحلة الطفولة الفكرية. أعطاها الرب صورة مجملة عن ذاته، على قدر ما تستطيع أن تدرك. ولهذا يقول بولس الرسول "وأنا أيها الأخوة لم أستطيع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح.سقيتكم لبناً لا طعاماً. لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون". (1كو3: 1و2).

وعندما نمت عقلية المؤمنين، بدأ الرب يعلن عن ذاته بطريقة دقيقة، فكشف عن حقيقة الثالوث في الوحدانية. وقد فسر البعض ذلك بطريقة خاطئة ظانين أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة.( مقدمة كتاب " الله واحد في الثالوث الأقدس ").

والرد :
أين هذا الإعلان عن الثالوث, فلم نجده  في مصادركم ؟! , وهل كان الانبياء لا يعلمون حقيقة الله تعالى ؟ . وكيف تعتفد أن هذه هي الصورة النهائية , فحسب منطقك الذي تحدثت به ربما تكون البشرية لم تنضج النضج الكافي بعد وسيكون هناك إعلان عن تاسوع أو سابوع بدلا" من الثالوث بعد نمو أكبر للعقل البشري !!.
لقد قال السيد المسيح في العهد الجديد
(يوحنا 17 :
3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)

 

وأكد السيد المسيح في كل أقواله وحدانية الله تعالى المنفردة , وأعلن عبوديته لله تعالى فقال حسب العهد الجديد: (يوحنا 20 :  17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)

 

 

في قاموس أردمانز للكتاب المقدس .

"إن عقيدة الثّالوث المقدّس قد رُبِطَت بجوانب مختلفة من وحي العهد القديم, و من المحتمل أن تكون الجوانب الأكثر أهمية في ذلك هو استخدام صيغة الجمع للدلالة على  الألوهية والإشارات إلى الربوبية و تميُّز روح الله و المسيح عما دون ذلك. إن التأييد الذي تقدّمه كلّ هذه الجوانب من وحي العهد القديم للمعتقد المسيحي فيما يتعلق بالثالوث المقدس هو تأييد مبالغ فيه, و خاصة فيما يتعلق بالأدلة المستقاة من استخدام صيغة الجمع في الإشارة إلى الألوهية. إن صيغة الجمع في العدد الذي يقول (لِنَصنَعِ الإنسانَ على صُورَتِنا) [التكوين 1: 26]،[كورنثوس الأولى 3: 22 – 11: 67] تشير إلى مصطلح ((ابن الله)) أو إلى ((آلهة ذات مستوى أدنى)) وهي مذكورة في مواضع أخرى مثـل [كورنثوس الأولى 6: 1-4]،[أيوب 1: 6]،[المزامير 29: 1]، و يشار إليها في العدد [المزامير 82: 1] على أنها مجلس إلهي و الله الواحد في وسطه. هذا المجلس الإلهي سمّي فيما بعد ((الملائكة))"

قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1019

The Eerdmans Bible Dictionary, Editied by Allen C. Myers, p. 1019

 

5- النص الخامس

النصوص المتعلقة بمعمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان , يصف النص أنه بعد ان اعتمد السيد المسيح وخرج من الماء, وجدت حمامة في السماء ( قالوا انها هي الروح القدس ) , وسمعوا صوت من السماء ( قالوا أنه الآب ) , فقال النصارى إن اجتماع الثلاثة السيد المسيح والحمامة والصوت يدل على الثالوث !!
ففي إنجيل متى :
(متى 3 :
16 فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».)

وفي مرقس :
( مرقس 1 :
9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!». )

وفي لوقا :
( لوقا 3 :
21 وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!». )

الرد :
سنذكر تناقض نفس الرواية في فصل الكتاب المقدس,ولكن الإستدلال على الإشارة للثالوث من النص السابق من الممكن نقضها من عدة أوجه ,
أ- النص لا يشير إلى أن هناك ثلاثة في واحد أو واحد في ثالوث .
ب- النص يشير إلى وجود ثلاثة كيانات أو ذوات مختلفة, الأول هو السيد المسيح  على الأرض خارج من الماء, والثاني هو الروح المتجسد على هيئة حمامة تطير( هذا بدن دليل على أن الحمامة هي الروح ) !, والثالث هو صاحب الصوت من السماء, ولا يشير بأي حال إلى ان الثلاثة مجتمعين هم الله !.
ج- النص دليل على عدم ألوهية السيد المسيح فالنص متناقض مع نفسه في جزئية أزلية وجود السيد المسيح فالقول الذي نسب إلى الآب ( ابني الذي به سررت ) يعني أنه لم يكن موجودا"في وقت من الأوقات وبعد أن أصبح موجودا" حدث السرور. ( به سررت ).

د- النص متناقض مع نصوص صريحة جدا" تقول أن الله تعالى لم يسمع صوته أحد,مثل قول السيد المسيح
( يوحنا 5 :
37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ ).

فكيف يقال سمعنا صوت يقول هذا ابني الحبيب ؟؟!!

 
هل سيكون البحث عن الأدلة الكتابية لأهم معتقد في المسيحية بهذه الصعوبة ؟!
يحاول المدافعون عن عقيدة الثالوث البحث ولي عنق العبارات من أجل الوصول لأي دليل كتابي على الثالوث ولا يجدوا إشارة واحدة واضحة لذلك ! .
لقد أعلن الله صراحة وبكل وضوح وحدانيته, فإن كان بزعمهم الله هو ثالوث, لماذا لم يقل السيد المسيح بصراحة إن أعظم الوصاية أن الله واحد في ثالوث !!؟؟ .
لماذا لم يقل أي من كتبة الأناجيل الذين كتبوا بعد السيد المسيح بعشرات السنين ما هو الثالوث ؟

 لماذا لم يذكر أحدهم أن اهم تعاليم السيد المسيح هو الثالوث !!؟؟.
الجواب :  الثالوث تم الإيمان به بعد أن تمت كتابة الاناجيل بأكثر مائتين عام وذلك بعد اقرار ألوهية الروح القدس في مجمع القسطنطينية 381 ميلادية, ونُذكر أن ألوهية السيد المسيح لم يتم إقرارها إلا في مجمع نيقية 325 ميلادية.

 

هل اللفظ ألوهيم الذي جاء بالعهد القديم  يفيد التثليث ؟؟
يبدأ الكتاب المقدس بسفر التكوين , وأول عدد بسفر التكوين كما يلي :
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ إلوهيم السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ - تكوين 1 :1 - .

( في بعض الترجمات خلق الله بدلا" من إلوهيم التي تعني الإله بالعبرية ).

كلمة إلوهيم هي عبارة عن ( إلوه- يم    مما يعني إله و يضاف يم للتعظيم أو الجمع )

كتب اسكنر جديد في كتابه وحدانية الثالوث  ....في سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث .لا تُفهَم جلياً إلا بنور إعلانات بعدها .كورود اسم الله في صيغة الجمع إلوهيم كقوله :
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ إلوهيم السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ - تكوين 1 :1 .

ويشاركه هذا الرأي  القمص تادرس يعقوب فيقول في تفسير سفر التكوين.
الله :
جاء بصيغة الجمع فكأنما يقول في البدء خلق الآلهة السماوات والأرض وبالعبرية فالمفرد آل أو آلوه والمعنى الواجب التعظيم والخشوع والاحترام والجمع بالعبرية آلوهيم. وهذا يشير للثالوث الأقدس الذي خلق-:
الآب
:يريد وهو الذات الذي يلد الابن وينبثق منه الروح القدس.
الإبن : هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويكون كل شيء.
الروح القدس : كان يرف على المياه ليبعث حياة (اية 2).


بينما نجد القس أنطونيوس فخري لا يذكر تعدد الآلهة أو الأقانيم في تفسير نفس العدد, فيقول :
خلق :
هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم . وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السماوات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات ( الملائكة والشمس أو النار....)

وذكر الأرشيدياكون نجيب جرجس في تفسير الكتاب المقدس
( سفر التكوين –ص37 طبعة مدارس بيت الأحد- القاهرة )

ولا تعني صيغة الجمع تعدد الآلهة ولكنها تعني أمرين
أولا" : ان الله تعالى هو الواحد الأحد..........
(لا اعتراض على هذه الصفات.)

ثانيا" : ورأى الكثير من العلماء أن صيغة الجمع في (ألوهيم ) تشير أيضا" إلى قيام الله الواحد بثلاثة أقانيم وهي الاب والأبن والروح القدس وهذه أول إشارة لحقيقة التثليث في الكتاب المقدس .

والرد على الإدعاء بأن ألوهيم تفيد التثليث , كما يلي:
1-  بالسؤال ألوهيم ما ذا تعني     ؟
إن قلتم  تعظيم إله, إذن لا ذكر للثالوث.
وإن قلتم جمع إله , بمعنى آلهة فهي تعني تعدد ألهة وليس تعدد اقانيم ,
وهذا ما يتناقض مع كل عبارات الوحدانية ومع قوانين الإيمان.
2- بإحضار نص مشابه من الكتاب المقدس يبين أنه تم استخدام لفظ إلوهيم للدلالة على إله واحد وأحضار معناها من معاجم الكتاب المقدس
.

في ( قضاة 16 : 23  وَأَمَّا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَاجْتَمَعُوا لِيَذْبَحُوا ذَبِيْحَةً عَظِيْمَةً لِدَاجُوْنَ إِلَهِهِمْ وَيَفْرَحُوْا وَقَالُوا قَدْ دَفَعَ إِلَهُنَا لِيَدِنَا شَمشُوْنَ عَدُوَّنَا.)

جاءت كلمة إلههم بلفظ ألوهيم أي أن داجون إله الفلسطينيين الوثني أطلق عليه إلوهيم وداجون ليس له ثالوث كما أنه مفرد وليس جمع.

والأمثلة كثيرة جدا" .
وللتوضيح اكثر , في نسخة توضيحية من نسخة الملك جيمس , تضع هذه النسخة رقم بعد كل كلمة , وبالرقم تستطيع الوصول لأصل الكلمة العبرية و معناها من عدة قواميس عبرية.
( من الممكن تحميل برامج دراسة الكتاب المقدس من موقع
http://e-sword.net )

 

النص بالإنجليزية في نسخة الملك جيمس التوضيحية

Jdg 16:23  Then the lords5633 of the Philistines6430 gathered them together622 for to offer2076 a great1419 sacrifice2077 unto Dagon1712 their god,430

 

ونجد أمام كلمة (God    )   رقم وهو  430  , ولنتعرف على الأصل العبري للكلمة وشرحها نبحث عن مدلول الكلمة رقم  430 التي هي (" God  أو god"-" الله أو إله " ) نجد في القاموس :

H430

àìäéí

'ĕlôhîym

el-o-heem'

والمعنى هو :

إلوهيم كلمة جمع تستعمل عادة في العبرية لبيان غزارة القوة والعزة لمفرد .
تكوين كلمة الوهيم البنائي جمع و في العبرية تستعمل للتعظيم و التقديس.

مثال قاموس "سترونج " للمصطلحات العبرية,

gods in the ordinary sense; but specifically used (in the plural thus, especially with the article) of the supreme God; occasionally applied by way of deference to magistrates; and sometimes as a superlative: - angels, X exceeding, God (gods) (-dess, -ly), X (very) great, judges, X mighty.
Strong's Hebrew and Greek dictionaries.

نفس النتيجة نجدها في المعاجم الآخرى مثل :

  ( Smith's Bible Dictionary) و(Flanders, Cresson; Introduction  to the Bible )    

 

بذلك اللفظ ألوهيم لا يدل على الجمع , وإلا لما أطلق على داجون الإله الوثني .

 

 

أليس من الغريب قليلاً أن يختار الله بألا يضع تصريحاً واحداً فقط في كامل الكتاب المقدس حيث يقول فيه ((أنا ثلاثة آلهة في واحد))؟

لماذا رأى الله أنه من الضروري التصريح بوضوح وبشكل متكرر من خلال الكتاب المقدس بأنه إله واحد، وعندما يحين الوقت ليصرّح بوضوح بأنه ثلاثة آلهة فإن ذلك يُترك لعقولنا لكي "نلاحظ" و"نجمع المعلومات" أنه "لابد أن يكون ثالوثاً مقدساً"؟

لماذا لم يُحسم الموضوع في زمن الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى (عليهم السلام)؟ لماذا لا نجد يهودياً واحداً يعبد "الثالوث المقدس"؟

 

مما سبق تبطل الاستدلالات من واقع نصوص العهد الجديد على وجود الثالوث

وإن كان هناك من سيستمر في الجدال نسأله:

 

إن كان العهد الجديد بالكتاب المقدس في ما يزيد على 350  صفحة قد ذكر فيهما تفاصيل أشياء غير مهمة بالمرة و مكررة في الكثير من الأناجيل فمثلا" هناك :

18 موضوعا" تم تكرارهم في الأربعة أناجيل.
48  موضوعا" تم تكرارهم في ثلاثة أناجيل من الأربعة.
33  موضوعا" تم تكرارهم في إنجيلين من الأربعة أناجيل .
ألم يكن من الممكن بدلا" من هذا التكرار أن يتم كتابة سطر واحد فقط واضح يقول بالتثليث أو بألوهية السيد المسيح ؟؟
ألم يكن من الممكن كتابة عدة أسطر عن أصول العقيدة  مثل ألوهية السيد المسيح , الروح القدس , الثالوث , قانون الإيمان...الخ ؟
ألم يجد السيد المسيح وقتا" ليعبر عن حقيقة الله , وأختار أن يتحدث عن الوحدانية وأنه لا إله إلا الله مخفيا"ألوهيته والثالوث عن الجميع , ثم يطلب منا النصارى أن نؤمن بما لم يقله ولم يعبر عنه !؟.
كيف يغفل كتاب الأناجيل عن ذكر عبارة واحدة مثل " الله واحد في ثالوث ".
أو أن يقول السيد المسيح كانت "أهم الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهك واحد " ولكنني أقول لكم ثالوث في واحد وواحد في  ثالوث "
!؟.
أو أن يضرب المسيح مثلا" للتلاميذ مثل الأمثال العديدة التي وردت بالكتاب المقدس قائلا" " إن مثل الثالوث كمثل الشمس لها جسم و حرارة وضوء.".

( ذكر بالأناجيل 29 مثالا" تقريبيا" للشرح على لسان السيد المسيح وليس بينهم مثال واحد للثالوث أهم معتقد !!)

لقد ذكرت الأناجيل تفاصيل ركوب السيد المسيح على جحش ودخوله أورشليم ,لقد تم ذكر هذا الحدث في الأربع أناجيل والبعض ذكر جحش وأحدهما ذكر جحش وأمه ( أتان ).وبالرغم من التناقض في الرواية, (من أنه جلس عليهما أم على الجحش بفرده , وبين أنه وجد الجحش أم أرسل من يأتي به!. ),لو أن التثليث والألوهية كانت تخطر على فكر كتبة الأناجيل لكانوا عبروا عنها بجملة واحدة حتى , بدلا" من الخوض في هذه الروابات المتناقضة كما سيلي.

 

في انجيل متى

( متى 21 : 1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2قَائِلاً لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: 5«قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». 6فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ 7وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا.)

 

وفي إنجيل مرقص

 

(مرقص 11 : 1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 2وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». 4فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ. 5فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ الْقِيَامِ هُنَاكَ: «مَاذَا تَفْعَلاَنِ تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟» 6فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا. 7فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ.)

 

مع ملاحظة أن مرقص كان الأول في الكتابه و" متى" استخدم انجيل مرقص كمصدر له, كما سيتضح في فصل الكتاب المقدس , ولكن "متى" كان يكتب إنجيله لليهود ويحاول أن يثبت انطباق النبؤات القديمة من أن المسيح سيركب جحش و أتان للدخول إلى أورشليم !!)

 

وفي إنجيل لوقا :

( لوقا 19 : 29وَإِذْ قَرُبَ مِنْ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 30قَائِلاً: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 31وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ». 32فَمَضَى الْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. 33وَفِيمَا هُمَا يَحُلاَّنِ الْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ: «لِمَاذَا تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟» 34فَقَالاَ: «الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ». 35وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ وَأَرْكَبَا يَسُوعَ.)

 

وفي إنجيل يوحنا

 

( يوحنا 12 : 14وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 15«لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ»).

 

ألم يكن من الممكن أن لا يذكر احدهم هذه الواقعة ويكتب سطرا" واحدا" عن الثالوث ؟؟؟

 

بالمثل ذكرت الأناجيل تفاصيل إنكار بطرس للمسيح و كذبه قائلا" لا أعرفه,

وذكر بالعهد الجديد تفاصيل رؤيا يوحنا اللاهوتي الذي وصف صعوده للسماء ورؤيته خروف بجوار العرش واعترافه أن هذا الخروف هو رب الأرباب وملك الملوك !!!!!

( رؤيا 17 : 14 هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الخروف، وَالخروف يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».)

لقد أرسل بولس رسالته التي هي جزء من العهد الجديد,  ووضع فيها سلاماته وقبلاته وتحياته وأوصاهم أن يحضروا له الرداء الذي نساه ,ووضعت هذه الرسالة وغيرها من ضمن محتويات الكتاب المقدس ولم يذكر لهم بولس, الثالوث الذي لم يعرفه هو ايضا" !.

( 2 تيموثاس : 4 : 11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ........... 19سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. 20أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. 21بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً.

 

(رومية 16 : 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. 14سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ وَفِلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ.

 

 

كتب في الأناجيل كل هذا وغيره الكثير والكثير ولم يذكرأي منهم كلمة واحدة عن أهم اعتقاد وهو الثالوث ووحدة الثالوث ووحدانية الثالوث أو مجرد وجوده..!!!... أو إشارة للأقانيم ومعناها !!! .

 

في مذكرة اللاهوت العقيدى ( للأنبا بيشوي )
"إن هذه الاقانيم تشترك معا في جميع خواص الجوهر الإلهي الواحد وتتمايز فيما بينها بالخواص الاقنومية. فالآب هو الأصل أو الينبوع في الثالوث وهو اصل الجوهر واصل الكينونة بالنسبة للاقنومين الآخرين .والابن هو مولود من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل اقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لانه كلمة الله ؛ والروح القدس هو ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل اقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه روح الله. وحينما نتأمل هذه العقيدة نجد أنفسنا أمام سر من اعمق أسرار الوجود والحياة . ونجد اللغة لعاجزة عن التعبير عن عمق هذا السر ."

والسؤال له   ما مصدر هذه المعلومات التي لم يصرح بها الله تعالى لكم ؟؟!!
أما عن عجز اللغة عن التعبير عن الثالوث فلم يكن الوحيد الذي ذكر هذا  ....

أقوال علماء و أباء النصارى في التثليث.
قال العلامة إسكندر " فإن في قبول أعظم غوامض الوحي تنتهي الدعوى إلى حكم العقل"
(كتاب شمس البر - ص 108 - القمص منسي يوحنا – مطبعة المحبة – شبرا- موضوع الثالوث ).

 

" وذكر الدكتور "أنس" سببين آخرين لأهمية التثليث : أحدهما أن التثليث وسيلة إلى إتمام عملية الفداء بكل لوازمه فالإبن – الأقنوم الثاني-  تجسد وأعلن وكفر وشفع فينا ورتب كل وسائط التبرير والمصالحة  والخلاص, وذلك لا يمكن لمن هو أدنى من الله نفسه , لأن الله  نفسه يقدر أن يصالحنا مع الله . ".( المصدر السابق -  ص 114 )

الخلاصة كما قال العلامة أوجين دي بليسي : " ما أعلى الحقائق التي تضمنها عقيدة التثليث وما أدقها , فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها" .(المصدر السابق   ص 118 )

وكما قال بوسويه :" ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف أباء الكنيسة حائرين زمنا" طويلا" لأن كلمة أقنوم لا توجد في قانون الإيمان الذي وضعه الرسل, ولا في قانون مجمع نيقية, وأخيرا" اتفق أقدم الأباء على أنه كلمة تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأي وجه من الوجوه"
( المصدر السابق   ص 118 ).

قال القديس أوغسطينوس : " عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة في الله , تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزا" أليما" .(المصدر السابق   ص 118).

"نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضروري أن لا يفهمها البشر, لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الآلهة."
( القمص منسي يوحنا -المصدر السابق  ص 121)

" قد فهمنا ذلك على قدر عقولنا ونرجو أن نفهمه فهما" أكثر جلاءا" فى المستقبل, حين ينكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات والأرض , وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية "
( رسالة الأصول والفروع -القس بوطر بعد شرح التثليث والأقانيم)

 

)”أجل إن هذا التعليم من التثليث فوق إدراكنا" (القس باسيليوس في كتابه " الحق")

 

من الأقوال السابقة هل وصلت العقلية البشرية للنضج الكافي لاستيعاب الثالوث حسب تبرير القمص زكريا بطرس السابقة, من أن الله لم يعلن الثالوث قديما" لان العقلية البشرية لم تكن لتفهمه., والواضح من الأقوال السابقة أن العلماء لا زالوا لا يفهمون ما لايجدون عليه نصا" .!!

 

إن أسس العقيدة يجب أن تكون واضحة جلية أما الغيبيات فمن الممكن أن نعتقد بها وبما لا نفهمه ولكن بعد وجود الدليل على وجوده, فالله تعالى إن طلب منا أن نؤمن بأي من الغيبيات مع عدم تحكيم العقل فيها  مثل الحياة الأخرة أو الجنة وغيرها, سنؤمن بما قاله الله تعالى .

السؤال أين قال الله تعالى لكم أنه واحد في ثالوث ؟ أو أين قال لكم السيد المسيح ذلك !؟.

 

 

يقول الأنبا بيشوي ( مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى ) في كتابه

(موهبة التكلم بألسنة مكتبة أسقفية الشباب. الطبعة الأولى - أبريل2000. دار الجيل للطباعة.)
 
(والتكلم بألسنة هو ما يدعيه النصارى من أن القديسين منهم تحل عليهم الروح القدس فيتكلمون بلغات لا يعرفونها لكي يبشروا بالإنجيل . بمعنى أن من لا يعرف الألمانية مثلا"عندما يجد ألمان يتكلم معهم بالألمانية مبشرا" بالإنجيل .!! وهذه موهبة يعطيها لهم الروح القدس !! )
يقول ص  10  من كتاب ( موهبة التكلم بألسنة !)
 "إذاً الألسنة آية لا للمؤمنين بل لغير المؤمنين" (1كو 22:14). أي أن الألسنة يمكن أن تكون آية لغير المؤمنين فتستخدم للتبشير وتكون وسيلة لنشر الإنجيل. فيمكن أن تستخدم كمعجزة من معجزات الروح القدس، أو كعلامة ليس للمؤمنين بل لغير المؤمنين. فإن كلم الرسول أو المبشر الناس بلغتهم التي لم يكن يعرفها فسوف يتساءلون: كيف تعلم هذا لغتنا؟! وتكون هذه وسيلة لكي يبدءوا في الاستماع لما يقول.. "

ونحن لم نكن نريدهم أن يتكلموا بلغات لا يفهمونها, نريدهم أن يتكلموا بأي لغة يفهمونها فيشرحوا الثالوث بدلا" من التخبط في الأقوال .
أو بدلا" من استخدام هذه الموهبة من جانب الحواريين كنا نتمنى أن يكتبوا نصا" واضحا" وصريحا", نصا" واحدا" فقط  لكل أساس من أساسيات النصرانية مثل, ألوهية السيد المسيح , ألوهية الروح القدس,  الثالوث,  قانون الإيمان ,المسيح له طبيعة أم طبيعيتين وله مشيئة أم مشيئتين وكيفية الصوم, الصلاة و....الخ.

فمن غير المعقول أن يتم الإيمان بما هو ليس مكتوب ولامفهوم !.


 كيف ومتى و لماذا نشأ التثليث ؟

نشأ التثليث تدريجيا" نتيجة للغلو في شخص السيد المسيح أولا",  ثم  نتيجة لفترات الضعف التي مرت بها المسيحية و تأثرها بالثقافات والمعتقدات التي حولها فقد كان التثليث موجودا" في الحضارات التي حول منشأ النصرانية كما يلي :
أولا" في الهند
كان الثالوث الإلهي مؤلفا" من ثلاثة ( براهما وفيشنو وسيفا ).
"براهما" هو الموجود غير المتناهي الأزلي الذي أوجد المادة , و"فيشنو" هو الحكمة الحافظة لهذا العالم المخلوق و" سيفا" هو إله الموت  وفي زعمهم أن الثلاثة يتولون حكم العالم.
ثانيا" في الصين
 إن الفيلسوف الصيني لاوشو يوضح عقيدة قومه في التثليث بقوله : " إن الذي تفتش عنه ولا تجده يدعى (ي
I  ) و الذي تصغي له ولا تسمع صوته يدعى(هــ  HI ), والذي تمتد إليه يدك ولا تتمكن من لمسه يدعى ( وهـ WEI  ).  

ثالثا" :  في الفرس
إن الفيلسوف لزور واسنار كان يتعبد أولا" إلى عقل "هرموفورا" الذي له الكلمة السامية وثانيا" إلى "الروح الفاعل" الذي يتمم تلك الكلمة وثالثا" إلى "لسانه" الذي يلفظ الكلمة السامية دون انقطاع.
رابعا" : في اليونان    
كان أفلاطون ( 400  ق م ), قد فرض قبل كل شيء بوجود العقل السامي على العالم, ثم بعد ذلك الروح الذي هو المثال الأول لكل تصورات فهو على وجه الفكر الإلهي أو كلمته وأخيرا" يعترف ذلك الفيلسوف الشاعر بوجود روح عظيمة منتشرة تحيي العالم وتحركه, وهي على مذهبه جزء أزلي من الله متحد بالمادة.
بالإضافة إلى ما كان يسمى بعبادة الأبطال في اليونان من تعظيم "الشخص وزوجته وابنه" .
والثالوث المصري "أوزوريس" إله الإنبات, و"إيزيس" إله الحكمة, و"توت" إله التدبير.

 

تاريخ إقرار التثليث و الاعتراف به

كتب في دائرة المعارف الكاثوليكية

 ((الموسوعة الكاثوليكية الحديثة - The New Catholic Encyclopedia)):

"من الصعوبة بمكان في النصف الثاني من القرن العشرين أن نقدم بموضوعية تقريراً واضحاً و مباشراً عن كيفية الوحي الإلهي فيما يخص لغز الثالوث المقدس، تطوره المذهبي، و تفصيله اللاهوتي. إن النقاشات المتعلقة بالثالوث المقدس، الروم الكاثوليك، و غيرهم آخرون قد عرضوا مفهوماً غير واضحٍ نوعاً ما. يدرك المفسرون و علماء الإنجيل اللاهوتيون بالإضافة إلى عدد كبير من الروم الكاثوليك أنه يجب على المرء ألا يتحدث بموضوع الثالوث المقدس في العهد الجديد ما لم يكن مؤهلاً تماماً لذلك. و بالمثل يدرك مؤرخو العقيدة و علماء اللاهوت أنه عندما يتحدث أحدهم عن الثالوث المقدس دونما تأهيل فإنه يقفز بحواره من عهد الأصول المسيحية إلى الربع الأخير من القرن الرابع بعد الميلاد. في ذلك الوقت فقط تمكّن ما يسمى بـ((التعريف المحدد لعقيدة الثالوث : إله واحد في ثلاثة أقانيم)) من الانصهار في حياة المسيحيين و فكرهم... لقد كان هذا المفهوم نتاج ثلاثة قرون من التطور العقائدي"

الموسوعة الكاثوليكية الحديثة ، الإصدار الرابع عشر ، ص 295

The New Catholic Encyclopedia, Volume XIV, p. 295

 

لقد عاش و مات حواريو عيسى الإثني عشر و لم يسمعوا بحياتهم عن أي "ثالوث مقدس"!

فهل ترك عيسى عليه السلام , أتباعه المقربين و الأعزاء في حيرة و ضياع مطلقين حتى أنهم لم يتمكنوا من التعرف على الطبيعة "الحقيقية" لله؟ هل تركهم في مثل هذه الظلمة الدامسة حتى أنهم لم يستطيعوا التعرف على الطبيعة "الحقيقية" للذي يعبدونه – لا هم ولا أولادهم، ولا حتى أحفادهم؟ هل نودّ القول بأن عيسى لم يكن على مستوى الكفاءة المطلوبة لأداء واجباته حيث ترك أتباعه في مثل هذه الفوضى العارمة، فاستلزمهم ثلاثة قرون بأكملها بعد رحيله ليجمعوا الأشلاء المتناثرة لفهم التصوّر الخاص بطبيعة الذي يعبدونه؟ لماذا لم يقل عيسى بوضوح و لمرة واحدة فقط: ((أنا و الله و الروح القدس ثلاثة أقانيم في ثالوث واحد، اعبدونا جميعاً على أننا واحد))؟

 

يقول توم هاربر في كتاب (من أجل المسيح):

"إن الأمر الأكثر إحراجاً بالنسبة للكنيسة هو صعوبة إثبات إي تصريح يتعلق بالعقيدة من خلال وثائق العهد الجديد. ببساطة، لا يمكننا أن نجد ذكراً لعقيدة الثالوث في أي مكان من الكتاب المقدس. لقد كان للقديس بولس الفهم الأوسع لدور عيسى و شخصه، إلا أنه لم  يقل أن عيسى هو الله في أي مكان من كتاباته. كما أن عيسى نفسه لم يدّعي صراحة أنه الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس و أنه مساويٌ لله تماماً. و بما أنه كان يهودياً تقياً فإنه كان سيصعق بمثل هذه الفكرة و يذبّها عن نفسه... إن هذا بحد ذاته سيء للغاية، و لكن الأسوء منه سيأتي لاحقاً. لقد قادني هذا البحث للاعتقاد بأن الغالبية العظمي من مرتادي الكنيسة يؤمنون عملياً بثلاثة آلهة. ذلك لأنهم يصرّحون بالإيمان بإله واحد، إلا أنهم في الحقيقة يعبدون ثلاثة...".

من أجل المسيح For Christ's Sake– توم هاربر Tom Harpur

 

نقرأ في قاموس الكتاب المقدس لجون ماكينزي :

"تعرّف الكنيسة الثالوث المقدس على أنه الإيمان بإن لله ثلاثة أقانيم يتحدون في طبيعة واحدة. تم التوصل إلى هذا المعتقد بالتعريف أعلاه في القرن الرابع والخامس بعد الميلاد، و بذلك فهو ليس معتقداً إنجيلياً بصفة واضحة و رسمية"

 قاموس الكتاب المقدس للمؤلف جون ماكينـزي، ص 899

The Dictionary of the Bible, John L. McKenzie, S.J., p. 899

 

نقرأ أيضاً في قاموس تقاليد الكتاب المقدس:

"وفقاً للعقيدة المسيحية الأورثوذكسية، فإن لله طبيعة واحدة في ثلاثة أقانيم: الآب، الإبن، و الروح القدس. لم يسبق بعضهم بعضاً ولم يخلقوا بعضهم بعضاً وليس لأحدهم سلطاناً أو جلالاً إضافياً عن أحد. و بالمصطلحات اللاهوتية الدقيقة فإنهم واحد في الجوهر ولهم مجدٌ متساوٍ و جلالٌ أبديٌ معاً. إن هذا المعتقد كما هو أعلاه غير موجودٍ في المخطوطات المقدسة... تم التوصل إلى العقيدة الأرثوذكسية للثالوث المقدس تدريجياً على مدى ثلاثة قرون أو أكثر. إن المجد المتساوي و الجلال الأبدي للأقانيم الإلهية قد بقي مسألة خلاف لاهوتي، و بقي النقاش يدور بشكل مستمر حول اعتبار مثل هذا القول نوع من الهرطقة... في عام /381/ اجتمع أسقف الكنائس مرة أخرى في القسطنطينية لصياغة العقيدة الأرثوذكسية في هيئتها النهائية"

قاموس التقاليد الإنجيلية في الأدب الإنكليزي، ديفيد لايل جيفيري، ص 785

A Dictionary of Biblical Tradition in English Literature, David Lyle Jeffrey, p. 785

 

نقرأ أيضا" في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس:

"و لأن الثالوث المقدس من الأجزاء الهامة للعقيدة المسيحية الحالية، فإنه من الملفت للنظر أنّ هذا المصطلح لا يظهر في العهد الجديد. و بطريقة مماثلة, فإن المفهوم المطوّر للشركاء الثلاثة المتساوون في الألوهيّة  - و الموجود لاحقاً في صيغة قوانين الإيمان - لا يمكن ملاحظته بوضوح في حدود الشريعة الكنسية... على الرغم من أن مؤلفي العهد الجديد قد تحدثوا بشكل كبير عن اللّه و عيسى و روح كل منهما, فإنك لا تجد مؤلّفاً واحد للعهد الجديد يشرح العلاقة بين الثّلاثة في التّفصيل الذي يتطرق إليه المؤلفون المسيحيون اللاحقون."

ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متجر و مايكل كوجان، ص 782

The Oxford Companion to the Bible, Bruce Metzger and Michael Coogan, p. 782

 

 

 كيف يتم تبرير و قبول التثليث عند النصارى مع عدم وجود نصوص وعدم فهمه ؟
اتضح من العرض السابق عدم وجود نصوص للتثليث وعدم معقوليته فكيف يبررونه ويشرحونه ؟
الإجابة

عن طريق الأمثلة :

المثال الأول :    (الشمس  جسم وله ضوء وحرارة فهما ثلاثة  في واحد !).

 

لو سأل أي متشكك نصراني قسا" كيف يكون الله واحد في ثالوث
سيسأل القس السائل, هل الشمس لها جسم  ؟
السائل  : نعم
القس  :  هل لها ضوء ؟
السائل : نعم
القس  : هل لها حرارة ؟
السائل : نعم .
القس : إن فصلنا أي من هذه الثلاثة تصبح شمسا"  ؟
السائل :  لا  .
القس : هذا هو الثالوث شيء واحد ولكنه في ثالوث ولا يمكن فصل الحرارة عن الشمس عن الضوء.
نفس المثل للشمعة وللمصباح ( جسم وضوء وحرارة ) وللتفاحة (جسم وطعم ورائحة).

 

الرد
تنقسم الأشياء كلها إلى قسمين
الأول : شيء قائم بذاته مثل السيارة أو الدولاب أو المكتب أو حيوان ويسمى جوهر أو عين.

الثاني : خواص أو صفات وهي تحتاج للأول ليقيمها حتى تكون مفهومة وتسمى عرض مثل ( رائحة أو طعم أو طول أو وزن أو ضوء أو صوت أو حرارة أو سرعة أو حركة أو رحمة أو كلمة ).

فلا يمكن أن تقول سمعت صوت وتسكت, بل يجب أن تصف الصوت لأن الصوت لايأتي بمفرده, فستسأل ممن تحدثهم,  صوت ماذا أو صوت من ؟؟؟؟
فيجب أن تقول سمعت صوت شيء يصدر منه أصوات. بمعنى سمعت صوت شيء قائم بنفسه (جوهر أو عين ).   فتقول:
سمعت صوت قطار أو صوت إنسان أو صوت حيوان أو صوت سيارة ....الخ, لأن الصوت عرض أو خاصية لشيء فلا يقوم الصوت بنفسه ولكنه يصدره شيء قائم بذاته ( جوهر أو عين ) .

فالصوت يجب أن ينسب لشيء يصدر أصواتا" . والضوء ينسب لشيء يصدر أضواء , والحركة تنسب لشيء من خواصه الحركة.


بهذا لو نظرنا للمثال السابق الخاص بالشمس .
سنجد أن الشمس كوكب له جسم ويتميز هذا الجسم بالضوء والحرارة.
بتعبير أخر
الكوكب جوهر والباقي خواص ( أعراض) له فلا يعتمد وجود الكوكب على الحرارة والضوء, في حين أن الحرارة والضوء (الخواص) هما من خواص أو أعراض الكوكب اللذان يعتمد وجودهما عليه.

بذلك لا توجد مساواة بينهم , كما لا يمكننا القول أن وجودهم جميعا" يعتمد على وجود الثلاثة معا".
الحرارة والضوء لا معنى لهما بدون الكوكب الذي ينتجهما ولا يتم وصفهما بدونه .

ولتقريب المثال :
 المصباح الكهربي ( جوهر) جسم وله ضوء وحرارة (خواص), الضوء والحرارة يعتمدان في وجودهما على المصباح ,( لأنهما من خواصه ومرتبطان به).
 و لكن المصباح لا يعتمد على الضوء والحرارة فجسم المصباح موجود كما هو حتى لو أطفأته وزال منه الضوء والحرارة. ولكن تتغير خواصه.

هل من الممكن القول  أن السيارة لها حركة ولها صوت, فالسيارة ثلاثة في واحد ؟
هل من الممكن القول أن حركة السيارة أرسلناها للبلد المجاور مع الصوت ولاتزال السيارة عندنا ؟!
إن ضوء الشمس ليس هو الشمس , وحرارة الشمس ليست هي الشمس بل خاصية أو عرض له.

فإن قلنا أن الابن ( المسيح ) يعتمد في وجوده على الآب,  إذن الابن ليس إله لأنه يعتمد على وجود غيره. لذلك لا يصلح هذا المثال للثالوث  وبالمثل مثال التفاحة والشمعة.
فحسب قانون الإيمان  المسيح إله حق من إله حق فكيف يكون إله حق يعتمد على إله حق آخر أو أن يكون من خواصه!؟.

المثال الثاني  :    (الإنسان يتكون من ذات وعقل وروح  وهو واحد !!).

الرد :

الإنسان جسد وله صفات أو خواص الحركة والحياة والعقل , وإن فقد العقل أصبح إنسانا" بدون عقل, وإن فقد الحياة أصبح جثة , فالأصل وهو الجسد موجود .
فروح الإنسان وعقل الإنسان وحركة الإنسان ليست هي الإنسان , بل خواصه.
كما أن الإنسان لا يصنع حوارا" بين روحه وعقله وذاته ! , أو أن نقول أن الروح ذهبت لمكان آخر والعقل ذهب ليحضرها وأخذ الجسم ينتظر كما يشير العهد الجديد للأقانيم الثلاثة فيقال أن الآب (الذات) , أرسل الكلمة (المسيح ) لتتجسد على الأرض, وأرسل لها الروح ( الروح القدس ) لتقويها , فهل كان الآب بدون كلمة , أو عقل أو روح !!؟؟
وهل من الممكن أن أرسل روحي لمكان وعقلي لمكان , أو أن يكون حوار بيننا , كما كان الحوار بين السيد المسيح والآب.

(مت 27:46  ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني.)


إن الذات لا تفنى إن ذهب العقل عنها ولكن تتغير خواصها كذلك لو ذهبت الروح عنها , فالأصل هو ذات الإنسان ويتميز بخصائص العقل والحياة والحركة والإحساس وغيرها وبفقده أي من هذه الصفات يستمر ذات أو جسد.
كما أن الجسد يحتاج إلى الروح للحياة و يحتاج إلى العقل للعقل فكل جزء يحتاج إلى الجزء الآخر وهذا عكس ما يدعونه حول الأقانيم وأن كل منهم إله حق كامل !!.
 لذلك هذا المثال لا يليق ولا يصلح لإثبات الثالوث.

 

المثال الثالث :    (المثلث ثلاثة أضلاع ولو حذفنا أي ضلع لم يصبح مثلثا" !).

الرد :

كل ضلع ليس مثلث بمفرده بل أن تجمعهم أو افتراقهم يغير في الشكل النهائي.
فحسب قانون الإيمان الآب إله والابن إله والروح القدس إله ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
وهذا لا ينطبق على المثلث فهو ثلاثة أضلاع يكونون مثلث .
( هل من المطلوب حتى نفهم وجود الله تعالى نتناسى النصوص الخاصة بالوحدانية, و نلهث وراء ما لانفهمه , ونحاول أن نشرح مالانفهم بطريقة فلسفية تخدع العامة, وعندما نشعر بالفشل في الفهم , نقول إن هذا التعليم أكبر من عقولنا !!؟...من الذي قال هذا التعليم , من الذي ابتكره ؟


المثال الرابع  
:   (الله تعالى موجود بذاته , ناطق بكلمته , حي بروحه فهو ثالوث.)

القس : هل الله موجود ؟ ..........نعم !
القس  : هل الله حي ؟..............نعم !
القس  : هل الله متكلم ؟.............نعم !
القس  : هذا هو الثالوث إن الله موجود بذاته وهو(الآب),  ومتكلم بكلمته (المسيح) وحي بروحه (الروح القدس).
الرد :
القول أن الله يتكون من الآب والآبن والروح القدس وكل منهم إله كامل, ومجموعهم معا" إله كامل واحد غير مقبول ولا مفهوم بإعتراف علماء النصارى.
ثم إن الله سبحانه وتعالى حي بما يليق به أن يحيا فلا نقول أنه حي بروحه أو يعتمد على شيء ما ليحيا أو يعتمد على الكلمة ليتكلم أو يدبر.

فالقول
بأن الله متصف بالوجود والنطق والحياة وأن الوجود هو الآب والنطق هو الابن والحياة هي الروح القدس وكل صفة غير الأخرى يقتضي أن كل أقنوم غير الآخر, قول باطل للأسباب التالية :

أولا" : الله تعالى متصف بالوجود وله سبحانه وتعالى صفات عديدة غير النطق والحياة , فهو حي , ورحيم وعليم وسميع وبصير و ....
ومن غير المقيول أو المعقول أن نقول إن رحمة الله هي إقنوم لله , أو أن كلام الله هو أقنوم الله .

ثانيًا : الزعم أن الآب إله والابن إله والروح القدس إله . فعلى هذا يكون وجود الله إلهًا ويكون نطقه إلهًا وتكون حياته إلهًا ، وهذا لا يصح؛ لأن صفات الله ليست آلهة وبذلك يكون هناك ثلاثة آلهة .

ثالثا" : حسب هذا المنطق : ذات الله  ( الإله ) يحتاج إلى روح الله ( الروح القدس الإله الأخر), ليحيا به , كما أنه يحتاج كلمة الله أو العقل (الكلمة أو اللوجوس وهو الإله الأخر ) ليتكلم أو ليعقل!, حسب هذا المنطق أي منهم لا يصير إلها" لانه يحتاج الأخرين ويعتمد عليهما, فهذا نقص والنقص ليس من الألوهية,وقانون الإيمان يقول إن كل من الثلاثة منفردا" إله حق ومجموعهم إله حق واحد!!.

رابعا" : الصفات مثل صفة الحياة أو صفة الكلام لا ينفصلان فيكونان قائمين بمفردهما فلا نقول أن الكلمة (أو العقل) ذهبت إلى مكان ما وتصرفت بمفردها وخلقت وأحيت لأن الصفات لا تصبح كيان مستقل.

خامسا" : إن كان الكلمة إله حق, فهل هو كامل بمعنى أن له كلمة أيضا" , فهل للكلمة كلمة ؟
والآب بخروج الكلمة منه, هل أصبح بدون كلمة ؟ مع أنه إله حق أيضا" ؟
ثم إن كان كل واحد منهم  إله حق ( الآب إله حق -الكلمة إله حق -الروح القدس إله حق )
هل كل منهما حي أم لا ؟؟
إن كان كل منهم حي كما هو مفهوم من أن كل منهم إله حق, فهذا يعني أن صفة الحياة غير مرتبطة بالروح القدس, وهذا يعني أن كل منهم لا يحتاج للآخر.فلا نقول أن الروح القدس سبب الحياة أو أن الكلمة هي كلمة الله أو نطقه.
وإن كان كل منهم يحتاج للآخر, لن يصبح كل منهم إله كامل بل كل منهم أصبح جزء من الإله
وأصبح الإله له ثلاثة أجزاء وهذا لا يليق ولا يتوافق مع قانون الإيمان.

سادسا" :
الثالوث يقضي بتمايز واستقلال الأقانيم فلكل أقنوم دورا" خاصا" به وجميع الطوائف المسيحية تعتقد بأن كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة متميز عن الأقنومين الآخرين ومعنى التمايز لأقنوم أن الأقنومين الآخرين لا يقومان بعمله وهذا نقص فلا يصبح الإقنومان الآخران كل منهما إله كامل.


و على أي من هذه الأقوال فالتثليث باطل و لا سبيل
لتبريره .
والسؤال  ,من الذي أخبركم عن الثالوث ؟

أما بالنسبة لولادة الأبن من الآب  :الولادة لا
تكون إلا بخروج شيء من شيء.

فالقول بميلاد الأبن من الآب ( ولادة غير جسدية) يعني التأخر في الوجود فلا يصح أن يكون المولود أو الذي تم استحداثه (أزلي) ولم يأت وقت إلا وهو موجود مع من ولده (أحدثه).

كذلك القول بأن الروح القدس منبثق من الآب ( الأبن ) يتنافى مع ما جاء بمجمع القسطنطينية 381 من أن الروح القدس هي روح الله تعالى التي تعني حياته, فما معنى أن حياة الآب إنبثقت من الآب.


وسنناقش إحتمالين آخرين للثالوث :

أما أن تكون الأقانيم متساوية القدرة وسيكون معنى هذا أنه لن يحتاج بعضهم إلى الآخر ولن يرسل واحد منهم الآخر ولكن هذا لا نجده , فقد أرسل أحدهم أقنوم أخر
فقد قال السيد المسيح :(يوحنا 8: 18 أنا هو الشاهد لنفسى ويشهد لى الآب الذى أرسلنى)

وقال أيضا" (يوحنا 5: 30 أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً)

أو أن يكون هناك سيطرة لأحد الأقانيم على الآخرين أو منزلة أعلى من الآخرين وهذا يبين أن الإله واحد و ينفي الألوهية عن الباقيين وينفي التساوي بينهم الموجود في قوانين الإيمان,وهذا ما نجده في أقوال السيد  المسيح :
(مرقس 13: 32 وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب)
,

بالإضافة للاستدلال من النصين السابقيين فهما يدلان ايضا" على وحدة القدرة الإلهية ينفي الألوهية عن السيد المسيح .

 

في النهاية
من أن الذي أخبر بهذا التقسيم و هذه التجزئة والثالوث الذي بلا نصوص وحاروا في فهمه ؟!!

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح ردًا على هذه الامثلة المتهافتة : (( أن حر النار وضوءها القائم بها ، ليس نارًا من نار ، ولا جوهرًا من جوهر ، ولا هو مساو للنار والشمس في الجوهر ، و كذلك نطق الإنسان ، ليس هو إنسانًا من إنسان ، ولا هو مساو للإنسان في الجوهر ، وكذلك الشمس و ضوءها القائم بها ، و شعاعها القائم بها ، ليس شمسًا و جوهرًا قائمًا بنفسه ، وأنتم قلتم : إله حق من إله حق )) .( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- شيخ الإسلام بن تيمية).

 

إبطال التثليث من أقوال السيد المسيح
(اختصار من كتاب إظهار الحق -للعلامة – رحمة الله هندي . رحمه الله ) 

 

(القول الأول): في إنجيل يوحنا ( 17 : 3 ) قول عيسى عليه السلام في خطاب اللّه هكذا: (وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) فبين عيسى عليه السلام أن الحياة الأبدية، عبارة عن أن يعرف الناس أن اللّه واحد حقيقي وأن عيسى عليه السلام رسوله. وما قال إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن ذاتك ثلاثة أقانيم ممتازة بامتياز حقيقي وأن عيسى إنسان وإله، أو أن عيسى إله مجسم ولما كان هذا القول في خطاب اللّه في الدعاء فلا احتمال ههنا للخوف من اليهود فلو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لبينه، وإذ ثبت أن الحياة الأبدية اعتقاد التوحيد الحقيقي للّه واعتقاد الرسالة للمسيح فضدهما يكون موتاً أبدياً وضلالاً بيناً ألبتة، وكون المسيح رسولاً ضد لكونه إلهاً، لأن التغاير بين المرسِل والمرسَل ضروري.

 

(القول الثاني): في إنجيل مرقس ( 12 : 28): (فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسناً سأله: أية وصية هي أول الكل) 29: (فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد. [30]: وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى [31] وثانية مثلها هي أن تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتين [32] فقال له الكاتب جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه) أي اللّه (واحد وليس آخر سواه) 33 (ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح) 34 (فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيداً عن ملكوت اللّه). وفي الباب الثاني والعشرين من إنجيل متى في قوله عليه السلام بعد بيان الحكمين المذكورين هكذا: (بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس والأنبياء). فعلم أن أول الوصايا الذي هو مصرح به في التوراة وفي جميع كتب الأنبياء وهو الحق وهو سبب قرب الملكوت، أن يعتقد أن اللّه واحد ولا إله غيره ولو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لكان مبيناً في التوراة وجميع كتب الأنبياء لأنه أول الوصايا، ولقال عيسى عليه السلام: أول الوصايا الرب واحد ذو أقانيم ثلاثة ممتازة بامتياز حقيقي....!

 

(القول الثالث) في إنجيل مرقس ( 13 : 32 ) قول المسيح عليه السلام هكذا: (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب) وهذا القول ينادي على بطلان التثليث لأن المسيح عليه السلام خصص علم القيامة باللّه ونفى عن نفسه كما نفى عن عباد اللّه الآخرين وسوى بينه وبينهم في هذا، ولا يمكن هذا في صورة كونه إلهاً سيما إذا لاحظنا أن الكلمة وأقنوم الابن عبارتان عن علم اللّه , ولا أقل من أن يعلم الابن كما يعلم الأب.

 

هل يعتقد المسلمون أن لله روح ؟؟
كتب الشيخ محمد بن صالح المنجد
( باختصار)
ليس لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله
صلى الله عليه وسلم .
الروح ليست من صفات الله تعالى ، بل هي خلق من مخلوقات الله تعالى.
وأضيفت إلى الله تعالى في بعض النصوص إضافة ملك وتشريف ، فالله خالقها ومالكها.

القول ( روح الله )، كالقول (بيت الله) و (رسول الله) و(ناقة الله) و (أرض الله ), فكل هذه مخلوقات أضيفت لله تعالى للتشريف والتكريم .
ومن النصوص التي أضيفت فيها الروح إلى الله : قوله تعالى : ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ . [السجدة : 9]
. وهذا في حق آدم عليه السلام .

وهذه القاعدة ذكرها شيخ الإسلام في مواضع ، وحاصلها أن المضاف إلى الله نوعان :
1-   أعيان قائمة بذاتها ، فهذه الإضافة للتشريف والتكريم ، كبيت الله وناقة الله، وكذلك الروح ، فإنها ليست صفة ، بل هي عين قائمة بنفسها ..
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ
الْبَصَرُ ) رواه مسلم (920) أي : إذا خرجت الروح تبعها البصر ينظر إليها أين تذهب . فهذا كله يدل على أن الروح عين قائمة بنفسها  .
2- صفات لا تقوم بنفسها ، بل لا بد لها من موصوف تقوم به ، كالعلم والإرادة والقدرة ، فإذا قيل : علم الله ، وإرادة الله ، فهذا من إضافة الصفة إلى الموصوف .

 

محاولات إثبات التثليث من القرآن !!.
في الفصل الثاني من كتاب القمص زكريا بطرس , الله واحد في الثالوث القدوس , كتب تحت عنوان شهادة القرآن لثالوث المسيحية :
1ـ سورة النساء آية 171:

(إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه).

ففي هذه الآية يتضح أن الله له:

*ذات: في قوله "رسول (الله)"

*وله (كلمة): في قوله (وكلمته) فالهاء ضمير مفرد غائب  يعود على الله.

*وله (روح):في قوله "وروح منه" فالهاء في( منه) ضمير مفرد غائب يعود على الله.

ونحن المسيحيين لا نقول بأكثر من هذا. ( الله واحد في الثالوث المقدس- ص 4 )

 

الرد
لقد اقتطع من الآية فلم يأت إلا بجزء من نصفها, فا
لاية الكريمة من سورة النساء :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (172)

فلم يذكر القمص بداية الآية :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ
ولم يذكر الجزء الآخير من الآية
وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ

والرد االمجمل لكل من يحاول منهم الإستشهاد بالقرآن الكريم لإثبات صحة عقيدته التي لا يجد لها أدلة او نصوص أو براهين !! 


من كان من النصارى يريد أن يستشهد بآيات القرآن الكريم فيجب أن يرفق مع استشهادة الآيات البينات المفصلة المحكمة مثل :
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران : 85]

 

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة : 17]


مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المائدة : 75]

 

أما الآية التي يحاول أن يقتطع منها جزء لينفعه في إثبات ما لا يملك عليه دليل فهذا تفسيرها من التفسير الميسر :
يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم, ولا تقولوا على الله إلا الحق, فلا تجعلوا له صاحبةً ولا ولدًا. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق, وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم, وهي قوله: "كن", فكان, وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه, فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له.........

 

لقد قال الله تعالى في الحديث عن المؤمنيين ( ....أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ....[المجادلة : 22]. فروح منه لا تعني أن الله تعالى قد تجسد فيهم .

 قال ابن أبي حاتم : (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ), قال : ليس الكلمة صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى (ابن كثير ـ تفسير القرآن العظيم ). ( لفظ  كن ).
 إنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم ، فنفخ فيها بإذن الله فكان عيسى ـ عليه السلام ـ قال البخاري بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من شهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) رواه البخاري ـ كتاب الأنبياء ـ حديث رقم 3435 ، ومسلم ـ كتاب الإيمان.

فقوله في الآية والحديث " وَرُوحٌ مِّنْهُ "كقوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الجاثية : 13] , أي  من خلقه ومن عنده ، وليست من للتبعيض كما تقوله النصارى .. بل هي لابتداء الغاية .

 


أما بعض الأمثلة التي يرددها العامة من النصارى  بغير علم لشرح الثالوث :
1- الهواء واحد ويتكون من ثلاث عناصر رئيسية !, أو المونة ( معجون البناء ) تتكون من أسمنت ورمل و ماء !! .
والرد:  لو نزعنا أي من المكونات لتغيرت الخصائص فما أصبح هوائا" ولا مونة". ثم هل كل مكون من مكونات المونة كمثال هو مونة بمفرده !!؟؟. ( فتكون المونة مونة حق من ثلاثة مونة حق !!؟).

 
2- الثلاثيات كثيرة فنجد أن هناك حالة صلبة وسائلة وغازية وهي صور للمادة ! .
 الرد:  هناك أيضا" خماسيات مثل عدد أصابع اليد, وسباعيات مثل أيام الأسبوع ورباعيات مثل فصول السنة و ثنائيات مثل الليل والنهار و.....الخ.

 

3- المسلم يقول (بسم الله الرحمن الرحيم ) ونحن نقول (بسم الآب والآبن والروح القدس ) ولا يوجد فرق !!
الرد :         الفرق كبير    بين القولين لأن

الواو التي تفصل بين كل اسم , تبين أن الأسماء تختلف عن بعضها , فالواو تفيد المغايرة ( ماقبلها غير مابعدها ), وكمثال

قابلت اللاعب الطبيب    . ( تعني أنني قابلت شخصا" هو لاعب وطبيب في نفس الوقت).
قابلت اللاعب والطبيب   . ( تعني انني قابلت شخصين أحدهما لاعب والأخر طبيب ).

 

بالمثل  تقول , قابلت المهذب الطويل الكريم  فمعنى هذا انك قابلت شخص واحد يجمع هذه الصفات.
بسم الله الرحمن الرحيم  تعني باسم الله الذي من اسمائه وصفاته أنه رحمن ورحيم.

خاتمة

1 -التثليث والأقانيم لم يأت بها رسل الله ولا توجد لهما أي نصوص أو مصادر.

2 المدافعون عن التثليث يتبعون طرقا" وأمثلة لم يتبعها أو جاء بها الأنبياء والرسل.

3 الأمثال التي تتبع لا تفيد ولكنها تخدع العامة, وعند النقاش في الأمثلة ومدى تطابقها يلجأ النصارى لخط الدفاع الأخير بالقول إن التثليث فوق العقل وعلينا قبوله كما قبله آبائنا أو أجدادنا.

4 أصول العقيدة دائما" واضحة والغيبيات التي يطلب منا الإيمان بها مثل الجنة وما فيها أو الموت وما بعده, يجب أن يكون لها نصوص واضحة بالإضافة لصدق مصدرها ولكن أن يكون أصل العقيدة بدون نصوص ولا يقبله عقل فهذا ما لايمكن الإيمان به.

 

قال الله تعالى

 
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ [المائدة : 77]

 

---------------------------------

 

عوده