المعمدان الذى لا نعرفه ، هل تغير المخطوطات من نظرتنا له ؟

 

 

أعتقد انه هناك ثغرة وقع فيها الجميع بتصديق الروايات المسيحيه عن يوحنا المعمدان ، او يحيى عليه السلام لانها لم تناقض العقيدة الاسلاميه بصورة صريحه فلم يجد المسلمون غضاضة فى تصديق الرواية المسيحيه التى تبجل يوحنا المعمدان

مبدئيا احب ان اوضح معنى اسم يوحنا

 

الاسم بالعبرية يوحنن ، وهى اختصار يهوه حنان ، اى حنان يهوه او حنان من يهوه ، او يهوه يعطى حنان (فكلها مرادفات لمعنى الاسم) لان الله رحم زكريا وتحنن عليه واعطاه هذا الصبى رغم الكبر وعقر زوجته ، كما انه كان بارا بوالديه (وهذا يشير الى انه عاش معهما وهو بالغ حتى يقدر على البر بهما وان كان القران يوضح ايضا انه كان نبيا منذ سغره (اتيناه الحكم وصبيا) ، اضافة للمعجزة القرانيه الهائله فى اية (وحنانا من لدنا) والتى تعنى اسمه بالعبريه فهو حنان من الله (يهوه فى العرف العبرى) كما ذكرنا اسما وفعلا (اسمه حنان من الله وهذا هو معنى يوحنن كما قلنا وهو فعلا كان حنانا من الله على ابيه وامه وعلى قومه )

وبخصوص الاسم فإن الله يقول فى القران (لم نجعل له من قبل سميا) اى لم يكن هناك قبله احد يحمل هذا الاسم (وربما حمله احد كلقب لكن لا كاسم منذ مولده وهذا ينفرد به يوحنا او يحيى عليه السلام ) وهذا ما جعل اهل الياصابات يندهشون منها اذ قالت (فأجابت أمه وقالت لا بل يسمى يوحنا) (فقالوا لها ليس أحد فى عشيرتك تسمى بهذا الاسم ) وكلمة عشيرتك ترجمة غير دقيقه للكلمة اليونانية (سوجينيا) والتى تعنى اقاربك

انظر قاموس سترونج

soggeneia

soong-ghen'-i-ah

From G4773; relationship, that is, (concretely) relatives: - kindred.

 

 ، واذا عرفنا ان مريم من اقاربها (استنادا على ما فى لوقا ايضا " وهو ذا اليصابات نسيبتك" لوقا 1 : 36 ) وكلمة نسيبتك خادعه رغم ان المعجم يذكر ان النسب هو القرابه الا أن استخدامها العامى للدلاله على المصاهره يخدع القارىء العادى وبالنظر الى النص اليونانى سنجد كلمة (سوجينيس ولا حظ انها قريبه من سوجينيا ) وهى تعنى فى القاموس نفسه ما يلى

suggene¯s

soong-ghen-ace'

From G4862 and G1085; a relative (by blood)

اى قرابة (بالدم) ، وهو ما يشير الى ان مريم لابد ان تكون قريبه بشدة من الياصابات الهارونيه ونجد ان بقاءها عندها طوال اشهر الحمل دليلا اضافيا على شدة هذه القرابة ، اضافة الى ان فى الاسلام حديثا يصف عيسى ويوحنا بابنى الخاله ، اى ان ام مريم كانت اختا لالياصابات وربما كانت مريم نفسها هى الاخت المباشره لالياصابات فالنص اليونانى والسرد العام للقصه يحتمل هذا ، اذا لا يعقل ان تمكث مريم شهورا عند اناس قرابتهم بعيده بينما نجد ان هذا محتملا جدا فى ظل القرابه الشديده (قرابة دم) بينها وبين الياصابات الهارونية قطعا (لوقا يقول " كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا وامرأته من بنات هارون واسمها اليصابات" فالكلام واضح تماما ولا لبس فيه مما يجعل مريم هارونية لانها قريبه بالدم من هارونية هى الياصابات فلا خلاف هنا بين لوقا وبين الاسلام الذى نادى مريم (بأخت هارون) وهو امر على محمل (أخا العرب) فهى من الهارونيين أعظم فئه فى اللاويين كهنة المعبد اليهودى وحملة لواء الدين فكان قول القوم لها يا أخت هارون اشارة لنسبها العظيم الذى يجعلها (ضرورة) بعيدة تماما عن الفحش بكافة صورة بل ان الزانية بنت الكاهن (تحرق ) كما تقول التوراه كتشريع خاص لبنات لاوى وهارون خاصة

ومن المقارنة مع النسب فى لوقا للمسيح لتأكدنا يقينا ان النسب الذى فى لوقا هو زائف بلاشك لأن النصارى يدعون انه نسب مريم (بلا دليل) ونجد فيه اسم يوحنا فى العدد 27 من الاصحاح الثالث ، فكيف يقال لالياصابات انه لا احد من اقاربها (او حتى عشيرتها ) وكلاهما امر يمكن ان يشير الى بنى اسرائيل كلهم لانهم اقارب بل وفى حكم الاقارب انظر ما تقوله التوراه دائما فى احكامها ( لاتشهد على قريبك شهادة زور ، لا تشته بيت قريبك ، لا تشته امرأه قريبك ولا عبده ولا امته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك  ) الخروج 20 : 16 17

 

واجمع الكل ان المقصود بقريبك هنا هو كل بنى اسرائيل ، وقلنا ان نص لوقا فى الاصحاح الاول يدعم انه لا احد تسمى بهذا الاسم ابدا وهذا مدعى الدهشه من الحاضرين فهو اسم فريد لم يستخدم فتعجبوا ، واوضحوا الامر اكثر بان احدا من (اقاربها والتى قد تعنى ايضا بنى اسرائيل كلهم او تعنى الهارونيين ) لم يتسم به

هل يوجد فى قوانين الهارونيين ما يمنع التسميه الا باسماء معينه ؟ لا يوجد مثل هذا ، فلا شك ان التأويل لكلمة اقارب بانها الهارونيين غير منطقى فلماذا اندهشوا اذن ؟ لا شك عندى ان الاسم لم يوجد ابدا قبل يوحنا وان وجد فكلقب لا كاسم ، فكانت الدهشه من القوم ، وفى كل الاحوال (سواء المقصود بالاقارب بنى اسرائيل كلهم او بنى هارون فقد اثبتنا ان مريم بقرابتها بالدم من الياصابات قطعا لا تحمل بين اجدادها اسم يوحنا والا لما اندهش الناس ، وانا لنجد هذا الاسم غير موجود فى التوراه فعلا وان وجدت اسماء قريبه منه مثل حننيا ( حنن ياهو ) فهو اشتقاق جديد انفرد به المعمدان وتؤكد كتبهم نفسها صدق القران فى قوله (لم نجعل له من قبل سميا) وكذب النسب فى لوقا الملىء بالاخطاء وسبق ان تحدثنا عنه وتحدث عنه غيرى اكثر

 

وهناك من القوم من يعترض ويقول ان اسفار المكابيين ذكرت شخصا اسمه يوحنا كان من الكهنه اللاويين الهارونيين من فرقة يهوياريب (راجع أخبار الايام 24 : 7) وبالتالى فان اسم يوحنا كان موجودا قبل المعمدان

فلننظر الى هذا القول اذن

ببساطه هناك عدة نقاط

اسفار المكابيين مكتوبه باليونانيه فقط ولا يعتبرها اليهود او البروتستانت اسفارا مقدسه ، ولم يتم اعتبارها مقدسه لدى الكاثوليك والارثوذكس الا فى مجمع ترنت عام 1516 م اى بعد كتابتها باكثر من 16 قرنا

ثانيا اسفار المكابيين تحوى اخطاء ولا تتسم بالدقه بشهادة قاموس الكتاب مادة (مكابيين ، اسفار المكابيين)

"ترجم إلى اليونانية ولم يبق لنا سوى الترجمة. ويختلف كثيراً عن اسفار العهد القديم التاريخية اذ يشتمل على اعمال انسانية فقط على أن المؤلف تحرَّى الحق في كتابته وهو وان ظهر منه عدم تحقيق فيما يتعلق بالامور الرومانية وغيرها من الأمور الاجنبية إلا أنه ثقة يعتمد عليه في ما يقوله عن الامور اليهودية."

فوقوعه فى الخطأ فى الامور الاجنبيه يشير الى نفى الوحى عنه واحتمالية وقوعه فى الخطأ ايضا فى الامور اليهوديه ، وهو ما يشير ايضا الى انه لم يكن معاصرا للاحداث مما تسبب عدم دقته

وتقول عن المكابيين الثانى

) يبتدىء السفر الثاني في آخر ملك سلوقس الرابع فيلوباتور وينتهي بخبر انتصار يهوذا مكابيوس على سلوقس نيكانور سنة 160 ق. م. فمدته اذن اقصر من مدة السفر الأول وفي شرحه لنفس حوادث السفر الأول يختلف كثيراً لكن لا شكّ أن السفر الأول أصح لأن السفر الثاني اقتطاف من مؤلفات جاسون القيريني. ولا نعرف من هو ياسون ها ولا ما هي تآليفه ولا من اقتطف هذا السفر عنه. انما نعلم أن اقتطافه كان قبل خراب اورشليم وأنه كثير المبالغة وان غايته دينية.
وكما ترى هنا الكلام واضح تماما ان الكتاب ليس بوحى وانما منقول من كتابات شخص مجهول وغير دقيق ايضا وانه غير دقيق وملىء بالاختلافات والاخطاء


هذه هى اسفار المكابيين التى يبنى الافنديه اعتراضهم عليها ، وكما نرى فهم لا ينكرون انها بشريه تماما وبها اخطاء وغير دقيقه ، فلا يمنع الخطأ عنها فى هذا الموضع

 

اضافة الى ان دهشة اهل الياصابات الهارونيين من الاسم وقولهم ان احدا من عشيرتها (الهارونيين ) قد تسمى به من قبل ينفى تماما صحة معلومات اسفار المكابيين عن اسم يوحنا المذكور (ولو صح هذا الكلام فلعل يوحنا هذا كان لقبا لا اسما) فالمكابيين يؤكد ان الاسم موجود فى الكهنة الهارونيين ، ولوقا ينفى هذا والحل الوحيد للتوفيق بينهما هو القول ان يوحنا عند المكابيين هو لقب ، ولم يستخدم كاسم ، والا لاقتضى هذا ان لوقا مخطىء وان االاسم استخدم فعلا بين كهنة الهارونين المشاهير (مثل ابطال المكابيين )

واعتقد ان الامر منتهى

 

 

عودة الى يوحنا المعمدان نفسه كيف يمكن ان تغير قرائتنا للمخطوطات لرؤيتنا للمعمدان

انظر الى مرقس فى اقتباسه (صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب ) فى الحقيقه هناك تعديل بسيط يستند على التوراه والنص الماسوريتى العبرى وهو نقطه فى وسط الجمله فنصبح (صوت صارخ. فى البرية أعدوا طريق الرب ) والمخطوطات الخاصة بالنص الماسوريتى تدعم هذا ، فيصبح المعنى ان هناك صوت صارخ ويقول ( أعدوا طريق الرب فى البرية) وليس معنى هذا ان هذا الصوت الصارخ كان فى البرية ، والحقيقه ان هذا الاقتباس من السبعينيه اليونانيه لا الاصل العبرى وهو خطأ ويعطى معنى خاطئ ، فالصوت الصارخ لا يمكن قطعا ان يكون فى البرية والا (هيكون بيأدن فى مالطه زى مبيقولوا) لان البريه فارغه على عروشها فيا ترى من هو الذى سيدعوه هذا الصوت الصارخ فى الصحراء غير الرمال و الصخور وبعض الافاعى والعقارب ؟!!

لطالما تسائلت هذا السؤال لماذا يكون المعمدان فى البريه ؟ ماذا يفعل كنبى هناك ولماذا يعيش كطرزان ( يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد ويأكل جرادا وعسلا وبريا ) وسألت نفسى ، كيف اذن كان يبر والديه ، وكيف كان (يكرز بين الناس بمعمودية التوبه لمغفرة الخطايا ) اضافة للسؤال القديم اذا كانت المعمودية تغفر الخطايا فلماذا صلب المسيح ؟ ومادام التلاميذ يستطيعون ان يعمدوا ؟ فما هى الضروره الحتميه للصلب والفداء ؟ وما دام الصلب والفداء حدث فلماذا بقى التعميد فى الكنائس (الغطاس) ؟

وسألت نفسى ايضا ، من اين اكتسب الشعبيه الكبيره بين الناس بدعوته لهم وتكريزه ولمن كان يقول (يأتى بعدى من هو اقوى منى) وهو( ضارب الدنيا ميت صرمه كما يقولون ) وقاعد فى الصحراء ، واسال نفسى لماذا اذن ذهب الى هيرودوس وعارض زواجه من زوجة اخيه ؟ وهو فى البريه

وكيف يقوم بمهامه النبويه والدعويه فى الصحراء وكيف يراعى ابويه الكبيرين ؟

لكن وجدت ان القران لم يقل عنه شيئا من هذا ابدا لم يقل انه اعتزل الناس او عاش فى البريه او غير هذا ونحن اخذناه من كتبهم دون وعى ، وفى الحقيقه فان مؤلفى الاناجيل عندهم عقده من موضوع ايليا وان يوحنا من الضرورى يكون هو ايليا كما تصوره التوراه ، فلابد ان يلبس مثله ويسكن فى البرية مثله

وكما قلنا (الصوت الصارخ) لا يمكن ان يكون فى البريه ، لكنه يدعوا الناس ان يعدوا طريق الرب فى البرية (ولما كان المسيح لم يظهر فى برية فأنه لا يبقى سوى محمد عليه الصلاة والسلام والذى ظهر فى البرية والصحراء والاهم ان الكتاب المقدس سماها ( برية فاران ) ومن المحتمل جدا ان الاستشهاد بعدد (صوت صارخ . فى البرية اعدوا طريق الرب) وهو من اشعياء كان على لسان المسيح لا المعمدان ، وحتى القران نفسه اقصى ما يذكر عن علاقة المعمدان بالمسيح (انه مصدقا بكلمة من الله ) اى انه سيصدق المسيح ولم يقل انه سيبشر به او يمهد له الطريق ، فيوحنا لاقى من النجاح فى الدعوه بين بنى اسرائيل اضعاف ما لاقى المسيح نفسه بينهم فكيف يلقى الممهد نجاحا اكبر من الممهد له ، حتى ان الكهنة خشوا ان يقولوا ان معمودية يوحنا ليست من السماء لانهم يعلمون انه نبى وان الناس تعلم هذا وتصدقه ، بينما لم يخشوا ان يحاولوا قتل المسيح شخصيا لا الاعتداء على نبوته بالقول فقط

ويقول يوسفوس عن المعمدان فى كتابه عن تاريخ اليهود

John, that was called the Baptist: for Herod slew him, who was a good man, and commanded the Jews to exercise virtue, both as to righteousness towards one another, and piety towards God, and so to come to baptism; for that the washing [with water] would be acceptable to him, if they made use of it, not in order to the putting away [or the remission] of some sins [only], but for the purification of the body; supposing still that the soul was thoroughly purified beforehand by righteousness. Now when [many] others came in crowds about him, for they were very greatly moved [or pleased] by hearing his words, Herod, who feared lest the great influence John had over the people might put it into his power and inclination to raise a rebellion, (for they seemed ready to do any thing he should advise,) thought it best, by putting him to death, to prevent any mischief he might cause, and not bring himself into difficulties, by sparing a man who might make him repent of it when it would be too late. Accordingly he was sent a prisoner, out of Herod's suspicious temper, to Macherus, the castle I before mentioned, and was there put to death.

"يوحنا المدعو المعمدان ، قتله هيرود ، كان رجلا صالحا وامر اليهود بالفضائل ، سواء فضائل التعامل بين بعضهم و التقوى مع الله ، وان ياتوا للتعميد وهو الغسل بالماء لا لمحو الخطايا فقط وانما لتنقيه وتطهير البدن ايضا ، وان الروح تنقى وتطهر بالحق والفضائل ، وعندما تجمع حوله الكثير من الجموع (انصاره) حيث انهم تأثروا وسروا كثيرا بكلماته ، خاف هيرود من تأثيره على الناس ان يزداد مما يشجعه على الثورة عليه ، حيث ان الناس كانت مستعده لفعل اى شىء يأمرهم به ،  ففكر انه من الافضل قتله ، لمنع اى اذى مستقبلى قد يشكله ، اذا تركه فيندم على هذا فى وقت لا ينفع فيه الندم ، فارسل سجينا لقلعه ثم قتل هناك "

وكما ترى انه لا حديث عن برية او شىء من هذا ، بل وتكذيب صريح لاسطورة سالومى الشهيره ، والتى بدا هيرود وكأنما يأبه لاقسامه ووعوده فخشى ان يحنث بقسمه فقتل يوحنا ، هذه الاكذوبه لو صحت لذكرها يوسفوس دون تردد لانه لم يدخر وسعا فى ذكر مثالب هيرودوس الكبير وابناءه لكراهيته لهم ، وينبغى ان نعرف ان يوسفوس وكتابه سابق على اغلب الاناجيل فى الحقيقه فى التاريخ والتدوين ويكاد الرجل يخلوا من غرض التزييف فى تلك المواضع لانه عاش اثناء كتابة الكتاب بعيدا عن فلسطين و انتشار المسيحيه البطىء فيها وانام عاش فى روما اغلب حياته بعد تدمير اورشليم ، ويوسفوس يوضح ان قتل المعمدان كان خوفا من تجمع الناس حوله فيصبح قوة جديده مناوءه فتم اعتقاله وقتله ، اما مسأله سالومى فهى من اوهام كتبة الاناجيل لانها تتعارض مع العقل ومع تصرفات هيرودوس الذى لا يأبه لأى قسم او وعد فى سبيل مصلحته الخاصه ، كما ان سالومى او امها ما كانتا لتمتنع عليه سواء بر بقسمه او حنث

 

حسنا بعد ان عرفنا ان الصوت الصارخ ليس بالضروره فى البرية بل ان المنطق يجعله بين الناس ليبشرهم بتلك الدعوه والامر لا ان يعتزلهم فى البرية

لماذا كان يلبس اذن هذه الثياب الغربيه

ذكرت فى مقالة لى عن الايات الاولى من مرقس ما يلى

"

مرقس 1 : 6

هناك مخطوطات تغير القراءة تماما حيث تكتفى بـ " وكان يوحنا يلبس  (جلد) الابل ويأكل جرادا وعسلا" وهذا يحذف (منطقة من جلد حول حقويه ) ، مثل المخطوطه بيزا ، وبعض المخطوطات اللاتينيه والايطاليه  وهو أمر مثير للدهشه حيث ان مخطوطه بيزا طالما اشتهرت بقرائاتها العجيبه والتى دائما تثير الاعتقاد بانها منسوخه عن مخطوطه قديمة ذات قراءات مختلفه عما لدينا  لكنها لم تكتشف حتى اليوم ومن الواضح ان تلك الجمله على ما يبدوا (منطقة من جلد حول حقويه ) هى مضافة فقط لاضفاء التشابه على يوحنا مع النبى إيليا التشبى والذى يبنى المسيحيون فى معتقدهم أملا كبيرا على ان يوحنا المعمدان هو تحقي نبوءة إيليا القادم قبل يوم الرب العظيم المخوف انظر الملوك الثانى 1: 8 " إنه رجل أشعر متمنطق بـ (منطقة من جلد حول حقويه ) فقال هو إيليا التشبى "

وانظر ملاخى 4: 5 " ها أنذا ارسل لكم ايليا النبى قبل مجىء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف "

فأرادوا الصاق هذه الصفات الجسمانيه بيوحنا ولم يجدها كاتب المخطوطه بيزا فى نسخته القديمه ، والعقل ينفى ان تكون حذفت سهوا لأن الجمله كبيره وكامله ، والارجح أن تكون مضافة لاضفاء التشابه مع إيليا وهو امر يهم المسيحيين كثيرا ، لكن لا توجد لدى معرفه بمخطوطات اقدم من القرن 6 تحوى تلك القراءه الخاصه  "

 

أعتقد الان ان الصورة الجديده ليوحنا المعمدان من الكتاب المقدس نفسه ومخطوطاته  ومن كلام يوسفوس ، تنفى فكرة ان يكون يوحنا عاش فى البرية (فى صورة تشبه الرهبان النصارى) وانه عاش بين الناس يدعوهم ويرعى اهله ، وان التشابه بينه وبين ايليا عادى تماما فلاشك انه وقف امام الفساد وحاربه كما فعل الجميع من الانبياء وربما اصطدم بفساد الملك هيرودوس الابن وحاشيته ، اضافة لخوف الملك من تنامى نفوذه مما دعاه لاغتياله ، اما مسأله زوجة اخيه فهى ان صحت فهى مسأله جانبيه تافهه فهيرودوس كان يستطيع ان ينالها برضاها او دون رضاها ، وبزواج او دونه ، وبدون علم احد سواء كان المعمدان او غيره ، ويبدوا انها هى لم تكن تمانع على الاطلاق ، ولا يعقل ان يغامر هيرودوس بقتل نبى ذو شعبيه كيوحنا لسبب سفيه كهذا ، ويوسفوس يصحح الوضع ، وبهذا ما عاد فى يوحنا شىء يشبه به ايلياء لا المكان ولا الشكل ولا الملابس ، اضافة لنفيه ان يكون ايليا فى انجيل يوحنا (أإيليا أنت ؟ فقال لا)

انظر ما تقوله موسوعة ISBE للكتاب المقدس عن المعمدان وملابسه وعاداته (سكنى البريه )

John's dress and habits were strikingly suggestive of Elijah

ملابس وعادات يوحنا بصورة لافته للنظره تشير الى ايلياء

وقد اثبتنا ان هذه الجمل التى يستندون اليها من مرقس مضافة وحذفتها بعض المخطوطات الشهيره ، و اصبح من الثابت الان ان متى ولوقا نقلا من مرقس ، فلا شك انه اذا كانت هذه الجمله حذفت من مرقس وغير اصليه ، فانها ستكون كذلك فى الباقين لانهم نقلوا عنه

 

وشكرا

اخوكم

د / شريف حمدى

 

 

الرئيسيه