القاديانية والمسلمون
بقلم / الحافظ إحسان ظهير
كثير من الناس يعتقدون بأن القاديانية فرقة من فرق المسلمين غير أنها تختلف عنها فى الفروع ، وليس هناك أى فارق غير هذا ، ونحن نبحث فى هذا المقال مسلك القاديانية تجاه المسلمين ومذهبهم ، لكى يعرف الباحث كبر هذه المغالطة وضخامتها ، وأن القاديانية ليس لها أى علاقة بالإسلام غير أنهم يخدعون الناس ويتسترون وراء اسم الإسلام ، وإلا فهم بعيدون عن الإسلام بُعد أهل الكتاب ، ولا يريدون من هذا التستر إلا مصالحهم ومنافعهم ، وإلا فقد نص فى كتبهم أنه لو مات مسلم لا يُصلى عليه ولا يُدفن فى قبورهم ، ولا ينكح أحد من المسلمين ولا يعامل أية معاملة دينية بل هو كافر عندهم ، كما صرح متنبئهم غلام أحمد القاديانى قائلاً : (( الذى لا يؤمن بالله ورسوله ( 1 ) وكتب ابنه وخليفته الثانى محمود أحمد : لقينى رجل فى لكنهو ( بلدة ) وسأل بأنه قد اشتهر فى الناس بأنكم تكفرون المسلمين الذين لم يعتنقوا القاديانية ، فهل هذا صحيح ؟ فقلت له : نعم ، لا شك بأننا نكفركم ، فاستغرب الرجل قولى وتحير ( أنوار خلافت ص 92 ) وقال نحن نسأل بأننا لم نكفر غير القاديانيين ؟ فهذا واضح من القرآن لأن الله بيّن أنه من ينكر أحداً من الرسل يكفر ، وأن من ينكر الملائكة يكفر ، ومن ينكر القرآن يكفر ، وعلى هذا فمن ينكر أن غلام أحمد هو نبى الله ورسوله فإنه يكفر بنص الكتاب ، ولأجل ذلك نكفر المسلمين لأنهم يُفرقون بين الرسل ، ويؤمنون ببعض ويكفرون ببعض فهم إذن كفار ( الفضل ، جريدة قاديانية صادرة فى 26 يونيو 1922م ) .
وكتب ابنه الثانى بشير أحمد بكل فضاحة ووقاحة : (( كل من يؤمن بموسى ولا يؤمن بعيسى أو يؤمن بعيسى ولا يؤمن بمحمد ( عليه السلام ) فهو كافر ، وهكذا من لا يؤمن بغلام أحمد فهو كافر ، خارج عن الإسلام ونحن لا نقول هذا من عند أنفسنا بل ننقله من كتاب الله " أولئك هم الكافرون حقا " ( كلمة لبشير أحمد ابن الغلام ) .
وكتب أحد علماء القاديانية فى كتابه فى الإلهام : أن الله قال له ( أى غلام أحمد ) الذى يُحبنى ويطيعنى وجب عليه أن يتبعك ويؤمن بك ، وإلا لا يكون محبا لى بل هو عدو لى ، وإن أراد منكروك أن لا يقبلوا هذا بل كذبوك وآذوك ، فنجزيهم جزاءا سيئا وأعددنا لهؤلاء الكفار جهنم سجنا لهم ، فقد بين الله ههنا بأن منكر الغلام كافر وجزاؤه جهنم ( النبوة فى الإلهام لمحمد يوسف القاديانى ص 40 ) .
وينقل ابن الغلام عن نور الدين الخليفة الأول للقاديانية بأنه قال : إن المسلمين غير القاديانيين داخلون فى قول الله عز وجل : أولئك هم الكافرون حقا ، ثم يُعلق على هذا ويقول ، وكيف يمكن أن يكون منكر موسى كافراً ملعونا ، ومنكر عيسى كافراً ، ولا يكون منكر غلام أحمد كافرا وهذا قول المؤمنين " لا نفرق بين أحد من رسله " وهؤلاء يُفرقون ، فلذا لابد أن يكون منكره كافراً داخلاً فى قول الله عز وجل : أولئك هم الكافرون حقا ( كلمة الفصل لبشير أحمد ص 120 و174 المندرج فى مجلة ريويو آف ريليجنز ) .
فهذا هو مذهبهم ، وهذه حقيقة الرابطة بينهم وبين المسلمين ، بألفاظهم وعباراتهم هم ، ولكنهم يتسترون وراء صفوف المسلمين لأغراضهم الفاسدة ، وفى بعض الأحيان هم يخدعون عامة المسلمين وخاصة فى بلدان غير بلاد الهند والباكستان بالصلاة معهم ، أى المسلمين ، وخلف أئمتهم ، وهذا خداع ظاهر ، لأننا كما ذكرنا . هم يكفرون كل من ينكر نبوة غلام أحمد ، فكيف يمكن أن يُجيزوا صلواتهم خلف (( الكفار )) وفى صفوفهم ، ولو صلوا لصلوا للنفاق ، ثم يعيدون هذه الصلوات فى بيوتهم ، كما نذكره بعد سرد أقوال هؤلاء فى الصلاة خلف غير القاديانيين ، فيقول المتنبئ القاديانى : (( هذا هو مذهبى المعروف أنه لا يجوز لكم أن تصلوا خلف غير القاديانى مهما يكن ومن يكن ومهما يمدحه الناس ، فهذا حكم الله وهذا ما يريده الله ، وأن المتشكك والمُذبذب داخل فى المكذبين ، والله يريد أن يميز بينكم وبينهم )) ( ملفوظات الغلام المنشورة فى جريدة (( الحكم )) القاديانية بتاريخ 10 ديسمبر 1904م ) .
وكتب فى كتيبه (( أربعين )) ص 34 و 35 : (( أن الله أطلعنى بأنه حرم حراما قطعيا أن تصلوا غير خلف الذى يكذبنى أو يتردد عن طاعتى ، بل واجب عليكم أن تصلوا خلف إمام من ائمتكم ، وهذا ما أشير إليه فى الحديث : (( إمامكم منكم )) يعنى إذا نزل المسيح فعليكم أن تتركوا الفرق التى تدعى الإسلام ، وتجعلوا إمامكم منكم ، فافعلوا ما أمرتم ، أتريدون أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ))
هذا ما قاله الغلام وأما ما قاله ابنه فهو هذا :
(( لا يجوز لأحد أن يُصلى خلف غير القاديانى ، والناس يكررون هذا السؤال : هل تجوز الصلاة خلفهم أم لا ؟ فأقول ، وأقول مهما تسألونى فإنه لا يجوز للقاديانى أن يُصلى خلف غير القاديانى ، لا يجوز ، لا يجوز ، لا يجوز )) ( أنوار خلافت ص 898 ) .
وحتى أنهم يشددون فى هذا الحد بأنهم لا بجيزون لأحد من طائفتهم أن يُصلى خلف أى إمام إلا بعد أن يتأكد أنه قاديانى كما ذكره منظور القاديانى فى كتابه (( ملفوظات أحمدية ج 4 ص 146 )) أن رجلا سأل غلام أحمد هل يجوز لأحد أن يُصلى خلف إمام لا يعرف عقيدته ؟ فقال : لا إلا أن يقف على عقيدته ، أن يصدّقنى فيجوز ، وإن يكذّبنى فلا يجوز ، ولو لم يصدق ولم يكذب فأيضا لا يجوز لأنه منافق )) .
وأما صلاتهم أحياناً فى مساجد المسلمين وخلف أئمتهم ، فنُبين حقيقتها بلسان الخليفة الثانى للقاديانية ابن الغلام محمود أحمد وهو يذكر فى رحلته للحج ويقول :
(( أنا ذهبت سنة 1912م إلى مصر ومن هناك إلى الحج ، ولقينى فى جدة جدى من الأم ، وذهبنا سويا إلى مكة ، وفى أول يوم حيث كنا فى الطواف ، أدركتنا الصلاة فأردت الانصراف ولكن سدت الطرق من الازدحام ، وبدأت الصلاة فأمرنى جدى بأن ندخل فى الصلاة ، فدخلنا وصلينا وحينما رجعنا إلى البيت قلنا هيأوا نصلى الصلاة لله التى لا تؤدى ولا تُقبل خلف غير القاديانى ، فقمنا وصلينا الصلاة مرة أخرى .... وكنا نفعل هكذا ، وكثيراً ما كنا نصلى فى بيوتنا ، وأحياناً كنا نتأخر حتى تنتهى صلاة الجماعة فنقوم ونصلى بجماعتنا ، وفى بعض الأوقات يشترك معنا غير القاديانيين ( لأنهم ما كانوا يعرفون أن هؤلاء فئة باغية مرتدة ) .
ثم يقول : (( وحينما رجعنا ، سأل أحدنا الخليفة الأول نور الدين ، ماذا يفعل القاديانى فى الصلاة خلف غير القاديانى ، فأجابه الخليفة لو يرى المصلحة فى الصلاة خلف غير القاديانى فله أن يصلى خلفه ثم يعيد هذه الصلاة مرة أخرى )) ( آئينة صداقت لمحمود أحمد ص 91 ) .
فهذه حقيقة صلواتهم يؤدونها بعض الأحايين مع عامة المسلمين تمويهاً عليهم ، وليس إلى هذا الحد فقط ، بل إن القاديانيين مأمورون أن يقطعوا علاقاتهم مع المسلمين عامة ، ولا يشتركوا فى محافلهم ولا فى مآتمهم ، لأن القاديانيين أطهار والمسلمين أنجاس ، فلا ينبغى أن يتصل بالنجس الطاهر ، ولا المؤمن بالكافر كما يقول متنبى القاديانية : (( وهذه الصلة التى قطعناها ما قطعناها من عند أنفسنا بل هذا بأمر الله تعالى ( وهذا إله القاديانيين لا إله العالمين طبعاً ) وأيضاً أن العلاقة مع هؤلاء ، وهم فى هذه الحالة ( يعنى إنكار لنبوتى ) مثله مثل اللبن الصافى الطازج ، يُمزج باللبن الفاسد المنتن ( وما أدرى من أراد باللبن الصافى ) فعلى هذا لا نحتاج إلى هذه العلاقات والروابط ( قول الغلام المندرج فى تشحيد الأذهان ج8 نمرة 4 ص 311 ) .
وقال لا تشاركو المسلمين فى حفلات الزواج ولا فى غيرها ، ولا تصلوا على جنائزهم لأنه ليس لنا أى علاقة بهم ، بعد أن قطعت الروابط والصلاة ، ولم يعد يهمنا ما يهمهم ، فمن أين لنا أن نصلى على أمواتهم ( كلام الإمام المندرج فى (( الفضل )) 18 يونيو سنة 1916م ) ، ولأجل ذلك لما سأل أحدنا الخليفة الثانى ، هل تجوز الصلاة على طفل من أطفال المسلمين لأنه معصوم ومن الممكن أن يصير قاديانيا لو بقى حياً ، فأجاب الخليفة الثانى : لا يُصلى عليه ولو كان معصوما، كما لا يُصلى على أطفال النصارى مع أنهم أيضاً معصومون ( يوميات محمود أحمد المنشرة فى جريدة قاديانية (( الفضل )) 23 أكتوبر 1922م )
وقد كتب فى كتابه أنوار خلافت ص 93 (( وبقى سؤال وهو : هل تجوز الصلاة على أطفال المسلمين ، فأقول لا تجوز ، كما لا تجوز على أطفال الهندوس وأطفال المسيحيين ، لأن مذهب الطفل مذهب أبويه وهو تابع لهما )) .
فهذه حالة أطفال المسلمين ، وماذا يكون حكم الصلاة على المسلمين أنفسهم ، بالقطع لا يُجيزونها ، لأن الكفار لا يصلون على المسلمين ، فكيف يُصلى هؤلاء وهم أكفر من غيرهم ؟؟
وها هو نور الدين خليفة غلام أحمد الأول يقول : لا تجوز الصلاة على المسلمين ، وأما صلاة حضرة المسيح ( غلام أحمد ) عليهم فكان فى بدء الدعوة ، كما كان الرسول عليه السلام يُصلى فى بدء الإسلام على الكفار )) ( الفضل 29 إبريل 1916م ) .
وحتى التنبى القاديانى ما صلى على ابنه الحقيقى ، فقط لأنه ما آمن به ومات على حالة الإسلام ولم يرتد كبقية أخوته ( أنوار خلافت ص 91 ) .
واشتدوا فى ذلك حتى بلغوا الدرك السفل ، ومنعوا الصلاة حتى على من لم يسمع اسم التنبى القاديانى ، ولا دعوته الباطلة ، كما نشرت مجلة قاديانية الفضل فى عددها المؤرخة 6مايو سنة 1915م ، لو قيل ماذا يفعل الرجل الذى مات فى مكان لم تصل الدعوة إليه ، هل يُصلى عليه أم لا ؟ فنقول نحن لا نعرف إلا الظاهر من أمره بأنه مات فى حالة لم يعرف رسول الله ونبيه فلذا لا نصلى عليه هذا ولا يُصلى على من يصلى من القاديانيين خلف المسلمين أو يتعامل معهم ، لأنه أيضاً قد خرج بعمله هذا من القاديانية ( مكتوب ابن الغلام وخليفته محمود أحمد المندرج فى الفضل 13 إبريل 1936م )
وأكثر منذ لك لا يجوز الترحم عليهم كما أجاب مفتى قاديانيان على سؤال : هل يجوز لقاديانى أن يقول لمن مات من غير القاديانية رحمه الله وأدخله الجنة ؟ قال : لا ، لأن كفر هؤلاء من البينات ، ولذا لا يُستغفر لهم ( فتوى روشن على ومحمد سرور المندرج فى الفضل 7 فبراير 1921م )
كأن طلب المغفرة للمسلمين وإدخالهم الجنة منحصر فى دعاء هؤلاء وإن لم يستغفر هؤلاء لا تفتح لهم أبواب الجنة !!
وما أدرى بعد هذا كله لم يصر هؤلاء على إسلامهم وخداعهم المسلمين ؟؟ لأن الشجاعة تطلب منهم أن يعلنوا بأنهم ليسوا من المسلمين ، ولا للمسلمين بهم علاقة ، ولا يتستروا باسم الدين الحنيف ، بل يجهروا بدينهم المستقل ، ومذهبهم الجديد كما فعل إخوانهم البهائيون حينما أظهروا تماماً إنفصالهم عن كل الأديان الموجودة ، وهذا أصلح لهم وأحسن ، ولكننا كما ذكرنا فى مقالنا (( القاديانية عميلة الاستعمار )) (2) قصدهم فقط تشويه الغسلام وتشكيك المسلمين فى عقائدهم ، وكسب المادة وخدمة الاستعمار ، وترويج الدعوة الباطلة فى أفريقيا وغيرها على حساب الإسلام وخداع عامة المسلمين ، وإلا فهذه عقيدتهم بأنهم لا يجيزون الصلاة خلف المسلمين ولا على المسلمين ، ولعل هذا لا يكون جديداً للقراء لأنه حينما مات مؤسس الدولة الباكستانية المسلمة المغفور له القائد الأعظم (( محمد على جناح )) محس الملة الإسلامية فى القارة الهندية ، لم يصل عليه (( ظفر الله خان )) القاديانى وزير الخارجية الباكستانية آنذاك ، والسبب ؟
السبب ظاهر بأن (( القائد )) كان كافراً عنده بسبب تعلقه بأهداب محمد ( فداه أبى وأمى ) عليه الصلاة والسلام ، وتحرير أمته من مخالب الاستعمار ، واعتناق الثانى الارتداد وعمالته للاستعمار ( 3 ) وقد قال أمامه الغلام القاديانى ، قد أُلهمت بأن الله قال لى : من لا يتبعك ولا يدخل فى بيعتك ويخالفك فإنه مخالف لله ورسوله وداخل فى الجحيم ( معيار الأخيار ص 8 )
وقال ابن إمامه وخليفته : إن كل من لم يؤمن بغلام أحمد فهو كافر ولو لم تبلغه الدعوة ( 4 ) وعلى هذا لا يرون جواز النكاح مع المسلمين كما أعلن محمود أحمد فى خطابه المندرج فى كتاب : (( بركات خلافت ص 75 )) لا يجوز لأى قاديانى أن ينكح ابنته من غير القاديانى لأن هذا أمر من المسيح الموعود ( الغلام القاديانى ) أمر مؤكد ، وقال ، أن من ينكح ابنته من غير القاديانى فهو خارج من جماعتنا مهما يدعى القاديانية ، وايضاً لا ينبغى لأحد من اتباعنا أن يشترك فى مثل هذه الحفلات الزواجية ( الفضل 23 مايو 1931م )
وأكثر من ذلك فقد نشرت جريدة الحكم القاديانية : بأنه ينبغى أن يراعى فى الزواج من المسلمين أن لا تعطى لهم البنات ويجوز الزواج ببناتهم لأنهم كأهل الكتاب ، فنحن لا نعطى بناتنا ، ونأخذ بناتهم كما يُعامل أهل الكتاب كما بينه إمامنا بأن غير القاديانيين من المسلمين ، هم أهل الكتاب ، فلو أعطيناهم بناتنا لا يجوز ، ولو أخذنا منهم بناتهم يجوز ، وفيه فائدة بأننا قد زدنا واحداً فى صفنا ( الحكم 14 إبريل 1920م )
ويقول محمود أحمد (( يجوز أخذ بنات المسلمين والهندوس والسيخ ، ولا يجوز إعطاؤهم )) ( الفضل 18 فبراير 1930م ) وقال : ما أعطى أحد من القاديانيين بنته لغير القاديانيين ، وإن أعطى ، فمثله كمثل ما ورد فى الحديث : (( لا يزنى زان حين يزنى وهو مؤمن )) ( الفضل 26 يوليو 1922م ) وقال من أعطى بنته للمسلمين ، يثطرد من الجماعة ويكفر )) ( الفضل 4 مايو 1922م )
ويوم 6 سبتمبر سنة 1934م أعلن فى الفضل طرد خمسة من رجال من الجماعة ، بجريمة أنهم زوّجوا بناتهم من المسلمين ، وهذا نص الإعلان : يُطرد هؤلاء المذكورة أسماؤهم بأمر أمير المؤمنين خليفة المسيح الثانى أيده الله بنصره من الجماعة ويعلن للجميع بأن يُقاطعوا هؤلاء ... وحتى بشير أحمد يصرح ويقول : (( قد فصلت صلواتنا وحرمت أنكاحهم البنات ، ومنعت الصلوات على موتاهم ، فأى شئ بقى بعد ذلك حتى نتعامل معهم ، والعلاقات تنقسم إلى قسمين دينية ودنيوية ، فأكبر العلاقات الدينية ، العبادات ، وأكبر العلاقات الدنيوية ، المصاهرات ، فقد حرم علينا أن نتعبد معهم ، وأن نصاهرهم ، فإن قلت تجيزون أخذ البنات منهم ، فأقول كما نجيز أخذ البنات من النصارى ، وإن قلتم ولم تسلمون عليهم ، فأقول : إن الرسول ( عليه السلام ) كان يُسلم على اليهود ... فالحاصل إمامنا فرق بيننا من كل الوجوه )) ( كلمة الفصل لبشير أحمد المندرج فى ريويو آف ريليجنز ) .
فلم تنافقون أيها الجبناء ؟ ولم تقتنعون أمام الرأى العام بقناع الإسلام ؟ ولم لا تتظهرون عداوتكم للمسلمن علناً كما فعل سلفكم غير الصالح ، ولم تخدعون العالم بالتستر والتحجب وراء النقاب عاملين بقول السارق الأكبر : (( أستر ذهبك وذهابك ومذهبك )) ( 5 ) خائفين من الفضاحة والوقاحة ، أغركم أن العالم لا يعرف أسراركم ومخاذيكم وكتبكم وأقاويلكم .
وأنتم يا أعداء الله والإسلام وأعداء محمد ( عليه السلام ) وأعداء أمته فشلتم فى القارة الهندية لافتضاح أمركم ، تركزون جهودكم فى العالم العربى والإفريقى ، للدس ، والفتنة ، والفساد ، والجاسوسية على حساب سيدكم القديم ، وقديماً قد أظهر خليفتكم بأنه عدو للمسلمين حينما قال مخاطباً جماعته : (( نحن فى الهند بحسب الإحصائيات نبلغ تقريباً خمسا وسبعين ألف نفر ولكنه مع ذلك لا تهمنا هذه القلة لمقابلة المسلمين ، لأن كل مؤمن مخلص منا غالب على ألف من المسلمين ( يا للشجاعة ) ومسلمو العالم كله لا يتجاوزون خمسة وسبعين مليوناً ( ويا للحساب والكذب ) فمعناه أن المسلمين بأجمعهم ليسوا اقوى منا ، ولا هم غالبين علينا ، بل نحن غالبون عليهم ( بفضل الحكومة العلية الانكليزية ) (( الفضل )) 21 يونيو 1934م
وهذه العبارة تعطى صورة ما تكمله الصدور من المقت ، والغضب والحقد ، والبغض للمسلمين ، وقبل ذلك حينما اصطدمت القوات التركية المسلمة مع قوات جورج الخامس الكافرة قال الخليفة الثانى : (( نحن مع جورج الخامس لأنه هو الخليفة الحالى (6) وقد كتب مقالاً فى مدح الانكليز حينما دخل فلسطين ، واليوم وإسرائيل أكبر عدو للعالم الإسلامى بأجمعه ، وللقاديانية اتصالات ودية متينة وقوية مع إسرائيل ، وهذا فقط لأنهما يتفقان ويجتمعان فى شيئين ، وهو المخالفة للإسلام والعداوة له ، والثانى عمالتهما للإستعمار ، وهذه العلاقات بلغت إلى هذا الحد حتى أن رئيس إسرائيل يُشرفهم بمقابلته شخصياً ، ومعروف ماذا يجرى فى مثل هذه المقابلات ؟
ومن يشرفه رئيس دويلة إسرائيل ؟
ولماذا أعطتهم السلطات الإسرائيلية مكاناً لفتح المراكز والمدارس ؟
وهل إسرائيل تسمح لأى فئة أن تفتح مراكزها مالم تكن أهدافها متعلقة بأهداف إسرائيل ؟ وهل تُعطى غسرائيل المعونة المادية بدون أى نفقة ؟
وهل من البعيد أن إسرائيل تأخذ منهم ثمن التجسس فى الدول الإسلامية ، وهم أولاء يؤدون خدمة كبيرة لها وهى إبعاد العرب عن محمد العربى وقطع الرابطة مع إخوانهم فى الخارج وانتزاع روح الجهاد منهم (7) والأغرب من هذا أنه ليس فى غسرايل فقط مركز لفلسطين المحتلة ، بل هناك مركز لجميع الدول العربية ، ومن هناك تُؤسل المطبوعات إلى بلدان عربية كما ذكره القاديانيون بأنفسهم ، ويُذاع بين وقت وآخر من غذاعة إسرائيل أنباء نشاط القاديانيون هناك ، وها نحن ننقل نصاً كاملاً ما نشرت القاديانية فى كتاب (( مراكزنا فى الخارج )) (8) تحت عنوان (( المركز الإسرائيلى )) : إن المركز القاديانى يقع على ماؤنت كارمال فى حيفا ، ونحن نملك هناك مسجداً ، وبيتاً للمركز ، ومكتبة عامة للمطالعة ، ومكتبة خاصة لبيع الكتب ، ومدرسة ، ويصدر المركز مجلة شهرية باسم (( البشرى )) التى ترسل إلى ثلاثين ببلداً عربيا مختلفاً ، وقد ترجم أكثر مؤلفات المسيح الموعود ( الغلام ) إلى العربية بطريق هذا المركز ، وإن مركز القاديانية تأثر من تقسيم فلسطين من عدة وجوه ، وأن المسلمين الذين بقوا فى إسرائيل قد أخذوا من المركز الفوائد الجمة ، ومركزنا لا يضيع أية فرصة لخدمتهم ، وقبل مدة زار وفد المركز رئيس بلدية حيفا ، وبحث معه عدة مواضيع ، وأبدى رئيس البلدية استعداده لبناء مدرسة لنا فى (( كبابير )) الذى يسكن فيه القاديانيون بكثرة ، كما وعدنا برد الزيارة فى كبابير ، وجاء بعد ذلك برفقة أربع شخصيات معروفة فى حيفا عندنا ، فاستقبلتهم جماعتنا وطلبة المدارس وأقاموا إحتفالاً خاصاً للترحيب بهم ، وقبل الرجوع وقعوا على سجل الزيارات وسجلوا تأثراتهم ، ويمكن للقارئين أن يعرفوا مكانتنا فى إسرائيل بأمر بسيط بأن مبلغنا جوهدرى محمد شريف حينما أراد الرجوع من إسرائيل إلى باكستان سنة 1956م أرسل إليه رئيس دولة إسرائيل بأن يزوره قبل مغادرته البلاد ، فاغتنم المبشر هذه الفرصة وقدم إليه القرآن المترجم إلى الألمانية ، الذى قبله الرئيس بكل سرور ، وقد نشر تفاصيل اللقاء فى الصحف الإسرائيلية كما أذيع أيضاً فى الإذاعة . ( الكتاب المذكور ص 79 ) .
وهذه هى حقيقة هذه الفئة المرتدة من ناحية العلاقات بالمسلمين والتودد مع أعدى أعدائهم ، وكانوا على حق حينما انتخبوا الأرض المغتصبة والرياسة المستعمرة الصهيونية ، مركزاً لهدم الإسلام وتخريبه ، لكى يستمدوا قواهم من ألد خصام المسلمين وأعنفهم ، ومن هنا يرى القارئ مدى عداوة هذه الطائفة للإسلام والمسلمين من جهتين ، الجهة الدينية كما تقدم من نصوص كتبهم ، والجهة السياسية كما نصت عليه العبارة المذكورة ، حفظ الله دينه ووقاه شرور الحانقين المجرمين .
_______________________________
(1) حقيقة الوحى لغلام أحمد ص 162
(2) قد نشر هذا المقال فى حضارة الإسلام فى عددها الثالث سنة 1386ه .
(3) وقد نذكر أسباب ارتقاء ظفر الله خان على المناصب الجليلة فى مقال خاص .
(4) وقد مر ذكره ومصدره
(5) من إلهامات بهاء الله المؤسس للبهائية ومتنبئها .
(6) الفضل 26 يوليو 1930م .
(7) والجهاد حرام قطعياً – مجلة قاديانية ريويو آف ريليجنز 1902م
(8) أصل الكتاب فى الإنكليزية