لا إكراه في ... الزواج

 بقثلم : فؤاد العطار

 

لطالما عانى من ابتلاه الله بمحاورة أفراد الجماعة الأحمدية - بفرعيها القادياني و اللاهوري – من تشدق هؤلاء بالدفاع عن الحرية في الدين. فإن تكلمت عن ضرورة إخضاع الناس لحكم الله قالوا "لا إكراه في الدين". و إن ألمحت إلى ضرورة إنكار المنكر باليد قالوا "لا إكراه في الدين" و هكذا دواليك ..

 

و بغض النظر عن رأيك في مسألة إجبار الناس على اعتناق الإسلام فإنه يجدر بيان حقيقة أن كثيراً من الناس حملوا الآية " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ... – سورة البقرة 256 " غير ما تحتمل. و ذلك بربطها بمسألة إخضاع الناس لحكم الله. فمنهم من قال بنسخها و منهم من فهم منها ما لا يمت بصلة إلى سياقها.

 

فالآية تتعلق بمسألة إكراه الله الناس على الإيمان به و طاعته في الدنيا. و الإكراه هو نقيض الإختيار. فالآية خبرية بحتة تشير إلى أن الله لا يجبر أحداً على الإيمان به و على طاعته. و قرينة ذلك هو تبيين الله في نفس الآية أن كلاً من طريق الهدى و طريق الضلالة واضح و أن نتيجة سلوك أي من الطريقين واضحة كذلك. ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة و لهدى الناس أجمعين قسراً. لكن الآية تبين بأن الله ترك للناس خيار الكفر أو الإيمان. فليس في الآية إذا متعلق لأي طرف من الأطراف في مسألة إخضاع الناس لحكم الله.

 

و الأحمديون – القاديانيون منهم و اللاهوريون – يتشدقون دوما بالدفاع عن حسن الخلق و عن حرية إبداء الرأي. بينما لو نظرنا إلى حال نبيهم المزعوم – ميرزا غلام أحمد القادياني – لوجدناه بعيداً كل البعد عما يتشدق به هؤلاء. فقد اشتهر الغلام بالفاحش من القول و بالكذب و إخلاف الوعد و تضييع الأمانة. و نستطيع أن نضرب الأمثلة الكثيرة على هذا الإدعاء. لكننا في هذا المقال سنتناول مسألة الإكراه و حرية الإختيار عند غلام قاديان و ذلك بأخذ مثال واحد في حياته و هو قصة زواجه الموعود من إحدى قريباته و اسمها "محمدي بيجوم". سنحكي هذه القصة ببعض التفصيل لعل أتباع الغلام ينتهون عن التشدق بما ليس فيهم أو في نبيهم المزعوم. و قد صدق فيهم و في زعيمهم قوله تعالى " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ  - سورة البقرة 44". و قوله تعالى: " كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ  - سورة الصف 3". و يصدق في عبيد الطاغوت هؤلاء و في صنمهم الميرزا الأبيات التالية لسيد قطب:

 

هُبلٌ ... هُبلْ
رمز الخيانة والجهالة والسخافة والدجل
هُتـّافة ُ التهريج ما ملوا الثناء
زعموا له ما ليس ... عند الأنبياء
مَلَكٌ تجلبب بالضياء وجاء من كبد السماء
هو فاتحٌ .. هو عبقريٌ مُلهمُ
هو مُرسَلٌ .. هو علم و معلم
ومن الجهالة ما قَتـَل

هُبلٌ ... هُبلْ

كلا ولا أن بعد القصر نيرانا

 

ما كنتَ تحسب أن الحينَ قد حانا

 

فاليوم ألفيت ما جمعت خسرانا

 

كم عشت تسعى لجمع المال في شره

سلكت سنة فرعونٍ وهامانا

 

صيرت همك في حرب الهداة وقد

يبق ِ "الأمير" لأهل الحق إيمانا

 

سميت زوراً "أمير المؤمنين" فلم

يأبى انقياداً إلى التقوى وإذعانا

 

يا أيها الوغد ذق فالنار مسكن من

قـُلها ، فهذا أوان الخزي قد آنا

 

(رب ارجعون لعلي) هل نطقت بها؟

فعاينْ الهولَ أصنافاً وألوانا

 

ألا ترى الهول قد حطت ركائبه

وبارزت ربها سخفاً وبهتانا

 

يا ويل نفس عتت عن أمر بارئها

وخيبة تورث المخزيَّ أحزانا

 

فما عساها ستجني غير شقوتها

                               

ملاحظة: أنظر الوثائق المرفقة مع هذا المقال.

 

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

فؤاد العطار        

                         

 

 

 

المراجع الرئيسية

                                       

* روحاني خزائن: و هي مجموعة من 83 كتاباً في ثلاث وعشرين مجلداً كتبها ميرزا غلام أحمد القادياني ونشرت بواسطة الحركة الأحمدية في الإسلام (الطائفة القاديانية).

* مجموعة الإعلانات: و هي الإعلانات المقدمة من قبل ميرزا غلام أحمد القادياني خلال حياته والتي نشرتها الحركة الأحمدية في الإسلام.

* التذكرة: و هو كتاب يضم مجموعة الإلهامات و الوحي (المقدس) الذي ادعاه الغلام

* سيرة المهدي – الطبعة الثانية 1935: و هي السيرة الخاصة بميرزا غلام أحمد القادياني المدونة من قبل ابنه ميرزا بشير احمد القادياني. و الكتاب نشرته دار الكتب الأحمدية غار قاديان.

* مذهب القاديانية : سيرة ميرزا غلام قادياني كما كتبها البرفسور إلياس بورني.

* رئيس قاديان : السيرة الذاتية لميرزا غلام القادياني كما كتبها مولانا رفيق ديلوالي.

 

                  

عوده