كتب أبو
يوسف
المقدمة
الحمد لله
رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين وبعد,
فالله
تبارك وتعالى يقول {ومن يبتغ غير الإسلام
دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من
الخاسرين} الايه 85 أل عمران أي ومن يطلب
دبنا غير دين الإسلام يتدين به :عقيدة
وعملا، فلن يقبله الله منه، لأنه غير ما
شرع الله لخلقه.
وإذا كان
الله لا يقبل دينا غير الإسلام فكل من دان
بغيره يكون فى الآخرة من الخاسرين، لأنه
محروم الثواب، خالد فى العقاب(1)
وبمعنى
أوضح أنه من يطلب شريعة غير شريعة
الإسـلام بعد بعثه النبي محـمد صلى الله
عليه وسلم ليدين بها فلن يتقبل الله
منه(2)
والله
تبـارك وتعالى يقول أيضا {ودت طــائفة من
أهـل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا
أنفسهم وما يشعرون (69 ) بأهل الكتاب لم
تكفرون بآيات الله و أنتم تشهدون} والمعنى
فى الايه 69 :أحبت جماعه من أهل الكتاب أن
يوقعوكم في الضلال والكفر الذي تردوا فيه
بعد أن من الله عليكم بالهدى وشرفكم
بالإسلام وما تعود عاقبه الإضلال لغيرهم
إلا على أنفسهم وما يفطنون لذلك، لما
اعترى قلوبهم من الغشاوة وزعمهم أنهم على
الحق . ويجوز أن يكون المعنى أحبت طائفة
من أهل الكتاب أن يهلكوكم بالتكفير
والإخراج عن الإيمان، وما يهلكون إلا
أنفسهم بما يفعلون. وما يفطنون لذلك
لزعمهم أنهم على الحق.(1) وأما الايه 70
فالمعنى: يأهل الكتاب لماذا تكفرون بآيات
القران النازل من عند الله وأنتم تعلمون
من التوراة والإنجيل ما يدل على صحتها
ووجوب الاعتراف بها أو لماذا تكفرون بآيات
التوراة والإنجيل الدالة على نبوه محمد
صلى الله عليه وسلم، وانتم تعلمون صدقها
عليه، وموافقة أوصافه لما جاء فيها؟أو
لماذا تكفرون بآيات الله الشاهدة
بوحدانيته، وانتم تعلمون ذلك بلا شبهه؛
فإنكم تشاهدون دلالتها على ذلك في كل حين؟
فكيف جعلتم لله ولدا وهو غنى عن
الولد؟وكيف قلتم إنه ثالث ثلاثة؟(1) والله
تبارك وتعالى يقول أيضا { يأهل الكتاب لم
تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم
تعلمون }ايه 71والمعنى:يأهل الكتاب لماذا
تسترون الحق بالباطل أو تخلطونه به، وذلك
بتحريفكم آيات التوراة والإنجيل وسوء
تأويلكم لها؟ولماذا تكتمون الحق في شأن
محمد صلى الله عليه وسلم وبشارته الموجودة
فى كتبكم، وأنتم تعلمون أنه حق،وأن ما جاء
به من عند الله تعالى.(1)
وبمعنى أخر
لم تخلطون الحق والباطل بإلقاء الشبه
والتحريف والتبديل (2) وبعد فقد أطلعت
بقدر الله سبحانه وتعالى على كتاب القس
إبراهيم لوقا ( المسيحية فى الإسلام )
والذي تبينت من مجمله مدى الأفتراء والكذب
على الله سبحانه وتعالى بسوء تأويل الآيات
القرانيه لتلائم مع سوء معتقد القس وأخذه
ببعض الآيات وتركه لبعض وتأويل ما لا
يحتمل التأويل و لم أجد آيات أبدع ولا
أوضح من هذه الآيات لأجمل ما يفعله دوما
المزورون والمدلسون من أهل الكتاب فى كل
عصر وبدلا من الاعتراف بحقائق البشارة
برسول الإسلام فى ما بقى من بقايا الحق فى
التوراة والإنجيل نجد محاولة التدليس على
النصارى والمسلمين بهذه الافتراءات وقد
صدق الله فى ما قال { قل يا أهل الكتاب لم
تصدون عن سبيل الله من ءامن تبغونها عوجا
وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون }
ايه 99 أل عمران أي لم يكتفوا بكفرهم
وضلالهم بل أمعنوا فى الفتنة فاحتالوا
لفتنه المسلمين وصد من يريد الإسلام عن
الدخول فيه.(1) وإن شاء الله سنعرض لما
قاله القس فى كتابه وسنرد عليه بحول الله
وقوته مبينين جهله التام بالقران والسنة
واللغة العربية وكذبه بتأويل ما لا يحتمل
التأويل.
|
|
|
|