الباب
الأول
يقول
الكاتب(شهد القران للنصارى بالتوحيد
والإيمان الحق) ولا ريب أن القران شهد لكل
من غالى فى المسيح فرفعه فوق منزله النبوة
بأنه من الكافرين الذين يستحقون عذاب جهنم
خالدين فيها أبدا واقراء إن شئت الآيات
(72-76) من سورة المائدة يقول الله تعالى
{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح
ابن مريم وقال المسيح يبنى إسرائيل اعبدوا
الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم
الله عليه الجنة ومأواه النار وما
للظالمين من أنصار (72 ) لقد كفر الذين
قالوا إن الله ثالث ثلاثة .وما من إله
واحد .وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن
الذين كفروا منهم عذاب أليم (73 ) أفلا
يتوبون إلى الله ويستغفرونه .والله غفور
رحيم (74 ) ما المسيح ابن مريم إلا رسول
قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقه كانا
يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات
ثم انظر أنى يؤفكون (75 ) قل أتعبدون مـن
دون الله مالا يملك لكم ضرا ولا نفعا.
والله هو السـميع العليم ( 76 ) } فقد
بينت أن كل من قال أن الله هو المسيح ابن
مريم أو أن الله ثالث ثلاثة فهو كافر
يستحق العذاب الأليم.
أما
الآيتين (172,171) من سوره النساء فيقول
الله تعالى { يأهل الكتاب لا تغلوا في
دينكم ولا تقولوا على الله بغير الحق إنما
المسيح ابن مريم رسول الله وكلمته ألقها
إلى مريم وروح منه فأمنوا بالله ورسله ولا
تقولوا ثلاثة. انتهوا خيرا لكم إنما الله
واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى
السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا
(171 ) لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله
ولا الملائكه المقربون ومن يستنكف عن
عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا (172
) } ففيهما تصريح بغلو أهل الكتاب فى
دينهم وان المسيح عيسى بن مريم ليس إلا
رسول وليس ابنا لله كما يزعم النصارى.
أما الأيه
117 من سورة المائدة يقول الله تعالى { ما
قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله
ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم
فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت
على كل شيء شهيد (117 ) } فتقضى بأن السيد
المسيح عبدا لله ولم يأمر إلا بعبادة الله
فقط وأنه كان شهيدا عليهم فقط فى حياته
أما بعد مماته فلم يعد يشهد عليهم ولا
يعلم عنهم شيء فالله وحده هو الرقيب عليهم.
والسيد
المسيح كان رجلا رسولا الأيه من سوره
يوسف109 يقول الله تعلى { وما أرسلنا من
قبلك إلا رجالا نوحى إليهم من أهل
القرى.........( 109 ) } .
والله
تبارك وتعالى ليس له أى ولد سوره الإخلاص
يقول تعالى { قل هو الله أحد (1) الله
الصمد(2) لم يلد ولم يولد (3 ) ولم يكن له
كفوا أحد (4) } .
ولا شك بعد
هذه الأيات البينات أن كل المسيحين أو
النصارى اليوم من هؤلاء الكافرين طالما
بقوا على عقيدتهم هذه.
والكاتب
حين قال هذا ذكر الأيه 62 من سوره البقره
ووضع تفسير الأمام البيضاوي لها دون أن
يبين مقصود البيضاوى- رحمه الله-
فالبيضاوى يقول( من كان منهم فى دينه قبل
أن ينسخ مصدقا بقلبه بالمبدأ والميعاد)
وهذا صحيح اذا فسرنا المبدا والميعاد طبقا
لمبدأ القران فالله يقول فى سوره أل عمران
الأيه18 (شهد الله أنه لا إله إلا هو
والملائكة وأولو العلم..........) والأيه
19 يقول الله فيها (إن الدين عند الله هو
الإسلام ......) فلا شك أن من خرج على هذا
فقد خرج على المبدأ القرآني ولا ريب أن
هذا هو ما أراده البيضاوي ولكن القس أخذ
قول المفسر -رحمه الله - وفسره طبقا لما
يرد فى كتابه هو وليس طبقا لما جاء فى
القران الكريم وهذه هي عاده هؤلاء فهم
يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.
أما
المقصود من ذكر النصارى فى الأيه بيان أن
من النصارى منذ بعثه السيد المسيح وإلى
انتشار الإسلام من كان يؤمن إيمانا صادقا
بلا إلا إلا الله وبأن السيد المسيح ليس
الا بشر واقراء الأيه 52 من سوره أل عمران
يقول الله تعالى { فلما أحس عيسى منهم
الكفر قال من أنصاري إلى الله قال
الحواريون نحن أنصار الله ءامنا بالله
واشهد بأنا مسلمون (52 ) } فهى تدل على أن
الحواريين ءامنوا بالله وكانوا مسلمون
وأيضا الأيه 14 من سوره الصف والتى تؤكد
هذا أيضا.وبالتالى النصارى حقا هم من
ءامنوا بالله وباليوم الاخر وعملوا صالحا,
وهذا يستقيم ما ذكره النبى صلى الله عليه
وسلم من أن النصارى افترقت على 72 فرقه
(حديث رقم 204 السلسلة الصحيحة الألباني)
ولهذا جاء لفظ ءامنوا بصيغه الماضي وليس
بصيغه المضارع لأن هؤلاء النصارى المؤمنون
ببشريه السيد المسيح ليسوا موجودين حاليا
ولكن المجودين الآن هم المسلمين المؤمنين
بهذه الحقيقة.
ومن هؤلاء
الذين تشهد لهم هذه الأيه أريوس الأسقف
الذي دعي إلى لا اله إلا الله وأن السيد
المسيح ما هو إلا بشر وكان معه 173 أسقف
مثله على نفس الرأى بل وتقول بعض الروايات
أنه انضم اليه 700 أسقف مثله ولكن
الإمبراطور الروماني قسطنتين لم يعجبه هذا
بما أنه يميل إلى الوثنية فناصر أثناثيوس
على أريوس وبذللك أنتهى مجمع نيقيه
المسكوني إلى قرارات منها نفى أريوس
وأتباعه من البلاد (موسوعة جروليار
الألكترونيه 1995,التاريخ الأسود للكنيسة
للقس بيتر دى روزا) وحتى لو قلنا أن الأيه
كانت من المتشابهات على الكاتب فكان يجب
عليه أن يرد المتشابه إلى المحكم لأن الله
يقول (.....فأما الذين فى قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشابه منه.....)الأيه 7 سوره
أل عمران وهذه الأيه قد بينت جانبا من
أصول التفسير المبينة فى القران والسنة
وقد بسطها العلماء فى كتبهم.
|
|
|
|