الخلاصة
 

والخلاصة:
1- تجاهل الكاتب عمدا الأيات التي تدل على كفر من قال بأن السيد المسيح فوق مرتبة البشر وتلك التي تدل على أن من أشرك مع الله أحدا فى العبادة فهو مشرك وكافر لا يستحق إلا النار.
2- نقل الكاتب تفسير البيضاوي ولم يتبين معناه مطلقا وكان من الممكن أن يذهب إلى تفاسير أخرى من الممكن أن تكون أطنبت فى هذا الموضع. يقول الكاتب عن الأيه السابق ذكرها (قد شملت بالأجر والثواب كل من عمل صالحا من الذين امنوا بالله واليوم الأخر دون شرط الإيمان بالإسلام ورسالته) ونقول أنه بالطبع لا يشترط العلم بالقران والسنه لأناس أتوا من ألفى عام وإلى ظهور أمر الإسلام ورسالته في العالم والأيه لم تذكر هذا ولكن على هؤلاء السابقين الإيمان بما وصل اليهم من الرسالات . يقول الكاتب بعد ان ذكرالايه 5 من سورة التوبه والتي يقول الله فيها { فإذا انسلخ الأشر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .......... (5 ) }(فاذا تأملنا هذه الايه تأكد لدينا ولدى كل مفكر أن النصارى هم غير المشركين الذى أمر الإسلام بقتلهم لان الإسلام حقن دماء أهل الكتاب ومنهم النصارى اذا هم دفعوا الجزية.....) ونحن نقول أن الكاتب يظن أن القران شأنه كشأن أى كتاب عرضه لأن يقول فيه أي مفكر برأيه فيقبل أي رأى منه وهذا خطأ فاحش لأننا نعلم أن للقران أصول للتفسير - بخلاف الكتاب المقدس- فهل يعلم هذا المفكر الجهبز بها أو حتى هل يعلم بالسنة النبوية ويستطيع أن يميز بين الصحيح والسقيم والمعلول والمدرج ...... بل هل يعرف جيدا اللغة العربية وأصولها. أما قوله أن النصارى غير المشركين فجب أن نعلم أن مصير الذين يدعون ألوهيه المسيح بأي وجه كان هم مع باقي إخوانهم من المشركين فى النار خالدين فيها أبدا . وأما إطلاق لفظ المشركين على أهل الكتاب فقد بينت الأيه 31 من سوره التوبه والتي يقول الله فيها { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما أمروا إلا ليعبدوا آلها واحدا لا إلاها إلا هو. سـبحانه وتعـالى عما يشركون (31 ) } أن الذين اتخذوا السيد المسيح ربا أو إلاها مع الله فهم مشركون بلا أدنى شك ولكن القران الكريم يذكرهم بأهل الكتاب حتى يفهم أن هؤلاء هم الذين يدعون أن معهم كتب سماوية لم يصبها أي تحريف فيكون الخطاب الدعوى لهؤلاء بخلاف الذين يعبدون الأصنام أو الشمس أو أي شيء أخروهذا تقريعا لهم ودفعا إلى معرفه الحق. أما من حيث المعاملة فنحن نكرم أهل الكتاب أكثر من غيرهم الذين يعبدون الأوثان أو البقر أو ما شابه ذلك . أما الجزية التي تؤخذ من أهل الكتاب دون غيرهم من المشركين (وإن قال بعض العلماء بأخذ الجزية أيضا من أهل الكتاب)فهذا مقابل حماية وحفظ المعابد والكنائس من جهة ومن جهة أخرى تقريعا لمن عرف الحق وأخفاه من اليهود والنصارى وزلا سيما إذا عرفنا أنه مازالت البشارة موجودة فى ما بقى من الحق فى التوراة والإنجيل.
يقول الكاتب ( شهد القران للنصارى بحسن الأخلاق مما يدل على تأثير المسيحية في أخلاق تابعيها) والكاتب حين يذكر هذا فهو يدلل على طمس الكفر لقلبه لأننا جميعا نعلم (والوثائق والدراسات الإجماعية) ما يحدث في الغرب أو في البلاد النصرانية عموما مثل:
1- انتشار شرب الخمور والمخدرات بكثرة شديدة رغم المحاولات الدؤبة للقضاء على هذه الأمراض الإجماعية بشتى الطرق ورغم هذا لم تفلح الكنيسة أو الحكومات فى هذا.
2- انتشار الإيدز والأمراض الجنسية( كالزهري مثلا) وذلك بسبب انتشار الزنا فى هذه البلاد فأين الكنيسة وأين تأثير الرب يسوع الذي صلب لأجل البشر كما يزعمون وهذا رغم الملايين التي تنفقها الكنائس من أجل نشر الإيمان الإنجيلي والحكومات هناك لا تعارض هذا بل تسانده لأنها لا تخاف من سيطرة الكنيسة حيث لا دين فى السياسة ولا سياسة في الدين (ما لقيصر لقيصر وما لله لله)بعكس كبت الدعوة الإسلامية التي تقاوم في كل مكان.
3- لا نجد من النصرانيات من يرتدى لا أقول الحجاب بل حتى أي ملابس محتشمة (بخلاف راهبات الكنيسة فقط) وهذا يعنى عدم التأثر بمقتضيات الإيمان الإنجيلي .فهل حقا أثرت المسيحية فى تابعيها.
أما الايه التى ذكرها الكاتب وهى أيه المائده 82 والتي يقول الله فيها { لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (82 ) } فإن لفظ أقربهم دال على صيغه التفضيل بمعنى أخر نسبه شيء إلى شيء أخر فاليهود والمشركون أشد إيذاء لنا من النصارى وهذا بالطبع مشاهد لنا جميعا وبالتالي الأقرب مودة لنا هم المسيحيون وطبيعة الروحانية المسيحية قد تدل على ذلك (من لطمك على خدك الأيمن فادر له الأيسر ) ولذلك نجد دوما كلمة المحبة والأخوة على ألسنتهم ولكن ما تخفى صدورهم أكبر وبالتالي تكون المحصلة أنهم الأقرب لنا من اليهود وباقي الملل والنحل . ولهذا الله يقول فى سورة أل عمران الأيه 186 { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور (186 ) }. وحين يقول الله سبحانه وتعالى (.. وأنهم لا يستكبرون ) فهذا نابع من الطبيعة المسيحية وعدم التطلع إلى السياسة بحكم الدين ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة لملك نصراني قال عنه النبي (لا يظلم أحد عنده) . والكاتب لم يكن أمينا إذ لم يكمل كتابة باقي الآيات لنتبين المعنى وهو بالطبع يعلم الارتباط بين هذه الايه وبين الآيات اللاحقة , وأيضا لم يكن أمينا حين لم ينقل إجماع المفسرين أن هذه الآيات نزلت فى النجاشي وأصحابه الذين ءامنوا برسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأسلموا علي يد جعفر بن أبى طالب ( البداية والنهاية) إذا فهذه الآيات لها دلاله عامه على أن الأقرب إلينا هم المسيحيين وأن الذين لا يتكبرون ( عن الرضا بالحق ) منهم سيسلمون لرب العالمين .
وأما الايه 27 من سورة الحديد والتي يقول الله فيها { ثم قفينا على أثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبنها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فأتينا الذين ءامنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون (27 ) } فهي تتحدث عن أتباع عيسى بن مريم وليس بن الله تتحدث عن من ءاتاهم الله الإنجيل ( الغير محرف ) وتتحدث بصيغة الماضي عن من اتبعه من السابقين وليس اللاحقين .
أما استدلاله بالايه 113 من سورة أل عمران فيقول اله تعالى { ليسوا سواء. من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله أناء الليل وهم يسجدون (113 ) } فقد ذهب إلى أقصى ما يراوده الأمل فيه فالايه تتحدث عن إسلام البعض من أهل الكتاب ولهذا قال الله (.. يتلون ..)بصيغه المضارع وأيضا (.. ايات الله..) فالله لم يقل لنا أن الآيات المحرفة من التوراة والإنجيل هي آياته بل على العكس أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تصديق أو تكذيب ما نسمع من الكتاب المقدس إلا ما يوافق القران والسنة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ...لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به...) رواه أحمد والبزار وابن أبي شيبه بسند صحيح وبالتالي آيات الله الواردة فى الايه هي القران الكريم ولهذا قال أيضا وهم يسجدون والسجود عندنا نحن المسلمون .
وأما قوله ( وحضت على الركون إلى محبتهم بما يجلى الريب عن عقيدتهم ) فيمكننا أن نقراء الايه 51 من سورة المائدة فيقول الله تعلى { يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (51 ) } والأيه 75 والتى يقول الله فيها { يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم لهوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين (75 ) } لنعرف مدى الركون الذي يريده من يريد أن يدس السم فى العسل وأما العقيدة فقد بينا عقيدة هؤلاء الذين يغالون فى السيد المسيح عيسى بن مريم بناءا على ما تقدم من الآيات .

 

عوده