التكوين 12: 1_5 هل دعا الله ابراهيم في حاران ام قبل ان ياتي حران

 

جاء في كتاب القس الدكتور ما يلي :
قال المعترض : جاء في التكوين 12: 1_5 أن الله دعا إبراهيم وهو في حاران، بينما يقول أعمال الرسل 7: 2_4 إن الله دعاه قبل أن يجيء إلى حاران ,
 وللرد نقول : الذي يفتش عن الأخطاء يختلقها, لقد وجَّه الله الدعوة لإبراهيم ليذهب لأرض الميعاد قبل أن يجيء إلى حاران, ولما وصل إلى حاران أقام فيها، فعاد الله يدعوه من جديد ليتابع السَفَر إلى حيث دعاه أولًا ، وكانت المدة بين الدعوة الأولى والثانية خمس سنوات,
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : فإن المسلمين لم بفتشوا عن الأخطاء أو يختلقوها و إنما درسوا بموضوعية الكتاب المقدس فما وجدوا إلا تناقضات و اخطاء واضحة ، و يكفى ان ينظر القس عبد النور لرده الهذيل هذا ليعرف أن لا حجة للنصارى و أن ردودهم واهية لا تصمد امام نقد أو بحث, ففى أعمال الرسل 2:7, 4 نرى  اليهود و قد قبضوا على استيفانوس و قدموه للمحاكمة فلما وقف امام رئيس الكهنة ذكرهم بما يفترض أنه فى التوراة من دعوة الله لابراهيم ليسكن فى أرض الميعاد فقال: (( أيها الرجال , الأخوة و الأباء , اسمعوا!, ظهر إله المجد لابراهيم أبينا و هو فى ما بين النهرين  " قبلما سكن فى حاران " وقال له: اخرج من أرضك و عشيرتك , و هلم إلى الأرض التى أريك , فخرج حينئذ من أرض "الكلدانيين" و سكن فى "حاران" و من هناك نقله بعد ما مات أبوه , إلى هذه لأرض التى أنتم الأن ساكنون فيها ))
و إذا عدنا إلى سفر تكوين لنقرأ ذلك نجد أن أول ما قاله الله لابراهيم هو التالى (( اذهب من أرضك و عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التى أريك )) تكوين 1:12, فهذا هو النص الذى ذكره استيفانوس و أخطأ فيه لأنه وفق ذلك النص فإن إبراهيم جاءته الدعوة و هو فى حاران إذ قال (( فأخذ ابراهيم ساراى امرأته و لوطاً ابن أخيه و كل مقتنياتهما التى اقتنيا و النفوس التى امتلكا "فى حاران )) تكوين 5:12
و الزعم بأن الله خاطب ابراهيم قبل الذهاب لحاران ثم ناداه أخرى و هو فى حاران لا أساس له من الصحة  و لا أصل له فى التوراة , ويخالف العقل و النقل :
من جهة العقل : فإن استيفانوس كما قلنا كان يُحاكم فذكر هذه القصة ضمن حديثه عن التاريخ  الشعب المدون فى التوراة  لتذكير اليهود و وعظهم فلا مجال للقول بأنه كان يضيف بالإلهام خاصة و أن إضافاته لا فائدة دينية أو عملية من وراءها و تناقض خبر التوراة فلن تزيد الموقف إلا شقاقاً و لازالت أقوال استيفانوس هذه من مأخذ اليهود على المسيحية إلى يومنا هذا , و لا يُعقل أن ينتظر الله ألف السنين ليكمل القصة  التى كانت من أوائل ما احتواه كتاب القوم المقدس و بهذه الطريقة و فى تلك الظروف! ,كما أنه لا يُعقل أن يأمر الله إبراهيم بالذهاب إلى أرض الميعاد فيذهب  إلى أرض حاران و يمكث فيها خمس سنوات   مخالفاً أمر ربه  و لا يذهب إليها إلا بعد أن يعاود الله دعوته و كأنه طفل صغير !!
أما من جهة النقل :  فإن النصين المذكورين فى سفر التكوين و سفر الأعمال  متطابقان, والحديث عن واقعة واحدة لا واقعتين و لا ذكر لدعوة إبراهيم فى أرض الكلدانيين فى سفر التكوين , و بالعودة إلى سفر التكوين نجد أن تارح  أبو ابراهيم وفق التوراة  - هو- الذى أخذ بنيه ليذهبوا لأرض كنعان و حين وصلوا حاران استقر فيها - ثم- بعد موته قال الرب لابراهيم " اذهب من أرضك و من عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التى أريك .." فجاء فى تكوين 31:11 (( و أخذ تارح ابرام ابنه و لوطاً بن هاران, ابن ابنه, و ساراى كنته امرأة ابرام ابنه, فخرجوا معاً من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان فأتوا حاران و أقاموا هناك ))  فكيف يزعم عبد النور أن إبراهيم خرج  إلى أرض حاران بوحى الله ؟!!
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا

 

عوده