كتبه الأخ : قسورة
قال القس المُبجل : قال المعترض : ورد في
تكوين 36: 31 وهؤلاء هم الملوك الذين
ملكوا في أرض أدوم قبلما مَلَكَ مَلِكٌ
لبني إسرائيل . ولا يمكن أن تكون هذه
الآية من كلام موسى، لأنها تدل على أن
كاتبها عاش في زمان قام فيه ملك على بني
إسرائيل. وأول ملوكهم شاول كان بعد موسى
بنحو 356 سنة. وقال آدم كلارك إن تكوين
36: 31-39 مأخوذ من 1أخبار 1: 43-50 وإنما
كانت مكتوبة على الحاشية، فظن الناقل أنها
جزء من الأصل .
وللرد نقول بنعمة الله : هذه الآية من
أقوال الله لموسى النبي، وليست من سفر
أخبار الأيام. والدليل على ذلك أن موسى
ذكر في تكوين 17: 6 قول الله لإبراهيم:
وأثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمماً، وملوك
منك يخرجون . وقال الله لإبراهيم في آية
16 عن سارة: تكون أمماً، وملوكُ شعوبٍ
منها يكونون . وقال الله ليعقوب في تكوين
35: 11 أنا الله القدير. أثمر وأكثُرْ.
أمة وجماعة أمم تكون منك، وملوكٌ سيخرجون
من صُلْبك . فموسى النبي هو الذي ذكر هذه
المواعيد الصادقة، وبالنتيجة كان عارفاً
أن الله وعد إبراهيم أن سيكون من ذريته
ملوك بني إسرائيل قبل أن يقوم ملك منهم.
ولو قارن آدم كلارك أو من حذا حذوه أقوال
الله ببعضها لما وقع في الخطأ. فموسى
النبي كان متأكداً أنه سيقوم من بني
إسرائيل ملوك في المستقبل، لتصديقه مواعيد
الله التي وعد بها إبراهيم. أهـ
أقول وبالله التوفيق : كما يتضح من الكلام
يحاول القس الدكتور أن يلوي أعناق النصوص،
وأنا ألتمس له العذر في ذلك حيث لا سبيل
له إلا ذلك، كي يقنعنا بأن هذا الكلام في
سفر التكوين هو نبوءة لنبي الله موسى عليه
السلام. وإني لأعتب على القس المبجل
استخفافه بعقول القراء. والآن كي تتضح
الصورة علينا أن نضع النص في سياقه الصحيح
ونصله مع ما قبله وما بعده، لعدم الإطالة
سأصل النص مع ما بعده ولكم العودة للعهد
القديم لوصله مع ما قبله . سياق النص كما
يلي :
(( وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في ارض
ادوم قبلما ملك ملك لبني اسرائيل .
32 ملك في ادوم بالع بن بعور . وكان اسم
مدينته دنهابة .
33 ومات بالع فملك مكانه يوباب بن زارح من
بصرة .
34 ومات يوباب فملك مكانه حوشام من ارض
التيماني .
35 ومات حوشام فملك مكانه هداد بن بداد
الذي كسر مديان في بلاد موآب . وكان اسم
مدينته عويت .
36 ومات هداد فملك مكانه سملة من مسريقة .
37 ومات سملة فملك مكانه شاول من رحوبوت
النهر .
38 ومات شاول فملك مكانه بعل حانان بن
عكبور .
39 ومات بعل حانان بن عكبور فملك مكانه
هدار . وكان اسم مدينته فاعو . واسم
امرأته مهيطبئيل بنت مطرد بنت ماء ذهب .
))
إن من يقرأ هذا الإصحاح من أوله إلى آخره
لن يجد فيه إلا توثيق تاريخي لنسب ومراتب
سلالة أسر يهودية والإصحاح بأكمله صِيغ
بصيغة الزمن الماضي لأنه توثيق تاريخي
لأحداث ولن تجد صِيغة أفضل من الماضي لوصف
أحداث وقعت بالفعل، و في الأعداد موضوع
النقاش تتضح الصورة بشكل جلي فنجد أسماء
أشخاص ورثوا المُلك عن أشخاص ماتوا ثم
ماتوا بدورهم ليرثهم من مات بدوره ليرثه
مَـنْ بعده، مثل حوشام الذي ورث يوباب
الذي ورث بالع، ومن طريف ما يسميه قسنا
المُبجل بالنبوءة ذِكر أسماء أمهات الملوك
مثل بصرة أم يوباب و ذِكر أسماء المُدن
التي كانوا يقيمون فيها وإنجازاتهم مثل "هداد
بن بداد الذي كسر مديان في بلاد موآب .وكان
اسم مدينته عويت". ختاماً حتى لا أطيل
أقول لقسنا المُبجل إذا كانت هذه نبوءة
فهذا يقتضي أن يكون الإصحاح الذي قبل
الإصحاح موضوع البحث وكذلك الإصحاح الذي
يليه هما أيضاً نبوءات وهذا مستحيل. كما
أتمنى عليه أن يقارن ما يسميه نبوءة مع ما
ذكره من نبوءات لنبي الله إبراهيم عليه
السلام كي يعرف الفرق بين النبوءة
والتوثيق التاريخي، أو أن يشرح لنا هو
مفهومه عن النبوءة والتوثيق التاريخي.
علق كذلك علي كلامة الاخ : ايزسمو ( ابو
محمد )
قرأنا رد احد القساوسه على ما ذهب اليه
ادم كلارك من ان كاتب هذه الاسفار ليس
موسى عليه السلام فذكر فى رده اعداد من
سفر التكوين مثل تك 17 : 6 و تك17 :16 ثم
تك 35 :11واستدل بها على ان كاتب هذه
المواعيد هو موسى ولم يتعرض فى رده الى ان
الاعداد فى تك 36 : 31 - 39 ماخوذ من
اخبار 1 :43 :50
ونقول ان ماذهب اليه القسيس لم يقم به
دليل على ان الكاتب هو موسى لانه ذكر من
اقوال الكاتب نفسه الذى هو ليس موسى
والدليل انه طبقا للكتاب المقدس فإنه لم
يوجد اى ملك من ذريه ابراهيم حتى بعثة
موسى عليه السلام سوى سيدنا يوسف الذى
جعله فرعون على بيته حسب الروايه
التوراتيه تك 41 : 40 الا انه ليس ملكا
هذا من ناحيه انه لا يوجد اى ملك من بني
اسرائيل او لبنى اسرائيل حتى بعثة وارسال
موسى عليه السلام ونقول هنا ان ما ذهب
اليه القسيس ليس دليل على ان الكاتب هو
موسى بالاخبار الصادقه بل انه قال : ((
وبالنتيجه كان عارفا ان الله وعد ابراهيم
ان سيكون من ذريته ملوك بنى اسرائيل )) ما
هو الا استنتاج منه هو فقط لا دليل عليه .
وهنا ان شاء الله سندلل على ان ما ذهب
اليه ادم كلارك من ان كاتب هذه الاسفار
ليس موسى بادله كثيره ولكن هنا سنكتفى
بذكر واحده فقط وهى فى تك 38 : 24 ((
ولما كان نحو ثلاثه اشهر اخبر يهوذا وقيل
له قد زنت ثامارا كنتك . وهاهى حبلى من
الزنا . قال يهوذا اخرجوها فتحرق )) وهنا
حينما امر يهوذا الابن الرابع ليعقوب بحرق
زوجه ابنه دليل قاطع على ان كاتب هذه
الاسفار كتبها بعد موسى لان حد الزنا بحرق
الزانيه لم يكن من قبل شريعه موسى وأيضاً
وقع الكاتب فى خطا اخر وهو ان حد حرق
الزانيه مشروط ان تكون الزانيه من نسل
لاوى الابن الثالث ليعقوب اما نسل يهوذا
وبقيه الاسباط من غير نسل لاوى يكون
جزاؤها الرجم تث 22 : 24 اما لاويين 21 :
9 يوضح ان الزانيه من نسل لاوى تحرق ، ومن
هذا نستدل على ان الكاتب هو ليس موسى عليه
السلام لان يهوذا لم يحكم بما سوف يكون من
ناموس موسى وهو من اجداد موسى عليه السلام
بل اتى موسى بعده بمئات السنين وفى هذا
المثل اعتقد ما يكفى دليلا على ان كاتب
هذه الاسفار ليس موسى بأي حال من الاحوال
.
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا
|
|
|
|