قال القس
الدكتور في كتابه :
قال
المعترض الغير مؤمن: ورد في 2صموئيل 24:
13 فأتى جاد إلى داود وقال له: أتأتي عليك
سبع سنين جوع في أرضك؟ وفي سفر 1أخبار 21:
12 ثلاث سنين جوع .
وللرد نقول
بنعمة الله : راعى النبي في سفر الأخبار
شدة الجوع والقحط وهي 3سنين، أما صموئيل
النبي فأضاف إليها الطرفين، فأضاف إلى كلٍ
منهما سنتين أخريين. فإنه لا بد أن يسبق
شدة القحط سنتان يكون فيهما القحط خفيفاً
نوعاً، ثم يشتد 3 سنين، وبعد هذه المدة
يأخذ في التناقص شيئاً فشيئاً، ولا ينتهي
إلا بعد الزرع والقلع، ويلزم لذلك نحو
سنتين.
وإذا قيل
ما هي الحكمة في اقتصاره على ذكر ثلاث
سنين، قلنا إن الحكمة في ذلك هي المشاكلة،
فإنه قال: ثلاثة أنا عارض عليك، فاختر
لنفسك واحداً. إما ثلاث سنين جوع، أو
ثلاثة أشهر هلاك أمام مضايقيك، وسيف
أعدائك يدركك، أو ثلاثة أيام يكون فيها
سيف الرب وبأ في الأرض . فذكره الثلاثة في
كل المواضع هو من باب المشاكلة، وهو ذِكر
الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً
أو تقديراً.
فالأول
كقول القرآن: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما
في نفسك (المائدة 5: 116) و مكروا مكر
الله (آل عمران 3: 54). فإن إطلاق النفس
والمكر في جانب الله لمشاكلة ما معه، وكذا
قوله وجزاء سيئة سيئة مثلها (الشورى 42:
40) لأن الجزاء حق لا يوصف بأنه سيئة. فمن
اعتدى عليكم فاعتدوا عليه (البقرة 2: 194)
فاليوم ننساهم كما نسوا (الأعراف 7: 51) و
فيسخرون منهم سخر الله منهم (التوبة 9:
79). إنما نحن مستهزئون الله يستهزىء بهم
(البقرة 2: 15).
___________________________
بعد الحمد لله و
الصلاة و السلام على رسول الله
:
فقد
قدم القس ردود واهية
نردها عليه من عدة جهات
:
1- أما زعمه أن كاتب
سفر الأخبار قصد ذكر سنوات شدة الجوع و أن
هذه السنوات لها أطراف ذكرها صاحب سفر
صموئيل2 فهو قول بلا دليل أو قرينة و
الأخبار لا تستاق من الظنون و الخيال ،
فكلٍ من السفرين يذكر عدد سنين المجاعة
الموعودة دون أدنى إشارة إلى ما يقوله
القس فوقع التناقض بيناً
.
2- و تبرير القس
للإختلاف بحجة أن قوله "ثلاث سنين" من
قبيل المشاكلة باطل محض إذ أن أسلوب
المشاكلة و الذى يُعرف أيضاً بأسلوب
المجانسة لا ينسجم إلا مع المفاهيم
المعنوية المجردة كقوله تعالى
:
((
و إن عاقبتم
فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به
)) و قوله عز
وجل:
(( و جزاء سيئة مثلها
)) ... و هكذا
أما فى حالة الحديث عن
المقاصد المادية المحددة فلا محل للمجانسة
التى هى أسلوب لغوى و القول بغير بذلك
يعد ضرب من العبث فمثلاً مقولة ((من قتل
يُقتل)) لا يُفهم منها أبداً أن من قتل
يُنفى أو يُسجن،
و حين يحكم
القاضى على المجرم بالحبس خمس سنوات لأنه
سرق خمسة ألاف جنيه،
لا يمكن أن يكون المقصود حبسه سبع سنوات
مثلاً و أن يكون منطوق الحكم قد ذكر خمس
سنوات على سبيل المجانسة!
كذلك فى ذلك الموضع
حين يقول جاد
لداود : ((
إختر لنفسك
واحداً إما ثلاثة سنين جوع، أو ثلاثة أشهر
هلاك..)) يستحيل أن يكون المقصود بالثلاثة
سبعة! و إدعاء المشاكلة فى مثل هذه
العبارات تكلف لا تحتمله اللغة و لا تقبله
العقول لأنه يناقض المقاصد و يضلل الأفهام
ثم ان القس لم يخبرنا ان كانت اللغة
العبرية تعرف هذا الاسلوب أم لا.
3- يغفل القس أن
التناقض واقع فى متن منطوق جاد لا فى
معناه الذى فسره على
هواه
، فمتن المنطوق فى صموئيل2 يناقض نظيره
فى أخبار1 و إليك النصين
:
((
فَأَتَى جَادُ
إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «أَتَأْتِي
عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِين جُوعٍ فِي
أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ
أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ
يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَالآنَ
اعْرِفْ وَانْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ
جَوَاباً عَلَى مُرْسِلِي
.))
سفر صموئيل الثاني
13:24
((
فَجَاءَ جَادُ
إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا
قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ
*إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ
ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ
مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ
يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ
فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو
فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ.
فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً
لِمُرْسِلِي
))
1أخبار
11:21
فما الذى قاله جاد
تحديداً
؟! لذا اعترف الكثير
من علماء المسيحية أن عبارة صموئيل2 خاطئة
.
وَلَوْ كَانَ
مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا
فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|
|
|
|