مرقس [ 6 : 32 ] أين مكان بيت صيد ا ؟؟

 

قال القس المحترم :
قال المعترض الغير مؤمن : الذي يقارن مرقس 6: 32 و45 و53 يجد أن بيت صيدا تقع في مكان يختلف عما نقرأ عنه في لوقا 9: 10 - 17
وللرد نقول بنعمة الله : هناك مدينتان تحملان اسم بيت صيدا إحداهما شرق بحر الجليل والأخرى غربه. صَدَق كل من مرقس و لوقا
____________________________________
 
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
 
1) لم تكن هناك مدينتين تحملان اسم بيت صيدا ولا عهد لهذا السخف فى الأمصار ولا أثر له فى التاريخ، فكيف تُسمى مدينتين فى بلد واحد بنفس الإسم، علماً أن الحكمة من الأسماء هى التمييز بين المدن، فضلاً عن أن تكون المدينتان متجاورتين لا يفرق بينهما إلا بحيرة !
2) بالنظر إلى الموضعين الذين ذُكرت فيهما مدينة بيت صيدا فى إنجيلى مرقس و لوقا سنجد أن كليهما ذكرها فى سياق الحديث عن ذهاب المسيح  بتلاميذه إلى أرض خلاء ليستريحوا فتبعه الناس و أطعم في ذلك اليوم خمسة ألاف شخص، مما يؤكد أنهما كانا يتحدثان عن مدينة واحدة، و لكن حدث الإضطراب فى تحديد مكان المدينة فقال لوقا أنها هى نفسها الأرض الخلاء التى ذهب إليها المسيح مع التلاميذ (( و لما رجع الرسل أخبروه بجميع ما فعلوا، فأخذهم وانصرف منفرداً إلى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا، فالجموع إذ علموا تبعوه..فقال لهم : أعطوهم أنتم ليأكلوا، فقالوا : ليس عندنا أكثر من خمسة أرغفة و سمكتين إلا أن نذهب و نبتاع طعاماً لهذا الشعب كله، لأنهم كانوا خمسة ألاف رجل..... فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين و رفع نظره نحو السماء و باركهن ثم كسر و أعطى التلاميذ ليقدموا للجمع )) لوقا 10:9-16
أما مرقس فقال أنها المدينة التى ركب إليها التلاميذ عائدين من الأرض الخلاء التى كانوا فيها مع المسيح و تبعهم المسيح فى عرض البحر بمعجزة (( فقال لهم : تعالوا أنتم إلى موضع خلاء و استريحوا قليلاً،....فمضوا فى السفينة إلى موضع خلاء منفردين فرآهم الجموع منطلقين، وعرفه كثيرون، فتراكضوا إلى هناك من جميع المدن مشاةً وسبقوهم واجتمعوا إليه ، فلما خرج يسوع رأى جمعاً كثيراً،.....فقال لهم : كم رغيفاً عندكم؟ اذهبوا و انظروا ، و لما علموا قالوا : خمسة و سمكتين.....فأخذ الأرغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء، وبارك ثم كسر الأرغفة، و أعطى تلاميذه ليقدموا إليهم وقسم السمكتين للجميع، فأكل الجميع و شبعوا.....و كان الذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسة آلاف رجل، و للوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة و يسبقوا إلى العبر إلى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع )) مرقس 31:6-45
فنسأل القس المحترم كيف يكون يسوع فى بيت صيدا و غادرها إلى بيت صيدا ؟!
3) بالرجوع إلى إنجيل يوحنا نجد أنه قد عين إسم المدينة التى ذهب إليها المسيح و تلاميذه قادمين من بيت صيدا فقال أنها (كفر حانوم) (( و بعد هذا مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل و هو بحر طبرية و تبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التى كان يصنعها فى المرضى..فقال يسوع : إجعلوا الناس يتكئون، و كان فى المكان عشب كثير، فاتكأ الرجال و عددهم خمسة آلاف رجل، و أخذ يسوع الأرغفة و شكر و وزع على التلاميذ و التلاميذ أعطوا المتكئين…….و لما كان المساء نزل تلاميذه إلى البحر فدخلوا السفينة و كانوا يذهبون إلى عبر البحر إلى كفر حانون ……فلما رأى الجمع أن يسوع ليس هناك ولا تلاميذه دخلوا هم أيضاً إلى السفن و جاءوا إلى كفر حانون يطلبون يسوع فلما رأوه فى عبر البحر قالوا له : يا معلم متى صرت هنا؟ )) يوحنا 1:6-25
و بهذا يكون المسيح قد اتجه من بيت صيدا إلى مدينة تسمى كفر حانوم كما قال يوحنا لا إلى مدينة تسمى بيت صيدا .
4) و لننظر أخيراً فى خريطة فلسطين فى زمن المسيح كما أوردها الكتاب المقدس و سنجد فيها مدينة بيت صيدا واحدة فقط شرق بحيرة الجليل :
 
 
 
 
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا

 

عوده