قال
القس الفاضل :
قال المعترض
الغير مؤمن
: من طالع قصة المرأة التي أفرغت قارورة
الطيب على المسيح في متى 26 :7-13 ومرقس
14 :3-9 ويوحنا 12 :3-8 وجد فيها اختلافات
:
(1) صرّح
مرقس أن هذا الأمر كان قبل الفصح بيومين،
وقال يوحنا كان قبل الفصح بستة أيام.
(2) جعل
متى ومرقس الحادثة في بيت سمعان الأبرص،
وجعلها يوحنا في بيت مريم.
(3) قال
متى ومرقس إنها سكبت الطيب على رأس
المسيح، وقال يوحنا إنها سكبته على قدميه.
(4) وقال
مرقس إن الذين اعترضوا كانوا من الحاضرين،
وقال متى إن التلاميذ هم الذين اعترضوا،
وقال يوحنا إن يهوذا كان المعترض.
(5) قال
متى إن ثمن الطيب كثير، وقال مرقس إنه
اكثر من 300 دينار، وقال يوحنا إنه 300
دينار.
وللرد نقول
بنعمة الله
:
(1) لم يقل
متى ولا مرقس إن هذه الحادثة حصلت قبل
الفصح بيومين ولا بستة أيام، وإنما قالا
إنه قبل الفصح بيومين عقد أئمة اليهود
مجلساً للتشاور في كيفية قتل المسيح، ثم
ذكرا قصة سكب قارورة الطيب. وتوصّلا بها
إلى ذكر يهوذا الإسخريوطي، لأنه يُحتمل أن
سكب قارورة الطيب كان من الأسباب التي
حملته على خيانة سيده. وكذلك لا يُفهَم من
عبارة يوحنا أنه قبل الفصح بستة أيام حصلت
هذه الحادثة، بل قال قبل الفصح بستة أيام
أتى يسوع إلى بيت عنيا فصنعوا له وليمة
عشاء. مما يعني أنه أتى إلى بيت عنيا قبل
الفصح بستة أيام، ولكن الوليمة أُقيمت بعد
أن أقام هناك أياماً.
(2) لم يقل يوحنا إن الوليمة كانت في بيت
مريم، بل قال
: ((
فصنعوا له هناك عشاء
)). وقوله ((
وأخذت مريم
)) يدل على أنه لم يكن في بيتها. وقوله
إن لعازر كان حاضراً في هذه الوليمة، يدل
على أنه لم يكن في بيته. وقوله ((
مرثا كانت تخدم
)) يدل على أنه لم يكن في بيتها. فيتعيَّن
أنه كان في بيت سمعان الأبرص.
(3) كانت
عادة اليهود أن يسكبوا الطيب على الرأس أو
الشعر، فاقتصر متى ومرقس على ذكر هذه
العادة. أما يوحنا الرسول فضرب عنها صفحاً
اعتماداً على شهرتها ومعرفة الناس لها،
وذكر مسح القدمين لغرابته، ودلالته على
تواضعها، وعلى منزلة المسيح الرفيعة
عندها. فبعد أن دهنت رأسه دهنت قدميه
ومسحتهما بشعرها.
(4) قول مرقس ((
أناساً من الحاضرين
)) يشمل التلاميذ، ومن ضمنهم يهوذا.
وحينئذ لا تناقض مطلقاً. ولا مانع من أن
يكون بعض التلاميذ اشتركوا مع يهوذا في
التذمر على المرأة عن خلوص نية، وظنوا
أنها أتت شيئاً غير مناسب. أما تذمر يهوذا
فكان عن سوء نية، لأن الكتاب المقدس يقول
إنه كان سارقاً.
(5) ثمن
الطيب تقديري، فالبشير متى قال إن ثمنه
كثير، لأن 300 ديناراً هو أجر عامل لمدة
سنة. وقال مرقس إن ثمنه أكثر من
300 دينار، لأن
الأسعار غير محدَّدة، ويمكن أن يباع الشيء
بأثمان مختلفة حسب قانون العرض والطلب.
أما يوحنا فاقتبس نص كلمات يهوذا
الإسخريوطي.
_______________________________________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول
الله
:
نتولى بعون
من الله وتوفيقه
الرد على تعليقات القس تفصيلاً من عدة
محاور
هي كالآتي
:
1)
أنكر
الدكتور القس
أن يكون متى و مرقس قد حددا وقت حادثة
الطيب بيومين قبل عيد الفصح مستدلاً
بكونهما قد ذكرا اجتماع اليهود وتشاورهم
لقتل المسيح ثم ذكرا حادثة الطيب، فى
محاولة ضمنية للتحايل على النص و فصل
الواقعتين عن بعضهما البعض، و لكن القس
غفل أن الإنجيلين كانا يذكران الأحداث
متتابعة من وقت وصول المسيح إلى بيت عنيا
إلى وقوع حادثة الطيب بتسلسل لا يدع
مجالاً للشك فى المواقيت
.
و تبرز هذه الحقيقة بالنظر فى عبارات متى
إذ يقول : (( و لما أكمل يسوع هذه الأقوال
كلها قال لتلاميذه
: تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن
الإنسان يُسلم ليُصلب، حينئذ اجتمع رؤساء
الكهنة و شيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة
الذى يُدعى قيافا و تشاوروا لكى يمسكوا
يسوع بمكر و يقتلوه.....
وفيما كان فى بيت عنيا فى بيت سمعان
الأبرص تقدمت إليه امرأة معها قارورة طيب
كثير الثمن فسكبته على رأسه و هو متكىء
.....حينئذ ذهب واحد من الإثنى عشر الذى
يُدعى يهوذا الإسخريوطى إلى رؤساء الكهنة
و قال: ماذا تريدون تعطونى و أنا أسلمه
إليكم؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة )) متى
1:26-15،
و فى لفظ مرقس كذلك
: (( و كان عيد الفصح و أيام الفطير بعد
يومين و كان رؤساء الكهنة و الكتبة يطلبون
كيف يمسكونه بمكر و يقتلوه..... و فيما هو
فى بيت عنيا فى بيت سمعان الأبرص و هو
متكىء جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين
خالص كثير الثمن فكسرت القارورة و سكبته
على رأسه.......ثم إن يهوذا الاسخريوطى
واحداً من الاثنى عشر مضى إلى رؤساء
الكهنة ليسلمه إليهم و لما سمعو فرحوا و
وعدوه أن يعطوه فضة و كان يطلب كيف يسلمه
فى فرصة موافقة
)) مرقس 1:14-11
فيتبين من هذه النصوص أن شيوخ اليهود قد
اجتمعوا قبل الفصح بيومين ليتشاوروا كيف
يمسكون المسيح و يقتلونه ثم أن يهوذا بعد
حادثة الطيب مضى إليهم يعرض تسليم المسيح
ففرحوا به و كافئوه، فتكون حادثة الطيب
قد حدثت بعد تشاور اليهود يقيناً أى قبل
الفصح بيومين و بهذا نُبطل محاولة تحريف
هذه الجزئية
.
- و قال
القس أيضاً أن عبارة يوحنا لا تفيد أن
حادثة الطيب قد وقعت قبل الفصح بستة أيام
مفسراً إياها على أن المسيح جاء بيت عنيا
ثم بعد عدة أيام أقاموا له الوليمة!
و هذا قول باطل لا أثر له فى رواية يوحنا
ولا يحتمله
سياق الكلام ولفظه
بل على العكس فإن عبارة يوحنا تجزم بأن
الوليمة أقيمت فور وصول المسيح لبيت عنيا
احتفالاً به و إليك النص كاملاً
:
(( ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى
بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذى أقامه
من الأموات فصنعوا له هناك عشاء ....فأخذت
مريم مناً من طيب ناردين خالص كثير الثمن
و دهنت قدمى يسوع......فقال يسوع
: أتركوها إنها ليوم تكفينى قد حفظته لأن
الفقراء معكم فى كل حين أما أنا فلست معكم
كل حين، فعلم جمع كثير من اليهود أنه هناك
فجاءوا ليس لأجل يسوع فقط بل لينظروا
أيضاً لعازر الذى أقامه من الأموات.......
و فى الغد سمع الجمع الكثير الذى جاء أن
يسوع أت إلى أورشليم فأخذوا سعوف النخل و
خرجوا للقائه و كانوا يصرخون : أوصنا
مبارك الأتى باسم الرب ملك إسرائيل، و وجد
يسوع جحشاً فجلس عليه كما هو مكتوب
:
لا تخافى يا ابنة صهيون هوذا ملكك يأتى
جالساً على جحش أتان..)) يوحنا 1:12-16
فالنص يقول أن المسيح وصل بيت عنيا
فاحتفلوا به بإقامة وليمة عشاء ، ولا
يتصور أن ينتظروا أربعة أيام على الأقل
ليصنعوا له العشاء المذكور ، و ذلك كأن
نقول ( جاء فلان إلى بلدتنا فذبحنا عجلاً
إكراماً له
) فكيف تحتمل مثل هذه التعبيرات وجود
فاصلاً زمنياً يبلغ عدة أيام ؟!
و يتأكد بطلان ذلك الإدعاء عندما نجد فى
إنجيل يوحنا أن دخول المسيح أورشليم على
ظهر جحش كان لاحقاً لحادثة الطيب
: (( و فى الغد سمع الجمع الكثير الذى جاء
إلى العيد أن يسوع
آت
إلى أورشليم
... و وجد يسوع جحشاً فجلس عليه ..))
يوحنا 12:12-14،
و هكذا نفهم سبب جعل يوحنا حادثة الطيب
قبل الفصح بستة أيام ، و يظهر بوضوح مدى
تناقض إنجيله مع إنجيلى مرقس و متى الذين
جعلا حادثة الطيب لاحقة لدخول المسيح
أورشليم على ظهر ذلك الجحش و قبل يومين من
الفصح
.
2) و من نقاط الإختلاف بين رواية يوحنا و
روايتى مرقس و متى أن الأخيرين جعلا
الوليمة فى بيت سمعان الأبرص بينما جعل
يوحنا المضيف للمسيح هو لعازر وأختيه مريم
ومرثا و دلت على ذلك عباراته البينة و لكن
القس الفاضل تأولها على غير معناها و من
ذلك
:
أ- قال القس
: " لم يقل يوحنا إن الوليمة كانت في بيت
مريم، بل قال
: (
فصنعوا له هناك عشاء) " و تعليق القس ناقص
لأن العبارة فيها مذكور قريب غفله القس
عمداً و هى كالأتى
: ((
ثم قبل عيد الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى
بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذى أقامه
من الأموات فصنعوا له هناك عشاء و كانت
مرثا تخدم..)) يوحنا1:12-3 فكلمة
"
هناك
" تشير إلى محل العازر فى بيت عنيا و لكن
القس عمم اللفظ ، و يجدر بنا أن نشير إلى
أن قصة إقامة المسيح لألعازر من بين
الأموات هى من المعجزات التى انفرد يوحنا
بذكرها، و يبدو أن هذا هو سبب اقامة
الوليمة للمسيح فى بيت هذا الرجل وفق رؤية
يوحنا الذى حرص على ذكر حفاوة الأشقاء
مريم و مرثا و لعازر بالمسيح فى هذه
الأمسية و لم يذكر سمعان الأبرص على
الإطلاق مع أنه المستضيف على حد زعم متى و
مرقس !!
ب- و قال القس
: " قوله (
وأخذت مريم
) يدل على أنه لم يكن في بيتها
"، و بقراءة العبارة كاملة نجدها كالأتى
: ((
فأخذت مريم مناً من طيب ناردين خالص الثمن
و دهنت قدمى يسوع و مسحت قدميه بشعرها
)) يوحنا3:12، و لا يخفى على العقلاء فساد
استدلال القس لأن هذه العبارة تفيد أن
العشاء كان فى بيت مريم ولنتأمل كلمة "
أخذت
" التى تفيد وجود مريم و تناولها لموجود،
فمن أين أخذت الطيب ياترى؟
هل يعنى
ذلك أنها أخذته من بيت سمعان؟
قطعاً لا ، فقد أخذته من ملكها الخاص كما
قال المسيح ((
إنها ليوم تكفينى قد حفظته
)) يوحنا7:12، و هذا بعكس لفظ مرقس الذى
قال
: (( و فيما هو فى بيت عنيا فى بيت سمعان
الأبرص جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين
خالص كثير الثمن
))
14 : 3،
فهذا اللفظ يشير إلى مجيئها إلى
المكان حاملة معها القارورة لا إلى وجودها
ابتداءً وتناولها إياها ، كما أن غسلها
لقدم المسيح و مسحها بشعرها - كما وصف
يوحنا
- هو فعل يُستبعد عقلاً أن تفعله امرأة فى
بيت غريب!
ج- و قال القس
: " وقوله (
مرثا كانت تخدم
) يدل على أنه لم يكن في بيتها
" فتالله أى دليل أكبر من هذا على أن
المسيح كان فى بيتها
؟! فهى التى كانت تخدمه أى كانت تجهز
المكان و تحضر الطعام...إلخ، فلو أن ذلك
كان فى بيت سمعان الأبرص فما
علاقته بمرثا حتى تقوم بهذه الخدمة فى
بيته دون أهله ؟!
د- وقال القس
: " وقوله إن لعازر كان حاضراً في هذه
الوليمة، يدل على أنه لم يكن في بيته
" و لكن يوحنا لم يقل أن العازر كان
حاضراً - فهذا أمر مفروغ منه
- و إنما أوضح دوره فقط ، والعبارة كاملة
هكذا
:
((
فصنعوا له هناك عشاءً و كانت مرثا تخدم
أما العازر فكان أحد المتكئين معه
)) يوحنا2:12 ، فبعد أن ذكر يوحنا أن مرثا
تولت الخدمة ذكر أن أخيها لعازر كان
متكئاً مع المسيح أى بمعنى
آخر
كان يمارس واجب الضيافة و الترحيب الرسمى
بحضرة المسيح ، و نلاحظ أن يوحنا اختص
ذكر لعازر و أختيه دون غيرهم من الحاضرين
لأنه كان فى سياق بيان حال المستضيفين و
ما فعلوه ترحيباً بالمسيح
.
3) و نجد
التناقض أيضاً بين متى و مرقس الذين ذكرا
أن امرأة سكبت الطيب على رأس المسيح و بين
يوحنا الذى قال أن مريم سكبت الطيب على
قدميه ، فزعم القس أن الفعلين وقعا مع أن
كل من الأناجيل اقتصر على ذكر فعل واحد و
لم يقل أحد من الإنجيليين الثلاثة أن
المرأة مسحت رأس المسيح و قدمه معاً ،
فنحن بصدد إختلاف مرجعه تفاوت المعلومة
بين الأناجيل .
و ادعى القس أن يوحنا قد ضرب صفحاً عن ذكر
خبر مسح المرأة لرأس المسيح و شعره بحجة
أن مسح الرأس فعل معتاد و مشهور عند
اليهود لذا فقد اقتصر على ذكر الغريب و هو
مسح القدمين الذى يعكس تواضعها الشديد
أيضاً ،
قلنا: لو كان الأمر كذلك فلماذا ركز متى و
مرقس على مسح الرأس - و هو الفعل المعتاد
المشهور- بينما لم يشيرا نهائياً لمسألة
دهن القدمين هذه و مسحهما بشعر مريم ؟!
أليست هذه الفعلة الشاذة الغريبة أولى بأن
يقصها من شهدها أو علمها بدلاً من ذكر
العادات التى لا تضيف جديداً
؟!
4) نصل إلى نقطة إختلاف أخرى و هى فى شخص
المعترض على إهدار الطيب و فى تثمينه و هى
كالآتي
:
((
فلما رأى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين:
لماذا هذا الإتلاف ؟ لأنه كان يمكن أن
يباع هذا الطيب بكثير و يعطى للفقراء
)) متى8:26، 9
((
وكان قوم مغتاظين فى أنفسهم فقالوا
: لماذا كان تلف الطيب هذا؟لأنه كان يمكن
أن يباع بأكثر من ثلاثمئة دينار و يعطى
للفقراء
)) مرقس 4:14، 5
((
قال واحد من تلاميذه و هو يهوذا
الاسخريوطى المزمع أن يسلمه : لماذا لم
يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار و يعطى
للفقراء؟
)) يوحنا 4:12، 5
أ- حاول القس حل إشكال شخص القائل بدعوى
أن قول مرقس " وكان قوم مغتاظين
" يشمل التلاميذ و التلاميذ يشملون يهوذا!
و هذا قول مغلوط و لا يلائم النص لأن مرقس
تحدث عن قوم أنكرهم ولا يكون الحديث عن
التلاميذ بهذا الأسلوب الذى تفوح منه
رائحة الاحتقار كما أن وصفهم بأنهم قوم (
مغتاظون فى أنفسهم
) يوحى بإخفاءهم لغيظ قلوبهم و ظهوره فى
لحن قولهم، أما متى فقد ذكر
أن التلاميذ هم الذين اعترضوا وأنهم
اغتاظوا فقط حين أتت المرأة لفعل غير
مناسب فاظهروا ذلك فى حينه و بهذا يكون
الفارق بين التعبيرين كبير
،
كما أن عبارة يوحنا جازمة فى قصر الاعتراض
على يهوذا الإسخريوطى فلو كان الاعتراض
شمله و غيره من التلاميذ بل و غيرهم من
الجلوس فلماذا يغفل ذكر كل هؤلاء بلا سبب
منطقى؟ و لنتأمل لفظ يوحنا
: (( قال واحد من تلاميذه و هو يهوذا
الاسخريوطى..))
و هكذا نجد أن كل إنجيلى يملك رواية تختلف
عن
الآخر
فيوحنا لم يكن يعلم باعتراض أحد سوى
يهوذا أما متى فجعلهم تلاميذ المسيح
بينما زعم مرقس أن الإعتراض جاء من بعض
الجلوس المغتاظين ولا سبيل للجمع و
التوفيق فى ضوء تلك الألفاظ الواضحة
وغياب الدليل المعتمد
.
ب- و كانت
آخر
التعليقات حول اختلاف الرواة فى تحديد ثمن
الطيب الوارد على لسان المعترض فقال متى "
لأنه يمكن أن يباع بكثير و يعطى للفقراء "
أما مرقس فقال "
لأنه كان يمكن أن يباع بأكثر من ثلاثمائة
دينار و يعطى للفقراء " بينما قال يوحنا "
لماذا لم يبع هذا بثلاثمائة دينار و يعطى
للفقراء " فكان تعليق القس
: (الثمن تقديرى يختلف بحسب قانون العرض و
الطلب) و كأننا نتحدث فى بورصة!
فإن السؤال ببساطة ما هى العبارة التى
تلفظ بها المعترض؟؟
إذ نلاحظ أن جمل الإعتراض فى الاناجيل
الثلاثة واحدة (
تحكى استنكار المعترض لاهدار الطيب مثمناً
إياه و مفضلاً أن يباع و يعطى للفقراء
) ، مما يعنى
أننا بصدد روايات عدة عن شخص واحد تكلم،
فلا يمكن أن ينطق كل الموجودين بنفس
التعليق! و بالتالى لا يمكن أن تكون هذه
الإختلافات فى تحديد السعر صادرة عن نفس
هذا الشخص
!
كما أنه لو كان الثمن تقديرى فمن أين
لمرقس أن يقدر ثمن الطيب بأكثر من
ثلاثمائة دينار مع أنه لم يكن فى هذا
المجلس ومع أن يوحنا نقل عن يهوذا صراحة
أن الثمن ثلاثمائة دينار ولم يزد عن ذلك
؟
وهل كان
الروح القدس يجهل الثمن الذى ذُكر حتى
يوحى بهذه التناقضات؟
وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|
|
|
|