من إنجيل متى [ 19 : 28 ]
 


 

قال القس الفاضل :

قال المعترض : "جاء في متى 19 : 28 " أنتم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر". ولكن يهوذا، أحد الاثني عشر هلك، إذ مضى وخنق نفسه كما جاء في متى 27 : 5".

 وللرد نقول : الاثنا عشر المقصودون هم الذين تبعوا المسيح في التجديد، أي عند انتهاء مدة تجسُّده وتواضعه وارتفاعه إلى مجده. ولم يكن يهوذا واحداً منهم. وقد اختارت الكنيسة متِّياس بديلاً ليهوذا، وهكذا أخذ وظيفة يهوذا شخصٌ آخر (أعمال 1 :15-26)، وبقي عدد التلاميذ اثنا عشر.

____________________________________________

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

لا شك بأن ماذهب اليه القس الفاضل من ان المقصود بالأثنى عشر تليمذا في خطاب المسيح ، هم الذين اتبعوه عند انتهاء مدة تجسُّده وتواضعه وارتفاعه ، وعلى هذا لم يكن يهوذا الخائن واحداً منهم هو قول فيه تكلف واضح وخروج عن المعنى وتحميله ما لا يحتمل ، ذلك لأن العبارة المنسوبة للمسيح هي هكذا  : (( أنتم الذين تبعتموني في التجديد ... )) ففي لفظ ( انتم ) ، دلالة واضحة على ان يهوذا الأسخريوطي في وقت الخطاب هو أحد التلاميذ الأثنى عشر الذين اعطي لهم هذا الوعد  حتى ان المسيح أكد بأن الكلام يشمل يهوذا بقوله : (( تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً .. ))  فمرة أخرى المسيح يخاطبهم بقوله ( انتم )  للأثنى عشر الذين كان يهوذا واحداً منهم في وقت الخطاب ... إلا ان  يهوذا، أحد الاثني عشر هلك، إذ مضى وخنق نفسه كما جاء في متى 27 :5  فظهر التناقض جلياً واستحال تحقيق هذه النبوءة المنسوبة للمسيح .

هذا وإن نحن ذهبنا الى نظير هذه الفقرة في إنجيل لوقا سوف لا نجد لها أثر حيث انه اكتفى بإيراد الفقرة هكذا : (( فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك .29 فقال لهم الحق اقول لكم ان ليس احدا ترك بيتا او والدين او اخوة او امرأة او اولادا من اجل ملكوت الله .30 الا ويأخذ في هذا الزمان اضعافا كثيرة وفي الدهر الآتي الحياة الابدية )) لوقا 18 : 28 . ولعل ذلك يرجع كما يرى الدارسون إلى أن لوقا كان يفكر في يهوذا الاسخريوطي .

ولا يفوتنا ان نشير بأن الترجمة الكاثوليكية قد خالفت القس الدكتور في معنى التجديد على انه تجدد البشرية والكون في نهاية التدبير الحاضر ويبدأ بانقلاب تام في يوم الدينونة

 

عوده