قال المعترض : ورد في أعمال 7: 14 فأرسل
يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته، 75
نفساً . وهذه العبارة تدل على أن يوسف
وابنيه (الذين كانوا في مصر قبل
الاستدعاء) لا يدخلون في عدد 75 ، ولكن
جاء في التكوين 46: 27 جميع نفوس بيت
يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون . وهذا
تناقض .
وللرد نقول : كان الواجب عليه أن يذكر آية
26 و27 من سفر التكوين حتى يظهر المعنى،
ونصها : جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى
مصر الخارجة من صلبه، ما عدا نساء بني
يعقوب، جميع النفوس 66 نفساً. وابنا يوسف
اللذان وُلدا في مصر نفسان. جميع نفوس بيت
يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون . وهاك
بيان بذلك:
12 أولاد يعقوب، (11 ولداً وابنة)
4 أولاد رأوبين
6 أولاد شمعون
3 أولاد لاوي
5 أولاد يهوذا الثلاثة وحفيداه
4 أولاد يساكر
3 أولاد زبولون
7 أولاد جاد
7 أولاد أشير وابنته وحفيداه
1 ابن دان
4 أولاد نفتالي
10 أولاد بنيامين
فالمجموع 66. والآية تقول إنهم 66 وابنا
يوسف اللذان وُلدا له في مصر نفسان.
بإضافتهما إلى يوسف مع أبيه ينتج 4 فيكون
المجموع 70. وقد استثنى سفر التكوين من
ذلك نساء بني يعقوب. أما أعمال فيقول :
فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع
عشيرته، 75 نفساً . دون أن يدرج يوسف ولا
ابناه ولا زوجته في هذا العدد، لأنهم
كانوا موجودين في مصر، فيكون عدد الذين
استدعاهم 66 نفساً بإخراج يعقوب من هذا
العدد، لأنه مذكور على حدته، بقوله استدعى
أباه يعقوب وجميع عشيرته يعني 66 نفساً.
أما باقي العشيرة فهي زوجات بنيه، وعددهن
تسع، لأنه كانت توفيت امرأة يهوذا (تكوين
38: 12) وكذلك امرأة شمعون. فالمجموع 75.
ففي سفر التكوين قال: ما عدا نساء يعقوب .
وفي أعمال الرسل قال: يعقوب وبنوه وجميع
عشيرته . فعبارة الأعمال شرحت وأوضحت
عبارة سفر التكوين، فلا محل لقوله إن
عبارة الإنجيل غلط. ولو ذكر المعترض آيتي
26 و27 لأوضحتا الحقيقة.
__________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول
الله
:
يُعلم من أعمال 7: 14 ان عدد نفوس بيت
يعقوب الذين استدعاهم يوسف إلى مصر 75
نفساً - غير يوسف و ابنيه لأنهم ساكنى
الديار و أصحاب الدعوة - بينما نقرأ فى
تكوين 46: 27 ان عدد هذه النفوس كان سبعين
فقط!
فأجاب القس أن عدد النفوس كان 66 كما فى
تكوين 26:46، مضافاً عليها يعقوب و يوسف و
ولديه فيكون المجموع 70 وأن العدد 75
المذكور فى أعمال 7 يحسب نساء بنى يعقوب (
تسعة نسوة ) لأن زوجتى يهوذا وشمعون
توفيتا قبل الهجرة فبإضافة هذا العدد ل66
نفساً المذكورة فى تك 26:46 يكون
الإجمالى 75 نفساً!
و نظهر خطأ هذا القول على النحو
الآتي
:
اولًا : ان القس لم يحتسب نساء بيت يعقوب
كلهن فقد حسب نساء بنيه وقدرهن بتسعة ، من
ضمنهن إمرأة يهوذا وامرأة شمعون وهما
متوفيتين ، وغفل عن ادراج نساء يعقوب نفسه
وهن ليئة زوجته (خالة يوسف) ، وبلهة وزلفة
- سريتاه - وقد أنجبتا له دان ونفتالى
وجاد وأشير أربعة أخوة من الأسباط.
فجناب القس يحتسب من يريد و يحذف من يريد
ليضبط الخلل!!
ثانياً : أن القس إعتمد فى حساباته على
أكذوبة أن مجموع السبعين نفساً المذكور فى
تكوين 27:46 يدخل
فيها يعقوب مستشهداً بأن يعقوب ذكر مع
بنيه فى أول الإحصاء بقوله :
((
يعقوب و بنوه: بكر يعقوب رأوبين.و بنو
رأوبين: حنوك و فلو و حصرون...))
تكوين8:46
وهذا باطل لأن النص لم يقصد بذكره
احتسابه فى العدد الإجمالى فقد قال صراحة
فى نهاية هذه الفقرة :
((
هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب فى
فدان أرام مع دينة ابنته . جميع نفوس
بنيــه و بناتــــه ثلاث و ثلاثون
))
تك15:46
و يؤكد ما قلناه ما جاء فى الخروج 5:1 :
((
و كانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب
سبعين نفساً ..))
فهل كان يعقوب خارجاً من صلب نفسه حتى
يحتسب ضمن السبعين نفساً ؟!!
ثالثاً : أن كل ما يقدمه القس الفاضل من
تبريرات تهدف إلى التهرب من حقيقة أن كتبة
العهد الجديد كانوا يقتبسون من الترجمة
السبعينية للعهد القديم و هى الترجمة التى
تختلف عن النسخة العبرانية فى مواضع منها
هذا النص :
((
جميع النفوس ليعقوب التى أتت إلى مصر
الخارجة من صلبه، ماعدا نساء بنى يعقوب،
جميع النفوس ست و ستون نفساً. و ابناء
يوسف الذين ولدوا له فى مصر تسعة،جميع
نفوس بيت يعقوب التى جاءت إلى مصر مع يوسف
خمسة و سبعون نفساً
))
[ تكوين26:46 الترجمة السبعينية
]
(26And all the souls that came with
Jacob into Egypt, who came out of his
loins, besides the wives of the sons of
Jacob, were sixty-six persons in all. 27
And the sons of Joseph, who were born to
him in the land of Egypt were nine
persons. All the persons of the house of
Jacob who came with Joseph into Egypt
were seventy-five persons) Gen46:26
,Septuagint
فأفادت الترجمة السبعينية أن أبناء يوسف
كانوا تسعة و ليسا فقط اثنين فأضيفا على
الست و ستين نفساً لبيت يعقوب فكانت
المجموع 75 ، و هذا هو ما إقتبسه كاتب سفر
الأعمال .
و هذا كما هو معلوم شاهد من شواهد كثيرة
على إقتباس كتبة العهد الجديد من النسخة
السبعينية و إن خالفت النسخة العبرانية ،
فنكتفى بذكر مثالاً أخرللبيان:
جاء فى تكوين 24:10 (( وَأَرْفَكْشَادُ
وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ
عَابِرَ.)) هذا نص النسخة العبرانية
بينما نقرأ فى السبعينية ((
وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ قِينَان وَ
قِينَان وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ
عَابِرَ ))
فوجد أن إسم قينان سقط من العبرانية بينما
ثبت فى السبعينية - مع ملاحظة أن هذا خبر
لا سبيل لمعرفته إلا بالوحى فلا يمكن
ادعاء أنه مجرد إختلاف فى الترجمة أو
إجتهاد- و المفاجأة ان لوقا حينما إقتبس
نسب المسيح ذكر قينان كما جاء فى النسخة
اليونانية بالضبط ((... بن شالح ابن قينان
بن أرفكشاد..)) لوقا35:3
و قد إعترف القس أكثر من مرة باقتباس كتبة
العهد الجديد من النسخة السبعينية (كما فى
أعمال 2: 25-28 ، 15: 16 و17)
و لكن كان يورد هذا الإعتراف فى المواضع
التى إختلفت فيها النسختين فى اللفظ دون
المعنى، و رغم دلالة هذا على تقديم صحة
السبعينية على العبرانية إلا أن القس كان
يتعلل بان ذلك نقل بالمعنى أو تشابه
باللفظ لا يطعن فى صحة الكتاب... إلى غير
ذلك من الحجج الواهية.
أما فى حالة التعارض الجذرى بين العبرية
و بين السبعينية، فإن جناب القس كان
يأكد بأن النسخة العبرانية هى المعول
عليها ، و لهذا لم يجسر على الإعتراف
بوقوع الإقتباس من الأخيرة فى هذا الموضع
و تجاهل ذكر هذه المسألة فى هذا الإعتراض
رغم اشتماله عليها! |