"ترجمة المؤلف"
*اسمه:
لم تسعفني المصادر بشيء حول اسم المؤلف أكثر مما كتب على غلاف كتابه الذي بين يدي، وهو: خليل عبدالكريم، وقد جاء في جريدة "الوطن العربي" زيادة: عبدالناصر[1].
*ولادته:
لم أقف على من ذكر سنة وفاته؛ ولكن بالتقريب يمكن أن يقال إنه ولد سنة 1349هـ تقريباً، وذلك أنه هلك سنة 2002م عن عمر يناهز الثالثة والسبعين، فيكون الزمن التقريبي لولادته هو ما ذكر.
*حياته :
أنهى المؤلف دراسته في الفقه والشريعة الإسلامية في الأزهر، مطلع الخمسينيات الميلادية، وتحول بعدها إلى دراسة القانون حيث عمل محاميا[2]،وكان تخصصه قبل ذلك في التاريخ الإسلامي كما قال الكاتب "طلعت رضوان"[3] .
كانت من أبرز علامات الاضطراب والتذبذب في حياة "خليل عبدالكريم" ذلك التحول غير المبرر من أقصى اليمين –كما يقال- إلى أقصى الشمال، حيث "بدأ خليل عبد الكريم حياته في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه بدأ يبتعد تدريجيا عنهم، ويسلك طريقا هو النقيض. لقد انتقل من صفوف الإسلاميين، و بدأ يقترب رويدا رويداً من الرؤية اليسارية، وقد كان من المؤسسين لمنبر اليسار عام 1976م قبل أن ينضم إلى حزب «التجمع الوطني التقدمي الوحدوي» حيث أصبح أحد قادته، وأحد مسئولي الاتجاه الديني فيه[4]! .
* أبرز أعماله:
كانت له مجموعة من المؤلفات تصل إلى ثلاثة عشر كتاباً، لم يخل كثير منها من استثارة للرأي العام، وجرح لمشاعر عموم المسلمين، ومن جملة هذه المؤلفات:
1-"الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية":
وهو من أوائل كتبه كما قالت الدكتورة سارة محمد حسين[5]، حاول أن يربط فيه بين الشريعة الإسلامية وما كان سائداً في بلاد العرب قبل الإسلام، وكان مما قاله في هذا الكتاب: (إن هذه الشريعة التي ينادون بها هي مجرد تعاليم كان يقول ويأخذ بها عرب الجاهلية، ثم جاء "محمد" فأخذ هذه التعاليم، وأعمل فيها عقله وفكره حتى بدت وأنها شيء جديد ..) قال بعد ذلك: (هل تصلح هذه التعاليم التي كان يطبقها بدو الصحراء قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا لكي تحكمنا اليوم ..)[6].
2- "الأسس الفكرية لليسار الإسلامي" :
وفي هذا الكتاب يقول: (إن الإسلام ليس شيئًا غير العبادات، مع أن طلبة المراحل التعليمية الأولى يعرفون أن الإسلام يقوم على دعامتين هما: العبادات ، والمعاملات . ولكنه يحصر الإسلام في العبادات فقط، ولهذا فإن ميدانه الأصلي هو المساجد، والجوامع، والتكايا ، والحسينيات أو الخلاوى، والخانقاهات، والزوايا، والمصليات، وحضرات الصوفية، وحلقات الذكر، ومجالس دلائل الخيرات ..)[7] .
3- "مجتمع يثرب .. العلاقة بين الرجل والمرأة في العهدين المحمدي والخليفى":
ويتضح من عنوان الكتاب أن المؤلف يعالج مواضيع مرتبطة بأفضل المجتمعات التي مرت على البشرية جمعاء، وهي خير القرون، وعنه يقول الأستاذ بدر الشبيب: (وهذا كتاب معيبة لأنه يشوه الإسلام في أعظم عصوره، أي في مرحلة النبوة، وصدر الإسلام، والخلفاء الراشدين .. وسوف يلاحظ القارئ في اللحظة الأولى أن الكاتب يستخدم كلمة "يثرب" ولا يستخدم اسم " المدينة المنورة" علمًا بأن الاسم الأول قد نسخه الإسلام، وألغاه النبي ، وأطلق عليها هذا الاسم الجديد الجميل .. ولكن ليست هذه هي المشكلة في هذا الكتاب ولكن المشكلة هي في الدراسة الاجتماعية المزعومة التي قدمها والتي شوه بها ومن خلالها أعظم المجتمعات وأعظم العصور وأعظم الشخصيات حيث نكتشف أن المجتمع في مدينة رسول الله ، وهو المجتمع الذي أقام دولة، ونشر دينًا، هذا المجتمع ورجاله لم يكونوا مشغولين بشيء قدر انشغالهم بالمرأة والجنس معًا !)[8].
4- "شدو الربابة بأحوال الصحابة" :
وهو كالكتاب السابق في المسائل التي عرض إليها، فهو استكمال لأفكاره وشرح لمعانيه.
5- "فترة التكوين في حياة الصادق الأمين" :
يقول بدر الشبيب عن هذا الكتاب: (ولعله من أخطرها جميعًا .. ويقوم هذا الكتاب على فكرة واحدة أساسية هي أن سيدنا محمد ليس نبيًا ولكنه تلميذ عبقري لمجموعة من الأساتذة هم : السيدة خديجة، وابن عمها ورقة بن نوفل، وبقية أفراد الأسرة وهم : ميسرة ، والراهب بجير، والراهب عداس، والبطرك عثمان بن الحويرت .. وكلهم مسيحيون .. ولقد قامت هذه المجموعة النصرانية على " صناعة" هذا النبي، بعد أن عكفوا على تعليمه لأكثر من خمسة عشر عامًا حفظ فيها كتب الأولين والآخرين، وعرف التوراة والإنجيل، والمذاهب والعقائد، وانتهى هذا كله بنجاح "التجربة" أي الرسالة، وصنع هذا العبقري الذي أصبح نبيًا ، ووضع كتاب حير العاملين على امتداد القرون هو القرآن الكريم)[9] وسوف تأتي إشارة إلى هذا الكتاب في أبواب النقد والنقض -إن شاء الله تعالى-.
إلى غيرها من الكتب التي ألفها والتي كان من أبرزها، هو كتاب: "النص المؤسس ومجتمعه" الذي هو مجال هذه الدراسة المتواضعة.
* الجامع الأزهر..وكتابات خليل عبدالكريم:
أصدر الأزهر قراراً بمنع كتاب "فترة التكوين" على خلفية التقرير الذي رفعته "مجمع البحوث الإسلامية" مطالبة بسحب الكتاب من الأسواق، وانتهى التقرير إلى التوصية بمصادرة الكتاب الذي يمثل عملاً عدوانياًُ على عقيدة الأمة الإسلامية ينكر مبدأ الرسالات السماوية إنكاراً قاطعاً، ويزعم أن جميع الأنبياء صناعة أرضية بشرية. من الجدير بالذكر أن التوصية بالمصادرة صدرت بإجماع آراء علماء مجمع البحوث.
وقد رفع الشيخ الدكتور عبدالعظيم المطعني –وهو أحد علماء الأزهر- تقريراً مفصلاً للرد على ما جاء في كتاب: "النص المؤسس ومجتمعه" ورفعه إلى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر وهو الجهة التي من حقها التوصية بمصادرة الكتاب أو منعه من التداول وطالب ألّا يتهم أحد المؤلف بالكفر حتى لا يصبح بطلا ًمضطهدا وهذا غايته[10].
* وفاته:
توفي خليل عبد الكريم في 14/4/2002م عن عمر ناهز 73 عاما في إحدى قرى أسوان، بعد أن قدم ثلاثة عشر كتاباً حاول أن يلوي فيها عنق النصوص ويصدم القارئ المسلم، زاعماً أن كتبه لا تُثير خلافا إلا مع المؤسسات الدينية والمتشددين!!
[1] من مقال بعنوان: "معارك الإسلاميين" في جريدة الوطن العربي على الموقع السابق.
[2] من مقدمة النسخة الرقمية لكتاب النص المؤسس على الشبكة.
[3] من مقال له بعنوان: "الفكر الأصولي، خليل عبدالكريم" في زاوية الأدب والنقد، العدد203، يوليو2002م، على الشبكة العنكبوتية ، العنوان: www.sonsofi.org/fundamentalism.html.
[4] مقال للكاتبة الدكتورة سارة محمد حسين، في موقع : (لها أون لاين) بعنوان: " خليل عبد الكريم..السير في الطريق الخاطئ" .
[5] المصدر السابق.
[6] مقال للكاتب: بدر الشبيب ،على الشبكة بعنوان: (سبعة كتب مشبوهة للمفكر اليساري خليل عبدالكريم) ، الموقع: www.alkalema.us/takwin/karim.html.
[7] المصدر السابق.
[8] المصدر السابق.
[9] المصدر السابق.