هل
الله عز وجل يجبر الناس على الكفر؟؟
السؤال:
نقرأ في كثير من آيات القرآن أن الله تعالى يخبر بأنه جعل
على قلوب الكافرين أكنة وعلى أبصارهم غشاوة وختم عليها وأنه يصمهم ويعميهم عن الحق
، وقد علمنا – أيضاً – أن الله تعالى لا يجبر أحداً على الكفر ، فما هو توجيه هذه
الآيات ؟.
الجواب:
الحمد لله
قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه -
:
فالجواب : أن الله جل وعلا بين في آيات كثيرة من كتابه العظيم أن تلك
الموانع التي يجعلها على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، كالختم والطبع والغشاوة والأكنة
، إنما جعلها عليهم جزاءاً وفاقاً لما بادروا إليه من الكفر وتكذيب الرسل باختيارهم
، فأزاغ الله قلوبهم بالطبع والأكنة ونحو ذلك ، جزاء على كفرهم ، فمن الآيات الدالة
على ذلك قوله تعالى : ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) النساء/155 ، أي بسبب كفرهم ،
وهو نص قرآني صريح في أن كفرهم السابق سبب الطبع على قلوبهم ، وقوله : ( فلما زاغوا
أزاغ الله قلوبهم ) الصف/5 .
وهو دليل واضحٌ أيضاً على سبب إزاغة الله
قلوبهم هو زيغهم السابق ، وقوله : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم )
المنافقون/3 ، وقوله تعالى : ( في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً …) البقرة/10 ،
وقوله : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم
يعمهون ) الأنعام/110 ، وقوله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
المطففين/14 ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الطبع على القلوب ومنعها من فهم
ما ينفع عقاب من الله على الكفر السابق على ذلك ، وهذا الذي ذكرنا هو وجه رد شبهة
الجبرية الذين يتمسكون بها في هذه الآيات المذكورة وأمثالها في القرآن الكريم .
الشيخ محمد صالح المنجد
الرئيسيه