يستدل بعض المنكرين لوجود الله للرد على دليل الحدوث الذي يتخذ من تغير الأجسام
بين الأعراض المختلفة من حركة و سكون دليلا على حدوثها و من ثم احتياجها للمحدث و
هو الله
و تقرير الزامهم
أن الله خلق الكون
و بعد أن خلق الكون لم يعد خالقا
و بالتالي فإن هناك تغير في الذات الآلهية بين حالة خالقية و حالة لا خالقية
و يلزم على قولكم حدوث الله فيحتاج إلى آله آخر و هلم جرا
------------
الرد
نسألهم
خالقية الله للكون أهي عرض قائم بالله أم أمر خارجي عنه
الأول ممتنع و الثاني مسلم
و به ينهار دليلهم
فإن قال إن كانت الخالقية خارجة عن ذات الله فلم تنسب له
ردننا
نسبة اعتبارية يسوغها معلوليتها للقدرة و الارادة الآلهية
ما ذكرته من كلامهم
هل قالوه جزافا أم قالوه بسبب
و ما قالوه هل يفيد معنى محددا أو يفيد المعنى و ضده
إذا كان قالوه جزافا فلا أحد سيقبل الرد عل مثل ذلك
و إذا كانوا قالوه بسبب فلا بد مؤمنين بالسببية
و إذا كانوا يفيد معنى محددا فهم مؤمنون بمبدأ عدم التناقض
و إذا كانوا يفيد المعنى و ضده فلا حاجة لنا بالكلام المتناقض
و إذا كان هذا هو الحال
فهل قال المتكلمون و هل بنوا كلامهم إلا على مبدأ عدم التناقض و منه استنتجوا مبدأ
السببة و عليهما ينبني كل علم الكلام فلا المراوغة من هؤلاء الذين تذكرهم
ثم أقول لك شيء آخر
هل العلم التجريبي ممكن أن يكون ذا قيمة بدون مبادئ عدم التناقض و السببية
لأنه بدون الأول يكون قولنا بالحقيقة محتملا لنقضها
وبدون الثاني تكون كل التجارب العلمية غير ذات قيمة فكل النتائج التي نحصل عليها
منها مبنية على مبدأ السببية
و بعد ذلك
حين يقوم العالم التجريبي باجراء تجارب متعددة ثم يقدم نظريات و يقول مثلا أن
الحديد يتمدد بالحرارة إلا يقدم مبدأ عاما للوجود و أليست الميتافيزيقيا إلا علم
المبادئ العامة و علم الكلام في شقه الآلهي هو كذلك ميتافيزيقيا
و بالمناسبة
هناك كتاب أكثر من رائع اسمه الأسس المنطقية للاستقراء الرياضي ألفه محمد باقر
الصدر-و هو شيعي - ليبين الأساس المشترك بين العلم التجريبي و اثبات وجود الله و
أثبت أنهما سيان و أنه لا يمكن الإيمان بهذا إلا بالايمان بذلك
فإذا كنت تريد الكتاب ارشدك إليه
و خلاصة الأمر
المعرفة تنقسم إلى نوعين
معرفة ضرورية و معرفة نظرية
الضروية ممثلة باستحالة التناقض و النظرية أمور نشتقها منها
فكل من ينتقد علم الكلام فهو ينتقد مبدأ عدم التناقض الذي بني عليه علم الكلام
و لكن هل تعرف قيمة هذه الكلام
قيمته أنه يثبت مبدأ عدم التناقض
لأن نفي عدم التناقض اثبات لمبدأ التناقض و مبدأ التناقض لن يتطيع استبعاد أن يكون
مبدأ عدم التناقض صحيحا في نفس الوقت الذي يكون فيه المبدأ الآخر صحيحا
و في النهاية
سيارة + سيارة = سيارتين
إذا كانت هذه العبارة صحيحة
فكل قواعد علم الكلام كذلك و في مقدمتها اثبات وجود الله
إما إذا كانت خاطئة فلا مانع من أن يكون الشيء صحيحا إذا كان خاطئا و قتها
123456789