هل الضمير نحن في القران
الكريم المقصود بة عيسي علية السلام
ورد سؤال الي الشيخ / محمد صالح المنجد
السؤال : لماذا يستخدم القرآن لفظ نحن في
الآيات؟ كثير من غير المؤمنين يقولون إن هذا إشارة إلى عيسى.
الجواب :
من أساليب اللغة العربية أن الشخص يعبر عن
نفسه بضمير " نحن " للتعظيم ويذكر نفسه بضمير المتكلم الدال على
المفرد كقوله " أنا " وبضمير الغيبة نحو " هو " وهذه الأساليب
الثلاثة جاءت في القرآن والله يخاطب العرب بلسانهم . فتاوى اللجنة
الدائمة م4/143 .
" فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة
المفرد مظهراً أو مضمراً ، وتارة بصيغة الجمع كقوله : " إنا فتحنا
لك فتحاً مبيناً " وأمثال ذلك . ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط ،
لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه ، وربما تدل على معاني
أسمائه ، وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور ، وهو مقدس عن
ذلك " أ.هـ العقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 75 .
ولفظ ( إنا ) و ( نحن ) وغيرهما من صيغ
الجمع قد يتكلم بها الشخص عن جماعته وقد يتكلّم بها الواحد العظيم
، كما يفعل بعض الملوك إذا أصدر مرسوما أو قرارا يقول نحن وقررنا
ونحو ذلك وليس هو إلا شخص واحد وإنّما عبّر بها للتعظيم ، والأحقّ
بالتعظيم من كلّ أحد هو الله عزّ وجلّ فإذا قال الله في كتابه إنا
ونحن فإنّها للتعظيم وليست للتعدّد ، ولو أنّ آية من هذا القبيل
أشكلت على شخص واشتبهت عليه فيجب أن يردّ تفسيرها إلى الآيات
المحكمة ، فإذا تمسك النصراني مثلا بقوله : ( إنا نحن نزلنا الذكر
) ونحوه على تعدد الآلهة ، رددنا عليه بالمحكم كقوله تعالى : (
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) ، وقوله : ( قل هو
الله أحد ) ، ونحو ذلك مما لا يحتمل إلا معنى واحداً ، وعند ذلك
يزول اللبس عمن أراد الحقّ ، وكلّ صيغ الجمع التي ذكر الله بها
نفسه مبنية على ما يستحقه من العظمة ولكثرة أسمائه وصفاته وكثرة
جنوده وملائكته . يُراجع كتاب العقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن
تيمية ص 109 . والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)