كيف يبعث الله رجلين أكل أحدهما الآخر؟

هذا سؤال يردده المتشككون : كيف يبعث الله رجلين أكل أحدهما الآخر ، كيف يكون الحساب لكل منهما ؟
الجواب : إن قدرة الله لا يُعجزها شيء ، ذلك إيمان المسلم بربه ، غير أن الله قد بين للذين يتشككون فقال سبحانه )بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ) )أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ))قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) (قّ: 2-4)

وهذه الآية الأخيرة تنطق بأن الأرض تأكل من الأجسام ، ومعنى ذلك أن جسم الإنسان يتكون من نفس العناصر التي تتكون منها الأرض ، فعندما يتحلل جسم الميت فإن بعضاً من عناصره تدخل في تركيب النبات ثم إلى غذاء للإنسان.

لكن القرآن الكريم يوضح أن هناك كتاباً يعلمه الله يحفظ كيان الإنسان مستقلاً غير متداخل بغيره.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن عجُبَ الذَنَب لا يبلى ، أي لا تأكله الأرض ولا الدود ، وقد يكون الذي لا يبلى من عجُبَ الذَنَب صغيراً جداً يحتوي على كل خصائص الإنسان فيكون ذلك الجزء الصغير هو ما أشارت إليه الآية ، ويكون هذا الجزء في الإنسان بمثابة تلك البذرة الصغيرة للشجرة الكبيرة ، فقد تنتهي الشجرة الضخمة بفروعها وأوراقها وجذورها وتبقى تلك البذرة الصغيرة سليمة حتى إذا نزل المطر أنبتت وأعادت تلك الشجرة الضخمة وكذلك الإنسان . قال تعالى )يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (الروم:19)

فينزل الله مطراً يوم القيامة كما جاء في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فتنبت هذه الأصول الإنسانية التي لم تَبْلَ بريح أو مطر أو نار أو غير ذلك وينبت منها الإنسان كما تنبت الأشجار .

ولا عجب أن يكون الإنسان مخزوناً بكل صفاته في حجم صغير جداً البذرة أو الخلية أو ما هو أصغر ؛ فإننا قبل أن نولد قد كنا مخزونين في تلك الحاملات الوراثية الصغيرة التي يقول عنها العلم اليوم : وتبلغ الجينات " وحدات الوراثة " من الدقة أنها - وهي المسئولة عن المخلوقات البشرية جميعها التي على سطح الأرض من حيث خصائصها الفردية وأحوالها النفسية وألوانها وأجناسها - لو جُمعت ووضعت في مكان واحد لكان حجمها أقل من حجم الكشتبان ( الغطاء المعدني الذي يضعه الخياط على إصبعه

 

عوده