اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
** المذيع : نرجو من قدسك أن تشرح لنا كيف أن
المسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد نرجو إيضاحاً أكثر .
** زكريا : لقد قلنا قبلاً أن الله فى الكتاب المقدس ظهر فى صورة
مادية ، فيقول أن الله ظهر لموسى فى العليقة أى شجرة ، ونفس الشئ
ذكر فى القرآن فى سورة القصص وسورة طه وسورة النمل الذى يقول فيها
" هل آتاك حديث موسى إنقضى الأجل وصار بأهله فأنس من جانب الطور
ناراً فقال لأهله أمكثوا فأنى آنست ناراً لعلى آتيكم بخبر منها أو
جذوة من النار لعلكم تصطلون ، فلما آتاها نودى من شاطئ الوادى
الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة . وهنا بالتحديد يتكلم من
شاطئ الوادى الأيمن وليس من السماء وفى البقعة المباركة من الشجرة
بمعنى أكثر تحديداً يقول يا موسى إنى أنا الله رب العالمين أخلع
نعليك لأنى بوادى المقدس طوى . وطوى هنا اسم الوادى وأضيفت إليها
فى سورة طه لا إله إلا أنا وفى سورة النمل يضيف إليها بورك من فى
النار ومن حولها !!
فمن إذن فى النار ومن حولها ونلاحظ هنا استخدام كل أدوات التأكيد
منها إن التأكيدية .. ففى الآية يقول إنى أنا الله رب العالمين
وهناك أسلوب أخر فى التوكيد وهو تكرار الكلمة إنى أنا والياء فى "
إنى " ضمير المتكلم يؤكدها مرة أخرى بأنا وهذا تكرار لضمير المتكلم
والمفروض فى الحالة العادية يقول أنا رب العالمين أو إنى رب
العالمين وهناك أسلوب آخر للتوكيد وهو أسلوب القصر فى لا إله إلا
أنا بمعنىأنه لا يوجدإله آخر إلا أنا الله .. فمثلاً نقول ما هذا
إلا كوب . أى أنه ليس شئ أخر غير أنه كوب وهذا هو لا إله إلا أنا .
ونلاحظ هنا استخدام أدوات التأكيد فى أن وتكرار الكلمة وأسلوب
القصر . إذن الله ظهر فى الشجرة .
والمعتزلة هنا يقولون أن كلام تجسد فى الشجرة وتكلم منها كمثل تجلى
الله فى الجبل وتكلم منه وإذا تجلى فى الجبل والشجرة وتكلم منها
فهل هذا صعب وعسير أن تجلى فى إنسان ؟ فهل هذا كفر ؟
وهناك فريق إسلامى يقول أن هذا ليس كفر ولا إله إلا الله مثل أهل
الناصرية والإسحاقية فى كتاب الملل والأهواء والنِحَل الجزء الثانى
صفحة 25 يقولون أن الظهور الروحانى بالجسد الجسمانى لا ينكره عاقل
كظهور جبريل وهو روحانى فى صورة إعرابى وتمثله فى صورة البشر
والأحاديث النبوية تقول أن جبريل كان يظهر للرسول فى صورة طحية
الكلبى يعنى فى صورة إنسان كامل وهنا نقول أن أهل النصيرية
والإسحاقية يؤيدون الظهور الروحانى فى صورة جسد وهذا ممكن جداً ولا
ينكره عاقل ..
وفى سورة مريم 19 أيضاً . وأذكر فى الكتاب مريم إذ أنتبذت من أهلها
أى ( اعتزلت ) مكاناً شرقياً فاتخذت من دونهم حجاباً أى " ستراً "
فأرسلنا لها روحنا أى " الذين يقولون عليه جبريل " فتمثل لها بشراً
سوياً أى إنسان كامل أى أخذ صورة إنسان كامل وهنا الملاك وهو
روحانى أخذ صورة إنسان كامل مادى بشرى وهذا ما ينادى به أهل
النصيرية وعلى ذلك خلصوا إلى هذا القول أن الله تعالى قد ظهر بصورة
أشخاص .
إذن القرآن يشهد أن الله يظهر فى صورة جسد وأهل العلم والمعرفة
يشهدوا أيضاً بذلك ولا ينكره عاقل والآن لماذا يستبعد الأخ المسلم
هذه الفكرة ؟ أتعرف لماذا ؟ لأنه لا يدرس ولا يقرأ ولا يبحث
والقضية هنا هى ضحالة المعرفة والأخ المسلم بكل أسف شديد أنه نشأ
كده وتربى كده وعرف كده وهذه أمور مسلمات ولا يوجد فيها نقاش وهى
غير قابلة للتفكير ومن صغره أفهموه أن النصارى كفرة ومُشركين
ويعبدون إنسان يأكل ويشرب وينام ويعمل كذا وكذا وهكذا أُغلقت
الأمخاخ … لا لا لا أنتم كفرة .
. |
|
 |
|
 |
|