الرد علي شبة حفص متهم بالكذب وهو راوي للقرآن

 
ان الحمد لله المتكفل بحفظ كتابة والقائل ان نحن نزلنا الذكر وانا لة لحافظون والصلاة والسلام علي المبلغ لرسالة رب العالمين اشرف المرسلين وخلق الله اجمعين محمد بن عبد الله وعلي اله وصحبه وسلم

 
أما بعد
شبهة رايتها وهالني ما فيها من تلبيس وتدليس ولخطورتها رددت ردا مبدأيا باذن الله حتي تنهار وتسقط من الاساس واليكم قريبا جدا باذن الله تنقيح وتفصيل لهذا الرد

تقول الشبهة :-
انه كتب في ختام المصحف الشريف
كتب هذا المصحف وضبط على ما يوافق روايةَ حفص بن سليمان بن المغيرة الأسَدىّ الكوفِىّ لقراءة عاصم بن أبِى النَّجود الكوفِىّ التابعِىّ عن أبِى عبد الرحمن عبد الله بن حَبيب السُّلمىّ عن
 
عثمانَ بن عفَّانَ وعلِىّ بن أبِى طالب وزيد بن ثابت وأبَىّ بن كعْب عن النَبىِّ صلى الله عليه وسلم
ويقولون ان حفص رجل متروك عند علماء المسلمين وساقو في سبيل هذا العديد من ترجمات القوم له منها
أبو عمر حفص بن سليمان الأسدي عن عاصم بن بهدلة وعلقمة بن مرثد متروك الحديث.
الكنى و الاسماء ج1 ص540
 
حفص بن أبي داود هو بن سليمان قال بن عدي كذا يسميه أبو الربيع الزهراني لضعفه.
تهذيب التهذيب ج2 ص344
 
قلت الامر يحتاج بدايه أن نوضح بعض الفوائد ثم نرد علي تلك الشبة التي اشتمل عرضها علي العديد من التلبيس
فوائد

 
مبدأيا ان تلك الشبهة ليست علي القران الكريم ولكنه تعني بتضعيف احد رواة إحدي طرق تلاوته .
وهو حفص
ان القائلين بضعف رواية حفص في الحديث اجتمعو علي صدقة في قراءة القران الكريم
انه معتاد ان يمتدح احد الرجال في احد العلوم ولا يمدح في الاخر بل يهجر ويترك وهذا امر معلوم بة في الحياة
القراءات لغة :
جمع مفردها قراءة و مادة ( ق . ر . أ ) تدور في لسان العرب حول معنى الجمع و الاجتماع.
و القراءة من قرأ يقرأ و قرآنا فهو قارئ ، و هم قرَّاء و قارئون.
فالقراءة مصدر من قول القائل : قرأت الشيء إذا جمعته و ضممت بعضه إلى بعض ، و كقولك : ما قَرَأَت الناقة سَلِي قط. تريد بذلك أنها لم تَضُم رحما على ولد
 
تعريف القراءات اصطلاحا:

للعلماء في تعريف القراءات مذاهب كثيرة منها تعريف:
1- الزركشي ( ت 794هـ ) :- القراءات اختلاف ألفاظ الوحي في كتابة الحروف أو كيفيتها من تخفيف و تثقيل و غيرهما
ابن الجزري ( ت 833هـ ) :- علم بكيفية أداء كلمات القرآن و اختلافها معزوًا لناقله
تعريف الشهاب القسطلاني ( ت 923هـ ):- علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله و اختلافهم في اللغة و الإعراب و الحذف و الإثبات ، و التحريك و الإسكان ، و الفصل و الاتصال ، و غير ذلك من هيئة النطق و الإبدال من حيث السماع

 
ترجمة حفص

 
اسمه : حفص بن سليمان الدوري الغاضري الأسدي صاحب عاصم وربيبه ، أخذ عن عاصم القراءات وأتقنها فشهد له العلماء بالإمامة فيها.
أخذ القراءة عن حفص عبيد بن الصباح وأخوه عمرو بن الصباح ، وأبو شعيب القواس ، وحمزة بن القاسم ، وخلف الحداد عرضاً وسماعاً وكثير من التلاميذ أخذوا عنه وصاروا من بعده علماء في هذا الفن رحمه الله تعالى.
وقد أثنى عليه العلماء وعدوه مقدماً على أبي بكر بن عياش وهو الراوي الآخر عن عاصم فهو أكثر حفظاً وإتقاناً.
ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها عاصم ، وقالوا إن الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم هي رواية حفص بن سليمان.
وليس ذلك بغريب فقد كان ربيب عاصم فلازمه وأتقن قراءته ، وتوفي حفص رحمه الله وجزاه عن القرآن وأهله أحسن الجزاء سنة 180 هـ.

 
الرد

 
اولا تلك القراءة لم يتفرد بها حفص بل نقلت لنا عن طريق التواتر

 
والغريب جدا ان تلاوة حفص قد نقلت لنا علي التواتر ولم ينفرد حفص باي شي اي ان جميع تلاوة حفص نقلت لنا من غيره بل نقلت لنا بطريق التواتر وهو ما يجعل رواية حفص مقبولة لجميع الامة لان اقوي الاسانيد هي تلك المتواترة - نلاحظ هنا اننا لم نجب بعد علي الشبهة ولكنها فائدة نوضحها في البداية -
وعندما نلاحظ مثلا القصيدة الشاطبية سيتبين لنا هذا بجلاء

 
- وَمَا قَبْلَهُ التَّسْكِينُ لاِبُنِ كَثِيرِهِمْ وَفِيهِ مُهَاناً مَعْهُ حَفْصٌ أَخُو وِلاَ
- وَعَنْهُمْ وَعَنْ حَفْصٍ فَأَلْقِهْ وَيَتَّقِهْ حَمى صَفْوَهُ قَوْمٌ بِخُلْفٍ وَأَنْهَلاَ
وَيُوصى بِفَتْحِ الصَّادِ صَحَّ كَمَا دَنَا وَوَافَقَ حَفْصٌ فِي الأَخِيرِ مُجَمَّلاَ
- وَشَدَّدَ حَفْصٌ مُنْزَلٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَحُرِّمَ فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ إذْ عَلاَ
** يتلاحظ لنا مما سبق و غيره كثير جدا ان رواية حفص لها العديد من الطرق غير حفص ولقد حكي هذا العديد من اهل العلم منهم العلامة ابن الجزري وكذا القسطلاني وغيرهم كثير
ومن ثم فان رواية حفص هي سليمة لغيرها فضلا عن سلامتها لذاتها للاجماع علي عدولة في رواية القران ولكن نقول لمن يشكك فيها فهي ايضا سليمة لغيرها ولتعدد طرقها التي وسمت بانها رواية متواترة .

 
ثانيا : من المعروف عن اهل العلم انهم يمتدحون البعض في بعض الاقسام من العلوم ولا ياخذون عنهم في الباقي بل يزمونهم في البقية . وهذا ليس في موقف حفص فقط بل سنجدة في العديد من اهل العلم يذكر فيه هكذا كان صدوقا كذا ومتروك في كذا
 
ولقد قال اهل العلم في حفص الاتي :-
 
قال عنه الذَّهبي ( ت : 748 ) ـ بعد أن ذكر جرح علماء الحديث فيه : ( قلت : أما في القراءةِ ، فثقة ثبت ضابط ، بخلاف حاله في الحديث)[ معرفة القراء الكبار ، للذهبي ( 1 : 140 )]
 
وقال ابن حجر العسقلاني ( ت : 852 ) : ( متروك الحديث مع إمامته في القراءة)[ تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، تحقيق : صغير أحمد الباكستاني ( ص : 257 )]

 
سليمان الغاضري الكوفي قارىء الكوفة وتلميذ عاصم‏.‏ وقد حدث عن علقة بن مرثد وجماعة‏.‏
وعاش تسعين سنة‏.‏ وهو متروك الحديث حجة في القراءة‏

 
قال الهيثمي: وفيه حفص بن سليمان القاري وثقه أحمد وضعفه الأئمة في الحديث

 
قال المناوي وغيره: حفص بن سليمان ابن امرأة عاصم ثبت في القراءة لا في الحديث

 
وقد أثنى عليه العلماء وعدوه مقدماً على أبي بكر بن عياش وهو الراوي الآخر عن عاصم فهو أكثر حفظاً وإتقاناً

 
قلت : ولما لم ينقل هذا قائل الشبه بل اقتصر فقط علي عرض ما ساقوة علية في امر الحديث ولم يسوق ما اثنو به عليه في القراءة
وقلت انه لعجب ان تاخذ كلام الرجل في شق ثم تنكرة في الشق الاخر فلقد حكو كلام القوم في الحديث الذي بسندة حفص ونقول لهم اتقصدقون قولهم ايضا في مكانه حفص في القراءة ؟؟ لما تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضه انه امر عجيب حقا .
 
ثالثا : رواية حفص نقلت لنا عن طريق التواتر ولم تكن من طريق واحد مطلقا وهذا واضح في الفائدة الاولي من منظومة الشطبية مثلا توضح لكم انة وافق اخرون في ما نقل و وافقه اخرون ايضا
هذا رد مبدائي لاني رددت علي عجل عندما شاهدت الشبهة ولكم ان شاء الله ردا مفصلا قريبا باذن الرحمن
 
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

 

 
الرئيسيه