فيض الرحمن في الرد علي من
ادعي ان الفاتحة قد تم تحريفها بواسطة عبد الملك بن مروان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي ارشف خلق
الله وبعد
عن الزهرِي أنه بلغه ((( و اكرر ))) ---
بلغه--- أن النبي وأَبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد كانوا
يقرؤون مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الزهري: وأول من أحدث: مَلِكِ
هو مروان
و للرد نقول:
1- اظن ان صيغة الحديث كافيه و كل لبيب
بالإشارة يفهم (( هذا ان كان لبيبا أصلا ))
2- قال ابن كثير معلقا علي ما قاله الزهري:
مروان عنده علم بصحة ما قرأه، لم يطلع عليه ابن شهاب اي ان الذي
قاله الزهري خطأ و قوله ليس مسند
و السؤال ألان ما دليل ما قاله ابن كثير؟؟
3- وردت الروايات أيضا عند من أخرج خبر
الزهري بأن النبي كان يقرأ: مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ بدون ألف
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ
قِرَاءةَ رَسُولِ اللهِ: بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ
يَوْمِ الدِّينِ ،يقطِّع قراءته آيةً آيَةً
وعنها أيضا أنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم يُقَطِّعُ قِرَاءتَهُ، يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ يَقِفُ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ثُمَّ
يَقِفُ، وَكَانَ يَقْرَؤُهَا: مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
4- أن المصاحف العثمانية اتفقت جميعها على
رسم ( ملك ) هكذا دون ألف، وهذا الرسم محتمل للقراءتين بالمد
والقصر جميعًا .
فيض المنان في الرد على من ادعى ان الحجاج حرّف مصحف عثمان :
الحمد لله و كفي و سلام علي عباده الذين
اصطفي , اما بعد
يثير النصارى شبهة ان الحجاج حرّف و غير في
المصحف عندما جاء لينقطه
و أليكم الشبهة منقولة من موقعهم:
الحجاج قد غيَّر في حروف المصحف وغيَّر على
الأقل عشر كلمات ، و السجستاني قد ألَّف كتاب اسمه " ما غيَّره
الحجاج في مصحف عثمان "
و للرد نقول :
1-الدليل العقلي : و هو كيف اذا غير الحجاج
هذه الحروف ان لا يعيب عليه احد من الحفاظ ؟؟
أم ان النصارى يريدون إقناعنا انه لم يحفظ
احد القرآن أيام الحجاج
2- الدليل النقلي: أولا قصة تنقيط المصاحف
ليست كما رواها النصارى و لكنها كالأتي (( كما وردت في مذاهل
العرفان الجزء الأول من صفحة 280 إلي صفحة 281))
قال الزرقاني : والمعروف أن المصحف العثماني
لم يكن منقوطاً … وسواء أكان هذا أم ذاك فإن إعجام – أي : تنقيط -
المصاحف لم يحدث على المشهور إلا في عهد عبد الملك بن مروان
فأمر عبد الملك ابن مروان الحجاج أن يُعنى
بهذا الأمر الجلل ، وندب " الحجاج " طاعة لأمير المؤمنين رجلين
لهذا هما :
1-نصر بن عاصم الليثي
2-يحيى بن يعمر العدواني
و هما تلميذي أبو الأسود الدوؤلي
و السؤال ألان هل هذا المصحف هو أول مصحف
منقط ؟؟؟؟؟
نقول لا فقد نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي و
ابن سيرين كان له مصحف منقط و لكن كلا المصحفيين كانا علي وجه
الخصوص لا العموم
اما ما اثير حول تحريف الحجاج للمصاحف
فاليكم الرواية كاملة :
عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في
مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال : كانت في البقرة : 259 { لم يتسن
وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " .
وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ،
فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".
وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ،
فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " .
وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ،
فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " .
وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم
معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " .
وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب
بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ }… الخ ..
كتاب " المصاحف " للسجستاني ( ص 49 ) .
و اليكم الحكم علي عباد بن صهيب :
1-قال علي بن المديني : ذهب حديثه
2- قال البخاري :متروك
3- قال الترمذي :متروك
4- وقال ابن حبان : كان قدريّاً داعيةً ،
ومع ذلك يروي أشياء إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها
بالوضع
5-قال الذهبي : متروك
و الرواية موضوعة
و اليكم رأي الرافضة في هذا الامر :
قال الخوئي – وهو من الرافضة - : هذه الدعوى
تشبه هذيان المحمومين وخرافات المجانين وكيف لم يذكر هذا الخطب
العظيم مؤرخ في تاريخه ، ولا ناقد في نقده مع ما فيه من الأهمية ،
وكثرة الدواعي إلى نقله ؟ وكيف لم يتعرض لنقله واحد من المسلمين في
وقته ؟ وكيف أغضى المسلمون عن هذا العمل بعد انقضاء عهد الحجاج
وانتهاء سلطته ؟ وهب أنّه تمكّن من جمع نسخ المصاحف جميعها ، ولم
تشذّ عن قدرته نسخةٌ واحدةٌ من أقطار المسلمين المتباعدة ، فهل
تمكّن من إزالته عن صدور المسلمين وقلوب حفظة القرآن وعددهم في ذلك
الوقت لا يحصيه إلاّ الله .
و بالمناسبة:
الإمام السجستاني لم يؤلف كتاباً اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف
عثمان " ، وكل ما هنالك أن الإمام السجستاني ترجم للرواية سالفة
الذكر عن الحجاج بقوله : ( باب ما كتب الحجَّاج بن يوسف في المصحف
) .