رد على شبهة اسر النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين صفية بنت حيي وقتال قومها
كتبة اخونا Al Falouja:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين
وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فأيها الأخوة لا زال المرجفون يثيرون
من الإفتراءات على شخصية الرسول العظيمة لا يتاونون في ذلك عن الكذب والخداع خصوصا
من النصارى عباد الصليب ولكن هيهات أن ينال أحد من قدر الرسول الأعظم.
وقد أثاروا في قضية اسر أمنا صفية وغزوة خيبر افتراء يظهر جهلهم وحقدهم على الإسلام
وفي سبيل كشف هذا الافتراء وفضح لؤمهم فهذه بعض السطور نرد بها بإذن الله كيدهم إلى
نحورهم ونلجم بها أفواههم في هذه القضية معتمدين على الأدلة الصحيحة والنقول
الثابتة وليس على الروايات الضعيفة.
أولا نبدأ في تحرير الشبهة وهي كالتالي كما أوردوها:
قال ابن إسحاق : ولما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القموص ، حصن بني أبي
الحقيق أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصفية بنت حيي بن أخطب ، وبأخرى معها
، فمر بهما بلال وهو الذي جاء بهما على قتلى من قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية
صاحت . وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها ; فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال أعزبوا عني هذه الشيطانة وأمر بصفية فحيزت خلفه . وألقى عليها رداءه
فعرف المسلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اصطفاها لنفسه
....................... وأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكنانة بن الربيع
وكان عنده كنز بني النضير فسأله عنه . فجحد أن يكون يعرف مكانه فأتى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - رجل من يهود فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني
رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكنانة
أرأيت إن وجدناه عندك ، أأقتلك قال نعم .
فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخربة فحفرت فأخرج منها بعض كنزهم ثم سأله
عما بقي فأبى أن يؤديه فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزبير بن العوام
، فقال عذبه حتى تستأصل ما عنده فكان الزبير يقدح بزند في صدره حتى أشرف على نفسه
ثم دفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود
بن مسلمة .
بعد أنا اوردوا هذا النقل من سيرة ابن هشام يعترضون على اسر ام المؤمنين صفية رضي
الله عنها وقتل اهلها واخذ اموالهم.
الرد على الشبهة:
نبدأ بالقول بعد حمد الله والصلاة على مولانا رسول الله انا الباحث على الحقيقة كان
الأولى به تفحص المصادر وتحقيق الروايات حتى يمكنه الحكم بعد ان تكون الصورة قد
اكتملت وجمع الروايات وحققها أقول هذا منهاج الباحث على الحقيقة اما من يريد فقط
التشويه فهو تراه يتعلق باي شيء يفيد غرضه مهما كان.
فأول ما نقوم به هو استعراض ما جاء في القصة وكيف وقعت من المصادر المعتمدة والنقول
الصحيحة فكما تعلمون ان كتب السير ومنها سيرة ابن هشام قد اشتملت على روايات ضعيفة
ونقول غير ثابثة فنبدأ بذكر القصة واسبابها من المصادر المعتمدة والروايات الثابثة.
غزوة خيبر وأسبابها:
يقول الدكتور المباركفوري في كتابه الرحيق المختوم في اسباب هذه الغزوة: "ولما
اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوي أجنحة الأحزاب الثلاثة، وهو قريش، وأمن
منه تماماً بعد صلح الحديبية أراد أن يحاسب الجناحين الباقيين ـ اليهود وقبائل نجد
ـ حتى يتم الأمن والسلام، ويسود الهدوء في المنطقة، ويفرغ المسلمون من الصراع
الدامي المتواصل إلى تبليغ رسالة الله والدعوة إليه.
ولما كانت خيبر هي وكرة الدس والتآمر ومركز الاستفزازات العسكرية، ومعدن التحرشات
وإثارة الحروب، كانت هي الجديرة بالتفات المسلمين أولا.
أما كون خيبر بهذه الصفة، فلا ننسي أن أهل خيبر هم الذين حزبوا الأحزاب ضد
المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، ثم أخذوا في الاتصالات بالمنافقين
ـ الطابور الخامس في المجتمع الإسلامي ـ وبغطفان وأعراب البادية ـ الجناح الثالث من
الأحزاب ـ وكانوا هم أنفسهم يتهيأون للقتال، فألقوا المسلمين بإجراءاتهم هذه في محن
متواصلة، حتى وضعوا خطة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، وإزاء ذلك اضطر المسلمون
إلى بعوث متواصلة، وإلى الفتك برأس هؤلاء المتآمرين، مثل سلام بن أبي الحُقَيْق،
وأسِير بن زارم، ولكن الواجب على المسلمين إزاء هؤلاء اليهود كان أكبر من ذلك،
وإنما أبطأوا في القيام بهذا الواجب ؛ لأن قوة أكبر وأقوي وألد وأعند منهم ـ وهي
قريش ـ كانت مجابهة للمسلمين، فلما انتهت هذه المجابهة صفا الجو لمحاسبة هؤلاء
المجرمين، واقترب لهم يوم الحساب." مما سبق تبين ان الرسول صلى الله عليه في هذه
الغزوة كان في صدد رد العدوان والقضاء على وكر الفساد فهل يلام الرسول عليه أفضل
الصلاة والسلام لأنه قاوم الباطل وأراد القضاء عليه إن من له ادنى قدر من الموضوعية
ليصف ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم انه عين الصواب وتستجيب له الطبائع
السليمة.
أما قضية اسر النساء واخذ الغنائم فهو شيء كان متعارف عليه في ذلك الوقت وقبله بل
إن هذا الأمر معروفا في تاريخ الأنبياء كما تجد ذلك في الكتاب المقدس واضحا ونذكر
فقط في الموضوع الأصحاح 31 من سفر العدد:
1 وكلم الرب موسى قائلا2 انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضمّ الى
قومك...7 فتجندوا على مديان كما امر الرب وقتلوا كل ذكر.8 وملوك مديان قتلوهم فوق
قتلاهم.أوي وراقم وصور وحور ورابع.خمسة ملوك مديان.وبلعام بن بعور قتلوه بالسيف.9
وسبى بنو اسرائيل نساء مديان واطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل
املاكهم.10 واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار.11 واخذوا كل الغنيمة
وكل النهب من الناس والبهائم12 وأتوا الى موسى والعازار الكاهن والى جماعة بني
اسرائيل بالسبي والنهب والغنيمة الى المحلّة الى عربات موآب التي على اردن اريحا
...15 وقال لهم موسى هل ابقيتم كل انثى حيّة.16 ان هؤلاء كنّ لبني اسرائيل حسب كلام
بلعام سبب خيانة للرب في امر فغور فكان الوبأ في جماعة الرب.17 فالآن اقتلوا كل ذكر
من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها.18 لكن جميع الاطفال من النساء
اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات...28 وارفع زكوة للرب.من رجال الحرب
الخارجين الى القتال واحدة.نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم.29
من نصفهم تأخذونها وتعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب.
من خلال النص يمكن ان نقول بوضوح ان النساء التي عرفت رجلا بمضاجعة تقتل مباشرة بعد
ان يقتل الأطفال الذكور والرجال بالطبع قتلوا قلبهم ولم تترك إلى الأطفال من النساء
سبايا لبني إسرائيل وهذا كله بأمر إلاهي مباشر من إله النصارى يسوع إله المحبة.
لكن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام لم يكن يقتل إلا من قاتله او استحق القتل
والقول بأن النبي قتل كل اهل خيبر هو افتراء واضح بل إن رسول الله صالحهم بعد أن
ظفر بهم على نخل خيبر ياخذون النصف ويأخذ المسلمون النصف فعن جابر انه قال أفاء
الله خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم فأقرهم رسول الله صلى لله عليه وسلم وجعلها
بينا وبينهم فبعث عبدالله بن رواحة فخرصها عليهم ثم قال يا معشر اليهود أنتم أبغض
الناس إلي قتلتم أنبياء الله وكذبتم على الله عزوجل وليس يحملني بغضي إياكم على أن
أحيف عليكم قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر فان شئتم فلكم وإن أبيتم فلي فقالوا بهذا
قامت السموات والأرض رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ( 1 )
فانظر كيف تعامل الرسول مع أهل خيبر وكيف كان عادلا معهم رغم كل ما فعلوه ضد
الإسلام والمسلمين وضد النبي شخصيا بعد هذا كله لا يبقى لأي منصف إلا الإشادة
بتعامل النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان عادلا منصفا رحيما كما هو دأبه وأما من
علم وجهل فلا نملك له إلا أن نكل أمره إلى الله فهو كفيل به فحسبنا الله ونعم
الوكيل.
أسر أم المؤمنين صفية رضي الله عنها:
الآن نتطرق بحمد لله لقصة أسر أم المؤمنين صفية نوردها من الروايات الثابثة:
صحيح البخاري ج: 1 ص: 321
905 حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن عبد العزيز بن صهيب وثابت البناني عن أنس بن مالك
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بغلس ثم ركب فقال الله أكبر خربت
خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فخرجوا يسعون في السكك ويقولون
محمد والخميس قال والخميس الجيش فظهر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل
المقاتلة وسبي الذراري فصارت صفية وصارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تزوجها
وجعل صداقها عتقها فقال عبد العزيز لثابت يا أبا محمد أنت سألت أنسا ما أمهرها قال
أمهرها نفسها فتبسم
صحيح البخاري ج: 2 ص: 778
2120 حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر فلما فتح الله
عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها
رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها ثم
صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن من حولك فكانت تلك
وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال فرأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس ثم بعيره فيضع ركبته فتضع
صفية رجلها على ركبته حتى تركب
صحيح البخاري ج: 3 ص: 1059
2736 حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن عمرو عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لأبي طلحة ثم التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر
فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز
والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه
الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول
الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها ثم صنع
حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن من حولك فكانت تلك وليمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال فرأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس ثم بعيره فيضع ركبته فتضع صفية
رجلها على ركبته حتى تركب فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال هذا
جبل يحبنا ونحبه ثم نظر إلى المدينة فقال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما
حرم إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم
صحيح البخاري ج: 4 ص: 1539
3964 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال ثم
صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح قريبا من خيبر بغلس ثم قال الله أكبر خربت خيبر
إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فخرجوا يسعون في السكك فقتل النبي صلى
الله عليه وسلم المقاتلة وسبى الذرية وكان في السبي صفية فصارت إلى ثم صارت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فجعل عتقها صداقها فقال عبد العزيز بن صهيب لثابت يا أبا
محمد آنت قلت لأنس ما أصدقها فحرك ثابت رأسه تصديقا له 3965 حدثنا آدم حدثنا شعبة
عن عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول ثم سبى النبي صلى
الله عليه وسلم صفية فأعتقها وتزوجها فقال ثابت لأنس ما أصدقها قال أصدقها نفسها
فأعتقها
صحيح البخاري ج: 4 ص: 1542
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال أخبرني سهل بن سعد
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ثم لأعطين هذه الراية
غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس
يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه
قال فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ
حتى كأن لم يكن وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا
فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم
من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
3974
حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ح وحدثني أحمد بن عيسى حدثنا
بن وهب قال أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي
بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج
بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صنع حيسا
في نطع صغير ثم قال لي آذن من حولك فكانت تلك وليمته على صفية ثم خرجنا إلى المدينة
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس ثم بعيره فيضع ركبته
وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب
صحيح مسلم ج: 2 ص: 1043
1365 حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن عبد العزيز عن أنس ثم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر قال فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس فركب نبي
الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبي الله صلى الله
عليه وسلم في زقاق خيبر وإن ركبتي ص: 1044 لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم
وانحسر الإزار عن فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم فإني لأري بياض فخذ نبي الله صلى
الله عليه وسلم فلما دخل القرية قال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم
فساء صباح المنذرين قالها ثلاث مرات قال وقد خرج القوم إلى أعمالهم فقالوا محمد
والله قال عبد العزيز وقال بعض أصحابنا محمد والخميس قال وأصبناها عنوة وجمع السبي
فجاءه دحية فقال يا رسول الله أعطني جارية من السبي فقال اذهب فخذ جارية فأخذ صفية
بنت حيي فجاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أعطيت دحية
صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير ما تصلح إلا لك قال ادعوه بها قال فجاء بها فلما
نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال خذ جارية من السبي غيرها قال وأعتقها
وتزوجها فقال له ثابت يا أبا حمزة ما أصدقها قال نفسها أعتقها وتزوجها حتى إذا كان
بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم
عروسا فقال من كان عنده شيء فليجئ به قال وبسط نطعا قال فجعل الرجل يجئ بالأقط وجعل
الرجل يجئ بالتمر وجعل الرجل يجئ بالسمن فحاسوا حيسا فكانت وليمة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ص: 1045 1365 وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد يعني بن زيد عن
ثابت وعبد العزيز بن صهيب عن أنس ح وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا حماد يعني بن زيد
عن ثابت وشعيب بن حبحاب عن أنس ح وحدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد
العزيز عن أنس ح وحدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا أبو عوانة عن أبي عثمان عن أنس ح
وحدثني زهير بن حرب حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن شعيب بن الحبحاب عن أنس ح
وحدثني محمد بن رافع حدثنا يحيي بن آدم وعمر بن سعد وعبد الرزاق جميعا عن سفيان عن
يونس بن عبيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنه
أعتق صفية وجعل عتقها صداقها وفي حديث معاذ عن أبيه تزوج صفية وأصدقها عتقها 154
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن مطرف عن عامر عن أبي بردة عن أبي
موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم في الذي يعتق جاريته ثم يتزوجها له
أجران 1365 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن
أنس قال ثم كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم
فقالوا محمد والخميس قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خربت خيبر انا إذا
نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال وهزمهم الله عز وجل ووقعت في سهم دحية
جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس ثم دفعها إلى أم
سليم تصنعها له وتهيئها قال وأحسبه قال وتعتد في بيتها وهي صفية بنت حيي قال وجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر والأقط والسمن فحصت الأرض أفاحيص وجئ
بالأنطاع فوضعت فيها وجئ بالأقط والسمن فشبع الناس قال وقال الناس لا ندري أتزوجها
أم اتخذها أم ولد قالوا إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد فلما أراد أن
يركب حجبها فقعدت على عجز البعير فعرفوا أنه قد تزوجها فلما دنوا من المدينة دفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعنا قال فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله صلى
الله عليه وسلم وندرت فقام فسترها وقد أشرفت النساء فقلن أبعد الله اليهودية قال
قلت يا أبا حمزة أوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إي والله لقد وقع 1365
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس ح وحدثني به
عبد الله بن هاشم بن حيان واللفظ له حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت
حدثنا أنس قال صارت صفية لدحية في مقسمه وجعلوا يمدحونها ثم رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ثم ويقولون ما رأينا في السبي مثلها قال فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما
أراد ثم دفعها إلى أمي فقال أصلحيها قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من
خيبر حتي إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة فلما أصبح قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من كان عنده فضل زاد فليأتنا به قال فجعل الرجل يجيء بفضل التمر
وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من
حياض إلى جنبهم من ماء السماء قال فقال أنس فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله
عليه
صحيح ابن حبان ج: 10 ص: 390
4530 أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال لما افتتح رسول الله
صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط ثم يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن
لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن انا نلت منك أو قلت شيئا فأذن له
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء قال فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي
لي ما كان عندك فإني ريد أن اشتري من غنائم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنهم
قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال وفشا ذلك بمكة فأوجع المسلمين وأظهر المشركون فرحا
وسرورا وبلغ الخبر العباس بن المطلب فعقر في مجلسه وجعل لا يستطيع أن يقوم قال معمر
فأخبرني الجزري عن مقسم قال فأخذ العباس ابنا له يقال له قثم وكان يشبه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول حبي قثم حبي قثم شبيه ذي الأنف
الأشم نبي رب ذي النعم برغم أنف من رغم قال معمر قال ثابت عن أنس ثم أرسل غلاما له
الى الحجاج بن علاط فقال ويلك ما جئت به وماذا تقول فما وعد الله خيرا مما جئت به
قال الحجاج لغلامه اقرىء أبا الفضل السلام وقل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه فإن
الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ الباب قال أبشر أبا الفضل فوثب العباس فرحا
حتى قبل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى
رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها
فتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال كان لي
ها هنا أردت أن أجمعه واذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن
أقول ما شئت فاخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من
حلي ومتاع جمعته فدفعته اليه ثم استمر به فلما كان بعد ثلاث اتى العباس امرأة
الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد ذهب وقالت لا يخزيك الله أبا الفضل لقد شق
علينا الذي بلغك قال أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببناه وقد
أخبرني الحجاج أن الله قد فتح خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام
الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك
فالحقي به قالت اظنك والله صادقا قال فإني صادق والأمر على ما أخبرتك قال ثم ذهب
حتى اتى مجالس قريش وهم يقولون لا يصيبك إلا خير أبا الفضل قال لم يصبني إلا خير
بحمد الله وقد أخبرني الحجاج أن خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت
فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي
عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ما كان له ثم يذهب قال فرد الله الكآبة التي كانت
بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى اتوا العباس
فأخبرهم المسلمون ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو خزي على المشركين
من خلال الروايات الصحيحة السابقة يتبين أن أم المؤمنين صفية كانت من بين الأسرى
نتيجة لغزوة النبي صلى الله عليه وسلم على خيبر وفي بادئ الأمر النبي لم يكن له
اهتمام خاص بها أو بغيرها بل إن مجرد ما جاءه أحد الصحابة يطلب منه أمراة من السبي
قال له اذهب وخذ ما شئت وهنا يتضح أن النبي لم يكن يشغله هذا الأمر إطلاقا فلا هو
تفقد السبي ولا اخذ ينتقي منه ولكن ما حدث هو أن الصحابة احتجوا على اخذ دحيه صفية
لأنها بنت سيد القوم وأخذ دحيه لها يكون تفضيل له على باقي المسلمين فطلب المسلمون
أن تكون من نصيب النبي صلى الله عليه وسلم هو قرار حكيم بحيث لا يكون قد فضل احد من
المسلمين بأخذها ويتضح كيف كان الصحابة يركزون على نسبها وليس جمالها فقالوا كيف
يأخذها وهي بنت سيد القوم كما أن أخذ الرسول لها فيه تكريم لها ولمكانتها فمن
يستطيع أن يتعامل معها كتعامل النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا وهي كانت بنت سيد
القوم وأما أبوها وزوجها فقد قتلا في الحرب ولم يكن أبدا للسيدة صفية دخل في
الموضوع فالنبي علية الصلاة والسلام لم يكن يعرف بوجودها أصلا في السبي لولا تدخل
الصحابه بعد أن أخذها دحية.
ثم لنتوقف عند قضية هامة وهي لماذا النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها وقد
كان في إمكانه أن يبقيها جارية أليس تصرف النبي دليل على تكريمه لها وهل كان دحية
سيتصرف بنفس الشكل من هذا يتضح لماذا اصطفاها النبي عليه الصلاة والسلام بل إن
رواية ابن حبان في صحيحة تذكر صراحة عن نفس الصحابي الذي روى قصة اسر أمنا صفية انس
رضي الله عنه وأرضاه يصرح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرها بين ان يعتقها
وتكون زوجة أو تلحق بأهلها فاختارت رضي الله عنها رسول الله زوجة له وقد روى هذه
الرواية غير ابن حبان وأحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح ( 2 )
وهي رواية صحيحة ثابتة وأذكر لكم الآن رأي أمنا صفية رضي الله عنها وأرضاها في
زوجها لكي نقطع لسان كل كذاب أشر:
مجمع الزوائد ج: 9 ص: 15
وعن صفية بنت حيي قالت ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
رأيته وقد ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فضرب رأسي مؤخرة الرحل
فمسني بيده يقول يا هذه مهلا يا بنت حيي مهلا حتى إذا جاء الصهباء قال إني أعتذر
إليك يا صفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وقالوا لي كذا رواه الطبراني في
الأوسط وأبو يعلى باختصار ورجالهما ثقات إلا أن الربيع بن أخي صفية بنت يحيي لم
أعرفه
مجمع الزوائد ج: 9 ص: 252
وعن صفية قالت انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من الناس أحد أكره إلي
منه فقال إن قومك صنعوا كذا وكذا قالت فما قمت من مقعدي ومن الناس أحد أحب إلي منه
وفي رواية عنها قالت ما رأيت قط أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
رأيته ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فيضرب رأسي مؤخرة الرحل فيمس
بيده ويقول يا هذه مهلا يا بنت حيي حتى إذا جاء الصهباء قال أما إني أعتذر إليك يا
صفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وكذا رواه أبو يعلى بأسانيد ورجال الطريق
الأولى رجال الصحيح إلا أن حميد بن هلال لم يدرك صفية وفي رجال هذه ربيع ابن أخي
صفية ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
فهل بقي لعابد الصليب بعد قول أم المؤمنين صفية رضي الله عنها وأرضاها أنها لم ترى
أحسن خلقا منه قول وانظر كيف هي نفسها تفهمت ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم
بأهل خيبر وهم أهلها وكيف طيب النبي صلى الله عليه وسلم خاطرها وراعى مشاعرها وهي
الأسيرة عنده.
في الأخير يا إخوة نحمد الله أن جعلنا تبعا لهذا الرسول العظيم وجعل السيدة صفية
أما لنا وهي التي رأت في المنام قبل أن يغزو النبي صلى الله عليه وسلم خيبر حقيقة
النبي وأنه رسول ولم يكن إلا أن عرض عليها الرسول الكريم الزاوج حتى وافقت بدون
تردد فعن ابن عمر قال كان بعيني صفية خضرة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما
هذه الخضرة بعينيك قالت قلت لزوجي إني رأيت فيما يرى النائم كأن قمرا وقع في حجري
فلطمني وقال أتريدين ملك يثرب قالت وما كان أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه
وسلم قتل أبي وزوجي فما زال يعتذر إلي وقال يا صفية إن اباك ألب علي العرب وفعل
وفعل حتى ذهب ذلك من نفسي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ( 3 )فالحمد لله على
نعمة الإسلام وكفى بها نعمة وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
هذا ما يسر لي في هذا المقام وقد رمت الإختصار وعدم التطويل فإن كان ما خططته حقا
فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
لا تنسونا من صالح دعائكم
--------------------------------------------------------------------------------
[1] مجمع الزوائد ج: 4 ص: 120
[2] مجمع الزوائد ج: 6 ص: 154
[3] مجمع الزوائد ج: 9 ص: 251