شبهه ذاك رجل بال الشيطان
في اذنه
سؤال : روى البخارى في صحيحة : أنه ذكر عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح ( أي لم يصلي
الفريضة ) قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنه )) فما معنى قوله :
(( بال الشيطان في أذنه )) ؟ وهل الشيطان يبول ؟
الجواب :
الحمد لله ،
لقد وجه العلماء الافاضل معنى بول الشيطان في أذن من نام حتى فاتته
الفريضه عدة توجيهات منها :
التوجيه الاول : أن يقال بأن هذا مثل مضروب
للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه فثقل أذنه
وأفسد حسه , والعرب تكني عن الفساد بالبول قال الراجز : بال سهيل
في الفضيخ ففسد . وكنى بذلك عن طلوعه لأنه وقت إفساد الفضيخ فعبر
عنه بالبول . ووقع في رواية الحسن عن أبي هريرة في هذا الحديث عند
أحمد " قال الحسن إن بوله والله لثقيل " وروى محمد بن نصر من طريق
قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود " حسب الرجل من الخيبة والشر أن ينام
حتى يصبح وقد بال الشيطان في أذنه " وهو موقوف صحيح الإسناد . وقال
الطيبي : خص الأذن بالذكر وإن كانت العين أنسب بالنوم إشارة إلى
ثقل النوم , فإن المسامع هي موارد الانتباه . وخص البول لأنه أسهل
مدخلا في التجاويف وأسرع نفوذا في العروق فيورث الكسل في جميع
الأعضاء .
التوجيه الثاني : ان يقال بأن الأمر هو على
حقيقته . قال القرطبي وغيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه
ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول .
التوجيه الثالث : أن يقال بأن ذلك هو كناية
عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر .
التوجيه الرابع : أن يقال بأن معناه أن
الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر .
التوجيه الخامس : هو أن الأمر كناية عن
ازدراء الشيطان به .
التوجيه السادس : هو ان يقال بأن المعنى أن
الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول , إذ
من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه .