رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لقد اصابتي فاجعة و أنا اتفحص انجيل برنابا ![]() ![]() ![]() اتبع الرجل نهج البحث عن أبعد معنى للكلمة و بذلك يجردها من معناها المطلوب ، و كان الأولى أن يفكر في المعنى القريب أولا فاذا استقام به المعنى ، لزمه أتباع تلك الكلمة لا غيرها ، أو وضع حواشي في الصفحة لتفسير و تؤويل المعنى الثاني البعيد و الاشارة إليه ... قلت جميل فماذا فعل صديقنا العزيز ، لم يترك أي مكان ليضع احد خلفه كلمة .... و سوف نأخذ مثال كلمة propositione داخل جملة من الاصحاح 105 ، و هي ما تكلم فيها عن أن السموات عددها (9) . رجل مثل يسوع درس الكتاب المقدس ، تماماً و كشف لبني اسرائيل العديد من الحجج ، لا يعلم أن السماوات سبع سنوات ، هذا لو فرضنا أنه هو من يتكلم رأساً ، و حتى لو كان المتحدث برنابا أو قل هذا الرجل الذي خط بيده هذا المخطوط ألم يعرف بعد أن كتب كل هذه البيانات المتعلقة بالعهد القديم أن الله ذكر سبع سماوات فقط ......... أمر يثير الجدل حول المعنى الحقيقي وراء هذا الموضوع . أحضرنا لكم الآن الكلمة محل النقاش ، الكلمة مكتوبة بأحد اللهجات الايطالية القديمة ، الكلمة لها أصل في اللغة الانجليزية ، و ترجمت على جوجل و كل من معه قاموس ايطالي انجليزي سوف يمكنه معاينة الكلمة و التحري و معرفة أول معانيها و الذي من المفترض أن يوضح كأولوية في الترجمة ، و ليس ان نستبعده تماما من حلبة المعنى المطلوب . الكلمة داخل الجملة الايطالية : Ma bissogna che io vi fazia una propositione الجملة بعد ترجمتها إلى الانجليزية في نفس الكتاب السابق للمترجم الكاثوليكي هو و زوجته But it is necessary to make unto you a proposition . المعنى كما ترجمه سعادة باللغة العربية : و لكن يجب أن أذكر لكم قضية ...... ترجمتي أنا على مسؤوليتي لمن يريد المقارنة بعد تعديل كلمة propositione أنه لمن الضروري أن افترض لكم فرضية ..... حيث أن أول معنى للكلمة هو فرض أو اقتراح أو فرضية و آخر معنى هو مسألة أو قضية ، و دائما ما يشار بكلمة قضية هنا - للامانة - في اللغة الانجليزية بقضية دينية محل نزاع - أي نرجع لنفس النقطة بأنها فرضية ، افتراض حتى نصل لمعنى معين ........ و ماذا كانت لكن تلك الفرضية التي يريد عيسى عليه السلام أن يفترضها ، أنه يتكلم عن فرضية و ليست شئ مسلم به ، أنه مجرد افتراض أن السماوات تسع . و لكن لماذا افترض هذا لقد اراد ان يخبر التلاميذ أن الله لا يمكن قياسه ، او غير قابل أن يكون محدودا أو يحده حيز معين فضرب لهم مثلا بأان قال : هب أن هناك تسع سماوات و ان البعد بين كل منهما مسيرة 500 عام و ان الارض داخل السماء الاولى مقدار حبة رمل ، و السماء الاولى بينها و بين الثانية نفس المقدار ... و ان السماء الاولى داخل الثانية هي مقدار حبة رمل ......... و هكذا ........ أنه مجرد افتراض ، ليس إلا ........ مثال توضيحي ، كما يقول مدرسي الرياضيات .... للطالب ، لو فرض ان ذهبت الى الجزار و اشتريت منه 2 كيلو من اللحم ........ فالطالب لم يذهب إلى الجزار و لن يذهب و كل ما يهمه هو المقادير التي سوف يحسبها و الأهم هي النتيجة النهاية التي سوف يقدمها لمعلمه حتى يثبت انه فهم المثال ، و لن يترك الفصل باحثا عن الجزار .... ![]() للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
كيف تلاعب خليل سعادة بنص أنجيل برنابا ؟
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
المدافع الحق
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ المدافع الحق على المشاركة المفيدة: | ||
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لما كان المعنى هنا ، هو ضرب مثال عن عدم محدودية الله ـ و عدم القدرة على قياسه ملكه و سلطانه ، بدأ يسوع يطرح عليهم مثالاً يفهمونه سريعا و هو السماوات ، و هم على علم بما هو مكتوب في العهد القديم عن عددها فلم يستوقفوه لانهم يريدون الاستفادة من مغزى القصة ليس من شئ معلوم تماما له و لهم . ![]() فيسوع في نهاية حواره عن ضخامة و استحالة تحديد سلطان الله و ملكوته ، يقول لهم ألا يأخذوه كلامه بحرفية - زي ابونا سعادة كده - و أن ينتبهو للمعنى داخل القصة أو الافتراض الذي فرضه - فلو كان يريد أن يعلن أن السماوات تسع فلو يقول هذه الكلمة أبدا لأنها لا تستقيم مع المعنى و الفرضية - و لأعلن أن السماوات تسع و خلقها الله تسعا و يوجد في الاولى كذا و كذا .... ليتكلم عن حقيقة السماوت ، لكنه لم يتطرق في كل حواره إلا عن الاتساع و الضخامة متجاهلا العدد ( الذي هو من افترضه و اعلن ذلك ) ، نأتي بعد ذلك الى نهاية موضوع الاتساع و نجد يسوع يؤكد عليهم و يقول : " فانتبهوا إذن أن تأخذوا المعنى لا مجرد الكلام ، اذا اردتم أن تنالوا الحياة الابدية" . أي هنا لا اريد منكم ظاهر الكلام ، بل اريد مغزى القصة ، فانتبهوا لذلك ..... حتى تنالوا الحياة الابدية ، و من يأخذ كلامي حرفيا فهو بعيد عن الملكوت ..... لم يخطأ عيسى عليه السلام في افتراض ذلك لكي يشرح لهم ، فهو اراد مغزي قصصي ، كما يقول القرآن في العديد من القصص ، ضاربا عرض الحائط بتاريخها او شخصياتها و مركزا فقط على مغزى القصة و المعنى الفلسفي ورائها ...... فهناك أصحاب الرس .... اصحاب السبت ... أصحاب الجنة ....... و كثير غير ذلك ، لكن خليل سعادة أراد أن يلوي النص لياً و يحشره داخل معنى واحد ، لكنه لم يفقه أن ذلك سينكشف قريبا من خلال مضمون الحوار و ان تلك الكلمة لا تزيد عن قولنا ، سأضرب لكم مثلا ، أو سأعطيكم مثالا و هكذا ........... عندما كنا صغار ، أطفال نلعب سويا في الشارع معا ![]() ![]() المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() موضوع رائع اخى الفاضل المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا أحمد السلفي على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أخي أنا أعبد الله ، بعد السلام عليكم ورحمة الله و بركاته تحية خاصة من أخوك المدافع الحق ![]() و بعيدا عن أن انجيل برنابا هو كلام الله أو الانجيل الاصلي ، بل نحن نعرف يقيناً ، أنه مجرد حكاية لما قيل على لسان السيد المسيح و لكن دون تحريف أو تغيير إلى حد ما ، و هذا هو الفرق .... بينه و بين باقي الاناجيل ، خاصة أن اسم برنابا أصلا معناه ابن النبؤة أو ابن التعزية - ابن البارقليط يعني - و لذلك ذكر النبي باسمه مباشرة ، و لقد حاولوا جاهدين لطمس الاسم و تغييره ... و سوف أتناول هذا في موضوع أخر قريباً . حياك الله و نفع بك الأمة المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]()
شكراً اخى الفاضل و انتظر الموضوع القادم ان شاء الله و اكثر شئ اعجبنى فى انجيل برنابا انه لم يدعى كونه مكتوباً بالوحى الالهى فبرنابا اوضح انه كتب تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام و نقلها الينا و لم يدعى انه كتب الانجيل بوحى الهى و هذا هو الانجيل و اكثر شئ يعجبنى فى الانجيل انه يوضح حقيقة بولس شكراً اخى الفاضل و فى انتظار الموضوع القادم ان شاء الله و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا أحمد السلفي على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() جزاك الله خيرا هذه نقطة جدا مهمة وحبذا يصدر كتاب عن مصداقية انجيل برنابا وهناك ملاحظة ان اردتم النقاش فيها ،، وهو انه في انجيل برنابا ذكر انه مريم ولدت يسوع بدون ألم ، ومن المعلوم لدينا نحن المسلمين أنه جاءها المخاض .. بارك الله فيكم تود كشف هذا التدليس أيضاً المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أخى الفاضل محمد علي رضوان ... السلام عليكم .... و رحمة الله وبركاته . سوف أبدأ بمشيئة الله تعالى في تناول هذا الموضوع ، و أني لأشك أن أحد زور بعض الكلمات أو ربما نقلت بشكل خاطئ نظرا لان نسخة انجيل برنابا كتبت بخط يد ، هذا في الايطالية ة، ثم تم طباعتها ، فمن المحتمل ان يكون هناك كلمات تكهنية ، احتمالية ، و هو ما اسند اليه المترجمون علة انهم لا يرون الكلمة اصلا و لا يستطيعون قرائتها ، لذلك فالامر ليس باليسير ، لاننا نعتمد على النسخة المطبوعة و ليس الأصل ، مع العلم اخي الفاضل أن النسخة الايطالية اساسا ليست هي الاصل ، بل الاصل لاتيني و قد ترجمه احدهم إلى لهجة ايطالية ، لذلك فالانجيل الآن أصله لاتيني ترجم للايطالية و منها للانجليزية و منها للعربية ، فأصبح احتمال ورود أخطاء و اختلافات أمر عاديا ، و يكفينا أن اسم النبي واضح وضوح الشمس داخل نص الانجيل ..... و شكرا لمرورك و حياك الله . |
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() تلاعب آخر يكشف " سعادة " و هو تقريب الانجيل مما هو موجود في الاناجيل القانونية .... ففي قصة المرأة التي وجدت في زنا ..... تحكيها لنا الاناجيل بطريقة بينما يقصها كاتب برنابا بطريقة مختلفة تماماً ..... فلقد لعب عيسى عليه السلام بذنوب هؤلاء و رسم على الأرض ما يشبه مرآة ، ظهر فيها لكل واحد منهم ما ارتكبه من ذنوب ، فأشار إلى المرآة و ليس إلى المرأة .... لكي يشد انتباههم أن ذنوبهم ستنفضح قريباً أمام الجميع ........ نرى خليل سعادة في كتابة يترجم كلمة Mirror إلى المرأة و ليست مرآة .... مما جعل النص مرتبط بالمرأة حيث أشار إليها على أساس ان عيسي طلب منهم محاكمتها ... بينما في الأصل هو يشير الى المرآة المرسومة على وجه الارض و التي تعرض لكل واحد منهم ذنوبه امامه ، فهو بكل تأكيد لم يوجه إية كلام للمرأة الممسوكة في زنا و لم يطلب من الجمع أن يتركوها بلا عقاب ... النص الانجليزي النص العربي و هنا نرى انه بقصد أو بغير قصد تحولت المرآة ... إلى مرأة ، و هذا مما يجعل مضمون القصة متماشيا مع ما ذكر في الاناجيل القانونية المعتبرة . المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة المدافع الحق بتاريخ
21.12.2013 الساعة 15:14 .
|
رقم المشاركة :9 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() جزاك الله خيرا .. و ائذن لي من باب النقاش و المدارسة ان أشير إلى ما يلي :
لم يرد نص في العهد القديم و لا في العهد الجديد يحدد أن عدد السماوات سبع ... فاليهودي و النصراني ليس له بهذا علم و لا يمكنه ان ينكر و لا ان يثبت . ـــــــــــــــــــ مثلا على موقع تكلا ، تجد النصارى لا يعرفون عدد السماوات و يكتفي موقع تكلا بالقول انه توجد أكثر من سماء ... و هذا نص ما عند تكلا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ و هذا بعض تفصيل نقلا عن أحد مواقع النصارى:
و طبعا واضح انه من الافتقاس ان يقال انه توجد سماء تسمى " سماء الطيور " !! النصراني يستنتج انه توجد سماء تسمى " سماء الطيور " لمجرد ان ورد ذكر عبارة " طيور السماء " في كتابه !! و في عدة مواضع قد وردت عبارة " نجوم السماء ".. فلماذا لا يستنتج النصراني انه توجد " سماء النجوم " ووردت ايضا عبارة " كواكب السماء " .. مكابين 2 : 10 فلماذا لا يستنتج النصراني انه توجد " سماء الكواكب" وعند متى 24 : 30 وردت أيضا عبارة " سحاب السماء ".. فلماذا لا يستنتج النصراني انه توجد " سماء السحاب " وفي التثنية 4:19 وردت ايضا عبارة " جند السماء " .. فلماذا لا يستنتج النصراني انه توجد " سماء الجند " وعند سيراخ 17:31 وردت ايضا عبارة " جنود السماء " .. فلماذا لا يستنتج النصراني انه توجد " سماء الجنود " و عند سيراخ 16 :18 قد ورد ذكر "سماء سماء الله" فلماذا لا يقولون انه توجد سماء تسمى "سماء الله "و سماء تسمى "سماء سماء الله" ؟؟ سيراخ 16 * 18 ها ان السماء و سماء سماء الله و الغمر و الارض تتزعزع عند افتقاده* ـــــــــــــــــــــــــــــــــ و أما عند المسلم فالخبر صريح واضح لا لبس فيه و مثل ذلك قول الله سبحانه : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12 و قوله سبحانه : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة29 و قوله سبحانه : {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً }نوح15 و قوله سبحانه {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ }الملك3 صدق الله العظيم . ــــــــــــــــ و الشاهد أنه لا اليهود و لا النصارى يعرفون عدد السماوات و ليس لديهم نص يخبرهم بعددها .... المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة مجيب الرحمــن بتاريخ
22.12.2013 الساعة 12:59 .
|
الأعضاء الذين شكروا مجيب الرحمــن على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :10 (رابط المشاركة)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
أي كاتب يمكن أن يخطئ عندما يتكلم عن غيب ليس له به علم ... الغيب لا يمكن معرفته إلا أن يصح الخبر به عن الله سبحانه ... و ما دام الكاتب ليس عنده خبر بهذا الغيب عن الله سبحانه فوارد أن يخطئ ..
يظهر لي - و الله أعلم - أن خليل سعادة بريئ من هذه التهمة .. لأن خليل سعادة ترجم من الانجليزية إلى العربية .. و قد أثنى محمد رشيد رضا على ترجمته .. فوارد ان يكون هذا التلاعب قد وقع اثناء الترجمة من الايطالية الى الانجليزية و ليس خليل سعادة هو من قام بهذه الترجمة . و هذه مقدمة محمد رشيد رضا و هي تستحق ان تقرأ لأنها ذات صلة بموضوعنا : http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85...AF%D9%85%D8%A9 إنجيل برنابا مقدمتنا له قد تمّ طبع إنجيل برنابا كما قلنا في الجزء الثاني عشَر من السنة الماضية، وقد كتب له مترجمه الدكتور خليل سعادة مقدمة، ذكر فيها ملخص ما قاله علماء الإفرنج فيه ورأيه في ذلك فنشرناها وقفينا عليها بمقدمة منا، هذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى عيسى المؤيد بروح الله، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين. أما بعد، فإننا نرى مؤرخي النصرانية قد أجمعوا على أنه كان في القرون الأولى للمسيح عليه السلام أناجيلُ كثيرة، وأن رجال الكنيسة قد اختاروا منها أربعة أناجيل، ورفضوا الباقي. فالمقلدون لهم من أهل مِلّتهم قبلوا اختيارهم بغير بحث، وسيكون ذلك شأن أمثالهم إلى ما شاء الله. وأما من يحب العلم، ويجتنب التقليد من كل أمة فهو يود إذا أراد الوقوف على أصل هذا الدين وتاريخه لو يطلع على جميع تلك الأناجيل المرفوضة، ويقف على كل ما يمكن الوقوف عليه من أمرها، ويبني ترجيح بعضها على بعض بعد المقابلة والتنظير على الدلائل المرجحة التي تظهر له هو وإنْ لم تظهر لرجال الكنيسة. لو بقيت تلك الأناجيل كلها لكانت أغزر ينابيع التاريخ في بابها ما قبل منها أصلا للدين وما لم يقبل، ولرأيت لعلماء هذا العصر من الحكم عليها والاستنباط منها بطرق العلم الحديثة المصونة بسياج الحرية والاستقلال في الرأي والإرادة ما لا يأتي مثله من رجال الكنيسة الذين اختاروا تلك الأربعة، ورفضوا ما سواها. إنجيل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام واحد هو عبارة عن هَدْيهِ وبشارته بمن يجيء بعده لِيُتمّ دين الله الذي شرعه على لسانه وألسنة الأنبياء من قبله، فكان كل منهم يبين للناس منه ما يقتضيه استعدادهم، وإنما كثرت الأناجيل؛ لأن كل من كتب سيرته عليه السلام سماها إنجيلا لاشتمالها على ما بشر وهدى به الناس. من تلك الأناجيل ( إنجيل برنابا ) وبرنابا حواري من أنصار المسيح الذين يلقبهم رجال الكنيسة بالرسل. صحبه بولص زمنًا، بل كان ( هو الذي عرف التلاميذ ببولص بعدما اهتدى ( بولص ) ورجع إلى أورشليم ) [1] ، فلعل تلاميذ المسيح ما كانوا ليثقوا بإيمان بولص بعدما كان من شدة عداوته لدينهم لولا برنابا الذي عرفه أولا، وعرفهم به بعد أن وثق به. ومقدمة هذا الإنجيل الذي نقدم ترجمته لقُرّاء العربية اليوم ناطقة بأن بولص انفرد بتعليم جديد مخالف لِمَا تلقاه الحواريون عن المسيح. ولكن تعاليمه هي التي غلبت، وانتشرت، واشتهرت، وصارت عماد النصرانية. ويذهب بعض علماء الإفرنج إلى أن إنجيل مرقس وإنجيل يوحنا من وضعه كما في دائرة المعارف الفرنسية. فلا غرو إذا عدت الكنيسة إنجيل برنابا إنجيلا غير قانوني أو غير صحيح. لم نقف على ذكر لإنجيل برنابا في أسفار التاريخ أقدم من المنشور الذي أصدره البابا جلاسيوس الأول في بيان الكتب التي تحرم قراءتها، فقد جاء في ضمنها إنجيل برنابا. وقد تولى جلاسيوس البابوية في أواخر القرن الخامس للميلاد، أي: قبل بعثة نبينا ![]() مرت القرون وتعاقبت الأجيال ولم يسمع أحد ذكرًا لهذا الإنجيل حتى عثروا في أوربا على نسخة منه منذ مائتي سنة، فعدوها كنزًا ثمينًا، ولو وجدها أحد في القرون الوسطى - قرون ظلمات التعصب والجهل - لَمَا ظهرت، وأنى يظهر الشيء في الظلمة، والنور شرط الظهور؟ ظهرت هذه النسخة في نور الحرية المتألق في تلك البلاد، وكانت موضع اهتمام العلماء وعنايتهم، وموضوع بحثهم واجتهادهم، وانبرى بعض فضلاء الإنكليز في العام الماضي لترجمتها بالإنكليزية، وتعمم نشرها وقد أهديت إلينا نسخة منها عند نشرها، فرأينا أنه يجب أن لا يكون حظ قراء العربية منها أقل من حظ قراء الإنكليزية، فكاشفنا بذلك صديقنا الدكتور خليل سعادة، فوافقت رغبته رغبتنا، وترجم النسخة بالعربية ترجمةً حرفيةً، وباشرنا طبعها بعد معارضتها معه على الأصل؛ لأجل الدقة في تصحيحها. بحث علماء أوربا في هذه النسخة، وكتبوا في شأنها فصولا طويلةً لخصها الدكتور سعادة في مقدمته، فمن مباحثهم ما هو علمي دقيق ككلامهم في نوع ورقها وتجليدها ولغتها، ومنها ما هو من قبيل الخَرص والتخمين، كأقوالهم في الكاتب الأول لها، والزمن الذي كتبت فيه، وتبعهم في مثل هذا البحث أصحاب مجلتي المقتطف والهلال. ويجب أن ننبه في هذا المقام على قاعدة من قواعد البحث الفلسفية، وأصل من أصوله العقلية، وهي قاعدة إطلاق البحث أو بنائه على رأسه ولو مفروضًا. فإن كثيرًا من الباحثين يبنون أبحاثهم على فرضٍ يتخذونه قاعدةً مسلمةً، وربما كان فاسدًا فيجيء كل ما بني عليه مثله؛ لأن ما بُنِيَ على الفاسد فاسد حتمًا. مثال هذا ما امتحن به بعض الفلاسفة تلاميذه، وهو أنه عمد إلى جرة كانت في الشمس، فقلبها من غير أن يروه، ودعاهم، فقال: إني أرى وجه هذه الجرة المقابل للشمس باردًا. ثم قلبها ولمس الجانب الآخر معهم، فإذا هو سخن؛ فطالبهم بعلة ذلك، فطفقوا ينتحلون العلل وهو يردها، ولما سألوه عن رأيه في ذلك قال: إنه يجب أن يتثبت من صحة الشيء أولا، ثم يبحث عن علته. وكون الجانب المقابل للشمس من هذه الجرة باردًا، والجانب المقابل للأرض سخنًا غير صحيح، بل قلبتها أنا لأختبر فطنتكم. وكذلك فعل بعض الباحثين في إنجيل برنابا، فرضوا أنه من وضع بعض المسلمين، ثم حاروا في حزر تعيين واضعه، هل هو غربي أم شرقي، عربي أم عجمي، قديم أم حادث. وما قال أحد فيه قولا إلا وجد من الباحثين من يفنده حتى رأى الدكتور سعادة بعد الاطلاع على تلك الأقوال أن الأقرب إلى التصور أن يكون كاتبه يهوديًّا أندلسيًّا من أهل القرون الوسطى تنصر، ثم دخل الإسلام، وأتقن اللغة العربية، وعرف القرآن والسنة حق المعرفة بعد الإحاطة بكتب العهد العتيق والجديد، واستدل على هذا الفرض بعلمه الواسع بأسفار العهد القديم، وموافقة التلمود، وإحاطته بالعهد الجديد، وغفل عن عزوه إلى كتب العهدين ما لا يوجد في نسخها التي عرفت في القرون الوسطى، وهي التي بين أيدينا الآن؛ كعزو قصة هوشع وحجي إلى كتاب دانيال، وعن مخالفته لها أحيانًا في مسائل أخرى، ولو كان من أهل القرون الوسطى وما بعدها لَمَا وقع في هذا الغلط الظاهر مع علمه الواسع. واستدل أيضا بموافقة بعض مباحثه للقرآن والأحاديث، وما كل ما وافق شيئًا في بعض مباحثه يكون مأخوذًا منه وإلا لزم أن تكون التوراة مأخوذة من شريعة حمورابي لا وحيًا من الله لموسى عليه السلام. على أن معظم مباحث هذا الإنجيل لم تكن معروفة عند أحد من المسلمين، وأسلوبه في التعبير بعيد جدًّا من أساليب المسلمين عامَّةً والعرب منهم خاصَّةً، كما بين بعض القسيسين في مجلة دينية، وأي مسلم يذكر الله ولا يثني عليه، والأنبياء ولا يصلي عليهم، ويسمي الملائكة بغير الأسماء الواردة في الكتاب والسنة. وقد كانت مسألة اليوبيل أقوى الشبهات عندي على كون كاتبه من أهل القرون المتوسطة، لا من قرن المسيح حتى بين الدكتور سعادة ضعفها بدقة نظره، فلم يبق للباحثين دليل يعوَّل عليه في هذا المقام، فإن موافقة بعض ما فيه لبعض ما ورد في شعر دانتي يمكن أن يعلل بأن دانتي اطلع عليه وأخذ منه إن لم يكن ذلك من قبيل توارد الخواطر. أما الهوامش العربية التي وجدت على النسخة، فيحتمل أن تكون للراهب فرمرينو الذي اكتشف هذا الإنجيل في مكتبة البابا بأن يكون دخوله في الإسلام حمله على تعلم العربية، حتى كان مبلغ علمه فيها أن يترجم بعض الجمل بعبارة سقيمة تغلب عليها العجمة، وما فيه من العبارات الصحيحة على قلتها لا ينافي ذلك، فإن كل من يتعلم لغة أجنبية في سِنّ الكبر تكون كتابته فيها لأول العهد من هذا القبيل: صواب قليل، وخطأ كثير على أن أكثر العبارات الصحيحة في هذه الهوامش منقول من القرآن أو بعض الكتب العربية التي يمكن أن يكون قد اطلع عليها الكاتب. ويحتمل أن يكون بعض القسوس أو من هم على شاكلتهم قد تعلم العربية؛ ليتبين هل فيها مصادر لهذا الإنجيل يمكن إرجاعه إليها. ويرجح هذا الاحتمال تسميته الفصول سورًا تشبيهًا له بالقرآن، أمّا عزو هذه الهوامش إلى مسلم عريق في الإسلام فخطأ لا يحتمل الصواب؛ إذ لا يوجد مسلم عربي ولا عجمي يطلق لفظ السور على غير القرآن، أو يقول: ( الله سبحان )، كما جاء في مواضع منها هامش ص 141 و 16؛ لأن كلمة ( سبحان الله ) مما يحفظه كل مسلم من أذكار دينه، أو يقول: ميخائيل بدل ميكائيل، ويجهل اسم إسرافيل فيسميه أوريل أو أورفائيل، أو يقول: إن السموات أكثر من سبع، وإن العدد لا مفهومَ له. كما قال علماء الأصول. ولذلك أمثلة أخرى أضف إليها عدم اطلاع علماء المسلمين في الأندلس وغيرها على هذا الإنجيل، كما حققه الدكتور مرجليوث مؤيدًا تحقيقه بخلو كتب المسلمين الذين ردوا على النصارى من ذكره، وناهيك بابن حزم الأندلسي وابن تيمية المشرقي، فقد كانا أوسع علماء المسلمين في الغرب والشرق اطلاعًا كما يعلم من كتبهما، ولم يذكرا في ردهما على النصارى هذا الإنجيل. بقى أمر يستنكره الباحثون في هذا الإنجيل بحثًا علميًّا لا دينيًّا أشد الاستنكار وهو تصريحه باسم ( النبي محمد ) عليه الصلاة والسلام قائلين: لا يعقل أن يكون ذلك كتب قبل ظهور الإسلام؛ إذ المعهود في البشارات أن تكون بالكنايات والإشارات، والعريقون في الدين لا يرون مثل ذلك مستنكرًا في خبر الوحي. وقد نقل الشيخ محمد بيرم عن رحّالة إنكليزي أنه رأى في دار الكتب البابوية في الفاتيكان نسخة من الإنجيل مكتوبة بالقلم الحِمْيَرِيّ قبل بعثة النبي ![]() وذلك موافق لنص القرآن بالحرف، ولكن لم ينقل عن أحد من المسلمين أنه رأى شيئًا من هذه الأناجيل التي فيها البشارات الصريحة، فيظهر أن في مكتبة الفاتيكان من بقايا تلك الأناجيل، والكتب التي كانت ممنوعة في القرون الأولى ما لو ظهر لأزال كل شبهة عن إنجيل برنابا وغيره. على أنه لا يبعد أن يكون مترجم برنابا باللغة الإيطالية قد ذكر اسم ( محمد ) ترجمة، وأنه في الأصل الذي ترجم هو عنه قد ذكر بلفظ يفيد معناه كلفظ البارقليط ومثل هذا التساهل معهود عند المسيحيين في الترجمة، كما بيّنه الشيخ ( رحمة الله ) للشواهد الكثيرة من كتبهم في الأمر السابع من المسلك السادس من الباب السادس من كتابه ( إظهار الحق ) وزاده بعد ذلك بيانًا في البشارة الثامنة عشر. ولا يحسبن القارئ المسلم أن علماء أوربا وبعض علماء بلادنا كالدكتور سعادة، وأصحاب المقتطف والهلال يظهرون الريب في هذا الإنجيل الموافق في أصول تعاليمه للإسلام تعصّبًا للنصرانية؛ فإن الزمن الذي كان التعصب فيه يحمل العلماء على طمس الحقائق التاريخية وغيرها قد مضى. وقد بحث علماء أوربا مثل هذه المباحث في الأناجيل الأربعة، فبينوا أنه لا يُعْرَف مَتَى كُتِبَتْ، ولا بأيّ لغة أُلّفت، وقال بعضهم: إن مؤلفيهاغير معروفين، واتهم بعضُهم بولصَ بوَضْع أكثرها، كما ترى في دائرة المعارف الفرنسية وغيرها، بل منهم من جعل أصول تعاليمها مأخوذ من الأديان الوثنية. أكثر العلماء في هذا العصر أحرار مستقلون في مباحثهم إلا من غلب عليه التقليد الديني أو مصانعة المتدينين؛ ألا ترى أن الدكتور مرجليوث الإنكليزي هو الذي دحض شبهة من قال: إن لهذا الإنجيل أصلا عربيًّا، وإنه من وضْع المسلمين، وإن الدكتور سعادة هو الذي فنّد رأي المستدل على كونه من وضع القرون الوسطى بما فيه من ذكر كون اليوبيل كل مائة سنة، وإن أصحاب المقتطف يجوزون أن يكون له أصل ترجمت عنه النسخة الإيطالية، ويحثون على البحث عنها، فأمثال أولئك العلماء يجب احترام رأيهم، وإن لم يكن دليله واضحًا وتعليله ظاهرًا. ومن لاحظ أن بعض القسيسين يجعلون العمدة في إثبات الأناجيل الأربعة ما فيها من التعاليم الأدبية العالية، ثم قرأ تعاليم إنجيل برنابا يظهر له مكانه العالي في تعاليمه الإلهية والأدبية. فإذا صرفنا النظر عن فائدته التاريخية، وعن حكمه لنا في المسائل الثلاث الخلافية: التوحيد، وعدم صلب المسيح، ونبوة محمد ![]() القاهرة في21صفر سنة1326 محمد رشيد رضا الحسيني منشئ المنار المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا مجيب الرحمــن على المشاركة : | ||
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
إنجيل, بلاغة, برنابا, دليل, سعادة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
إنجيل برنابا (نسخة ثمينة ونادرة) | كلمة سواء | كتب في النصرانيات | 4 | 03.06.2019 11:34 |
تحدى مفتوح ليكم يا مسلمين: من يجرؤ على مواجهة بلاغة الكتاب المقدس الجنسية ؟!؟!؟! | د. نيو | مصداقية الكتاب المقدس | 23 | 12.08.2016 19:20 |
بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم | لا تسئلني من أنا | الحديث و السيرة | 3 | 25.01.2011 02:10 |
بلاغة القرآن في حرف ! | أبوحمزة السيوطي | القرآن الكـريــم و علـومـه | 13 | 16.12.2010 13:33 |
البشارات والذكر عن نبي الله ورسوله مُحمد(ص) كما وردت في إنجيل "القديس برنابا" | عمر المناصير | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 23 | 11.04.2010 19:51 |