وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
(16) (النور)
هَذَا تَأْدِيب آخَر بَعْد الْأَوَّل الْآمِر بِظَنِّ الْخَيْر أَيْ إِذَا ذُكِرَ مَا لَا يَلِيق مِنْ الْقَوْل فِي شَأْن الْخِيرَة فَأَوْلَى يَنْبَغِي الظَّنّ بِهِمْ خَيْرًا . وَأَنْ لَا يُشْعِر نَفْسه سِوَى ذَلِكَ ثُمَّ إِنْ عَلِقَ بِنَفْسِهِ شَيْء مِنْ ذَلِكَ وَسْوَسَة أَوْ خَيَالًا فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَكَلَّم بِهِ فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ اللَّه تَعَالَى تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسهَا مَا لَمْ تَقُلْ أَوْ تَعْمَل " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَ اللَّه تَعَالَى " وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُون لَنَا أَنْ نَتَكَلَّم بِهَذَا " أَيْ مَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَفَوَّه بِهَذَا الْكَلَام وَلَا نَذْكُرهُ لِأَحَدٍ " سُبْحَانك هَذَا بُهْتَان عَظِيم " أَيْ سُبْحَان اللَّه أَنْ يُقَال هَذَا الْكَلَام عَلَى زَوْجَة رَسُوله وَحَلِيلَة خَلِيله .