ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ
(10) (الروم)
قَالَ تَعَالَى " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَة الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّه وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ " كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَنُقَلِّب أَفْئِدَتهمْ وَأَبْصَارهمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّل مَرَّة وَنَذَرَهُمْ فِي طُغْيَانهمْ يَعْمَهُونَ " وَقَالَ تَعَالَى" فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّه قُلُوبهمْ " وَقَالَ تَعَالَى " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيد اللَّه أَنْ يُصِيبهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبهمْ " وَعَلَى هَذَا تَكُون السُّوأَى مَنْصُوبَة مَفْعُولًا لِأَسَاءُوا وَقِيلَ بَلْ الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَة الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى " أَيْ كَانَتْ السُّوأَى عَاقِبَتهمْ لِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّه وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ . فَعَلَى هَذَا تَكُون السُّوأَى مَنْصُوبَة خَبَر كَانَ هَذَا تَوْجِيه اِبْن جَرِير وَنَقَلَهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْهُمَا وَعَنْ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم وَهُوَ الظَّاهِر وَاَللَّه أَعْلَم لِقَوْلِهِ " وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ " .