بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ
(22) (الزخرف)
أَيْ لَيْسَ لَهُمْ مُسْتَنَد فِيمَا هُمْ فِيهِ مِنْ الشِّرْك سِوَى تَقْلِيد الْآبَاء وَالْأَجْدَاد بِأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى أُمَّة وَالْمُرَاد بِهَا الَّذِينَ هَهُنَا وَفِي قَوْله تَبَارَكَ تَعَالَى " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة " وَقَوْلهمْ " وَإِنَّا عَلَى آثَارهمْ " أَيْ وَرَائِهِمْ " مُهْتَدُونَ " دَعْوَى مِنْهُمْ بِلَا دَلِيل ثُمَّ بَيَّنَ جَلَّ وَعَلَا أَنَّ مَقَالَة هَؤُلَاءِ قَدْ سَبَقَهُمْ إِلَيْهَا أَشْبَاههمْ وَنُظَرَاؤُهُمْ مِنْ الْأُمَم السَّالِفَة الْمُكَذِّبَة لِلرُّسُلِ تَشَابَهَتْ قُلُوبهمْ فَقَالُوا مِثْل مَقَالَتهمْ " كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ مِنْ رَسُول إِلَّا قَالُوا سَاحِر أَوْ مَجْنُون أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْم طَاغُونَ " .