قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ
(144) (الأعراف)
يَذْكُر تَعَالَى أَنَّهُ خَاطَبَ مُوسَى بِأَنَّهُ اِصْطَفَاهُ عَلَى عَالَمَيْ زَمَانه بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامه وَلَا شَكّ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّد وَلَد آدَم مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَلِهَذَا اِخْتَصَّهُ اللَّه بِأَنْ جَعَلَهُ خَاتَم الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِينَ الَّذِي تَسْتَمِرّ شَرِيعَته إِلَى قِيَام السَّاعَة وَأَتْبَاعه أَكْثَر مِنْ أَتْبَاع الْأَنْبِيَاء كُلّهمْ وَبَعْده فِي الشَّرَف وَالْفَضْل إِبْرَاهِيم الْخَلِيل ثُمَّ مُوسَى بْن عِمْرَان كَلِيم الرَّحْمَن عَلَيْهِ السَّلَام وَلِهَذَا قَالَ اللَّه تَعَالَى لَهُ " فَخُذْ مَا آتَيْتُك " أَيْ مِنْ الْكَلَام وَالْمُنَاجَاة " وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ " أَيْ عَلَى ذَلِكَ وَلَا تَطْلُب مَا لَا طَاقَة لَك بِهِ .