المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : باحثة عن الحقيقة : قصة فتاة مصرية مهتدية .


كلمة سواء
27.10.2010, 14:50
باحثة عن الحقيقة : قصة فتاة مصرية مهتدية

http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir/22853/files//2009/06/lo1-300x245.jpg (http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir/22853/files//2009/06/lo1.jpg)
تقديـــــــم
إن هذا الكتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8% A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%8 5%D9%82%D8%AF%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ليس مجرد سيرة ذاتية، ولا هو هجوم على دين، ولكنه رصد أمين لتجربة شخصية وليست خاصة فقد يمر بها أى إنسان يحب الله، ويريد أن يقترب منه دون خوف أومكابرة فى الحق أو عناد ليس له معنى ..
و أنا بهذا الكتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8% A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%8 5%D9%82%D8%AF%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) أريد ان أنقل للجميع تجربتى الشخصية فى دراسة الأديان ، والتى انتهت بى الى إعتناق الإسلام.
فقد درست الأديان السماوية بحياد تام، وليس الحياد الذى توخيته فى بحثى يعنى البعد عن تعاليم الدين الذى تربيت عليه، ولكنه حياد مؤقت لمعرفة بقية الأديان ، والحكم لها أو عليها- بعد تصفية الذهن والعقل – بعيدا عن التشويهات والمفتريات، وفى نفس الوقت معرفة حقيقة التعاليم السماوية، ومدى مصداقيتها..أى ما عرف منها وما لم يعرف..
و كما هو معلوم فإن الحياد فى البحث العلمى – لا سيما فى الأديان- لا يتم إلا بعد أن يتجرد الباحث الأمين من التعصب الأعمى لمعتقده الأصلى، ويُنحَّى جانبا أية مفاهيم أو تعاليم تلقاها إلى أن ينتهى من بحثه..
فأمانة البحث تقتضى من الباحث أن يجرد عقله من أية أحكام مسبقة حتى لا يميل بأفكاره فى إتجاه معين ، بل يترك العنان للدراسة المنهجية الحرة- دون قيود أو حدود- والتى تحتكم للمنطق الواعى، وتسترشد بهداية الله للبحث عن الحقيقة.. حقيقة الله ، ومعرفته حق المعرفة، والتقرب إليه بكل وسيلة ممكنة..
ذلك الإله الحق الذى لم يره أحد قط، ولكن المؤمنين به يعرفونه بعقولهم ويسمعونه بقلوبهم، ويتمنون لقائه بعد موتهم فى الفردوس الأعلى..
مدخل البحث
و أرجو قبل أن يبدأ الباحث المسيحى فى القراءة أن يطرح على نفسه سؤالين محددين، الأول: لماذا يكره الإسلام والمسلمين؟
هل يظن أنهم إرهابيون، وانهم أخذوا مكانه، واحتلوا بلاده؟
هل يعتقد أنهم ظالمون كفار لا يعرفون الله؟
هل يعتقد أن الإسلام دين أرضى متشدد لا يعرف الروحانيات؟
هل يعتقد أن الإسلام يخلو من المحبة والعلاقة الخاصة بالله؟
هل يعتقد أن بالمسلمين أرواح نجسة تحركهم؟
هل يعتقد أن رسول الإسلام قام بتأليف القرآن بمساعدة راهب مسيحى أو نتيجة عهد بينه وبين الشيطان؟
***
و السؤال الثانى هو : ما هو موقف المسيحى من اليهودى؟
هل يحبه و يشفق عليه على الرغم من أن اى مسيحى يعلم تماما أن اليهود يعتقدون أن بقية الجنسيات هى مجرد أمم نجسة؟
و أن اليهود وحدهم هم شعب الله المختار!
و أنهم لا يعترفون بيسوع أنه المسيح حتى وقتنا هذا بل أنهم اضطهدوه و قتلوه و قالوا عنه و عن أمه ما لا يليق !
و أنهم طردوا و عذبوا الرسل قبل و بعد المسيح!
و أنهم شتتوا المسيحيين و قتلوهم و شاركوا الوثنيين فى قتلهم و تعذيبهم!
أم ان المسيحى يكره اليهودى لأنه يعرف كل ما سبق؟
و أخيرا وليس اَخرا فليسأل الباحث المسيحى نفسه هل توجد أديان أخرى تعرف الله، ولها أنبياء، وكتب لا يعرف أحد عنها شىء؟ أم أن اليهود ومن بعدهم المسيحيين هو شعب الله المختار!!
ليست كل المعارف حقائق
حاول أخى القارىء أن تفكر بعقلك وتستشعر بقلبك ، لا أن تستفز، وتلقى بهذه الوريقات حتى لا يضعف إيمانك، ويدخل الشك فى قلبك، لأن الإيمان المدعم بالفهم والمنطق هو أقوى الإيمان، لا تستطيع أية أفكار غريبة أن تهزه مهما كانت قوية أو مؤثره، والتفكير بالعقل لا يتنافى أبدا مع الإيمان بالقلب ،فسيدنا إبراهيم عليه السلام قد فكر بعقله فى خالق الكون ثم اَمن به بكل كيانه وصدقه ووثق به حتى أنه قدم اليه إبنه ذبيحة.
أما تكذيب أية معلومات مخالفة للتعاليم التى تربى عليها الإنسان دون أن يفكر أو يحاول أن يتأكد هل هى حقيقة أم لا فهذا ليس من الإيمان، ولكنه الخوف واللامبالاه..
و لتبحث كما بحثت عن معرفة الحقيقة المجردة دون زيف أو رياء، إذ ليس كل ما تعلمناه ونعرفه حقيقى وليس كل ما لم نتعلمه ولم نعرفه غير حقيقى .
إتهام ظالم
وقبل أن أبدأ القصة .. قصة بحثى عن الحقيقة، أقول لكل من إتهمنى بأننى اتجهت الى التفكير فى الإسلام لأى أغراض دنيوية، كأن أكون غير سعيدة فى حياتى !! أو لأننى أحببت شخص أخر غير زوجى!! أو أننى مريضة نفسيا !! أو ضعيفة الشخصية، سهلة الإنقياد!! أو أنها مجرد نزوة إيمانية أوحى لى بها الشيطان عن طريق أشخاص أو كتب مضللة!! أو انها حرية تمتعت بها وأسأت إستغلالها ..
هذه الإتهامات التى طالما كنت أسمعها فى الماضى عن أى شخص يسمى مرتدا عن دينه حتى لا تقع الكنيسة فى سلسلة مناظرات تظهر بسهوله شديدة ضعف العقيدة المسيحية، ومدى السيطرة التى تمارسها على عقول المسيحيين لمنعهم من التفكير فى الله الحق بإدعاءات العقل المحدود والله الغير محدود، وأن الدين هو الإيمان فقط ولا يجب أن نبحث بالعقل ونفلسف الأمور، بل يجب أن يكون فى بساطة إيمان الأطفال أى التصديق بكل ما يقال لنا حتى لو كان مخالفا للعقل.
لأننا كما نؤمن بوجود الله ونحن لم نره نؤمن أيضا بكل ما يقال لنا حتى لو كان غير مقنع لعقولنا.
و أنه من المستحيل ألا يكون قد فكر من سبقونا من العلماء الدينيين والآباء الأولين فيما نفكر فيه الآن، بل أنهم بحثوا ومحصوا جيدا حتى توصلوا إلى وضع العقيدة الحالية،بل أنهم تعذبوا وقتلوا فى سبيل الحفاظ على ما تسلموه من الرسل كما هو معروف، وبالتالى فإنها بلا شك سليمة مائة بالمائة.
و بداهة كنت أتوقع أن تطاردنى الإشاعات ولكن ليس لدرجة تلويث الشرف والسمعة بالباطل ممن يدعون برجال الدين!!
أقول ولأخر مرة أننى بريئة -أمام الله وكفى – من هذه الإتهامات وأننى مجرد إنسانة محبة لله ، خائفة من حسابه، باحثة عن الحقيقة، وهذا ما سوف أتحدث عنه مع أى شخص يريد أن يتناقش فى الدين .. وأننى لم أتجه إلى إعتناق الدين الإسلامى إلا بعد أن تأكدت أنه دين الله المقبول لديه.
و أنا أتحدى بعلمى ودراستى ، وإيمانى بالله كل من يشكك فى هذا الإيمان.. وهذا العلم .. وهذه المعلومات التاريخية والعقلية والإيمانية ، وهذا التحدى ليس لإثبات إيمانى الشخصى فقط ولكن لكى يهدى الله من يشاء.
عقيدة الأمس
لقد كنت فى الماضى القريب مسيحية أكاد أكون متعصبة ، لا أسمح لأحد أن يتكلم أمامى بكلام جارح للدين أو لشخص المسيح، حتى أنني كنت أرفض قراءة أي كتاب فيه نقد للمسيحية أو للمسيحيين ،حتى التناقضات الموجودة بين الأناجيل وكيفية تجميعها لم أكن أحب أن أخوض فى تفاصيلها حتى لا أُستفز أو أُثار عصبيا، وكنت أشعر من خلال تعليمى الدينى ومعتقدى الشخصى أن الإيمان الموجود فى داخلى أقوى من أى قوة فى الوجود !! حتى من الأناجيل نفسها!!
فمهما وجدت إختلافات فى الأناجيل أو صراعات فى الكنائس بين القساوسة والطوائف أو حتى تغيير فى المعانى والترجمات والتعاليم.
فهذا كله لا يساوى شىء بالنسبة لى لأننى واثقة من أن الله قد حفظ العقيدة الصحيحة على مر العصور. وكنت على يقين بأن لكل شىء اجابه مقنعة تماما ومهما حاول الأخرون تشويه الإنجيل الذى أثق فى عصمته اكثر من ثقتى بأننى على قيد الحياه، فهذا لن يُجدى معى فأنا واثقة ،مؤمنه ،أعيش حياه روحية أرضاها تماما مع الله، ومهما كان التشويه والتحريف الذى يحاول هدم الدين المسيحى فأنا محصنة تماما من الروح القدس الموجود فى داخلى والذى يجعلنى أثق وأؤمن بالمسيح يسوع الذى افتدانى وخلصنى من الموت و(الخطية) وانتشلنى من ظلمات الجحيم وفتح لى أبواب السماء فأهم شىء هو الإيمان كما كتب بولس فى رسالته "واما الايمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى."(عبرانيين 1:11)
فكيف أشك فى المسيح ؟ كيف لا اثق بمن سفك دمه من أجلى؟ والله فى كل عصر يظهر معجزاته على ايدى قديسيه ومن أمثلتهم فى عصرنا الحديث البابا كيرلس (هو بطريرك الأقباط الأورثوذوكس وهو السابق مباشرة للبطريرك الحالى وكان مشهورا بقداسته وقدراته فى عمل المعجزات) وقد رآه كل الناس وجرت على يديه معجزات لا حصر لها وكانت لديه شفافية عاليه فى معرفة ما الذى يريد أى احد ان يقوله دون ان ينطق.
و العذراء تظهر بين الحين والأخر وتجرى معجزات من هذه الظهورات حتى لبعض المسلمين وباعترافهم.
حياتى الروحية
كانت حياتى الروحية التى أعيشها مع المسيح تجعلنى أثق أكثر وأكثر.. أثق فى دينى.. أثق فى عقيدتى.. أثق فى عصمة الإنجيل..
فقد عشت حياتى أذهب الى مدارس الأحد وأستمع الى كل ما يقال وأثق به ، وكنت أذهب إلى المؤتمرات والإجتماعات الروحية لكى أتلقى منها تعليمى الصحيح الذى يجعلنى أنمو فى النعمة أكثر وأكثر وأقترب من المسيح أكثر وأرتبط بالكنيسة وبمحبة الله ومعرفته المعرفة الصحيحة.
و لشدة محبتى لله كنت أقضى وقت خلوتى يوميا فى مناجاة مع الله ما بين صلاه وقراءة فى الكتاب (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8% A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%8 5%D9%82%D8%AF%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) المقدس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8% A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%8 5%D9%82%D8%AF%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) وقراءة فى الكتب الروحية ، فكان يقينى يزداد كل يوم بالمسيح، ومحبته تكبر فى داخلى ، وحصن الإيمان المسيحى يعلو ويزداد ويترسخ.
تحذيرات الكنيسة
ولشدة خوف الكنيسة على ابنائها من الشباب فدائما ما كانت تحذرنا من التحدث عن العقيدة المسيحية مع غير المسيحيين لأنها عقيدة تستعصى على الفهم، فلا يستطيع أى شخص فهمها الا إذا كان الروح القدس فى داخله كما أكد ذلك الرسول بولس فى رسالته
" لذلك اعرفكم ان ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما. وليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس".(1كورونثوس3:12)
و عندما كنت أسأل ماذا أفعل إذا سألنى أى أحد فى أى شىء عن المسيحية؟ الم يقل المسيح من لم يجمع معى فهو يفرق؟ ألا يريد الله لجميع الناس أن يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون؟ أليس من الواجب علىّ كمسيحية أن أرشدهم الى المسيح حتى ينعموا مثلى بنعمة الإيمان ويشاركوننى فرحتى عندما أدخل الملكوت؟
فكانت الإجابه التى أتلقاها دائما هى اننى غير مؤهلة لهذه المهمة.. مهمة التحدث عن دينى مع غير المسيحيين، فالله – فى زعم الكنيسة- يختار من بين المؤمنين من هو أهل للتبشير، فمواهب الروح القدس توزع على المؤمنين كل حسب مقدرته فنجد من يعظ ومن يبشر ومن يتكلم بألسنة ومن يخرج شياطين كما قال القديس بولس الرسول فى رسالته:
"ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة. فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة.ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الارواح.ولآخر انواع ألسنة.ولآخر ترجمة ألسنة."(1كورونثوس 12 : 7-10)
و هذه السلسلة المتكاملة تبنى فى النهاية جسد المسيح.
فإذا لم أكن مبشرة بالمسيحية فيمكننى أن أبنى نفسى حتى أُنشىء أجيال من بعدى تعتنق العقيدة الصحيحة التى طالما حورِبَت، ولكنها ظلت صامدة على مر العصور.
و ليست موهبة الوعظ والإرشاد هى فقط مؤهلات الواعظ والمبشر، ولكن يجب ان يكون دارسا لعلم مقارنة الأديان واللاهوت المسيحى، والفقه والشريعة الإسلامية ،حتى يستطيع الدخول فى مثل تلك المناقشات، أما من هم مثلى فلا ينبغى لهم التعرض لها من قريب أو بعيد فتلك الأحاديث تسمى مناقشات غبية يجب أن أبتعد عنها تماما كما قال بولس الرسول: "والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما انها تولّد خصومات".(2تيموثاوس:23:2)
و كنت دائما أسمع أننى لن أستطيع إقناع أحد من خلال مناقشتى معه، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فمن الممكن أن أتذبذب فى ايمانى نتيجة للنقاش. كما كان يأتينى التحذير بعدم مصادقة غير المسيحيين حتى لا اتعلم منهم تعاليم غريبة عن الدين المسيحى فهم يعيشون بالثواب والعقاب وليس لديهم حياه روحية حقيقية مع الله (هذا ما كنت أسمعه عن المسلمين) وهم لا يعرفون شيئا عن المسيح ولا محبة الله للبشر وتضحيته من اجلنا، لا يعرفون سوى الله المنتقم الجبار، حتى صلاتهم تكون اجبارية ديناميكية ليست بها روح ولا حياه يرددون فيها كلمات مكررة حتى لا يعاقبهم الله ، ونحن كمسيحيين لا نعترف بالفرض ولا الثواب والعقاب ولا الحلال والحرام ولكننا بسبب محبتنا الشديدة لله نبتعد عن (الخطية) كما قال بولس الرسول فى رسالته: " كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق.كل الاشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء."(1كورنثوس 12:6)
"كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق.كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الاشياء تبني."(1كورنثوس 23:10)
و بالتالى فإننا نرتفع فوق مستوى الثواب والعقاب فلا تحسب الحسنات والسيئات بالميزان، ولكن الله الرحيم المحب يغفر لنا كل الذنوب بدم المسيح عندما نرجع اليه نادمين تائبين ونثق بأننا بعد الموت سوف نكون فى السماء مع المسيح (فادينا).
و هذا ما يعتقده كل مسيحى متدين، فالله قد وضع الشريعة للإنسان فى العهد القديم لأن فى هذه المرحلة كان الإنسان كالطفل يجب أن يعرف ما يفعله وما لا يفعله.
و لكن بعد مجىء المسيح إرتفع الإنسان روحيا فأصبح يستطيع بنفسه معرفة ما يليق وما لا يليق تماما مثلما يكبر الطفل ويصبح مسئولا عن تصرفاته.
الإسلام والإنسان
و لكن الإسلام قد أنزل درجة الإنسان بأن أعطى شريعة مرة ثانية.
فنحن المسيحيين مسئولين تماما- بقامتنا الروحية العاليه التى اعطاها لنا الله- عن تصرفاتنا بدون ناموس وبدون شريعة، لأن ناموس الله فى داخلنا ، وهذا هو العهد الجديد الذى قطعه معنا الله كما كتب أرمياء فى نبوته:
"بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا." (أرميا 33:31).
و هذا ما يسمو بالإنسان عاليا، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن يدخل الشك الى قلوبنا مهما حدث ومهما قيل، فنحن نعرف الله حق المعرفة وخلاصة المسيحية: "الله محبـــة" فالإنجيل يحصننا تماما من الاعيب الشيطان وقد اوضح بولس الرسول هذا فى رسالته:
"ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما." (غلاطية 8:1)
حتى امتحان الأرواح قد وضع له شرط اساسى حتى يفهم ضعاف النفوس ونجد ذلك واضحا فى رسالة يوحنا الرسول:
" ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم. بهذا تعرفون روح الله.كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله.وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه يأتي والآن هو في العالم.(1يوحنا 1:4-3)
و المسيح بعد ان خلصنا من الشيطان والموت لا يمكن أن ننكره لأنه قال فى انجيل متى :
" ولكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السموات"(متى 33:10)
و أنا كمسيحية أريد الخلاص وأريد الحياه الأبدية لأعيش كملائكة السماء، وانا موقنه بأننى على حق، وأن المسلمين لا يعرفون شيئا عن الله ..فأنا أشفق عليهم ولكننى لن استطيع أن أفعل شيئا من اجلهم لأننى غير مؤهلة، فلا يجب أن أخسر آخرتى بأى حال من الأحوال، وكل ما استطيع فعله الآن هو الصلاة من أجلهم فقط ليس أكثر عملا بما جاء فى الإنجيل:
" ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون"(لوقا1:16)
فلا أمل لهم فى معرفة الحقيقة ما داموا لا يسعون بأنفسهم للبحث والتفكير..فالإنجيل فى متناول الأيدى يباع فى كثير من المكتبات يمكنهم شراءه وقراءته، كما يمكنهم أن يذهبوا الى الكنائس ليسمعوا (الوعظات) والصلوات، ولن يمنعهم أحد، علاوة على ما يرونه بأنفسهم من المعجزات العظيمة التى تجرى على ايدى القديسين المسيحيين ، ويرون الظهورات الكثيرة للعذراء، ويسمعون عن النور الذى يظهر كل عام عند القبر المقدس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8% A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%8 5%D9%82%D8%AF%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)، ويسمعون عن معجزة الكفن المقدس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8% A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%8 5%D9%82%D8%AF%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search).. كذلك يمكنهم ان يفكروا بعقلهم فى كيفية دخول الملكوت، ونحن أمامهم مثالا حيا، فهم يرون المسيحيين ودعاء متواضعين، أفلا يجب ان يسألوا انفسهم من أين جاءت روح الوداعة والهدوء؟
و كنت واثقة من أنه لو حاول أيا منهم قراءة الإنجيل مجرد قراءة سيجد محبة الله ورحمته وعدله .. بدلا من أن يعيش حياته فقط لتلقى الأوامر دون أن يشعر بحرية مجد أولاد الله..
و مهما كنت أحب الله فأنا كبشر ضعيفة جدا ولذلك فعدم كلامى معهم يجعلنى أنجو بنفسى من مصير غير مأمون لأن (الخطية) كل قتلاها أقوياء:
" لانها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها اقوياء." (أمثال 26:7)
لذلك فالإبتعاد أفضل، وعدم الخوض فى مناقشات أكثر أمانا، خاصة وأننى مطمئنة جدا لمن أتبعهم من القديسين والرسل والشهداء والمعترفين والصديقين ..فكل هؤلاء لا يمكن ان يكونوا على طريق خطأ ، هذا غير اجدادى وأبائى ، الُمثُل العليا بالنسبة لى ، فأنا واثقة فى دينى، لا يتزعزع إيمانى، فالصرح العالى لا يمكن الا ان يكون راسخ القواعد مهما حاول أى انسان النيل منه أو تشويه حقيقته أمامى، ومهما رأيت من يتحولون عن الدين المسيحى من حولى وإن كانوا أقوياء حتى لو كان البطريرك نفسه (البطريرك هو أعلى درجة فى رئاسات الكنيسة) و لا أمتلك سوى الإشفاق عليهم من سوء مصيرهم، وكما تعلمت فانه لا يمكن أن يكون سبب تحولهم عن الدين المسيحى الى الإسلام خطأ الأول وصحة الثانى .. ولكنها حتما أسباب شخصية أوعاطفية أو مادية أو هروب من شىء ما، حتى لو كان من ترك المسيح شخصية بارزة فى الدين المسيحى ، فان هذا يرجع الى ان الشيطان يضل الأقوياء، وقد أضل هؤلاء الأشخاص بحيله الكثيرة، وهذا ما يجعلنى أبعد أكثر وأكثر، فإذا كان الشيطان ينتصر على الأقوياء فماذا أفعل حياله أنا الضعيفة مع يقينى بأنه سوف يضل كثيرين فى آخر الأيام كما جاء فى إنجيل متى:
"لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا." (متى 24:24)
فلن أصدق أية معجزات أو آيات تحدث أمامى من غير المسيحيين، وأغلقت عقلى وقلبى على ما تعلمته حتى أكسب ابديتى عملا بما جاء فى الإنجيل:
" الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص." (متى 22:10)
ما كنت أعتقده..
و كنت على استعداد دائما أن اتحمل اية اضطهادات وأية مشاكل تقابلنى بسبب مسيحيتى-غير عابئه بها- لأنني أحب الله كثيرا وأقدر له تماما ما فعله من أجلى، ولكى أكون مستحقة لحمل هذا الإسم الكريم وحمل الصليب الذى يُحيى ويُخرج من الجحيم. وانا مؤمنة بالمسيح وبالفداء حتى لو لم أرى اية معجزة فالإيقان يزداد يوما بعد يوما ويترسخ أكثر وأكثر.
فمهما حاول الأخرون الهجوم على المسيحية أو تشويهها من قريب أو بعيد فهذا يجعلنى أحب المسيحية أكثر وأكره من يهاجم أكثر وأكثرو مهما اشتدت قوة الهجوم فلن تضر العقيدة شىء لأن " ابواب الجحيم لن تقوى عليها" ، فالمسيحيون فى العالم أجمع يؤمنون بالتثليث وألوهية المسيح (هذا ما كنت أعتقده لأنه توجد طائفة للموحدين لها أناجيل مختلفة بها حياة المسيح وتعاليمه مثل الأبيونيين لهم إنجيل متى مختلف عما بين ايدينا الآن )
كذلك كنت أعتقد أن تناقضات الأناجيل ما هى إلا فروق فى الترجمة ..و كنت أعتقد أن الإختلافات بين الطوائف المسيحية دليلا على صحة الإنجيل بإعتبارها إختلافات على تفسيره لا على صحته.. وكنت مؤمنة بالمسيح والفداء حتى لو لم أرى أية معجزة فإن كنت أؤمن بالله الذى لم أره فلماذا لا أؤمن بابن الله والفداء اذا كان هذا الإيمان سيدخلنى الملكوت؟ والقصة بالنسبة لى منطقية جدا ومعقولة يقبلها عقلى، فالشيطان بعد أن سقط، حسد الإنسان لإختصاصه بحب الله فقرر أن يوقعه فى الخطيئة فأغواه بالعصيان وبالتالى أصبح من حق الشيطان أن يقبض على أرواح كل البشر بسبب الخطيئة التى ورثوها من ابيهم الأول آدم، والدليل على هذا الميراث هو الجسد المادى الذى نعيش به الآن ووجودنا على أرض الأوجاع فلو كان آدم لم يخطىء كنا الآن فى الجنة!!
<font size="5"><font color="#0000cc">و كان لابد ان يدفع آدم ثمن خطيئته وهى الموت لأن هذا هو حكم الله العادل كما جاء فى التو%