المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : حقوق المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة


أمــة الله
29.10.2010, 14:09
http://ar.islamstory.net/images/stories/articles/119/16154_image002.jpg



للإسلام والحضارة الإسلامية (http://www.islamstory.com/index.php?option=com_content&Itemid=87&id=107&lang=ar&view=section) نظرةٌ خاصَّةٌ في رعاية المرضى وذوي الاحتياجات، تلك النظرة التي تبدأ من التخفيف عليهم في بعض الالتزامات الشرعيَّة، وذلك كما في قول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْـمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور: 61]. وتنتهي ببثِّ الأمل في نفوسهم، ومراعاة حقوقهم الجسمانيَّة والنفسيَّة.

تعامل الرسول مع المرضى
فنجد النبي كان إذا سمع بمريض أسرع لعيادته في بيته؛ مع كثرة همومه ومشاغله، ولم تكن زيارته هذه مُتكَلَّفة أو اضطراريَّة، وإنما كان يَشعر بواجبه ناحية هذا المريض.. كيف لا وهو الذي جعل زيارة المريض حقًّا من حقوقه؟! فقال: "حَقُّ الْـمُسْلِمِ عَلَى الْـمُسْلِمِ خَمْسٌ... وَعِيَادَةُ الْـمَرِيضِ..."[1] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn1).

فكان-وهو المُرَبِّي والقدوة- يُهَوِّن على المريض أزمته ومرضه، ويُظهِر له - دون تَكَلُّف - مُوَاساته له، وحرصه عليه، وحبَّه له، فيُسعد ذلك المريضَ وأهلَه، وفي ذلك يروي عبد الله بن عمر (http://www.kalemasawaa.com/الصحابي_عبد_الله_بن_عمر)فيقول: اشتكى سعد بن عبادة (http://www.kalemasawaa.com/سعد_بن_عبادة_الأنصاري)شكوى له، فأتاه النبييعوده مع عبد الرحمن بن عوف (http://www.kalemasawaa.com/article.php?id=836)، وسعد بن أبي وقاص (http://www.kalemasawaa.com/article.php?id=806)، وعبد الله بن مسعود (http://www.kalemasawaa.com/الصحابي_عبد_الله_بن_مسعود) y، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله[2] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn2)، فقال: "قَدْ قَضَى؟". قالوا: لا يا رسول الله. فبكى النبي، فلما رأى القوم بكاء النبي بَكَوْا، فقال: "أَلاَ تَسْمَعُونَ؟! إِنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلاَ بِحُزْنِ الْقَلْبِ؛ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا -وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ- أَوْ يَرْحَمُ[3] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn3)"[4] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn4).

كما كان يدعو للمريض ويُبشِّره بالأجر والمثوبة نتيجة المرض الذي لحق به؛ فيُهَوِّن بذلك عليه الأمر، ويُرْضيه به؛ تروي أُمُّ العلاء[5] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn5) فتقول: عادني رسول اللهوأنا مريضة، فقال: "أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلاَءِ، فَإِنَّ مَرَضَ الْـمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ"[6] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn6).

وكان الرسول حريصًا على أن يُخَفِّف عن المريض وألاَّ يشقَّ عليه، وقد روى في ذلك جابر بن عبد الله t فقال: خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجرٌ، فشجَّه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه، فقال: هل تجدون لي رخصة في التَّيَمُّم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء. فاغتسل فمات؛ فلمَّا قدمنا على النبيأُخبِرَ بذلك، فقال: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللهُ، أَلاَ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؛ فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ[7] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn7)، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ أَوْ يَعْصِبَ -شَكَّ أحد رُوَاة الحديث- عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ"[8] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn8).

بل إنه كان يُلَبِّي حاجة المريض، ويسير معه حتى يقضي حاجته، ولقد جاءته ذات مرَّة امرأة في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة. فقال: "يَا أُمَّ فُلانٍ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ؛ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ". فخلا معها[9] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn9) في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها[10] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn10).

كما جعل النبي للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصَّة الحقَّ في التداوي؛ لأن سلامةَ البدن ظاهرًا وباطنًا مقصدٌ من مقاصد الإسلام؛ لذلك قالللأعراب عندما سألوه عن التداوي: "تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَلَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً إِلا الْهَرَمَ"[11] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn11).

كذلك لم يكن يمانع أن تعالِج المرأةُ المسلمة رجلاً من المسلمين؛ حيث جَعَلَرُفَيْدة -وهي امرأة من قبيلة أسلم- تعالِج سعد بن معاذ (http://www.kalemasawaa.com/article.php?id=808) حين أصابه سهم بالخندق، وكانت -رضي الله عنها- تُداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين[12] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn12).

وفي صورة تطبيقية، كان الرسوليتعامل مع عمرو بن الجموح (http://www.kalemasawaa.com/article.php?id=867) t تعاملاً راقيًا، وكان عمرو من ذوي الاحتياجات الخاصَّة، إذ كان أَعْرَج شديد العَرَج، وقد حدث أن بنيه الأربعة الذين كانوا يشهدون المشاهد مع رسول الله، أرادوا حبسه يوم أُحُدٍ، فأتى عمرو بن الجموح (http://www.kalemasawaa.com/article.php?id=867) رسول الله فقال: إن بنيَّ يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه، والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة. فقال رسول اللهمخاطبًا عَمْرًا: "أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذرَكَ اللهُ فَلا جِهَادَ عَلَيْكَ". وقال لبنيه: "مَا عَلَيْكُمْ أَلاَّ تَمْنَعُوهُ، لَعَلَّ اللهُ يَرْزُقُهُ شَهَادَةً". فخرج مع النبيفقُتِلَ يوم أُحُدٍ، ثم قالعنه: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، مِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ الْـجَمُوحِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَطَأُ فِي الْـجَنَّة بِعَرْجَتِهِ"[13] (http://www.kalemasawaa.com/vb/#_ftn13).

وهكذا كان حال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام، وفي ظِلِّ الحضارة الإسلامية.

د.راغب السرجاني

$أبو علي$
15.12.2010, 16:56
موضوع متميز وجديد
اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك على وعلى والدي
جزاءكى الله خيرا الفاضلة نورا
وجزاءه الله خيرا د راغب

أمــة الله
27.12.2010, 16:51
موضوع متميز وجديد
اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك على وعلى والدي
جزاءكى الله خيرا الفاضلة نورا
وجزاءه الله خيرا د راغب
اللهم آآمين
وجزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل أبو علي
نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين الحامدين
تشرفت بمرورك الكريم