هبة الرحمن
30.10.2010, 14:23
الشبهة:
حضور النساء صلاة الجماعة في المسجد يدل على جواز تعليم المرأة المختلط
الجواب:
ليس الأمر كذلك ,فعن أبي سعيد الخدري قال ، قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم :
غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما .
فلو كان الاختلاط جائزا لقال لهن احضرن مع الرجال مجالس العلم والذكر، فهو أولى من تبديد الطاقات والنبي صلى الله عليه وسلم أحرص على حفظ الأوقات.
قال العلامة ابن باز رحمه الله معلقاً على من زعم بأن عزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة، وأن المسلمين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدون الصلاة في جامع واحد:
" لاشك أن هذا الكلام فيه جناية عظيمة على الشريعة الإسلامية، لأن الشريعة لم تدع إلى الاختلاط حتى تكون المطالبة بمنعه مخالفة لها، بل هي تمنعه وتشدد في ذلك" .
وقد نص الفقهاء على المنع من اختلاط الرجال بالنساء في المسجد، لما يترتب عليه من المفاسد ( انظر مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى 2/258، وغذاء الأباب في شرح منظومة الآداب 2/314.) ومنه الاختلاط لأجل طلب العلم .
ولقد خص عليه الصلاة والسلام للنساء خطبة في العيد لا يختلط فيها الرجال بالنساء .. قال ابن حجر في تعليقه على خطبة النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد: " قوله: "ثم أتى النساء" يُشعِر بأنّ النساء كُنّ على حدة من الرجال غير مختلطات بهم، وقوله: "ومعه بلال" فيه أن الأدب في مخاطبة النساء في الموعظة أو الحكم أن لا يحضر من الرجال إلا من تدعو الحاجة إليه من شاهد ونحوه، لأن بلالاً كان خادم النبي صلى الله عليه وسلم ومتولي قبض الصدقة، وأما ابن عباس فقد تقدم أن ذلك اغتفر له بسبب صغره"
ولو تأملنا حياة الصحابيات رضي الله عنهن ودرسنا أحوالهن لعلمنا أنهن من أبعد النساء عن مخالطة الرجال, وسأورد مثالاً لفقه صحابية جليلة لحال المرأة المسلمة وبعدها عن البروز ولست أنا من مدح فقهها ولكن من مدح فقهها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهي أسماء بنت السكن الأنصارية الأشهلية رضي الله عنها الملقبة بخطيبة النساء جاءت إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إن الله بعثك للرجال وللنساء كافة فآمنا بك وبإلهك،
وإنا معشر النساء محصورات، مقصورات مخدورات، قواعد بيوتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجُمَع والجماعات، وفضلتم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفضلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظم من ذلك الجهاد في سبيل الله. وإن الرجل منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ؛ جلسنا في بيوتكم نحفظ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزل ثيابكم، فهل نشارككم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟ فالتفت النبي بجملته وقال: ((هل تعلمون امرأة أحسن سؤالاً عن أمور دينها من هذه المرأة؟)) قالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تسأل سؤالها. فقال النبي : ((يا أسماء، افهمي عني، أخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لرغباته يعدل ذلك كله)) فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر وتردد: يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله.(أخرجه ابن عبد البر في: الاستيعاب (4-1788)، والبيهقي في: شعب الإيمان (8743)، وفي إسناده مسلم بن عبيد الراوي عن أسماء لم أجد له ترجمة. )
- ومن أوضح الأدلة على تحريم الاختلاط في العمل والتعليم الآثار الناتجة عنه ,إذ أن الاختلاط من أعظم أسباب الفاحشة وانتشارها في المجتمعات ..
( نشرت مجلة "المختار Reader's Digest تحقيقاً حول الاختلاط في العمل في مجالات الحياة المختلفة ، وما يتسبب فيه من إثارة الغرائز هو أحد أسباب انتشار الجرائم الجنسيَّة ، ومما أوردته المجلة في تحقيقها :
" أينما يعمل الرجال ، والنساء معاً : فإن " الافتتان " يأتي بوحي من واقع الميدان ( العمل المختلط ) وليس هذا الانجذاب بسبب سيطرة إفرازات زائدة لهرمون " الأدريانين " فحسب ، ولكن في أي مكان عمل ( مختلط طبعاً ) من المعمل إلى المكتبة العامة " .
هذه الفطرة التي فطر الخالق سبحانه وتعالى عليها ، وهي الانجذاب بين الجنسين : يريد الغرب كبتها في العمل ، وهو ليس بمستطيع ، وهذا ما يقوله أحد العاملين بمعهد العلاقات بين الجنسين في مدينة " سانتا باربرا " بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية :
" لا يمكننا أن نشرع قانوناً لإبقاء الميول الغريزية خارج نطاق العمل ، فهذه الميول جزء من شخصية الفرد ، لا تستطيع أن تعطل أداءها بضغطة زر لأنك موجود في العمل " .
ولعل من أسباب هذه الأوضاع أن الحضارة الغربية كما يرى علي عزت بيجوفتش قد " أحالت المرأة إلى موضوع إعجاب ، أو استغلال ، ولكنها حُرِمَت من شخصيتها ، وهو الشيء الوحيد الذي يستحق التقدير ، والاحترام ، وهذا الموضوع مشهود بشكل مضطرد ، وقد أصبح أكثر وضوحاً في مواكب الجمال ، أو في بعض مهن نسائية معينة مثل " الموديلات " ، وفي هذه الحالات لم تعد المرأة شخصية ، ولا حتى كائناً إنسانيّاً ، وإنما هي لا تكاد تكون أكثر من حيوان جميل " .
" الغرب من الداخل ، دراسات للظواهر الاجتماعية " ( ص 55 – 57 ) .
فها أنت ترى ما جرَّه الاختلاط بين الرجال والنساء على تلك المجتمعات ، وماذا صار حال النساء اللاتي يعملن في بيئات مختلطة ، أو يتركن بيوتهن ، وأزواجهن ، وأولادهن ، فهدمن بيوتهن ، وخانهن أزواجهن ، وتشرد أولادهن ، ولا عجب بعدها إن علمنا أن ستة ملايين امرأة في أمريكا وحدها تركن أعمالهن ليتفرغن لعمل البيت ، ولرعاية الأولاد ، والعناية بالزوج ، وانظر تعليمات الشرطة البريطانية للنساء بالاحتشام ، وعدم الخلوة ! فها هو الإسلام يدعون له دون التصريح بتسميته ، وللأسف ها هم الزنادقة والمنافقون والجهلة يشككون الناس في الإسلام ، ويطعنون به تصريحاً ، وتلميحاً ، سرّاً ، وعلانية .)
من موقع سؤال وجواب
حضور النساء صلاة الجماعة في المسجد يدل على جواز تعليم المرأة المختلط
الجواب:
ليس الأمر كذلك ,فعن أبي سعيد الخدري قال ، قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم :
غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما .
فلو كان الاختلاط جائزا لقال لهن احضرن مع الرجال مجالس العلم والذكر، فهو أولى من تبديد الطاقات والنبي صلى الله عليه وسلم أحرص على حفظ الأوقات.
قال العلامة ابن باز رحمه الله معلقاً على من زعم بأن عزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة، وأن المسلمين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدون الصلاة في جامع واحد:
" لاشك أن هذا الكلام فيه جناية عظيمة على الشريعة الإسلامية، لأن الشريعة لم تدع إلى الاختلاط حتى تكون المطالبة بمنعه مخالفة لها، بل هي تمنعه وتشدد في ذلك" .
وقد نص الفقهاء على المنع من اختلاط الرجال بالنساء في المسجد، لما يترتب عليه من المفاسد ( انظر مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى 2/258، وغذاء الأباب في شرح منظومة الآداب 2/314.) ومنه الاختلاط لأجل طلب العلم .
ولقد خص عليه الصلاة والسلام للنساء خطبة في العيد لا يختلط فيها الرجال بالنساء .. قال ابن حجر في تعليقه على خطبة النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد: " قوله: "ثم أتى النساء" يُشعِر بأنّ النساء كُنّ على حدة من الرجال غير مختلطات بهم، وقوله: "ومعه بلال" فيه أن الأدب في مخاطبة النساء في الموعظة أو الحكم أن لا يحضر من الرجال إلا من تدعو الحاجة إليه من شاهد ونحوه، لأن بلالاً كان خادم النبي صلى الله عليه وسلم ومتولي قبض الصدقة، وأما ابن عباس فقد تقدم أن ذلك اغتفر له بسبب صغره"
ولو تأملنا حياة الصحابيات رضي الله عنهن ودرسنا أحوالهن لعلمنا أنهن من أبعد النساء عن مخالطة الرجال, وسأورد مثالاً لفقه صحابية جليلة لحال المرأة المسلمة وبعدها عن البروز ولست أنا من مدح فقهها ولكن من مدح فقهها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهي أسماء بنت السكن الأنصارية الأشهلية رضي الله عنها الملقبة بخطيبة النساء جاءت إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إن الله بعثك للرجال وللنساء كافة فآمنا بك وبإلهك،
وإنا معشر النساء محصورات، مقصورات مخدورات، قواعد بيوتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجُمَع والجماعات، وفضلتم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفضلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظم من ذلك الجهاد في سبيل الله. وإن الرجل منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ؛ جلسنا في بيوتكم نحفظ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزل ثيابكم، فهل نشارككم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟ فالتفت النبي بجملته وقال: ((هل تعلمون امرأة أحسن سؤالاً عن أمور دينها من هذه المرأة؟)) قالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تسأل سؤالها. فقال النبي : ((يا أسماء، افهمي عني، أخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لرغباته يعدل ذلك كله)) فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر وتردد: يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله.(أخرجه ابن عبد البر في: الاستيعاب (4-1788)، والبيهقي في: شعب الإيمان (8743)، وفي إسناده مسلم بن عبيد الراوي عن أسماء لم أجد له ترجمة. )
- ومن أوضح الأدلة على تحريم الاختلاط في العمل والتعليم الآثار الناتجة عنه ,إذ أن الاختلاط من أعظم أسباب الفاحشة وانتشارها في المجتمعات ..
( نشرت مجلة "المختار Reader's Digest تحقيقاً حول الاختلاط في العمل في مجالات الحياة المختلفة ، وما يتسبب فيه من إثارة الغرائز هو أحد أسباب انتشار الجرائم الجنسيَّة ، ومما أوردته المجلة في تحقيقها :
" أينما يعمل الرجال ، والنساء معاً : فإن " الافتتان " يأتي بوحي من واقع الميدان ( العمل المختلط ) وليس هذا الانجذاب بسبب سيطرة إفرازات زائدة لهرمون " الأدريانين " فحسب ، ولكن في أي مكان عمل ( مختلط طبعاً ) من المعمل إلى المكتبة العامة " .
هذه الفطرة التي فطر الخالق سبحانه وتعالى عليها ، وهي الانجذاب بين الجنسين : يريد الغرب كبتها في العمل ، وهو ليس بمستطيع ، وهذا ما يقوله أحد العاملين بمعهد العلاقات بين الجنسين في مدينة " سانتا باربرا " بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية :
" لا يمكننا أن نشرع قانوناً لإبقاء الميول الغريزية خارج نطاق العمل ، فهذه الميول جزء من شخصية الفرد ، لا تستطيع أن تعطل أداءها بضغطة زر لأنك موجود في العمل " .
ولعل من أسباب هذه الأوضاع أن الحضارة الغربية كما يرى علي عزت بيجوفتش قد " أحالت المرأة إلى موضوع إعجاب ، أو استغلال ، ولكنها حُرِمَت من شخصيتها ، وهو الشيء الوحيد الذي يستحق التقدير ، والاحترام ، وهذا الموضوع مشهود بشكل مضطرد ، وقد أصبح أكثر وضوحاً في مواكب الجمال ، أو في بعض مهن نسائية معينة مثل " الموديلات " ، وفي هذه الحالات لم تعد المرأة شخصية ، ولا حتى كائناً إنسانيّاً ، وإنما هي لا تكاد تكون أكثر من حيوان جميل " .
" الغرب من الداخل ، دراسات للظواهر الاجتماعية " ( ص 55 – 57 ) .
فها أنت ترى ما جرَّه الاختلاط بين الرجال والنساء على تلك المجتمعات ، وماذا صار حال النساء اللاتي يعملن في بيئات مختلطة ، أو يتركن بيوتهن ، وأزواجهن ، وأولادهن ، فهدمن بيوتهن ، وخانهن أزواجهن ، وتشرد أولادهن ، ولا عجب بعدها إن علمنا أن ستة ملايين امرأة في أمريكا وحدها تركن أعمالهن ليتفرغن لعمل البيت ، ولرعاية الأولاد ، والعناية بالزوج ، وانظر تعليمات الشرطة البريطانية للنساء بالاحتشام ، وعدم الخلوة ! فها هو الإسلام يدعون له دون التصريح بتسميته ، وللأسف ها هم الزنادقة والمنافقون والجهلة يشككون الناس في الإسلام ، ويطعنون به تصريحاً ، وتلميحاً ، سرّاً ، وعلانية .)
من موقع سؤال وجواب