البتول
17.12.2010, 18:16
http://www.m5znk.com/up2/uploads/images/m5znk-b4047fbcc9.gif
طالما إستقبلتنا بوجه طلق تعلوه البسمة ....نهى تلك الفتاة المرحة الى تترك بصمة في قلب كل من يراها...
يحبها الجميع لأخلاقها...وإيمانها...وحرصها على إرضاء الباري في كل عمل.....
سبحان الله من جمع القلوب والأبدان بدون سابق معرفة ولا رتيب"من البشر"
فلقد عرفنا أسرة نهى في إنتداب لوالدى في قريتهم....وكنا نزورهم على فترات بعد عودتنا كلما سنحت لنا الفرصة...
ونأتى هنا للحديث عن نهى التي كانت لها لفتات متعددة لم ندركها الا فيما بعد وإن كانت تثير دهشنا
لصغر سنها..
... ربما كان الكثير منا يعبث بدون قصد بأي شيء في يده أو في الأرض أثناء قراءة القرآن .... وكانت نهى تأخذ علينا ذلك علينا ... وفي لهجة جادة منها "إنه كلام الله"
لقد كانت تنظر إلى كل عمل بتعظيم .. وتفسر حرصها على الأعمال _أنه أمر الله_
وتعجب أيضا من حرصها على الوضوء_إتمامه وإكماله ثلاث _ والإهتمام بأن يبلغ الماء المرافق ويزيد... بل كانت تحرص على عدم الكلام أثناء الوضوء خشية أن تخل بأركانه
ولسان حالها يقول "الخشوع في الصلاة يبدأ من الخشوع في الوضوء"
أما إذا سمعت الآذان فلا تسل عن حرصها على سرعة الإجابة... فهي تترك كل شيئ بيدها وتفرش سجادتها غير عابئة بما يدور في الخارج...وكثير ما تحرص أن جتذب إحدانا معها لتدرك أجر صلاة الجماعة...
كانت حريصة على أن لا تسمع ما يغضب الله _عز وجل _ فقد كان تغلق المقدمات الموسيقية للبرامج الى تسمعها ... كما كانت حريصة أن لا ترى ما يغضب الله عز وجل ... فإذا عرض منظر من هذا القبيل
.. تصدت إلى واجهة الشاشة حتى لاترى هي ولا أسرتها ذلك المنظر...
وكأني أتخيلها من بين أعمدة الحرم قادمة وبيدها أكواب الماء... فقد كانت تحب هذه المهمة ..وكانت لا تسأم من طلب المعتمرين منها أن تناولهم الماء...
لقد كنا دون ننظر إلى تلك الأمور دون أن تحدث في أنفسنا أثرا عميقا
وذات يوم إتصلت أم نهى وفي صوت متهجد: لقد أصيبت نهى باللوكيميا(سرطان الدم)
لقد كان للخبر وقع شديد على أنفسنا جميعا ... لقد كان إختبار من الله ..ولا راد لقضاءه
دخلت نهى إحدى مستشفيات المدينة .. وبدأت تتحسن على العلاج الكيمياوى ... أعطانا هذا الكثير من الأمل .. خرجت نهى لمدة راحة من الكيمياوى .. ونزلت أجازة إلى مصر ..
وعادت .. وعاد معها المرض قويا عاصفا ...
...: نهى كل عام وأنتِ بخير
نهى وهي تبكي بحرارة : ولكن الأطباء منعوني من الصيام
.... لا تبك ِ يا نهى كلها أيام قلائل وتتعافين بإذن الله وتعوضين ما فاتك
نهى : ولكننى أقدر على الصيام .. أقدر ..
.... الله رخص للمريض وهذا من رحمة الله بنا...
فوجئ الأطباء بالعودة السريعة للمرض ... وصارحو والدي نهى بأن ذلك من أندر الحالات ..
فقد عادت الخلايا الضارة وهي لا تأبه لا بكمياوي ولا بغيره ..
الخلايا في تآكل .. والمناعة تنقص رويدا رويدا ... نسبة الخلايا الضارة تزداد 50%...75% ...91%....
هنا يكمن الإختبار القوى ...وتتوالى الأسئلة لتقريع تلك النفس الى ما زالت ضعيفة العلاقة بباريها...
لماذا اليأس ؟؟
أليس الله هو القائل (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )) ؟
كم نسبة الأمل في شفاء نهى.؟ .. صفر بمقاييس الأطباء..
أين اليقين على قدرة الله المطلقة ؟
أليس هو الذي يحيي العظام وهي رميم ؟
فليقل الأطباء"عدم" فمن خلقنا من العدم؟
لازال القلب معلق بالاسباب .. فإذا أصبحت الأسباب صفر ... أصيب الانسان بالإحباط واليأس
عافانا الله من ذلك..
زادت نسبة الخلايا الضارة لدى نهى ... وزحفت الخلايا الضارة عل الرئين ... وأصبح التنفس العادي مستحيلا .. ووضعت نهى على جهاز التنفس الصناعي .. وهي ما زالت على صبرها وثباتها ..
لقد تحملت نهى الكثير من وغز الإبر في جميع أجزاء جسدها المنهك ... لقد تألمت كثيرا وعانت كثيرا
ولكنها كانت تطمع بالأجر ...
فقدت نهى العين اليسرى تلوها اليمنى ... وأصبحو يعطونها المخدرات بشكل دائم لكي تتحمل الألم ...
وفي أثناء تلك الفترة تمتمت لأختها بأنها ستعزم الرسول في الجنة على كبابي .._وكانت تحبه_ وقالت بأنها إن شفاها الله ستعد بحثا في سيرة رسول الله...
كانت نهى في تلك الظروف حريصة على أمرين أولاهما الصلاة في ميعادها
لقد كانت دائمة السؤال:أذن؟أقام؟.. وكانت تصلي بالتيمم في كثير من الاحيان .. حتى صارت تصلي في الآونه الأخيرة بعينيها...
وثانيهما أن لا يراها بدون الحجاب رجل.. فقد كانت تلتفت مذعورة تطلب الخمار اذا علمت بقدوم أحد الرجال... وتدفع رجليها تحت الغطاء بسرعة عجيبة ...
قرر الأطباء نقل نهى إلى العناية المركزة... وكنا في انتظارها لكي تنزل إلى العناية ... وكانت لحظات من أشد اللحظات ... حيث إننا كنا ننتظر من الأطباء كلمة واحدة _ماتت نهى_
لقد كانت الأم واجمة تتمتم : يارب إرحم قلب أم طالما تعذب ... يارب إقبضها إليك لترتاح من هذ الألم ..
سبحان الله لقد قالت نهى لأمها في أول مرضها أنها تود لقاء الله ...ساعتها بكت الأم بحرارة ...فسألتها نهى بطلاقة: وهل لقاء الله "وحش" يا ماما ...
لا يا نهى ...إنه أعظم لقاء..إنه لقاء المولى جل وعلا..
نزلت نهى إلى العناية المركزة ... وفيها نزفت من رئتها نزيفا شديدا.. وتوقف قلبا عدة مرات ..
وفي ليلة الجمعة 3_1_1432 ه إتصلت أخت نهى وقالت في كلمات سريعة(نهى ... البقاء لله..)
إنا لله وإنا إليه راجعون ... لقد لقيت نهى ربا كريما...
نعم إنه لقاء الله...ونعم اللقاء... إنها تزف كعروس ليلة زفافها...لقد لقيت ربها دون أن تبلغ الحلم ..
الله أسأل أن يكون ما لاقته رفعا لدرجاتها في الجنة..
تضرعت الأم بأن تدفن إبنتها في البقيع .. وقد أجاب الله دعوتها
وهاهي نهى تحمل على الأعناق...إلى الجنة _بإذن الله_ ونعم القرار
طالما إستقبلتنا بوجه طلق تعلوه البسمة ....نهى تلك الفتاة المرحة الى تترك بصمة في قلب كل من يراها...
يحبها الجميع لأخلاقها...وإيمانها...وحرصها على إرضاء الباري في كل عمل.....
سبحان الله من جمع القلوب والأبدان بدون سابق معرفة ولا رتيب"من البشر"
فلقد عرفنا أسرة نهى في إنتداب لوالدى في قريتهم....وكنا نزورهم على فترات بعد عودتنا كلما سنحت لنا الفرصة...
ونأتى هنا للحديث عن نهى التي كانت لها لفتات متعددة لم ندركها الا فيما بعد وإن كانت تثير دهشنا
لصغر سنها..
... ربما كان الكثير منا يعبث بدون قصد بأي شيء في يده أو في الأرض أثناء قراءة القرآن .... وكانت نهى تأخذ علينا ذلك علينا ... وفي لهجة جادة منها "إنه كلام الله"
لقد كانت تنظر إلى كل عمل بتعظيم .. وتفسر حرصها على الأعمال _أنه أمر الله_
وتعجب أيضا من حرصها على الوضوء_إتمامه وإكماله ثلاث _ والإهتمام بأن يبلغ الماء المرافق ويزيد... بل كانت تحرص على عدم الكلام أثناء الوضوء خشية أن تخل بأركانه
ولسان حالها يقول "الخشوع في الصلاة يبدأ من الخشوع في الوضوء"
أما إذا سمعت الآذان فلا تسل عن حرصها على سرعة الإجابة... فهي تترك كل شيئ بيدها وتفرش سجادتها غير عابئة بما يدور في الخارج...وكثير ما تحرص أن جتذب إحدانا معها لتدرك أجر صلاة الجماعة...
كانت حريصة على أن لا تسمع ما يغضب الله _عز وجل _ فقد كان تغلق المقدمات الموسيقية للبرامج الى تسمعها ... كما كانت حريصة أن لا ترى ما يغضب الله عز وجل ... فإذا عرض منظر من هذا القبيل
.. تصدت إلى واجهة الشاشة حتى لاترى هي ولا أسرتها ذلك المنظر...
وكأني أتخيلها من بين أعمدة الحرم قادمة وبيدها أكواب الماء... فقد كانت تحب هذه المهمة ..وكانت لا تسأم من طلب المعتمرين منها أن تناولهم الماء...
لقد كنا دون ننظر إلى تلك الأمور دون أن تحدث في أنفسنا أثرا عميقا
وذات يوم إتصلت أم نهى وفي صوت متهجد: لقد أصيبت نهى باللوكيميا(سرطان الدم)
لقد كان للخبر وقع شديد على أنفسنا جميعا ... لقد كان إختبار من الله ..ولا راد لقضاءه
دخلت نهى إحدى مستشفيات المدينة .. وبدأت تتحسن على العلاج الكيمياوى ... أعطانا هذا الكثير من الأمل .. خرجت نهى لمدة راحة من الكيمياوى .. ونزلت أجازة إلى مصر ..
وعادت .. وعاد معها المرض قويا عاصفا ...
...: نهى كل عام وأنتِ بخير
نهى وهي تبكي بحرارة : ولكن الأطباء منعوني من الصيام
.... لا تبك ِ يا نهى كلها أيام قلائل وتتعافين بإذن الله وتعوضين ما فاتك
نهى : ولكننى أقدر على الصيام .. أقدر ..
.... الله رخص للمريض وهذا من رحمة الله بنا...
فوجئ الأطباء بالعودة السريعة للمرض ... وصارحو والدي نهى بأن ذلك من أندر الحالات ..
فقد عادت الخلايا الضارة وهي لا تأبه لا بكمياوي ولا بغيره ..
الخلايا في تآكل .. والمناعة تنقص رويدا رويدا ... نسبة الخلايا الضارة تزداد 50%...75% ...91%....
هنا يكمن الإختبار القوى ...وتتوالى الأسئلة لتقريع تلك النفس الى ما زالت ضعيفة العلاقة بباريها...
لماذا اليأس ؟؟
أليس الله هو القائل (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )) ؟
كم نسبة الأمل في شفاء نهى.؟ .. صفر بمقاييس الأطباء..
أين اليقين على قدرة الله المطلقة ؟
أليس هو الذي يحيي العظام وهي رميم ؟
فليقل الأطباء"عدم" فمن خلقنا من العدم؟
لازال القلب معلق بالاسباب .. فإذا أصبحت الأسباب صفر ... أصيب الانسان بالإحباط واليأس
عافانا الله من ذلك..
زادت نسبة الخلايا الضارة لدى نهى ... وزحفت الخلايا الضارة عل الرئين ... وأصبح التنفس العادي مستحيلا .. ووضعت نهى على جهاز التنفس الصناعي .. وهي ما زالت على صبرها وثباتها ..
لقد تحملت نهى الكثير من وغز الإبر في جميع أجزاء جسدها المنهك ... لقد تألمت كثيرا وعانت كثيرا
ولكنها كانت تطمع بالأجر ...
فقدت نهى العين اليسرى تلوها اليمنى ... وأصبحو يعطونها المخدرات بشكل دائم لكي تتحمل الألم ...
وفي أثناء تلك الفترة تمتمت لأختها بأنها ستعزم الرسول في الجنة على كبابي .._وكانت تحبه_ وقالت بأنها إن شفاها الله ستعد بحثا في سيرة رسول الله...
كانت نهى في تلك الظروف حريصة على أمرين أولاهما الصلاة في ميعادها
لقد كانت دائمة السؤال:أذن؟أقام؟.. وكانت تصلي بالتيمم في كثير من الاحيان .. حتى صارت تصلي في الآونه الأخيرة بعينيها...
وثانيهما أن لا يراها بدون الحجاب رجل.. فقد كانت تلتفت مذعورة تطلب الخمار اذا علمت بقدوم أحد الرجال... وتدفع رجليها تحت الغطاء بسرعة عجيبة ...
قرر الأطباء نقل نهى إلى العناية المركزة... وكنا في انتظارها لكي تنزل إلى العناية ... وكانت لحظات من أشد اللحظات ... حيث إننا كنا ننتظر من الأطباء كلمة واحدة _ماتت نهى_
لقد كانت الأم واجمة تتمتم : يارب إرحم قلب أم طالما تعذب ... يارب إقبضها إليك لترتاح من هذ الألم ..
سبحان الله لقد قالت نهى لأمها في أول مرضها أنها تود لقاء الله ...ساعتها بكت الأم بحرارة ...فسألتها نهى بطلاقة: وهل لقاء الله "وحش" يا ماما ...
لا يا نهى ...إنه أعظم لقاء..إنه لقاء المولى جل وعلا..
نزلت نهى إلى العناية المركزة ... وفيها نزفت من رئتها نزيفا شديدا.. وتوقف قلبا عدة مرات ..
وفي ليلة الجمعة 3_1_1432 ه إتصلت أخت نهى وقالت في كلمات سريعة(نهى ... البقاء لله..)
إنا لله وإنا إليه راجعون ... لقد لقيت نهى ربا كريما...
نعم إنه لقاء الله...ونعم اللقاء... إنها تزف كعروس ليلة زفافها...لقد لقيت ربها دون أن تبلغ الحلم ..
الله أسأل أن يكون ما لاقته رفعا لدرجاتها في الجنة..
تضرعت الأم بأن تدفن إبنتها في البقيع .. وقد أجاب الله دعوتها
وهاهي نهى تحمل على الأعناق...إلى الجنة _بإذن الله_ ونعم القرار