المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : مات عمر


ابوالسعودمحمود
22.12.2010, 03:07
مات إذن عمر بن الخطاب

كان شيء من خوف ممتزج بوجوم يكسو وجه زوجتي
عندما فتحت لي الباب ظهر اليوم .

سألتها: ماذا هناك
قالت بصوت مضطرب: الولد

أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق
السرير منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.

احتضنته وكررت
سؤالي.

ماذا حدث؟

لم تجبني .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يك
هناك ما يوحي بأنه مريض .

سألتها ثانية:

ماذا حدث؟!

أصرت على الصمت.. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام
الطفل الصغير.. فأومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربّت
فوق ظهر صغيري .

عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً
هذا الصباح بدأت أدرك .

فالقصة لها بداية لا تعرفها زوجتي.. هي
شاهدت فقط نصفها الثاني.. رحت أروي لها شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث
ويحدث.


القصة باختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء
وعائشة وهذا الصبي الصغير .


وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي
لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير.. كانوا يسعدون بذلك وكنت في
الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك .


بالطبع كان لابد من حكايات أسلي
بها صغاري ... كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها
قصة سيدنا يوسف .


وأما عائشة فكانت تحب سماع قصة موسى وفرعون
أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي.


وأما صغيري
فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا
موسي عليهما السلام.


ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم
سيدنا موسي.. صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها .. وفوجئت به
وهو يصيح مقاطعاً الجميع:
عمر بن الخطاب


تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه
من قبل أي قصة لسيدنا عمر.. بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب..
فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته .

لم أشأ أن أغضبه فحكيت له
حكاية عن عمر بن الخطاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19938) رضي الله عنه.. ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة.

حدثته
عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم
تضع على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل
ليسدوا به جوعهم.

حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً.. ثم عاد وقد
حمل شوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية .. فما تركهم حتى شبعوا
وناموا ..

نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية.. في الليلة
التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب

قلت له ممازحا: أتعرف

أجاب في تحد : نعم

لا أستطيع أن
أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.

في
ليلة أخرى أحب أن يسمع حكاية ثانية لعمر بن الخطاب..


حكيت له
حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص.. وكيف أن عمر بن الخطاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19938) وضع
السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .


في الليلة
التالية أعاد على مسامعي حكايتي ... كان قد حفظها هي الأخرى.


وهكذا
أمضينا قرابة شهر.. في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر.. أو عن تقواه.. أو عن
قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية..


في
إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب
هل مات عمر بن الخطاب؟

كدت
أن أقول له – نعم مات !! ..

لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد
أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..

وأنه ربما يصدم
صدمة شديدة لو علم أنه قد مات.. تهربت من الإجابة.

في الليلة
التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.

بعدها بدأت
أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال..

صباح
اليوم خرج مع والدته..

في الطريق لقي امرأة وعلى كتفها صبي
يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها،

فوجئ الجميع بصغيري
يصيح بها
لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19938) بطعام لك ولصغيرك

جذبته
أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود.
بعد خطوات قليلة وجد
شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشية ..
صاح
صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19938) ليمنع هذا الظلم.

فوجئت
أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..
قررت أن تعود
إلى المنزل بسرعة..

لكن قبل أن تصل إلى المنزل اعترض طريقها
شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة ..
دست في يده هو الآخر بعض
النقود وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم

حتى
استوقفتها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد
مساعدة.
هنا صاح صغيري بها
هل مات عمر بن الخطاب؟!

عندما
دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي ما فعله اليهود
بالقدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى
أسرع صغيري نحو التلفاز وراح
يحملق في صورة الجنود المدججين بالسلاح

وهم يضربون المصلين
بقسوة بالهراوات والرصاص المطاطي التفت نحو أمه وهو يقول:

مات
إذن عمر بن الخطاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19938) !!

راح يبكي ويكرر
مات عمر بن الخطاب


دفع صغيري باب الغرفة، صمتت أمه ولم تكمل الحكاية.. لم
أكن محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.


توجه صغيري نحوي بخطوات
بطيئة وفي عينية نظرة عتاب


مات عمر بن الخطاب؟


رفعته
بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له


أمك
حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر ..


صاح في فرح : عمر بن
الخطاب


قلت له: نعم.. نعم ستلد عمر


ضحك بصوت عالٍ
وألقى نفسه في حضني وهو يكرر


عمر بن الخطاب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19938) .. عمر بن الخطاب


حبست
دموعي وأنا أترحم وأترضى على عمر بن الخطاب.



اللهم امنن علينا بخلافة راشده وارزقنا بعمر............ ..امين

منقول

البتول
22.12.2010, 12:30
بصراحة قصة جميلة جدا اثرت في
عندما كنت صغيرة كنت احب القراءة عن سيدنا عمر كثيرا

وكان هذا الحوار يحزننى كثيرا

عن شقيق قال : سمعت حذيفة يقول : بينا نحن جلوس عند عمر
إذ قال : أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟
قال : فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال: ليس عن هذا أسألك , ولكن التي تموج كموج البحر.
قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا
قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح ؟
قال : لا بل يكسر
قال عمر: إذا لا يغلق أبدا
قلت:أجل .
قلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم الباب ؟
قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة , وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط .
فهبنا أن نسأله من الباب ؟ فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب ؟
قال عمر .
رواه البخاري ومسلم

رحم الله عمر فما اسرع ما وجدت الامة فقده

ابوالسعودمحمود
29.12.2010, 21:09
جزاك الله خيرا اختنا البتول

الاشبيلي
30.12.2010, 08:39
جزاك الله خيرا ابونا ابو السعود

وازيد


وعن يحيى بن أبي كثير عن عمر أنه قال: لو نادى مناد من السماء يا أيها الناس لا يدخل النار إلا رجل واحد، لخفت أن أكون أنا ذلك الرجل، خرجه الملاء، وزاد غيره: لو ناد أنكم داخلون النار إلا رجلاً واحدا لرجوت أن أكون أنا.

وعن مجاهد قال: كان عمر يقول: لو مات جدي(شاة) بطف الفرات لخشيت أن يطالب الله به عمر.


شرح الطف: اسم موضع بناحية الكوفة، فلعله المراد وأضيف إلى الفرات لكونه قريباً منه من قولهم طف الصاع لما قرب من ملئه.


ذكرة
الرياض النضرة في مناقب العشرة
المؤلف : المحب الطبري