أبوجنة
12.04.2009, 05:24
أمى .... ما معنى متبرجة؟
طرقت الكلمة أذنى بشدة عندما أتتنى من ابنتى ذات السنوات الأربع
ماذا أقول لها؟
إن معناها عندى أكبر بكثير من معناها اللغوى
هل أخبرها بمعناها؟
أم بإحساسها عندى؟
يا له من إحساس
لا زلت أذكر ذاك اليوم الذى عرفت فيه معنى متبرجة
و لن ينمحى من ذاكرتى ما حييت
و كأنه كان الأمس
طرقات الكعب العالى لا زالت تطرق أذنى تذكرنى بما كنت عليه من تبرج
كنت أسير بالكعب العالى بخطوات مختالة
كان يوم التحدى عندى
خرجت من البيت شاهرة كل أسلحتى ألأنثوية
تاكس
لم أعتد ألا يتوقف لى سائق أناديه
لم يكن ندائى لسيارة الأجرة طلبا منها أن تقف
بل أمرا لها أن تطيع بالتوقف
لم أعتد أن يعصى الرجال أمرى لهم
حتى لو لم آمرهم باللسان
بل كان قهرهم بالأنوثة
لم يعص أمرى رجل
إلا هو
كان يتحدانى
كلماته
تصرفاته
و حتى نظراته
كانت تقول لى اننى استطيع الحصول على أى امرأة اختارها
و ها هم حولى
أذبهم عنى كالذباب
و أنت لن تصنعى فارقا معى
أما اليوم فهو تحدى
و سأقهرك بسلاح الأنوثة
توقفت السيارة
و انحنيت راكبة
حتى لا يفسد سطح السيارة تصفيفة الشعر التى أنفقت فيها ساعتين اليوم
و استقر بى المقام فى المقعد الخلفى.
شارع عباس العقاد من فضلك يا أسطى
أعلم ان كل زميلاتى فى شركة السياحة يردنه هو بالذات
فهو فتى الشركة المدلل المزهو بنفسه
لكنى أنا من سيفوز به
لكن عجبا
كيف لم يعبأ بجمالى و فتنتى
لماذا يتحدى انوثتى
عجيب فعلا
المفروض اننى انا الذى أتجاهله
و هو الذى يسعى خلفى
كما فعلت مع العديدين غيره
حسنا
و أنا قبلت التحدى
فلتكن اليوم المبارزة
رجولته ضد أنوثتى
يجب أن يخر راكعا أمامى طالبا الزواج
لكن .... ماذا سيحدث بعد ذلك؟
حسنة لله يا ست ....
أخرجنى صوت المتسولة من نافذة السيارة فى إشارة المرور من خواطرى.
الله يسهل لك يا حاجة
قلتها و كأنى انهرها لانتزاعى من افكارى
ماذا لو هزمته فعلا؟
ماذا لو تقدم لى فعلا؟
و لماذا أفعل أنا كل هذا؟
هل أريده هو حقا؟
هل هو الرجل الذى يستحق أن أعطيه نفسى؟
هل مجرد أنه يتهافت عليه زميلاتى فى شركة السياحة يعنى أنه الزوج المناسب لى؟
أم هى مسألة غرور انثوى فقط؟
ما الذى دفعنى لإعلان هذا التحدى اليوم
هل اختياله و زهوه و إيقاعه بالنساء على اليمين و اليسار يعنى أنه هو الشخص الصحيح؟
و النبى يا ست حسنة لله ربنا ينجح لك مقاصدك ....
عاد إلحاح المتسولة ثانيا لينتزعنى من أفكارى
يا ست الله يسهل لك ....
قلتها بضجر
فقد أثارت المتسولة أعصابى
لكن لم يمنعنى هذا من الاسترسال فى أفكارى
خاصة و قد تأخرت الإشارة
كما تأخر بى قطار الزواج
حتى طرقت أبواب الخامسة و العشرين
آن الأوان
و يجب أن أتزوج قبل أن يمضى القطار
آن الأوان لكى أختار
لكن....
هل أريده فعلا؟
هل هو الزوج الصحيح؟
اننى حتى لم أفكر فيه بصورة عميقة
من هو فى داخله؟
و لماذا اخترته
لم أنتبه لذلك إلا الآن .... عندما تقدم فكرى خطوة للأمام
لماذا هو؟
و لماذا اخترته؟
و الننننننننننننننبى يا ست ما تكسفينى
يا حاجة قلتلك الله يسهل لك
ماذا أريد من الزوج أنا أصلا
كيف اخترته
من أنا؟
كيف أقرر؟
كيف اختار زوجى؟
كيف أعيش حياتى؟
سؤالى أذهلنى
هذه هى أول مرة أسأله لنفسى بهذا الصدق و أنا فى طريقى لساحة النزال
و أنا فعلا أريد الإجابة
من أنا؟
و ماذا أريد؟
لا يمكن أن أختار زوجا إلا لو عرفت أولا من أنا و ما هو الزوج و ما هو الزواج
بعد كل هذا المجهود الهائل
و الفتنة الطاغية
التى أعددتها له
أفاجأ اننى لم أعرف لماذا فعلت كل هذا فى الحقيقة
بل لم أعرف من أنا أصلا
و ماذا أريد
باقولك و النننننننبى تدينى حسنة لله و متكسفينيش ..... انت مش مسلمة ولا ايه؟
يوووووووووووه . هو بالعافية يا ست؟
من أنا؟
من أنا؟
هل صحيح ما أفعله؟
هل يستحق كل هذا المجهود الذى بذلته؟
خلاص خلاص متزعليش
بلاش و النبى ..... مكنتش واخدة بالى
و المسيح تدينى حسنة
و العدرا ماتكسفينى
باسم الصليب عليك كده و انت زى القمر اجبرى بخاطرى
و كأن هذه المرأة المتسولة أمسكت بهراوة و انهارت بها على أم رأسى
و المسيح؟
و العدرا؟
باسم الصليب؟
هل تتحدث لى أنا؟
هل هذه أنا؟
هل لهذه الدرجة فقدت هويتى؟
انها حتى لم تعرف اننى مسلمة
هل هذه هى أنا فعلا؟
إن الإيمان فى قلبى حقا
لكن ....
ثم
من منا الذى يتسول الآن؟
هل أنا أم هى؟
لم أنتبه إلى اننى وصلت إلى ذاك القاع السحيق
هى تستحلفنى بالمسيح و العدرا و تقول لى باسم الصليب؟
لكننى انا الذى أتسول فعلا
أقول له و جمالى و فتنتى
لأ
هذه ليست أنا أبدا
و هو لا يستحقنى
الآن أعرف انه ليس هو الرجل الصحيح
و ليس هذا هو الزواج
و حتى لو ظللت العمر بدون زواج
لن أؤخر الحجاب ثانيا حتى أتزوج
فلن أتزوج إلا الرجل الحقيقى
الرجل الصحيح
و لن يرض بى الرجل الصحيح إلا إذا أصبحت أنا المرأة الصحيحة له
الآن يجب أن أعرف فعلا من أنا
لست بسم الصليب
بل بسم الله الرحمن الرحيم
فتحت الإشارة
من فضلك يا ريس. بدلا من عباس العقاد أريد الذهاب إلى ميدان الجيزة.
و أخرجت الهاتف المحمول من حقيبتى
و اتصلت بالعمل لأقدم استقالتى
و من سوق الملابس أمام المسجد فى ميدان الجيزة
من هناك اشتريت أول حجاب لى
المسافة بعيدة جدا بين شارع عباس العقاد و ميدان الجيزة
هى المسافة بين شركة السياحة التى استقلت منها
و بين إدراكى لهويتى الحقيقة و إجابة سؤالى
من أنا !!!
اشتريت الحجاب
و لما لبسته لأول مرة
و أحاط الخمار برأس كرامتى المستعادة
عرفت من أنا
و ماذا أريد
و ماذا يجب أن أريد
أنا مسلمة
و يجب ان يختلف بسم الله الرحمن الرحيم
عن بسم الصليب
أخرجها صوت الباب من ذكرياتها و انطلق الصوت حانيا رقيقا يسألها:
خلصت السحور يا صفاء؟
كان صوت عبد الرحمن زوجها عائدا من صلاة قيام رمضان
حمد الله على السلامة يا حبيبى
سامحنى فقد طال بى ورد القرآن اليوم
لكن لا تقلق. سيكون السحور بين يديك بعد قليل إن شاء الله
و عاد صوت ابنتها الصغيرة يسألها ثانيا فى إلحاح:
أمى. لم تقولى لى ما معنى متبرجة؟
ففردت صفاء قامتها
و أطرقت برأسها
و نظرت إلى زوجها الواقف يرمقها بحب على باب المطبخ
و ابتسمت قائلة:
متبرجة !!!
يعنى امرأة بلا هــوية
وبلا رجـــل حــــقــيـــقــى
طرقت الكلمة أذنى بشدة عندما أتتنى من ابنتى ذات السنوات الأربع
ماذا أقول لها؟
إن معناها عندى أكبر بكثير من معناها اللغوى
هل أخبرها بمعناها؟
أم بإحساسها عندى؟
يا له من إحساس
لا زلت أذكر ذاك اليوم الذى عرفت فيه معنى متبرجة
و لن ينمحى من ذاكرتى ما حييت
و كأنه كان الأمس
طرقات الكعب العالى لا زالت تطرق أذنى تذكرنى بما كنت عليه من تبرج
كنت أسير بالكعب العالى بخطوات مختالة
كان يوم التحدى عندى
خرجت من البيت شاهرة كل أسلحتى ألأنثوية
تاكس
لم أعتد ألا يتوقف لى سائق أناديه
لم يكن ندائى لسيارة الأجرة طلبا منها أن تقف
بل أمرا لها أن تطيع بالتوقف
لم أعتد أن يعصى الرجال أمرى لهم
حتى لو لم آمرهم باللسان
بل كان قهرهم بالأنوثة
لم يعص أمرى رجل
إلا هو
كان يتحدانى
كلماته
تصرفاته
و حتى نظراته
كانت تقول لى اننى استطيع الحصول على أى امرأة اختارها
و ها هم حولى
أذبهم عنى كالذباب
و أنت لن تصنعى فارقا معى
أما اليوم فهو تحدى
و سأقهرك بسلاح الأنوثة
توقفت السيارة
و انحنيت راكبة
حتى لا يفسد سطح السيارة تصفيفة الشعر التى أنفقت فيها ساعتين اليوم
و استقر بى المقام فى المقعد الخلفى.
شارع عباس العقاد من فضلك يا أسطى
أعلم ان كل زميلاتى فى شركة السياحة يردنه هو بالذات
فهو فتى الشركة المدلل المزهو بنفسه
لكنى أنا من سيفوز به
لكن عجبا
كيف لم يعبأ بجمالى و فتنتى
لماذا يتحدى انوثتى
عجيب فعلا
المفروض اننى انا الذى أتجاهله
و هو الذى يسعى خلفى
كما فعلت مع العديدين غيره
حسنا
و أنا قبلت التحدى
فلتكن اليوم المبارزة
رجولته ضد أنوثتى
يجب أن يخر راكعا أمامى طالبا الزواج
لكن .... ماذا سيحدث بعد ذلك؟
حسنة لله يا ست ....
أخرجنى صوت المتسولة من نافذة السيارة فى إشارة المرور من خواطرى.
الله يسهل لك يا حاجة
قلتها و كأنى انهرها لانتزاعى من افكارى
ماذا لو هزمته فعلا؟
ماذا لو تقدم لى فعلا؟
و لماذا أفعل أنا كل هذا؟
هل أريده هو حقا؟
هل هو الرجل الذى يستحق أن أعطيه نفسى؟
هل مجرد أنه يتهافت عليه زميلاتى فى شركة السياحة يعنى أنه الزوج المناسب لى؟
أم هى مسألة غرور انثوى فقط؟
ما الذى دفعنى لإعلان هذا التحدى اليوم
هل اختياله و زهوه و إيقاعه بالنساء على اليمين و اليسار يعنى أنه هو الشخص الصحيح؟
و النبى يا ست حسنة لله ربنا ينجح لك مقاصدك ....
عاد إلحاح المتسولة ثانيا لينتزعنى من أفكارى
يا ست الله يسهل لك ....
قلتها بضجر
فقد أثارت المتسولة أعصابى
لكن لم يمنعنى هذا من الاسترسال فى أفكارى
خاصة و قد تأخرت الإشارة
كما تأخر بى قطار الزواج
حتى طرقت أبواب الخامسة و العشرين
آن الأوان
و يجب أن أتزوج قبل أن يمضى القطار
آن الأوان لكى أختار
لكن....
هل أريده فعلا؟
هل هو الزوج الصحيح؟
اننى حتى لم أفكر فيه بصورة عميقة
من هو فى داخله؟
و لماذا اخترته
لم أنتبه لذلك إلا الآن .... عندما تقدم فكرى خطوة للأمام
لماذا هو؟
و لماذا اخترته؟
و الننننننننننننننبى يا ست ما تكسفينى
يا حاجة قلتلك الله يسهل لك
ماذا أريد من الزوج أنا أصلا
كيف اخترته
من أنا؟
كيف أقرر؟
كيف اختار زوجى؟
كيف أعيش حياتى؟
سؤالى أذهلنى
هذه هى أول مرة أسأله لنفسى بهذا الصدق و أنا فى طريقى لساحة النزال
و أنا فعلا أريد الإجابة
من أنا؟
و ماذا أريد؟
لا يمكن أن أختار زوجا إلا لو عرفت أولا من أنا و ما هو الزوج و ما هو الزواج
بعد كل هذا المجهود الهائل
و الفتنة الطاغية
التى أعددتها له
أفاجأ اننى لم أعرف لماذا فعلت كل هذا فى الحقيقة
بل لم أعرف من أنا أصلا
و ماذا أريد
باقولك و النننننننبى تدينى حسنة لله و متكسفينيش ..... انت مش مسلمة ولا ايه؟
يوووووووووووه . هو بالعافية يا ست؟
من أنا؟
من أنا؟
هل صحيح ما أفعله؟
هل يستحق كل هذا المجهود الذى بذلته؟
خلاص خلاص متزعليش
بلاش و النبى ..... مكنتش واخدة بالى
و المسيح تدينى حسنة
و العدرا ماتكسفينى
باسم الصليب عليك كده و انت زى القمر اجبرى بخاطرى
و كأن هذه المرأة المتسولة أمسكت بهراوة و انهارت بها على أم رأسى
و المسيح؟
و العدرا؟
باسم الصليب؟
هل تتحدث لى أنا؟
هل هذه أنا؟
هل لهذه الدرجة فقدت هويتى؟
انها حتى لم تعرف اننى مسلمة
هل هذه هى أنا فعلا؟
إن الإيمان فى قلبى حقا
لكن ....
ثم
من منا الذى يتسول الآن؟
هل أنا أم هى؟
لم أنتبه إلى اننى وصلت إلى ذاك القاع السحيق
هى تستحلفنى بالمسيح و العدرا و تقول لى باسم الصليب؟
لكننى انا الذى أتسول فعلا
أقول له و جمالى و فتنتى
لأ
هذه ليست أنا أبدا
و هو لا يستحقنى
الآن أعرف انه ليس هو الرجل الصحيح
و ليس هذا هو الزواج
و حتى لو ظللت العمر بدون زواج
لن أؤخر الحجاب ثانيا حتى أتزوج
فلن أتزوج إلا الرجل الحقيقى
الرجل الصحيح
و لن يرض بى الرجل الصحيح إلا إذا أصبحت أنا المرأة الصحيحة له
الآن يجب أن أعرف فعلا من أنا
لست بسم الصليب
بل بسم الله الرحمن الرحيم
فتحت الإشارة
من فضلك يا ريس. بدلا من عباس العقاد أريد الذهاب إلى ميدان الجيزة.
و أخرجت الهاتف المحمول من حقيبتى
و اتصلت بالعمل لأقدم استقالتى
و من سوق الملابس أمام المسجد فى ميدان الجيزة
من هناك اشتريت أول حجاب لى
المسافة بعيدة جدا بين شارع عباس العقاد و ميدان الجيزة
هى المسافة بين شركة السياحة التى استقلت منها
و بين إدراكى لهويتى الحقيقة و إجابة سؤالى
من أنا !!!
اشتريت الحجاب
و لما لبسته لأول مرة
و أحاط الخمار برأس كرامتى المستعادة
عرفت من أنا
و ماذا أريد
و ماذا يجب أن أريد
أنا مسلمة
و يجب ان يختلف بسم الله الرحمن الرحيم
عن بسم الصليب
أخرجها صوت الباب من ذكرياتها و انطلق الصوت حانيا رقيقا يسألها:
خلصت السحور يا صفاء؟
كان صوت عبد الرحمن زوجها عائدا من صلاة قيام رمضان
حمد الله على السلامة يا حبيبى
سامحنى فقد طال بى ورد القرآن اليوم
لكن لا تقلق. سيكون السحور بين يديك بعد قليل إن شاء الله
و عاد صوت ابنتها الصغيرة يسألها ثانيا فى إلحاح:
أمى. لم تقولى لى ما معنى متبرجة؟
ففردت صفاء قامتها
و أطرقت برأسها
و نظرت إلى زوجها الواقف يرمقها بحب على باب المطبخ
و ابتسمت قائلة:
متبرجة !!!
يعنى امرأة بلا هــوية
وبلا رجـــل حــــقــيـــقــى