نوران
04.01.2011, 17:20
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحالات التي تبيح النصرانية فيها الكذب
إهداءمن محمود أبا شيخ
هذا المقال يعالج إباحة الكتاب المقدس للكذب في أمور الدنيا والدين بحسب تفسير القديس الزاهد يوحنا الذهبي الفم’ أهديه إلي الأستاذ رشيد المغربي خاصة
والي كل العاملين في قناة الحياة التنصيرية عامة, وللأستاذ رشيد الشكر مقدما إن هو تجرأ وطرح هذا الموضوع في برنامجه سؤال جريء
محمود أباشيخ
القديس يوحنا سكندوس أو يوحنا الذهبي الفم كما يلقب, عاش في القرن الرابع ومات في بداية القرن الخامس, وهو أحد ابرز اللاهوتيين وأشهر وعاظ الكنيسة , والي يومنا هذه’ يعتبر أهم مرجع للمفسرين, نال لقب دكتور الكنيسة, وهو لقب صعب المنال,
ولكن يبدوا أنه لم يكن يهتم بالألقاب, فحينما تم ترشيحه للأسقفية مع صديقه باسيل, رفض القديس يوحنا الذهبي فم الرتبة الكهنوتية, ولأنه لم يرد أن يصل خبر رفضه إلي صديقه باسيل,
قرر يوحنا فم الذهب أن يكذب علي صديقه, وفي هذا المقال سوف نعرض وجهة نظر يوحنا الذهبي الفم حول الكذب والحالات التي يباح فيها
يوحنا فم الذهب كان أيضا راهبا زاهدا .. ولعل ميله إلي الزهد وراء عدم قبوله تولي رئاسة الأسقفية, وعدم قبوله كان حتما سوف يؤدي إلي اعتذار باسيل صديق العمر عن قبول الرتبة, أو هكذا توقع القديس يوحنا الذهبي الفم .. وكان القديس حريصا علي أن لا تخسر الكنيسة خدمة صديقه لكفاءته العالية
وكما توقع فم الذهب, قدم الصديق يسأله هل قبل فيتبعه أم اعتذر فيعتذر
قرر فم الذهب أن يخدع صديق العمر ويكذب عليه
يذكر يوحنا فم الذهب أسباب خداع صديق العمر في كتابه عن الكهنوت المسيحية ويقول [1]
" خشية من أن أحرم قطيع المسيح (http://www.burhanukum.com/article857.html) من هذا الشاب البارع المؤهل للإشراف علي الجماهير الغفيرة, قررت أن أخفي عليه ما عزمت عليه ولم أخف عنه شيئا من قبل ص 33 - 34
وصرح له ان قراره سوف يماثل قراره أي قرار صديقه " ( الكتاب الأول, ص 33 )
لقد خدع القديس صديق العمر وكذب عليه كما صرح بنفسه وذلك من أجل مصلحة الكنيسة وقطيع المسيح وإن شئت فقل لمجد الرب,
ولابد ان صديقه سوف ينزعج من هذا الخداع ويطالب بتوضيح الأمر فكيف يبرر القديس كذبه
يري القديس يوحنا ذهبي الفم ان الكذب مسألة نسبية, فقد يكون الكذب محرما أو مباحا وقد يكون واجبا أيضا ,
والغاية من الكذب هو ما يحدد ما إن كان محرما أم واجبا,
فإذا كانت الغاية غير شريفة فالكذب محرم
ويوجب الكذب إذا كانت الغاية اشفاء المريض , إنفاذ النفس أو مجد الرب. فالكذب إذن ليس شرا مطلقا
يقول القديس فم الذهب
" ما الجرم الذي ارتكبته في حقك , هل هو خداعي لك وإخفاء عزمي عليك ؟ لقد فعلت ذلك من أجلك أنت المخدوع, ولمصلحة من أسلمتك إليهم عن طريق الخداع ..
فإذا كان الكذب شرا مطلقا ولا يحق استخدامه أبدا فانا مستعد للعقوبة التي ترضاها , ولكن إذا كان الكذب ليس دائما سيئا ولكن يكون خيرا أو شرا بحسب نوابا الكاذبين فان عليك ان تكف عن العتاب من الخداع ...
الخداع في وقته المناسب له فوائد عديدة إذا كانت النية حسنة , وكثير من الناس عوقبوا لأنهم امتنعوا عن الخداع المناسب " ( الكتاب الأول, ص 36 )
لا يكتف القديس بالطلب من صديقه الكف عن العتاب بل ويري أن كذبه محمود,ويجب أن يشكر عليه, لأنه لم يكن الغرض منه المصلحة الشخصية بل لمصلحة الكنيسة , لذلك يجب أن يستقبل كل من كذب من أجل الرب بمودة وحفاوة (الكتاب الأول ص 36 )
باسيل صديق يوحنا الذهبي الفم ليس بالشخص الذي يأخذ القول يدون دليل حتى لو كان من اعز أصدقائه, وفم الذهب يدرك ذلك جيدا, لذلك يسرد الأدلة ولا يكتفي بالأدلة الكتابية بل ويقدم الأدلة العقلية أيضا,
ويبدأ بأمر بديهي مجمع عليه وهو حتمية الكذب في الحرب وتقبل الجميع لذلك, ويذكر يوحنا الذهبي الفم صديقه بان النصر عن طريق الخدعة الحربية أفضل من تحقيق النصر علي ساحة المعركة
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم
" إذا بحثت في تاريخ قادة الحرب منذ القدم, تجد ان الذين برزوا ووصلوا ذروة المجد, تجدهم هؤلاء القادة حققوا معظم انتصاراتهم بالحيلة الحربية, والفتوحات عن طريق الخداع يُمتدح أكثر من الحرب المفتوحة " ( الكتاب الأول, ص 36 - 37 )
يري القديس يوحنا الذهبي الفم ان السبب وراء أفضلية الحيلة علي الحرب المفتوحة إلي حتمية استنزاف الموارد البشرية علي المدى البعيد في الحروب المفتوحة,
بينما من طبيعة العقل الازدياد بالممارسة فالحكيم يزداد حكمة بالتفكر, ويعني القديس بهذا ان ممارسة الحيلة في الحرب من شأنها أن تزيد الداهية دهاء فيحقق انتصارات أكثر بينما خوض المعارك المستمرة ينزف الموارد البشرية والاقتصادية وفي النهاية يؤدي إلي التذمر وخوار قوة الجيش
وفي جزء آخر من الكتاب يقص الذهبي الفم قصة المريض الذي أوشك علي الموت ولكنه رفض تناول الدواء وألح علي طلب كأسا من الخمر.. فما كان من الطبيب إلا أن نثر قطرات من الخمر علي كأس به دواء
الكذب في الحروب مسألة بديهية يقبلها العقل بل العقل يرفض عكس ذلك, لذلك نري ان الصدق في الحرب إثم, فالصادق الذي يكشف عن معلومات عسكرية ليس صادقا بل خائنا, وباسيل يقبل أفضلية الحيلة والكذب في الحرب ,
ولكن ما علاقة شؤون الدولة والسياسة الحربية بالكذب علي أعز الأصدقاء ....
وهذا ما سأله باسيل صديقه ويقول
" كيف ينطبق هذا علي وأنا لست عدوك ولا أسعي إلي إيذائك, بل علي العكس فقد ائتمنتك علي كل مصالحي ودائما اتبع نصحك " (الكتاب الأول , ص 37 )
الحيلة الحربية حالة واحدة من حالات عديدة تبيح النصرانية (http://www.burhanukum.com/article928.html) فيها الكذب لذلك يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الكذب المباح لا يقتصر علي وشئون الدولة وحالة الحرب بل وفي السلم أيضا
يقص الذهبي الفم قصة المريض الذي أوشك علي الموت ولكنه رفض تناول الدواء وألح علي طلب كأسا من الخمر .. فما كان من الطبيب إلا أن نثر قطرات من الخمر علي كأس به دواء , ويقول القديس الذهبي الفم تعليقا علي القصة
ألا تري فائدة الكذب ؟ " (الكتاب الأول, ص 38 ) "
يري القديس يوحنا الذهبي الفم ان الحالات التي يباح فيها الكذب تمتد إلي الأصدقاء وأفراد الأسرة وذلك في أمور الدنيا والدين’!
يقول القديس ان الكذب يجوز
" في معاملة الزوج لزوجته’ الزوجة مع زوجها, الابن مع الأب ’ بين الأصدقاء وكذلك الأطفال مع الوالدين " (الكتاب الأول, ص 37 )
القديس يوحنا الذهبي الفم يستنبط من الكتاب المقدس (http://www.burhanukum.com/article1260.html) ما يدل علي صحة قوله ويقول
" ابنة شاول ما كانت لتتمكن من إنقاذ حياة زوجها من يد شاول إلا بخيانة أبيها,
وأخوها أيضا استخدم نفس السلاح ( الكذب ) رغبة في إنقاذ نفس الشخص الذي أنقذته الزوجة وذلك حينما تعرض للخطر مرة أخري " ( المصدر السابق )
ويشير يوحنا الذهبي الفم إلي قصة داوود عليه السلام مع شاول الملك كما وردت في سفر صموئيل الأول, والإين الذي أنقذ داود هو يوناثان بن شاول المقرب من داود,
وميكال هي ابنة شاول زوجة داود عليه السلام حسب رواية العهد القديم .. وفي القصة ان زوجة داود سربت نوايا أبيها إلي زوجها وكذبت علي أبيها( 1 صم 19/11 )
أما بينما الإين أخفي داود عليه السلام وكذب علي أبيه وكان داود النبي عليه السلام قد طلب منه ان يخفيه ويكذب علي أبيه حسب العهد القديم
( فقال داود ليوناثان هوذا الشهر غدا حينما اجلس مع الملك للأكل.ولكن أرسلني فاختبئ في الحقل إلى مساء اليوم الثالث. وإذا افتقدني أبوك فقل قد طلب داود مني طلبة ان يركض إلى بيت لحم مدينته لان هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة. فان قال هكذا.حسنا.كان سلام لعبدك.ولكن ان اغتاظ غيظا2 فاعلم انه قد أعدّ الشر عنده ) 1 ص 50/5-7
ويعلق القديس يوحنا علي ما استشهد به وبقول
" انه أمر خير أن يستخدم هذا النوع من الخداع ليس فقط في الحرب مع الأعداء بل وفي السلم ومع أعز الأصدقاء, والفائدة تعود علي الخادع والمخدوع " (الكتاب الأول, ص 37 )
يتبع بإذن الله تعالى
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحالات التي تبيح النصرانية فيها الكذب
إهداءمن محمود أبا شيخ
هذا المقال يعالج إباحة الكتاب المقدس للكذب في أمور الدنيا والدين بحسب تفسير القديس الزاهد يوحنا الذهبي الفم’ أهديه إلي الأستاذ رشيد المغربي خاصة
والي كل العاملين في قناة الحياة التنصيرية عامة, وللأستاذ رشيد الشكر مقدما إن هو تجرأ وطرح هذا الموضوع في برنامجه سؤال جريء
محمود أباشيخ
القديس يوحنا سكندوس أو يوحنا الذهبي الفم كما يلقب, عاش في القرن الرابع ومات في بداية القرن الخامس, وهو أحد ابرز اللاهوتيين وأشهر وعاظ الكنيسة , والي يومنا هذه’ يعتبر أهم مرجع للمفسرين, نال لقب دكتور الكنيسة, وهو لقب صعب المنال,
ولكن يبدوا أنه لم يكن يهتم بالألقاب, فحينما تم ترشيحه للأسقفية مع صديقه باسيل, رفض القديس يوحنا الذهبي فم الرتبة الكهنوتية, ولأنه لم يرد أن يصل خبر رفضه إلي صديقه باسيل,
قرر يوحنا فم الذهب أن يكذب علي صديقه, وفي هذا المقال سوف نعرض وجهة نظر يوحنا الذهبي الفم حول الكذب والحالات التي يباح فيها
يوحنا فم الذهب كان أيضا راهبا زاهدا .. ولعل ميله إلي الزهد وراء عدم قبوله تولي رئاسة الأسقفية, وعدم قبوله كان حتما سوف يؤدي إلي اعتذار باسيل صديق العمر عن قبول الرتبة, أو هكذا توقع القديس يوحنا الذهبي الفم .. وكان القديس حريصا علي أن لا تخسر الكنيسة خدمة صديقه لكفاءته العالية
وكما توقع فم الذهب, قدم الصديق يسأله هل قبل فيتبعه أم اعتذر فيعتذر
قرر فم الذهب أن يخدع صديق العمر ويكذب عليه
يذكر يوحنا فم الذهب أسباب خداع صديق العمر في كتابه عن الكهنوت المسيحية ويقول [1]
" خشية من أن أحرم قطيع المسيح (http://www.burhanukum.com/article857.html) من هذا الشاب البارع المؤهل للإشراف علي الجماهير الغفيرة, قررت أن أخفي عليه ما عزمت عليه ولم أخف عنه شيئا من قبل ص 33 - 34
وصرح له ان قراره سوف يماثل قراره أي قرار صديقه " ( الكتاب الأول, ص 33 )
لقد خدع القديس صديق العمر وكذب عليه كما صرح بنفسه وذلك من أجل مصلحة الكنيسة وقطيع المسيح وإن شئت فقل لمجد الرب,
ولابد ان صديقه سوف ينزعج من هذا الخداع ويطالب بتوضيح الأمر فكيف يبرر القديس كذبه
يري القديس يوحنا ذهبي الفم ان الكذب مسألة نسبية, فقد يكون الكذب محرما أو مباحا وقد يكون واجبا أيضا ,
والغاية من الكذب هو ما يحدد ما إن كان محرما أم واجبا,
فإذا كانت الغاية غير شريفة فالكذب محرم
ويوجب الكذب إذا كانت الغاية اشفاء المريض , إنفاذ النفس أو مجد الرب. فالكذب إذن ليس شرا مطلقا
يقول القديس فم الذهب
" ما الجرم الذي ارتكبته في حقك , هل هو خداعي لك وإخفاء عزمي عليك ؟ لقد فعلت ذلك من أجلك أنت المخدوع, ولمصلحة من أسلمتك إليهم عن طريق الخداع ..
فإذا كان الكذب شرا مطلقا ولا يحق استخدامه أبدا فانا مستعد للعقوبة التي ترضاها , ولكن إذا كان الكذب ليس دائما سيئا ولكن يكون خيرا أو شرا بحسب نوابا الكاذبين فان عليك ان تكف عن العتاب من الخداع ...
الخداع في وقته المناسب له فوائد عديدة إذا كانت النية حسنة , وكثير من الناس عوقبوا لأنهم امتنعوا عن الخداع المناسب " ( الكتاب الأول, ص 36 )
لا يكتف القديس بالطلب من صديقه الكف عن العتاب بل ويري أن كذبه محمود,ويجب أن يشكر عليه, لأنه لم يكن الغرض منه المصلحة الشخصية بل لمصلحة الكنيسة , لذلك يجب أن يستقبل كل من كذب من أجل الرب بمودة وحفاوة (الكتاب الأول ص 36 )
باسيل صديق يوحنا الذهبي الفم ليس بالشخص الذي يأخذ القول يدون دليل حتى لو كان من اعز أصدقائه, وفم الذهب يدرك ذلك جيدا, لذلك يسرد الأدلة ولا يكتفي بالأدلة الكتابية بل ويقدم الأدلة العقلية أيضا,
ويبدأ بأمر بديهي مجمع عليه وهو حتمية الكذب في الحرب وتقبل الجميع لذلك, ويذكر يوحنا الذهبي الفم صديقه بان النصر عن طريق الخدعة الحربية أفضل من تحقيق النصر علي ساحة المعركة
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم
" إذا بحثت في تاريخ قادة الحرب منذ القدم, تجد ان الذين برزوا ووصلوا ذروة المجد, تجدهم هؤلاء القادة حققوا معظم انتصاراتهم بالحيلة الحربية, والفتوحات عن طريق الخداع يُمتدح أكثر من الحرب المفتوحة " ( الكتاب الأول, ص 36 - 37 )
يري القديس يوحنا الذهبي الفم ان السبب وراء أفضلية الحيلة علي الحرب المفتوحة إلي حتمية استنزاف الموارد البشرية علي المدى البعيد في الحروب المفتوحة,
بينما من طبيعة العقل الازدياد بالممارسة فالحكيم يزداد حكمة بالتفكر, ويعني القديس بهذا ان ممارسة الحيلة في الحرب من شأنها أن تزيد الداهية دهاء فيحقق انتصارات أكثر بينما خوض المعارك المستمرة ينزف الموارد البشرية والاقتصادية وفي النهاية يؤدي إلي التذمر وخوار قوة الجيش
وفي جزء آخر من الكتاب يقص الذهبي الفم قصة المريض الذي أوشك علي الموت ولكنه رفض تناول الدواء وألح علي طلب كأسا من الخمر.. فما كان من الطبيب إلا أن نثر قطرات من الخمر علي كأس به دواء
الكذب في الحروب مسألة بديهية يقبلها العقل بل العقل يرفض عكس ذلك, لذلك نري ان الصدق في الحرب إثم, فالصادق الذي يكشف عن معلومات عسكرية ليس صادقا بل خائنا, وباسيل يقبل أفضلية الحيلة والكذب في الحرب ,
ولكن ما علاقة شؤون الدولة والسياسة الحربية بالكذب علي أعز الأصدقاء ....
وهذا ما سأله باسيل صديقه ويقول
" كيف ينطبق هذا علي وأنا لست عدوك ولا أسعي إلي إيذائك, بل علي العكس فقد ائتمنتك علي كل مصالحي ودائما اتبع نصحك " (الكتاب الأول , ص 37 )
الحيلة الحربية حالة واحدة من حالات عديدة تبيح النصرانية (http://www.burhanukum.com/article928.html) فيها الكذب لذلك يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الكذب المباح لا يقتصر علي وشئون الدولة وحالة الحرب بل وفي السلم أيضا
يقص الذهبي الفم قصة المريض الذي أوشك علي الموت ولكنه رفض تناول الدواء وألح علي طلب كأسا من الخمر .. فما كان من الطبيب إلا أن نثر قطرات من الخمر علي كأس به دواء , ويقول القديس الذهبي الفم تعليقا علي القصة
ألا تري فائدة الكذب ؟ " (الكتاب الأول, ص 38 ) "
يري القديس يوحنا الذهبي الفم ان الحالات التي يباح فيها الكذب تمتد إلي الأصدقاء وأفراد الأسرة وذلك في أمور الدنيا والدين’!
يقول القديس ان الكذب يجوز
" في معاملة الزوج لزوجته’ الزوجة مع زوجها, الابن مع الأب ’ بين الأصدقاء وكذلك الأطفال مع الوالدين " (الكتاب الأول, ص 37 )
القديس يوحنا الذهبي الفم يستنبط من الكتاب المقدس (http://www.burhanukum.com/article1260.html) ما يدل علي صحة قوله ويقول
" ابنة شاول ما كانت لتتمكن من إنقاذ حياة زوجها من يد شاول إلا بخيانة أبيها,
وأخوها أيضا استخدم نفس السلاح ( الكذب ) رغبة في إنقاذ نفس الشخص الذي أنقذته الزوجة وذلك حينما تعرض للخطر مرة أخري " ( المصدر السابق )
ويشير يوحنا الذهبي الفم إلي قصة داوود عليه السلام مع شاول الملك كما وردت في سفر صموئيل الأول, والإين الذي أنقذ داود هو يوناثان بن شاول المقرب من داود,
وميكال هي ابنة شاول زوجة داود عليه السلام حسب رواية العهد القديم .. وفي القصة ان زوجة داود سربت نوايا أبيها إلي زوجها وكذبت علي أبيها( 1 صم 19/11 )
أما بينما الإين أخفي داود عليه السلام وكذب علي أبيه وكان داود النبي عليه السلام قد طلب منه ان يخفيه ويكذب علي أبيه حسب العهد القديم
( فقال داود ليوناثان هوذا الشهر غدا حينما اجلس مع الملك للأكل.ولكن أرسلني فاختبئ في الحقل إلى مساء اليوم الثالث. وإذا افتقدني أبوك فقل قد طلب داود مني طلبة ان يركض إلى بيت لحم مدينته لان هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة. فان قال هكذا.حسنا.كان سلام لعبدك.ولكن ان اغتاظ غيظا2 فاعلم انه قد أعدّ الشر عنده ) 1 ص 50/5-7
ويعلق القديس يوحنا علي ما استشهد به وبقول
" انه أمر خير أن يستخدم هذا النوع من الخداع ليس فقط في الحرب مع الأعداء بل وفي السلم ومع أعز الأصدقاء, والفائدة تعود علي الخادع والمخدوع " (الكتاب الأول, ص 37 )
يتبع بإذن الله تعالى