زهراء
04.03.2011, 21:13
الرد علي شبهة
وجود ألفاظ غير مناسبة في الأحاديث النبوية الشريفة
يحاول كل ثانية أعداء الحق أن يحاربوه بكل طريقة يستطيعونها معتقدين أنهم بهذا الهراء يجدون لهم منفذا يخترقون به دين الله تبارك وتعالي وكما تعودنا علي شبهاتهم الواهية التي يضحكون بها علي المساكين من اتباعهم بلا بحث ولا تدقيق انهم يعلمون علم اليقين ان لا احد سوف يبحث ورائهم ويتقصي حقيقة اقوالهم ومزاعمهم فلهم في بني جلدتهم قدوة
واليوم نراهم يستندون الي بعض الاحاديث التي يقولون ان بها الفاظا غير مناسبة امثال :
قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ,, قول حمزة لأحدهم يا ابن أم أنمار مقطعة البظور
دون ان يعلموا ما الموقف ولا السبب ولا القاعدة ولا اي شئ ... نراهم يعممون الامر ويقولون انظروا ان الاسلام يطالب المسلمين ان يسبوا غير المسلمين بالسباب البذئ وما ذنبهم انهم غير مسلمين وان كل واحد حر في اختيار الايمان وهل لاني غير مسلم مكتوب علي ان اتحمل السباب دون ذنب اقترفته سوى أني غير مسلم .... ولهم في ذلك دواوين ومؤلفات بل ورفع بعضهم الامر الي انه اهدار لكرامة الانسان وحقوقه ...
والسؤال هنا..
هل الإسلام أمر بسباب غير المسلمين بوجه عام ؟؟
هل الأصل في المعاملة على هذه الشاكلة ؟؟
أن الأصل في المعاملة وفقا لدين الله تبارك و تعالى هي الاحسان والرفق
قال تعالى: ( وَقُولُواْ لِلنّاسِ حُسْناً ) [سورة: البقرة - الأية: 83]
ومن الأمور الثابته نهي الإسلام عن كل ما يؤذي الآخرين في القول أو في الفعل فقد نهى عن السخرية والتنابز بالالقاب
قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عَسَىَ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مّن نّسَآءٍ عَسَىَ أَن يَكُنّ خَيْراً مّنْهُنّ وَلاَ تَلْمِزُوَاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ وَمَن لّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ) [سورة: الحجرات - الأية: 11]
ونهي عن الغيبة
قال تعالى: ( وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً ) [سورة: الحجرات - الأية: 12]
بل وطالب بمجادلة المخالفين له بالتي هي أحسن
قال تعالى: (ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [سورة: النحل - الأية: 125]
ونفى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المؤمن أن يكون فاحشًا أو بذيئًا؛ فقد روى الترمذي بسند حسن عن سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء". فالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث النبوي الشريف نفى عن المؤمن أن يكون عيابا في الأنساب؛ يلمز غيره، ويطعن في نسبه، وأن يكون كثير اللعن، وطلب الطرد لغيره من رحمة الله -تعالى-، التي وسعت كل شيء، كما نفى عنه فعل الفواحش، ونفى عنه أن يتفوَّه بالألفاظ القبيحة، كما روى الترمذي كذلك بسند حسن عن سيدنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه" وذلك لأن الحياء يمنع الكريم من التفوُّه بما لا يليق به من البذاءات والكلمات التي تجرح المشاعر،
فإن كان الدين المعاملة وإن كان الأصل في الاسلام الدعوة الي المعاملة الحسنة وفقا لما ذكر من الايات الكريمة والاحاديث الشريفة,, فلا نندهش عندما ينادي اعداء العقل والمنطق بان الاسلام يدعو إلي سباب غير المسلمين بوجه عام فلقد تبين لنا الاصل الذي يدعو له الإسلام ..
وليستبين الحق لكل منصف نطرح السؤال التالي:
ماذا يكون الحال مع المعتدين والظالمين ؟
ما المطلوب من المسلم وهو يري ظلم الانسان
وتعديه علي الله عز وجل وعلي النبي صلي الله عليه وسلم وعلي المؤمنين في أنفسهم وعرضهم ودينهم ؟
هل ينظر له ولسان حاله يقول " سامحك الله "
ويتركه في تعديه وإيذاءه للمؤمنين !!!
قال تعالى: (الشّهْرُ الْحَرَامُ بِالشّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنّ اللّهَ مَعَ الْمُتّقِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 194]
إن التسامح والرأفة والرحمة واللين مطلوبان وهو الأصل الذي حث عليه الشرع
قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) [سورة: آل عمران - الأية: 159]
ولكن عندما يكونوا في غير موضعهم فهذا من الضعف وقلة الحكمة والمؤمن ليس ضعيفا امام اهانة وايذاء الاخرين له وإن كانت الضرورات تبيح المحظورات وان كانت القاعدة الفقهية تقول باختيار أخف الضررين فان مواجهة هذا الظالم واسماعه ما يكره هو ما سوف يسكت لسانه البذئ ويقي المؤمنين شروره..وتظل هذه رسالة لكل من تسول له نفسه الإعتداء علي المؤمنين لانه يعلم انهم سوف يردوا هذا الإعتداء لا أن يقابلوه بالضعف ويعطوا الخد الاخر حتي لا يكونوا عرضة لكل ظالم تسول له نفسه أن يعتدي ويظلم ولا يكون هناك حماية للمؤمنين من السنة الحاقدين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بافواههم ,,,
ومن المعلوم أنه لا يجوز التصريح باسم العورة إلا إذا كانت هناك ضرورة أو اقتضتها المصلحة مثل الحدود فلا ينفع في الحدود الكنايات والتلميحات أو التعريضات - كحد الزنى لأنه قد يودي بحياة إنسان فلابد من التحري الدقيق لإثبات واقعة الزنى بالفعل وإلا ذهبت حياة إنسان سدى فهذا من باب حفاظ حياة - ، وعند منازلة الأعداء لإغاظتهم.
ولقد كانت هذه الأحاديث التي يحاول أعداء الحق استخدامها سلاحاً ضد دين الله تبارك وتعالى تحمل علي المتكبرين الظالمين والذين يعتدوا على المؤمنين ويقاتلونهم ففي الحديث الأول يأمر النبي صلي الله عليه وسلم بهذه المعاملة لمن يتعزى بعزاء الجاهلية ولقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد: وكان ذكرهن الأب ها هنا أحسن تذكيرا لهذا المتكبر بدعوى الجاهلية بالعضو الذي خرج منه وهو هن أبيه فلا ينبغي له أن يتعدى طوره.أهـ
فمن تعصب لأهل بلدته، أو مذهبه، أو طريقته، أو قرابته، وأراد بهذا التعصب أن يفرِّق جماعة الإسلام ويتكبر على الآخرين بذكره أهله وآله فمثل هذا المتكبر ذكروه بأمر نفسه وكيف خرج من عضو أبيه ففي هذا التذكير زجر أبلغ الزجر.وأما الحديث الثاني الذي ذكر فيه قول حمزة رضي الله عنه فقد كان في قتال ونزال مع هذا المعتدي فهل هذا موضع يستساغ فيه استخدام الرفق في الكلام!!
فان كان " لكل مقام مقال " فهل تنقمون منا إلا أن وضعنا الشئ في موضعه !! فسبحان الله إن هو إلا العناد والكبر بعينه ...
أليس الكلام الطيب مع أنه الاصل في المعاملة في شرع الاسلام فإنه لا يصح مع الظالم ؟؟
" قال تعالى: (لاّ يُحِبّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) [سورة: النساء - الأية: 148]
فكما نري الاصل ليس الجهر بالسوء من القول ولكن هناك استثناء للمظلوم حماية له من الظالم و حتي يسكته ذلك ويوقف من ظلمه لنفسه ولمن حوله فهو لا يفلح معه ومع امثاله الكلام بالرفق والنصح بل ان قلت له اتق الله لا يسمع لك ويزداد عنادا وتكبرا لذلك لا يفلح معاه لين الكلام..
قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) [سورة: البقرة - الأية: 206]
والمنطق يقول عندما يفشل اللين تكون هناك الشدة وقد يضطر المؤمن للقيام بهذا وهو ليس الاصل من باب "فمن اضطر غير باغ ولا عاد" لأن هذه هي الطريقة التي تقي المؤمنين شر السنة الظالمين فهذه المعاملة كما اوضحنا ليست لغير المسلم بوجه عام أبدا وإنما لمن ظلم فقط
" قال تعالى: ( فَلاَ عُدْوَانَ إِلاّ عَلَى الظّالِمِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 193]
وما نراه الآن هو نقد الإسلام لأنه يعامل الظالم بما يستحق
ولا نعلم هل يساوي الاسلام بين الظالمين والصالحين حتى يكون دين عدل ؟!
قال تعالى: (قُل لاّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتّقُواْ اللّهَ يَأُوْلِي الألْبَابِ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: المائدة - الأية: 100]
والمطلوب الآن من الاسلام ان يساوي في المعاملة بين الخبيث والطيب
وأن يطالب المؤمنين أن يقبلوا الإيذاء والإعتداءات على النفس والعرض والدين بصدر رحب ..
إن هذه الامعية بعينها ولا يكون هناك تساو في المعاملة أبدا بين الانسان الصالح والانسان المسئ
قال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الأعْـمَىَ وَالْبَصِيرُ وَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَلاَ الْمُسِيَءُ قَلِيـلاً مّا تَتَذَكّرُونَ) [سورة: غافر - الأية: 58]
فاذا كان الناس ينقسمون إلى فرق متعددة فإن الإسلام علمنا طريقة التعامل مع كل فرقة فنحن نتعامل مع الطيب من البشر باللين والرفق سواء ان كان مسلم ام غير مسلم ولكن الظالم الذي يؤذي الاخرين نسمعه ما يكره وان انتهى ننتهي وان عاد نعود لمثلها حتي ينتهي عن ظلمه وإيذاءه..
-جزى الله من رد الشبهة خير الجزاء-
وجود ألفاظ غير مناسبة في الأحاديث النبوية الشريفة
يحاول كل ثانية أعداء الحق أن يحاربوه بكل طريقة يستطيعونها معتقدين أنهم بهذا الهراء يجدون لهم منفذا يخترقون به دين الله تبارك وتعالي وكما تعودنا علي شبهاتهم الواهية التي يضحكون بها علي المساكين من اتباعهم بلا بحث ولا تدقيق انهم يعلمون علم اليقين ان لا احد سوف يبحث ورائهم ويتقصي حقيقة اقوالهم ومزاعمهم فلهم في بني جلدتهم قدوة
واليوم نراهم يستندون الي بعض الاحاديث التي يقولون ان بها الفاظا غير مناسبة امثال :
قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ,, قول حمزة لأحدهم يا ابن أم أنمار مقطعة البظور
دون ان يعلموا ما الموقف ولا السبب ولا القاعدة ولا اي شئ ... نراهم يعممون الامر ويقولون انظروا ان الاسلام يطالب المسلمين ان يسبوا غير المسلمين بالسباب البذئ وما ذنبهم انهم غير مسلمين وان كل واحد حر في اختيار الايمان وهل لاني غير مسلم مكتوب علي ان اتحمل السباب دون ذنب اقترفته سوى أني غير مسلم .... ولهم في ذلك دواوين ومؤلفات بل ورفع بعضهم الامر الي انه اهدار لكرامة الانسان وحقوقه ...
والسؤال هنا..
هل الإسلام أمر بسباب غير المسلمين بوجه عام ؟؟
هل الأصل في المعاملة على هذه الشاكلة ؟؟
أن الأصل في المعاملة وفقا لدين الله تبارك و تعالى هي الاحسان والرفق
قال تعالى: ( وَقُولُواْ لِلنّاسِ حُسْناً ) [سورة: البقرة - الأية: 83]
ومن الأمور الثابته نهي الإسلام عن كل ما يؤذي الآخرين في القول أو في الفعل فقد نهى عن السخرية والتنابز بالالقاب
قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عَسَىَ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مّن نّسَآءٍ عَسَىَ أَن يَكُنّ خَيْراً مّنْهُنّ وَلاَ تَلْمِزُوَاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ وَمَن لّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ) [سورة: الحجرات - الأية: 11]
ونهي عن الغيبة
قال تعالى: ( وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً ) [سورة: الحجرات - الأية: 12]
بل وطالب بمجادلة المخالفين له بالتي هي أحسن
قال تعالى: (ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [سورة: النحل - الأية: 125]
ونفى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المؤمن أن يكون فاحشًا أو بذيئًا؛ فقد روى الترمذي بسند حسن عن سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء". فالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث النبوي الشريف نفى عن المؤمن أن يكون عيابا في الأنساب؛ يلمز غيره، ويطعن في نسبه، وأن يكون كثير اللعن، وطلب الطرد لغيره من رحمة الله -تعالى-، التي وسعت كل شيء، كما نفى عنه فعل الفواحش، ونفى عنه أن يتفوَّه بالألفاظ القبيحة، كما روى الترمذي كذلك بسند حسن عن سيدنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه" وذلك لأن الحياء يمنع الكريم من التفوُّه بما لا يليق به من البذاءات والكلمات التي تجرح المشاعر،
فإن كان الدين المعاملة وإن كان الأصل في الاسلام الدعوة الي المعاملة الحسنة وفقا لما ذكر من الايات الكريمة والاحاديث الشريفة,, فلا نندهش عندما ينادي اعداء العقل والمنطق بان الاسلام يدعو إلي سباب غير المسلمين بوجه عام فلقد تبين لنا الاصل الذي يدعو له الإسلام ..
وليستبين الحق لكل منصف نطرح السؤال التالي:
ماذا يكون الحال مع المعتدين والظالمين ؟
ما المطلوب من المسلم وهو يري ظلم الانسان
وتعديه علي الله عز وجل وعلي النبي صلي الله عليه وسلم وعلي المؤمنين في أنفسهم وعرضهم ودينهم ؟
هل ينظر له ولسان حاله يقول " سامحك الله "
ويتركه في تعديه وإيذاءه للمؤمنين !!!
قال تعالى: (الشّهْرُ الْحَرَامُ بِالشّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنّ اللّهَ مَعَ الْمُتّقِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 194]
إن التسامح والرأفة والرحمة واللين مطلوبان وهو الأصل الذي حث عليه الشرع
قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) [سورة: آل عمران - الأية: 159]
ولكن عندما يكونوا في غير موضعهم فهذا من الضعف وقلة الحكمة والمؤمن ليس ضعيفا امام اهانة وايذاء الاخرين له وإن كانت الضرورات تبيح المحظورات وان كانت القاعدة الفقهية تقول باختيار أخف الضررين فان مواجهة هذا الظالم واسماعه ما يكره هو ما سوف يسكت لسانه البذئ ويقي المؤمنين شروره..وتظل هذه رسالة لكل من تسول له نفسه الإعتداء علي المؤمنين لانه يعلم انهم سوف يردوا هذا الإعتداء لا أن يقابلوه بالضعف ويعطوا الخد الاخر حتي لا يكونوا عرضة لكل ظالم تسول له نفسه أن يعتدي ويظلم ولا يكون هناك حماية للمؤمنين من السنة الحاقدين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بافواههم ,,,
ومن المعلوم أنه لا يجوز التصريح باسم العورة إلا إذا كانت هناك ضرورة أو اقتضتها المصلحة مثل الحدود فلا ينفع في الحدود الكنايات والتلميحات أو التعريضات - كحد الزنى لأنه قد يودي بحياة إنسان فلابد من التحري الدقيق لإثبات واقعة الزنى بالفعل وإلا ذهبت حياة إنسان سدى فهذا من باب حفاظ حياة - ، وعند منازلة الأعداء لإغاظتهم.
ولقد كانت هذه الأحاديث التي يحاول أعداء الحق استخدامها سلاحاً ضد دين الله تبارك وتعالى تحمل علي المتكبرين الظالمين والذين يعتدوا على المؤمنين ويقاتلونهم ففي الحديث الأول يأمر النبي صلي الله عليه وسلم بهذه المعاملة لمن يتعزى بعزاء الجاهلية ولقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد: وكان ذكرهن الأب ها هنا أحسن تذكيرا لهذا المتكبر بدعوى الجاهلية بالعضو الذي خرج منه وهو هن أبيه فلا ينبغي له أن يتعدى طوره.أهـ
فمن تعصب لأهل بلدته، أو مذهبه، أو طريقته، أو قرابته، وأراد بهذا التعصب أن يفرِّق جماعة الإسلام ويتكبر على الآخرين بذكره أهله وآله فمثل هذا المتكبر ذكروه بأمر نفسه وكيف خرج من عضو أبيه ففي هذا التذكير زجر أبلغ الزجر.وأما الحديث الثاني الذي ذكر فيه قول حمزة رضي الله عنه فقد كان في قتال ونزال مع هذا المعتدي فهل هذا موضع يستساغ فيه استخدام الرفق في الكلام!!
فان كان " لكل مقام مقال " فهل تنقمون منا إلا أن وضعنا الشئ في موضعه !! فسبحان الله إن هو إلا العناد والكبر بعينه ...
أليس الكلام الطيب مع أنه الاصل في المعاملة في شرع الاسلام فإنه لا يصح مع الظالم ؟؟
" قال تعالى: (لاّ يُحِبّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) [سورة: النساء - الأية: 148]
فكما نري الاصل ليس الجهر بالسوء من القول ولكن هناك استثناء للمظلوم حماية له من الظالم و حتي يسكته ذلك ويوقف من ظلمه لنفسه ولمن حوله فهو لا يفلح معه ومع امثاله الكلام بالرفق والنصح بل ان قلت له اتق الله لا يسمع لك ويزداد عنادا وتكبرا لذلك لا يفلح معاه لين الكلام..
قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) [سورة: البقرة - الأية: 206]
والمنطق يقول عندما يفشل اللين تكون هناك الشدة وقد يضطر المؤمن للقيام بهذا وهو ليس الاصل من باب "فمن اضطر غير باغ ولا عاد" لأن هذه هي الطريقة التي تقي المؤمنين شر السنة الظالمين فهذه المعاملة كما اوضحنا ليست لغير المسلم بوجه عام أبدا وإنما لمن ظلم فقط
" قال تعالى: ( فَلاَ عُدْوَانَ إِلاّ عَلَى الظّالِمِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 193]
وما نراه الآن هو نقد الإسلام لأنه يعامل الظالم بما يستحق
ولا نعلم هل يساوي الاسلام بين الظالمين والصالحين حتى يكون دين عدل ؟!
قال تعالى: (قُل لاّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتّقُواْ اللّهَ يَأُوْلِي الألْبَابِ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: المائدة - الأية: 100]
والمطلوب الآن من الاسلام ان يساوي في المعاملة بين الخبيث والطيب
وأن يطالب المؤمنين أن يقبلوا الإيذاء والإعتداءات على النفس والعرض والدين بصدر رحب ..
إن هذه الامعية بعينها ولا يكون هناك تساو في المعاملة أبدا بين الانسان الصالح والانسان المسئ
قال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الأعْـمَىَ وَالْبَصِيرُ وَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَلاَ الْمُسِيَءُ قَلِيـلاً مّا تَتَذَكّرُونَ) [سورة: غافر - الأية: 58]
فاذا كان الناس ينقسمون إلى فرق متعددة فإن الإسلام علمنا طريقة التعامل مع كل فرقة فنحن نتعامل مع الطيب من البشر باللين والرفق سواء ان كان مسلم ام غير مسلم ولكن الظالم الذي يؤذي الاخرين نسمعه ما يكره وان انتهى ننتهي وان عاد نعود لمثلها حتي ينتهي عن ظلمه وإيذاءه..
-جزى الله من رد الشبهة خير الجزاء-