هِداية
06.07.2009, 21:34
http://www.lakii.com/vb/smile/21-443.gif
طفلة على الرصيف
افترشت الرصيف والتحفت السماء في جو شتوي بارد وأمامها صندوقٌ عليه بعض الحلويات متمنية أن تبيعها جميعها , كانت براءة الأطفال تشعُّ من عينيها طفلةٌ لم تتجاوز الثامنة من عمرها يلفّها حزنٌ عميق ويبدو على محيّاها معاناةٌ كبيرة , ويسأل لسانها وإن لم يتكلم :
لماذا ضاعت طفولتي ؟؟
ولماذا لا أكون كباقي الأطفال في منزلٍ يؤويني وأمٍ تعطف عليَّ ووالدٍ يُطعمني ؟؟؟
لكنّ الغريب أنّها كانت تُمسك بيدها كتاب المدرسة وتحلّ باجتهاد تمارين الحساب وإلى جانبها كتابُ القراءة !!!
تعجبتُ من الأمر , وكأنّها رأتْ على وجهي علامات الاستفهام فأجاب لسان حالها قائلاً :
لَئِنْ حُرمتُ حنانَ الأمِّ وعطف الأب فبعلمي أرتقي وأعلو
ولَئِنْ ضاعت طفولتي فمستقبلي بكتابي وقلمي
ولَئِنْ خَسرتُ الآن فلن يَخْذُلَنِي يراعي في قابل الأيام
ليس اليتيم من فقد أبويه لكنّ اليتيم من فقد العلم , سلاحي قلمي وعزّتي في علمي وكبريائي في شهادتي ولئن ظلمتني الدنيا اليوم فسأكون غداً فارسة الأيام ودرّة الزمان . وصدق من قال :
العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العزّ والشرف
قصتها استوقفتني ببعض الأسئلة :
تُرى لماذا يا بُنيّة جلستِ تدرسين على الرصيف بدل مقعد الدراسة في منزلك وعلى مَن تقع المسؤولية في وصولك إلى هنا ؟؟؟
سؤالٌ محير أين أنتم يا أغنياء المسلمين ؟؟ !!
تُرى لو زكَّيتم عن أموالكم كنّا رأينا طفلة تبيع الحلوى على مفترق الطرق ؟؟
تُرى لو كانت هذه الفتاة في بلاد الغرب هل كانت ستبقى على الرصيف ؟؟؟
ومازالتْ طُفْلَتُنَا إلى الآن جالسةً على الرصيف تبيع الحلوى وتحلُّ تمارين الحساب منتظرةً الغد المشرق الذي ستصنعه بقلمها !!!
بقلم البراء كحيل
طفلة على الرصيف
افترشت الرصيف والتحفت السماء في جو شتوي بارد وأمامها صندوقٌ عليه بعض الحلويات متمنية أن تبيعها جميعها , كانت براءة الأطفال تشعُّ من عينيها طفلةٌ لم تتجاوز الثامنة من عمرها يلفّها حزنٌ عميق ويبدو على محيّاها معاناةٌ كبيرة , ويسأل لسانها وإن لم يتكلم :
لماذا ضاعت طفولتي ؟؟
ولماذا لا أكون كباقي الأطفال في منزلٍ يؤويني وأمٍ تعطف عليَّ ووالدٍ يُطعمني ؟؟؟
لكنّ الغريب أنّها كانت تُمسك بيدها كتاب المدرسة وتحلّ باجتهاد تمارين الحساب وإلى جانبها كتابُ القراءة !!!
تعجبتُ من الأمر , وكأنّها رأتْ على وجهي علامات الاستفهام فأجاب لسان حالها قائلاً :
لَئِنْ حُرمتُ حنانَ الأمِّ وعطف الأب فبعلمي أرتقي وأعلو
ولَئِنْ ضاعت طفولتي فمستقبلي بكتابي وقلمي
ولَئِنْ خَسرتُ الآن فلن يَخْذُلَنِي يراعي في قابل الأيام
ليس اليتيم من فقد أبويه لكنّ اليتيم من فقد العلم , سلاحي قلمي وعزّتي في علمي وكبريائي في شهادتي ولئن ظلمتني الدنيا اليوم فسأكون غداً فارسة الأيام ودرّة الزمان . وصدق من قال :
العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العزّ والشرف
قصتها استوقفتني ببعض الأسئلة :
تُرى لماذا يا بُنيّة جلستِ تدرسين على الرصيف بدل مقعد الدراسة في منزلك وعلى مَن تقع المسؤولية في وصولك إلى هنا ؟؟؟
سؤالٌ محير أين أنتم يا أغنياء المسلمين ؟؟ !!
تُرى لو زكَّيتم عن أموالكم كنّا رأينا طفلة تبيع الحلوى على مفترق الطرق ؟؟
تُرى لو كانت هذه الفتاة في بلاد الغرب هل كانت ستبقى على الرصيف ؟؟؟
ومازالتْ طُفْلَتُنَا إلى الآن جالسةً على الرصيف تبيع الحلوى وتحلُّ تمارين الحساب منتظرةً الغد المشرق الذي ستصنعه بقلمها !!!
بقلم البراء كحيل