المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : هل السنة النبوية وحى من الله تعالى لرسوله ؟؟؟


دكتور إكس
09.06.2011, 09:18
نعم .....
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم هى بوحى من الله تعالى
------------------------------------


يقول الله عز وجل : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) سورة النجم 3
فليس كلامه صلى الله عليه وسلم عن هوى من نفسه، بل عن وحي، ولهذا قال بعدها : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) سورة النجم 4
أي ما كلامه إلا وحيٌ وتعليم من الله عز وجل
قال البغوى رحمه الله : (({وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} أي : بالهوى يريد لا يتكلم بالباطل، وذلك أنهم قالوا : إن محمدًا صلى الله عليه وسلم يقول القرآن من تلقاء نفسه ،{‏إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى‏}‏ أي ‏:‏ لا يتبع إلا ما أوحى الله إليه من الهدى والتقوى، في نفسه وفي غيره ، ودل هذا على أن السنة وحي من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ‏:‏ ‏{‏وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ‏}‏ وأنه معصوم فيما يخبر به عن الله تعالى وعن شرعه، لأن كلامه لا يصدر عن هوى، وإنما يصدر عن وحي يوحى))

* ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لما قال له عبد الله بن عمرو هل أكتب يا رسول الله ما تقول ؟ قال : نعم أكتب، فو الذي نفسي بيده لا يخرج من هذا إلا حقا)
فهو صلى الله عليه وسلم لا يخبر عن هواه، ولا عن نفسه، وإنما يخبر ما يوحي الله إليه من الأوامر والنواهي والتشريع
* ويدل على ذلك ايضا الحديث المروى عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ وَمِثلَهُ مَعَهُ ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيكُم بِهَذَا القُرآنِ ، فَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ،وَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ)

------------------------------------
فلا بد أن يستقر في عقل وقلب كل مسلم أن السنة (وهي ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير) ... هي أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أُنزِل على رسول الله صلى الله عليه وسلم (والقسم الأول من الوحي هو : القرآن الكريم)

يقول حسان بن عطية فى الكفاية 12 للخطيب : (كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن) انتهى
فأهمية السنة النبوية الشريفة تكمن في كونها مبيِّنةً لكتاب الله وشارحةً له أوَّلًا ثم من كونها تزيد على مافي كتاب الله بعض الأحكام


يقول الله تعالى : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 44

يقول ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/190) :
((البيان منه صلى الله عليه وسلم على ضربين: الأول : بيان المجمل في الكتاب العزيز ،كالصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر الأحكام ، الثاني : زيادة حكم على حكم الكتاب ، كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها)) انتهى
------------------------------------

ولكن يجب الإنتباه إلى أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كانت بتعليم ووحى من الله تعالى إلا أنها ليست (قرآنا) ...
فليس لها من القدسية ما للقرآن الكريم ...
ولا يجوز أبدا نسبتها إلى الله تعالى ...
ولا يتعبد فى الصلاة بتلاوتها ...
ولا يشترط الطهارة فى مس كتبها أو قرائتها ...
ويجوز قولها بمعناها ....
وليس لقرائتها ذلك الثواب العظيم الذى يناله قارىء القرآن (بكل حرف يقرأ حسنة إلى عشرة أضعاف إلى 700 ضعف)
------------------------------------
ولما كانت السنة النبوية هى القسمَ الثانيَ من أقسام الوحي .... كان لا بد من حفظ الله تعالى لها ليحفظَ بها أحكام الدين من التحريف أو التأليف أو النقص أو الضياع
يقول ابن حزم رحمه الله فى الإحكام (1/95) :
((قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر/9 وقال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَايُنذَرُونَ) الأنبياء/45 فأخبر تعالى أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي ، والوحي بلا خلاف ذِكْرٌ ، والذكر محفوظ بنصِّ القرآن ، فصح بذلك أن كلامه صلى الله عليه وسلم كله محفوظ بحفظ الله عز وجل ، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء ، إذ ما حَفِظَ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء ، فهو منقول إلينا كله ، فلله الحجة علينا أبدا)) انتهى

------------------------------------
وإذا ثبت أن السنة من الوحي الإلهي فلا بد من التنبه إلى أن الفرق بينها وبين القرآن يكمن في أن القرآن كلام الله تعالى نزل بلفظه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .... أما السنة فقد لا تكون من كلامه تعالى بل من وحيه وتعليمه وإرشاده فقط ومن ثم لا يلزم أن تأتي بلفظها بل بالمعنى والمضمون

ومِن فَهْمِ هذا الفرق يظهر أن العبرة في نقل السنة هو المعنى والمضمون وليس ذات الألفاظ التي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم ..... والشريعة الإسلامية إنما حُفظت بحفظ الله تعالى للقرآن الكريم كاملا آيات وكلمات وحرفا وتشكيلا ، وبحفظه سبحانه للسنة النبوية في مُجمَلِها ومعناها وما بيَّنَتهُ من كتاب الله وليس في ألفاظها وحروفها
ومع ذلك فإن علماء هذه الأمة على مدى القرون السالفة ، قد قاموا بحفظ الشريعة والسنة ونقلوا لنا ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم كما قالها وميزوا ما فيها من الصواب والخطأ والحق والباطل .... ولذلك فإن تعدد الروايات للحديث الواحد لا يعني أبدا التقصير في حفظ السنة ونقلها وإنما اختلفت الروايات لأسباب عديدة منها :


1- تعدد المستمعين للحديث :

يقول ابن حزم رحمه الله في الإحكام (1/134) :
((وليس اختلاف الروايات عيبا في الحديث إذا كان المعنى واحدا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صحَّ عنه أنه إذا كان يُحَدِّث بحديثٍ كَرَّرَه ثلاث مرات ، فينقل كل إنسان بحسب ما سمع ، فليس هذا الاختلاف في الروايات مما يوهن الحديث إذا كان المعنى واحدا)) انتهى

2- الرواية بالمعنى (إختلاف متون الحديث) :

وهو أكثر ما يسبب تعدد الروايات للحديث الواحد ، فالمهم في نقل الحديث أداء مضمونه ومحتواه أما ألفاظه فليست تعبديةً كالقرآن
مثاله : حديث (إنما الأعمال بالنيات) : فقد روي بهذا اللفظ وبلفظ ثان (العمل بالنية) ولفظ ثالث (إنما الأعمال بالنية) ولفظ رابع (الأعمال بالنية) وهذا التعدد سببه الرواية بالمعنى فإن مخرج الحديث واحد (وهو يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة عن عمر رضي الله عنه) والملاحظ أن المعنى الذي يفهم من هذه الجمل كلها واحد وهو أن نية العامل هى معيار قبول العمل عند الله تعالى
ولكي يطمئن العلماء أكثر إلى أن الراوي نقل المعنى الصحيح للحديث كانوا لا يقبلون الرواية بالمعنى إلا من عالم باللغة العربية ثم يقارنون رواية الراوي برواية غيره من الثقات فيتبين لهم الخطأ في النقل إن وقع


3- اختصار الراوي للحديث :

أي أن يكون الراوي حافظا للحديث كله ولكن يكتفي بذكر جزء منه في حال معينة ويذكره كاملا في حال أخرى

4- السهو والخطأ :

فقد يقع من أحد الرواة الخطأ فيروي الحديث على غير وجهه الذي يرويه الآخرون ويمكن معرفة الخطأ بمقارنة الروايات بعضها ببعض وهو ما قام به أهل العلم في كتب السنة والتخريج
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح (3/39) :

((ولكن هذه الأمة حفظ الله تعالى لها ما أنزله ، قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر/9، فما في تفسير القرآن أو نقل الحديث أوتفسيره من غلط ، فإن الله يقيم له من الأمة من يبيِّنُه ، ويذكر الدليل على غلط الغالط وكذب الكاذب ، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة ، إذ كانوا آخر الأمم ، فلا نبي بعد نبيهم ، ولا كتاب بعد كتابهم ، وكانت الأمم قبلهم إذا بدَّلوا وغيَّروا بعث الله نبيا يبين لهم ويأمرهم وينهاهم ، ولم يكن بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي ، وقد ضمن الله أن يحفظ ما أنزله من الذكر)) انتهى

------------------------------------
فالسنة بلا جدال ....
هى وحى من عند الله تعالى أنزله على رسوله ليبين للناس ما نُزِّل إليهم في كتاب الله تعالى ويعلمهم من الأحكام ما يحتاجونه في دينهم ولم يأت تفصيله أو أصله في كتاب الله تعالى
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وحي من الله تعالى ... ولذلك فكثيرا ما عطف الله سبحانه وتعالى طاعة الرسول على طاعته
ولكنها .... ليست من كلمات الله تعالى
فهناك فرق بين (الوحى) و (الكلمات الإلهية) ....

أبوجنة
09.06.2011, 09:38
ما شاء الله و الله أكبر

بارك الله بك و أحسن إليك

البتول
04.07.2011, 22:38
موضوع طيب وفيه إيضاح ..
جزاك الله خيرا