فاطمة الزهراء
09.11.2011, 13:46
الجاليات المسلمة في الغرب
لقد باتت المجتمعات الغربية أرضا تتصارع فيها الكثير من الآراء والأفكار, بعضها غريب وبعضها الآخر منافي للواقع وبعضها يشير بأصابع الأتهام الظالمة. نعم لقد ظلم الإسلام في تلك الأراضي, واصبحت صورته كاللوحة التي يُرسم عليها بفرشاة مُلطخة بالألوان يُضاف إليها ما يتماشى مع مصالح الغرب ويمسح منها ما لا يروق لهم. والضحية هم بكل تأكيد الجاليات المسلمة في تلك الدول التي أجرمت في حق الإسلام والمسلمين.
لقد عانت البلاد العربية والإسلامية منذ القديم من هجرة أبنائها, خاصة الى أوربا والأمريكتين , فمنهم من هاجر للبحث عن الرزق ولقمة العيش والحياة الرغدة الهنيئة , ومنهم من هرب من ظلم وقع عليه , ومنهم من سافر لأكمال دراسته. ولأن الكثير من هذه الجموع مسلمة ,لذلك انتشر الإسلام في تلك الأقطار بشكل كبير, وتزايدت نسبة الداخلين في الإسلام , وبالتالي كان لابد لتوفير منشئات يؤدوا فيها العبادات من ناحية أهم وكذلك ليحيوا فيها المناسبات الإسلامية.
وبالرغم من إنشاء العديد من المؤسسات الإسلامية في الدول الغربية والتي تخدم الإسلام والمسلمين , الا أن هؤلاء لا يزالون يعانون في تلك الدول , فطريق الدعوة الى الإسلام ليس محاطا بالرياحين سواء من قبل المسلمين أو هؤلاء حديثي الدخول في الإسلام , وتتزايد هذه الصعوبة مع مرور السنوات , إذ أن الغرب , خاصة شديدي التعصب لدياناتهم , يزداد تنبهم لهؤلاء الذين دخلوا في الإسلام عن طريق الدعوة , فيكيدون المكائد للمسلمين بشتى الطرق حتى يتصدوا للدعوة مهما كلفهم الأمر , ولقد تعددت وسائلهم والغاية واحدة.
كذلك فأن بعض الدول تمنع المسلمين حتى من بعض العبادات بحجة الحفاظ على أمن الدولة. فلا أعتقد أن قرار محكمة المانيا لمنع الحجاب جريمة يمكن ان تُنسى. فما أعظم تلك الجريمة التي أرتكبوها في حق الأسلام والمسلمين , حيث أصدروا حكم كهذا بحجة أن الحجاب صورة من صور الإرهاب وأنه لا يتماشى مع أمن الدولة. فهذه وسيلة من وسائل العقلية الغربية في رد المسلمين عن دينهم , بحيث يخيرونهم ما بين أتباع امر الله وعدم الأستقرار في بلادهم , أو أتباع أمرهم والحصول على كافة الأمكانيات المتاحه لهم. لقد قال تعالى: ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)) [البقرة:217] , نعم فهؤلاء يقاتلون ابناء المسلمين ولكن ليس بالسلاح الذي يكون ضحيته النفس , بل بأعظم من ذلك فهم يقاتلون المسلمين في إيمانهم , فهم لا يعلمون أن المرأة المسلمة تطيب نفسها للموت بدلاُ من أن تظهر شعرة واحدة من شعرها امتثالاُ لأمر الله بارتداء الحجاب لقوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَو كَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب: 59).
كذلك فأن بعض الجاليات المسلمة تتعرض للضرب والإهانة سواء من قبل جهات رسمية تظلمهم في حقوقهم وتهينهم أو من قبل أفراد وجماعات متطرفة . وكثيراً ما نسمع ونشاهد عن طريق وسائل الإعلام المتختلفة عن أٌسر تم ضربهم ضرباً مبرحاً, أو عن طلاب ضُربوا كذلك بل والكثير منهم لقوا مصرعهم دون أدنى خطيئة أو ذنب اقترفوه في حق هؤلاء أعداء الإسلام.
ومن التنبيهات التي لا يجب أن يغفلوا عنها أمة الإسلام, هي أن تلك الجاليات المسلمة جزء من كيان الأمة, وما يلحقهم من ظلم واعتداء ما هو إلا ثمرة الخلافات الناشئة بين أقطار الأمة وأفرادها , مما يشغلها عن رعاية أبنائها في الخارج.
ومن الجدير بالذكر انه وبالرغم من كل تلك المعانات التي تعانيها الأمة الإسلامية, الا أن ومضات الأمل لازالت تشرق في قلوب هؤلاء المسلمين. فهم كلهم إيمان بأن الله معهم ينصرهم ويغيثهم . والسؤال المطروح في هذا المجال: ماذا قدمت الأمة الإسلامية لأبنائها المتواجدون خارج الأراضي الإسلامية؟ وهل ما تتعرض له تلك الجاليات المسلمة من ظلم وأذى لا يحرك ساكناً في قلوب المعنيين من الأمة؟ .
الحقيقة أن أفراد المجتمعات الإسلامية بهم تلك الحرقة على دينهم الإسلامي وما يتعرض له من اعتدائات وتشويه لسمعته ولصورته ,بل أن قلوبهم تتقطع ألماً على حال المسلمين في تلك الدول الغربية. ألا ان أصحاب القرار ما زال الهوان يغطي قلوبهم برقعة سوداء حتى أصابهم العمى, فلم يعودوا يبصروا إلا ما يحقق لهم مصالحهم الشخصية والدولية.
بالرغم أن الدول الإسلامية أّذا تكاتفت وتوحدت أقطارها , ووقفوا ضد تيار الغرب أعداء الإسلام فأنهم سينتصرون بلا أدنى شك وذلك لقوة العدة بإيمانهم ومعتقداتهم الدينية الأصيلة وبكثرة العدد كأفراد, ألا ان حب الدنيا والأقبال عليها أمحى من عقولهم صورة الجهاد الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف, بل أنه , وفي تلك الظروف العصيبة, أصبح حكم الجهاد فرض كفايه لقوله تعالى " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " .
ألا انه وفي هذا الزمان زاد حب الدنيا وكراهية الموت وهذا ما أخبر عنه رسولنا كما في حديث ثَوْبَانَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِهَا فقال قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قال: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ الله من صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ، فقال قَائِلٌ: يا رَسُولَ الله، وما الْوَهْنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" رواه أبو داود.
فيجب على الأمة الإسلامية , أفراد و أصحاب قرارات, أن ينظروا الى حال تلك الجاليات بعيناُ فطنة , وأن يقفوا بجانبهم ويستنفروا لهم بكل الوسائل والأدوات امتثالا لأمر الله تعالى , وإلا فقد توعد الله سبحانه وتعالى بأن يستبدلنا بقوماُ يحبهم ويحبونة اذلة على المؤمنين , أعزة على الكافرين كما قال الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله واسع عليم" ] المائدة 54 [.
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ..
فاطمة الزهراء
لقد باتت المجتمعات الغربية أرضا تتصارع فيها الكثير من الآراء والأفكار, بعضها غريب وبعضها الآخر منافي للواقع وبعضها يشير بأصابع الأتهام الظالمة. نعم لقد ظلم الإسلام في تلك الأراضي, واصبحت صورته كاللوحة التي يُرسم عليها بفرشاة مُلطخة بالألوان يُضاف إليها ما يتماشى مع مصالح الغرب ويمسح منها ما لا يروق لهم. والضحية هم بكل تأكيد الجاليات المسلمة في تلك الدول التي أجرمت في حق الإسلام والمسلمين.
لقد عانت البلاد العربية والإسلامية منذ القديم من هجرة أبنائها, خاصة الى أوربا والأمريكتين , فمنهم من هاجر للبحث عن الرزق ولقمة العيش والحياة الرغدة الهنيئة , ومنهم من هرب من ظلم وقع عليه , ومنهم من سافر لأكمال دراسته. ولأن الكثير من هذه الجموع مسلمة ,لذلك انتشر الإسلام في تلك الأقطار بشكل كبير, وتزايدت نسبة الداخلين في الإسلام , وبالتالي كان لابد لتوفير منشئات يؤدوا فيها العبادات من ناحية أهم وكذلك ليحيوا فيها المناسبات الإسلامية.
وبالرغم من إنشاء العديد من المؤسسات الإسلامية في الدول الغربية والتي تخدم الإسلام والمسلمين , الا أن هؤلاء لا يزالون يعانون في تلك الدول , فطريق الدعوة الى الإسلام ليس محاطا بالرياحين سواء من قبل المسلمين أو هؤلاء حديثي الدخول في الإسلام , وتتزايد هذه الصعوبة مع مرور السنوات , إذ أن الغرب , خاصة شديدي التعصب لدياناتهم , يزداد تنبهم لهؤلاء الذين دخلوا في الإسلام عن طريق الدعوة , فيكيدون المكائد للمسلمين بشتى الطرق حتى يتصدوا للدعوة مهما كلفهم الأمر , ولقد تعددت وسائلهم والغاية واحدة.
كذلك فأن بعض الدول تمنع المسلمين حتى من بعض العبادات بحجة الحفاظ على أمن الدولة. فلا أعتقد أن قرار محكمة المانيا لمنع الحجاب جريمة يمكن ان تُنسى. فما أعظم تلك الجريمة التي أرتكبوها في حق الأسلام والمسلمين , حيث أصدروا حكم كهذا بحجة أن الحجاب صورة من صور الإرهاب وأنه لا يتماشى مع أمن الدولة. فهذه وسيلة من وسائل العقلية الغربية في رد المسلمين عن دينهم , بحيث يخيرونهم ما بين أتباع امر الله وعدم الأستقرار في بلادهم , أو أتباع أمرهم والحصول على كافة الأمكانيات المتاحه لهم. لقد قال تعالى: ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)) [البقرة:217] , نعم فهؤلاء يقاتلون ابناء المسلمين ولكن ليس بالسلاح الذي يكون ضحيته النفس , بل بأعظم من ذلك فهم يقاتلون المسلمين في إيمانهم , فهم لا يعلمون أن المرأة المسلمة تطيب نفسها للموت بدلاُ من أن تظهر شعرة واحدة من شعرها امتثالاُ لأمر الله بارتداء الحجاب لقوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَو كَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب: 59).
كذلك فأن بعض الجاليات المسلمة تتعرض للضرب والإهانة سواء من قبل جهات رسمية تظلمهم في حقوقهم وتهينهم أو من قبل أفراد وجماعات متطرفة . وكثيراً ما نسمع ونشاهد عن طريق وسائل الإعلام المتختلفة عن أٌسر تم ضربهم ضرباً مبرحاً, أو عن طلاب ضُربوا كذلك بل والكثير منهم لقوا مصرعهم دون أدنى خطيئة أو ذنب اقترفوه في حق هؤلاء أعداء الإسلام.
ومن التنبيهات التي لا يجب أن يغفلوا عنها أمة الإسلام, هي أن تلك الجاليات المسلمة جزء من كيان الأمة, وما يلحقهم من ظلم واعتداء ما هو إلا ثمرة الخلافات الناشئة بين أقطار الأمة وأفرادها , مما يشغلها عن رعاية أبنائها في الخارج.
ومن الجدير بالذكر انه وبالرغم من كل تلك المعانات التي تعانيها الأمة الإسلامية, الا أن ومضات الأمل لازالت تشرق في قلوب هؤلاء المسلمين. فهم كلهم إيمان بأن الله معهم ينصرهم ويغيثهم . والسؤال المطروح في هذا المجال: ماذا قدمت الأمة الإسلامية لأبنائها المتواجدون خارج الأراضي الإسلامية؟ وهل ما تتعرض له تلك الجاليات المسلمة من ظلم وأذى لا يحرك ساكناً في قلوب المعنيين من الأمة؟ .
الحقيقة أن أفراد المجتمعات الإسلامية بهم تلك الحرقة على دينهم الإسلامي وما يتعرض له من اعتدائات وتشويه لسمعته ولصورته ,بل أن قلوبهم تتقطع ألماً على حال المسلمين في تلك الدول الغربية. ألا ان أصحاب القرار ما زال الهوان يغطي قلوبهم برقعة سوداء حتى أصابهم العمى, فلم يعودوا يبصروا إلا ما يحقق لهم مصالحهم الشخصية والدولية.
بالرغم أن الدول الإسلامية أّذا تكاتفت وتوحدت أقطارها , ووقفوا ضد تيار الغرب أعداء الإسلام فأنهم سينتصرون بلا أدنى شك وذلك لقوة العدة بإيمانهم ومعتقداتهم الدينية الأصيلة وبكثرة العدد كأفراد, ألا ان حب الدنيا والأقبال عليها أمحى من عقولهم صورة الجهاد الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف, بل أنه , وفي تلك الظروف العصيبة, أصبح حكم الجهاد فرض كفايه لقوله تعالى " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " .
ألا انه وفي هذا الزمان زاد حب الدنيا وكراهية الموت وهذا ما أخبر عنه رسولنا كما في حديث ثَوْبَانَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِهَا فقال قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قال: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ الله من صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ، فقال قَائِلٌ: يا رَسُولَ الله، وما الْوَهْنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" رواه أبو داود.
فيجب على الأمة الإسلامية , أفراد و أصحاب قرارات, أن ينظروا الى حال تلك الجاليات بعيناُ فطنة , وأن يقفوا بجانبهم ويستنفروا لهم بكل الوسائل والأدوات امتثالا لأمر الله تعالى , وإلا فقد توعد الله سبحانه وتعالى بأن يستبدلنا بقوماُ يحبهم ويحبونة اذلة على المؤمنين , أعزة على الكافرين كما قال الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله واسع عليم" ] المائدة 54 [.
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ..
فاطمة الزهراء