المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : هل للتبرير فائدة ؟


ابن النعمان
26.11.2011, 16:43
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فائدة التبرير
التبرير لشيء ما سوف يؤكد على وجوده وخطأه وحدوثه ومن السذاجة الشديدة أن ياتى الإنسان بتبرير لشيء ما لينسب له شيء آخر مناقض تماما لما بدا من حقيقته تحت الثوابت العقلية والإنسانية والكونية بالنسبة للطرف المضاد أو الخصم فمثلا إذا كان الواقع المرير للانسان على ظهر الأرض يثبت حدوث العقاب لآدم فمن غير الطبيعي أن أنفى القوى بالضعيف انفي التفسير أو التبرير والظن بالواقع المرأى أو الحجة والبرهان .
فإذا برر الإنسان لنفسه اعتقاد خاطئ مع كونه مناقض لعقله وفطرته وطبيعته السوية حتى يخدع نفسه والآخرين مع تجاهل احتمال حدوث تحريف لأصول معتقداته مما يوجب عليه التحري والبحث للتأكد من صحة تلك المعتقدات فمن الطبيعي أن يرفضه الخصم لنفس السبب ويكفى فى رفضه القياس على الأول والسير على نفس المنهج من باب لا يفل الحديد إلا الحديد بجانب التناقض السابق , هذا بالإضافة إلى عدم وجود اى شبهة لخداع النفس بالنسبة للخصم لان الخصم لم يخرج عن إطار الحجة والبرهان أو الواقع المرئي الذين يؤكدون حقيقة جلية إلى التبرير والتفسير الذي يمكن ان تتوارى عنه الحقيقة عن الأنظار فى نفس الوقت الذي كان فيه الخصم بعيدا تماما عن مخالفة العقل و الفطرة او الجدال العقيم والسفسطة .
إذن التفسير الذي يعتد به فقط هو التفسير التالي للجج والبراهين العقلية والنقلية حتى يكون الإنسان في منأى من الخداع سواء كان لنفسه أو للآخرين .
يقول مايكل نوفاك :
"عندما تستعير من جهدك الخاص تكون أقدر على تفسير ذاتك، أما إذا استعرت أو سرقت من غيرك فأنت مضطر إلى التبرير، و التبرير يقتضي إبداء الأعذار، و كلما زادت الأعذار، تراجعت احتمالات الحقيقة. هكذا يقول المنطق". [محمد الباتع - مجلة الحوار المتمدن - العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 ] ولن يفلح الهروب من الحقيقة أو تجاهلها إلا إذا أمكن للإنسان أن يتجاهل فوهة سحيقة بدون أن يسقط فيها ويدفع بنفسه ثمن هذا التجاهل وأسوأ ما في الأمر انه هو الملام .
والشيء الوحيد المستفاد من التبرير هو الإعلام بضعف الموقف والتهافت اللا محدود ولا يمكن إن تكون هذه هي صفات العقيدة الإلهية أساسا أو أصول .
وإذا اجتمع التبرير مع التفسير فالأصل سوف يكون هو الخطأ أو على أحسن الأحوال خطأ يحتمل الصواب حتى يظهر الصواب بطريق آخر وليس هناك طريق لمعرفة الصواب بدون إن يكون هناك احتمال للخطأ الا طريق واحد وهو طريق الحجة والبرهان وليس للحجة والبرهان مظلة سوى مظلة العقل .