اعرض النسخة الكاملة : رد شبهة : الرسول يسب ويلعن - اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
قدوتي الصالحآت
22.12.2011, 15:36
رد شبهة الرسول صلى الله عليه وسلم يسب ويلعن وحاشاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الجمع بين الاحاديث والحديث الاخير
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ "
2- عنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ "، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. قَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله! قال: " أحسنكم خلقاً".
3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: "خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أخلاقاً".
صحيح الادب المفرد
4- أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» رواه مسلم
وهذا الحديث عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا، مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكِ» قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا، قَالَ: " أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا " صحيح مسلم
اختي الكريمة
الرسول يلعن من يستحق اللعن ولكن من باب التحلل من حقوق العباد فإن رسول الله قد أخذ عهدًا على الله أن يجعل سبه ولعنه لغير المستحق زكاة وأجرًا لمن سب أو لعن وذلك لأنه بشر
فضلاً راجعي الروابط
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=74927
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=111264
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=37114
_____________________
وهنا رد الدكتور عماد الشربيني المفصل على هذا الافتراء
__________
روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "اللهم ! إنما أنا بشر، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته، أو جلدته، فاجعلها له زكاة ورحمة"(1).
هذا الحديث الذى يبين كمال شفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أمته، طعن فيه أعداء السنة المطهرة، والسيرة العطرة، وزعموا أنه موضوع، وفيه تشويه لصورة الرسول، وطعن فى عصمته فى سلوكه وهديه، إذ لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، ولا لعاناً ولا سباباً.
يقول نيازى عز الدين بعد أن ذكر روايات الحديث السابق قال : "إن وراء هذه الأحاديث منافقين غايتهم تشويه صورة الرسول خدمة لسلطانهم(2) حتى إذا سب وشتم ولعن وجلد أحداً حتى لو كان بريئاً، استشهد جنوده عليه بأحاديث الرسول هذه، على أن السلطان قد تفضل عليه بذلك الجلد، وتلك الإهانة خيراً كثيراً"(3).
ويقول جعفر مرتضى العاملى(رافضي) : "نعم، ربما يلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعض المنافقين، وفراعنة الأمة… لكن أتباعهم وضعوا الحديث الذى صيروا فيه اللعنة زكاة، ليعموا على الناس أمرهم، ويجعلوا لعن النبى صلى الله عليه وسلم لغواً، ودعاءه على معاوية بأن لا يشبع الله بطنه باطلاً، فجزاهم الله تعالى عن نبيهم ما يحق بشأنهم"(4).
ويقول عبد الحسين شرف الدين (رافضي) : "قد علم البر والفاجر، والمؤمن والكافر، أن إيذاء من لا يستحق من المؤمنين أو جلدهم أو سبهم أو لعنهم على الغضب ظلم قبيح، وفسق صريح، يربأ عنه عدول المؤمنين، فكيف يجوز على سيد النبيين، و خاتم المرسلين؟ وقد قال : "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"(5) وعن أبى هريرة قال : قيل يا رسول الله! ادع على المشركين، قال : إنى لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة"(6) هذه حاله مع المشركين، فكيف به مع من لا يستحق من المؤمنين؟"(7).
ويجاب عن ما سبق بما يلى :
أولاً : الحديث صحيح سنداً ومتناً وثابت بأصح الأسانيد فى أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل فقد رواه الشيخان فى صحيحيهما، ولا يصح لنا أن نكذب البخارى ومسلم وروايتهما، اعتماداً على رأى ليس له من حظ فى توثيق الأخبار، وإقرار الحقائق من قريب أو بعيد.
ثانياً : لم ينفرد أبى هريرة رضى الله عنه برواية الحديث، وإنما شاركه فى روايته جماعة من الصحابة : عائشة(8) وجابر بن عبد الله(9) وأبى سعيد الخدرى(10) وأنس بن مالك(11) وأبى السوار عن خاله(12).
ثالثاً : ليس فى حديثنا ما يشوه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعصمته فى أخلاقه، لأنه لا خلاف فى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور بالغلظة على الكفار والمنافقين عملاً بقوله تعالى : { يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير } (الآية 73 التوبة، والآية 9 التحريم).
... ولقد تكررت هذه الآية فى القرآن مرتين، فيهما "واغلظ عليهم" ولا مانع من أن يكون، من هذا الإغلاظ سبهم ولعنهم، بدليل ما ورد فى السنة المطهرة، من أنه صلى الله عليه وسلم، كان يدعو على رجال من المشركين، يسميهم بأسمائهم حتى أنزل الله تعالى : { ليس لك من الأمر شئ أو يتوب الله عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } (13) وليس فى الآية الكريمة نهى عن اللعن، وإنما النهى حسب سبب النزول، عن تعيين أسماء من يلعنهم، لعل الله أن يتوب عليهم(14) أو يعذبهم فى الدنيا بقتلهم، وفى الآخرة بالعذاب الأليم، فإنهم ظالمون.
... وتأمل ختام الآية : { فإنهم ظالمون } والظالمون لعنهم رب العزة بصفتهم دون أسمائهم فى أكثر من آية منها :
قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين } (الآية 44 الأعراف). وقوله عز وجل : { ألا لعنة الله على الظالمين } (الآية 18 هود).
هذا فضلاً عن الآيات التى تلعن اليهود، وتلعن الكاذبين والكافرين، وتلعن بعض عصاة المؤمنين كالذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات وغيرهم. كقوله تعالى : { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا } (المائدة:64) وقوله سبحانه : { لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } (المائدة:78) وقوله عز وجل : { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } (الآية 161 البقرة).
وقوله تعالى : { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة } (الآية 23 النور.) وقوله سبحانه : { والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين } (الآية 7 النور).)
وجاءت السنة المطهرة، وعلى لسان صاحبها المعصوم صلى الله عليه وسلم، تلعن من لعنهم الله فى كتابه، ومنهم عصاة المؤمنين بصفتهم دون تعيين أشخاصهم، حيث جاء لعن الله ولعن رسول الله للسارق(17) والواصلة والواشمة(18) ولعن من لعن والديه، ومن ذبح لغير الله، ومن آوى محدثاً، ومن غير منار الأرض(19) والشارب الخمر(20) والراشى والمرتشى(21) ومن حلق أو سلق أو خرق(22) ومن مثل بالحيوان(23) وغيرهم ممن هو مشهور فى الأحاديث الصحيحة(24).
فهذه الآيات والأحاديث تبين فى صراحة ووضوح جواز لعن من لعنهم الله فى كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فى سنته المطهرة بصفتهم دون تحديد أشخاصهم، وهذا الجواز فى حق الأنبياء وأممهم على السواء، فهو من اللعن المباح(25).
وتأمل الآية السابقة : { لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } ( الآية 78 المائدة.) فداود وعيسى عليهما السلام، لعنوا الذين كفروا من بنى إسرائيل، فإذا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كفروا من قومه لم يكن بدعاً من الرسل : وإذا لعن العصاة من هذه الأمة كما ورد فى القرآن الكريم، وكما أوحى إليه ربه بوحى غير متلو. كنحو الذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم بينة إلا أنفسهم، وكالذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات، وكنحو الواصلة والواشمة، والسارق، ومن لعن والديه…الخ.
إذا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل هؤلاء بصفتهم دون أشخاصهم كما أوحى إليه ربه – بوحى متلو أو غير متلو – لم يكن فى ذلك ما يشوه سيرته العطرة، ولا ما يطعن فى عصمته فى سلوكه وهديه وخلقه. لأن المنهى عنه من اللعن تحديد أسماء من يلعن، دون صفة فعلهم، وقد جاء التوجيه الربانى لنبيه صلى الله عليه وسلم بذلك، لعل الله أن يتوب عليهم، وهو ما حدث مع بعضهم على ما سبق فى حديث ابن عمر من رواية الترمذى.
رابعاً : ليس فى حديثنا ما يعارض ما ورد فى أحاديث أخرى نحو حديث أبى هريرة قال : قيل يا رسول الله! ادع على المشركين قال : "إنى لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة" وحديث : "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" لأن هذه الأحاديث مطلقة، وجاء ما يقيدها، وحمل المطلق على المقيد حينئذ واجب، جمعاً بين ما ظاهره التعارض.
أما حديث أبى هريرة : فقيده ما أخرجه الطبرانى فى الكبير من حديث كريز بن أسامة(26) قال : قيل للنبى صلى الله عليه وسلم، العن بنى عامر، قال : إنى لم أبعث لعاناً"(27) نعم! لم يبعث لعاناً لأناس بأشخاصهم، وإنما بعث رحمة، ولذا لما قالوا له صلى الله عليه وسلم : ادع على دوس، فقال : "اللهم اهد دوساً".
فعن أبى هريرة قال : قدم الطفيل وأصحابه، فقالوا : يا رسول الله! إن دوساً قد كفرت وأبت. فادع الله عليها، فقيل : هلكت دوس فقال : "اللهم اهد دوساً، وائت بهم"(28).
أما حديث : "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" فمقيد بما روى عن أبى ذر رضى الله عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول : لا يرمى رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه(29) إن لم يكن صاحبه كذلك"(30).
ففى قوله : "إن لم يكن صاحبه كذلك" تقييد لابد منه، وهو يقرر ما سبق من جواز لعن العصاة بصفة فعلهم دون أشخاصهم، مع التحذير من هذا اللعن، خشية أن يكون صاحبه لا يستحقه بصفة فعله، فيعود اللعن إلى من نطق به.
والمعنى : من قال لآخر أنت فاسق، أو قال له أنت كافر، فإن كان ليس كما قال. كان هو المستحق للوصف المذكور، وأنه إذا كان كما قال، لم يرجع عليه شئ لكونه صدق فيما قال. ولكن لا يلزم من كونه لا يصير بذلك فاسقاً ولا كافراً، أن يكون آثماً فى صورة قوله له : أنت فاسق أو أنت كافر. بل فى هذه الصورة تفصيل :
إن قصد نصحه أو نصح غيره، ببيان حاله جاز.
وإن قصد تعييره وشهرته بذلك، ومحض أذاه لم يجز، لأنه مأمور بالستر عليه، وتعليمه وعظته بالحسنى، فمهما أمكنه ذلك بالرفق لا يجوز له أن يفعله بالعنف، لأنه قد يكون سبباً لإغرائه وإصراره فى ذلك الفعل، كما فى طبع كثير من الناس من الأنفة، لاسيما إن كان الآمر دون المأمور فى المنزلة(31).
وكذلك من لعن آخر، فإن كان أهلاً لها، وإلا رجعت إلى قائلها يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها؛ ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً، رجعت إلى الذى لعن، فإذا كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها"(32).
خامساً : ليس فى حديثنا ما يعارض ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، أنه لم يكن فاحشاً، ولا لعاناً ولا سباباً"(33) لأن هذا الحديث مقيد أيضاً بما سبق من الآيات والأحاديث التى تبين مشروعية وجواز أن يعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أوحى إليه، لعنهم بصفتهم دون ذكر أسماءهم، سواء بوحى متلو أو غير متلو، على ما سبق، وقد جاء حديثنا مؤكداً لما سبق من الآيات والأحاديث، حيث جاء أيضاً مقيداً، بما رواه مسلم فى صحيحه من حديث أنس مرفوعاً : "فأيما أحد دعوت عليه من أمتى، بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهوراً، وزكاة، وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"(34).
فقوله صلى الله عليه وسلم : "بدعوة ليس لها بأهل" تقييد يبين المراد بباقى الروايات المطلقة لحديثنا، وأنه إنما يكون دعاؤه رحمة، وكفارة، وزكاة ونحو ذلك، إذا لم يكن المدعو عليه، أهلاً للدعاء عليه، وكان مسلماً، وإلا فقد دعا على الكافرين والمنافقين، ولم يكن ذلك لهم رحمة(35).
وبالجملة : فكل ما سبق من الآيات والأحاديث – ومن بينها حديثنا – والتى تدل على مشروعية وجواز لعن عصاة الأمة. فيها رد على المخصيصين لعنه وسبه صلى الله عليه وسلم على الكافرين والمنافقين فقط(36).
سادساً : فإن قيل : كيف يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم على من ليس هو بأهل للدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه أو يجلده؟ فالجواب ما أجاب به العلماء من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى، وفى باطن الأمر، ولكنه فى الظاهر مستوجب له، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية، ويكون فى باطن الأمر ليس أهلاً لذلك، وهو صلى الله عليه وسلم، مأمور بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر، والأحاديث فى الدلالة على ذلك كثيرة، اكتفى منها بما روى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : بعث على بن أبى طالب رضى الله عنه، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اليمن بذهيبة فقسمها بين أربعة، فقال رجل يا رسول الله، اتق الله. فقال : ويلك! أولست أحق أهل الأرض أن يتقى الله. ثم ولى الرجل، فقال خالد بن الوليد، يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ فقال : لا لعله أن يكون يصلى، فقال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس فى قلبه، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنى لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم"(37).
ففى قوله : "إنى لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم" دلالة على ما أجمع عليه العلماء فى حقه صلى الله عليه وسلم، من الحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر(38).
والوجه الثانى : أنه أراد أن دعوته عليه، أو سبه، أو جلده، كان مما خير بين فعله له عقوبة للجانى، أو تركه والزجر له بما سوى ذلك فيكون الغضب لله تعالى، بعثه على لعنه وسبه، ولا يكون ذلك خارجاً عن شرعه. ويشهد لصحة هذا الوجه، ما رواه مسلم فى صحيحه بسنده عن عائشة قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجلان فكلماه بشئ، لا أدرى ما هو، فأغضباه، فلعناهما وسبهما، فلما خرجا. قلت : يا رسول الله، ما أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان قال : وما ذاك؟ قالت : قلت لعنتهما وسببتهما. قال : أو ما علمت ما شرطت عليه ربى؟ قلت : اللهم! إنما أنا بشر. فأى المسلمين لعنته أو سببته، فاجعله له زكاة وأجراً"(39).
وفى المسند عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دفع إلى حفصة ابنة عمر رجلاً، فقال لها احتفظى به، قال : ففعلت حفصة، ومضى الرجل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال : يا حفصة ما فعل الرجل؟ قالت : غفلت عنه يا رسول الله فخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قطع الله يدك، فرفعت يديها هكذا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : ما شأنك يا حفصة؟ فقالت : يا رسول الله! قلت قبل لى كذا وكذا، فقال لها : ضعى يديك. فإنى سألت الله عز وجل، أيما إنسان من أمتى دعوت الله عز وجل عليه أن يجعلها له مغفرة"(40).
... فتأمل : كيف أن غضبه صلى الله عليه وسلم فى الحديثين السابقين، كان غضبة لله عز وجل، فكان دعاؤه فى تلك الغضبة، مما خير بين فعله عقوبة للجانى، أو تركه والزجر له بما سوى ذلك.
وليس فى ذلك الغضب خروج عن شرعه، وعصمته فى سلوكه وخلقه، بل فى ذلك كمال خلقه، ودلالة على بشريته، كما صرح بذلك فى رواية مسلم عن أنس قال : "إنما أنا بشر. أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر".
... ولا يفهم من قوله : "وأغضب كما يغضب البشر" أن الغضب حمله على مالا يجب، بل يجوز أن يكون المراد بهذا أن الغضب لله حمله على معاقبته بلعنه أو سبه، وأنه مما كان يحتمل، ويجوز عفوه عنه، أو كان مما خير بين المعاقبة فيه والعفو عنه(41).
... ومع ذلك، فمن كمال شفقته، وخلقه على أمته، سأل ربه عز وجل، أن يجعل دعاءه مغفرة ورحمة لمن دعا عليه من أمته.
والوجه الثالث : أن يكون اللعن والسب والجلد، وقع منه صلى الله عليه وسلم، من غير قصد إليه، فلا يكون فى ذلك، كاللعنة، والسبة، والجلدة، الواقعة بقصد ونية، ورغبة إلى الله، وطلباً للاستجابة، بل كل ذلك يجرى على عادة العرب فى وصل كلامها عند الحرج، والتأكيد للعتب، لا على نية وقوع ذلك نحو قولهم : عقرى حلقى، وتربت يمينك، فأشفق من موافقة أمثالها القدر، فعاهد ربه، ورغب إليه، أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة(42) وأشار القاضى عياض إلى ترجيح هذا الوجه(53) وحسنه الحافظ ابن حجر؛ إلا أنه أخذ عليه أن قوله "جلدته" لا يتمشى فيه، إذ لا يقع الجلد عن غيره قصد… إلا أن يحمل على الجلدة الواحدة فيتجه(54).
... قلت : هى محمولة على الجلدة الواحدة، وسيأتى من حديث أبى السوار عن خاله، وعن ابن عباس، أن الجلدة تقع منه صلى الله عليه وسلم، عن غير قصد، وهو ما يرجح عندى هذا الوجه الثالث مع الوجه الثانى ويشهد لرجحان الوجه الثالث ما يلى :
ما روى عن أنس قال : "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحشاً، ولا لعاناً، ولا سباباً، كان يقول عن المعتبة : ماله ترب جبينه"(55).
وعن المغيرة بن شعبة قال : "ضفت(56) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، فأتى بجنب(54) مشوى، ثم أخذ السفرة(47) فجعل يحز، فحز لى بها منه. قال : فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فألقى الشفرة فقال : ماله؟ تربت يداه؟ قال : وكان شاربه قد وفى(48) فقال له : أقصه لك على سواك أو قصة على سواك"(49) "فترب جبينه" و"تربت يداه" فى الحديثين، أصلها من ترب الرجل، إذا افتقر، أى : لصق بالتراب، وهى كلمة جارية على ألسنة العرب، لا يريدون بها الدعاء على المخاطب، ولا وقوع الأمر به، كما يقولون قاتله الله(50).
وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : قلت : يا رسول الله. آنؤاخذ بما نقول : قال : "ثكلتك أمك يا بن جبل، وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم"؟!(51) فقوله : "ثكلتك أمك" أى فقدتك. والثكل فقد الولد، هذا أصل الكلمة فهو دعاء عليه بالموت على ظاهره، ولا يراد وقوعه، بل تأديب وتنبيه من الغفلة، لسوء قوله(52).
ومن ذلك حديث عائشة رضى الله عنها، لما قيل له صلى الله عليه وسلم، إن صفية زوجه – حائض – قال : عقرى حلقى"(53) فقوله : "عقرى" أى عقرها الله، وأصابها بجرح فى جسدها، وقيل جعلها عاقراً لا تلد، وقيل عقر قومها.
ومعنى "حلقى" أى حلق شعرها، وهو زينة المرأة، أو أصابها وقوع فى حلقها، أو حلق قومها بشؤمها، أى أهلكهم(54).
فهذا أصل هاتين الكلمتين، ثم اتسع العرب فى قولهما، بغير إرادة حقيقتهما، ففى ذلك كله دلالة، على استعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جرت به العادة فى الخطاب، ولا يراد به حقيقته، فكثيراً ما ترد للعرب ألفاظ، ظاهرها الذم، وإنما يريدون بها المدح، كقولهم : لا أب لك، ولا أم لك، ونحو ذلك. فاشفق صلى الله عليه وسلم، على من دعا عليه، بمثل ما سبق، أن يوافق القدر، فسأل ربه عز وجل، أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة، وهذا من جميل خلقه العظيم.
وفى المسند عن خال أبى السوار قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأناس يتبعونه، فأتبعته معه، قال : ففجئنى القوم يسعون، قال : وأبقى القوم، قال : فأتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربنى ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك أو شئ كان معه، قال : فوالله ما أوجعنى قال : فبت بليلة، قال : وقلت ما ضربنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا لشئ علمه الله فى، قال : وحدثتنى نفسى أن آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أصبحت، قال : فنزل جبريل عليه السلام على النبى صلى الله عليه وسلم، فقال : إنك راع، لا تكسرن قرون رعيتك، قال : فلما صلينا الغداة، أو قال أصبحنا، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم إن إناساً يتبعونى، وإنى لا يعجبنى أن يتبعونى، اللهم فمن ضربت أو سببت، فاجعلها له كفارة وأجراً، أو قال مغفرة ورحمة، أو كما قال"(55).
فتأمل : كيف أن ضربه هنا كالجلدة، وقعت منه صلى الله عليه وسلم، من غير قصد ولا نية للإيذاء، حيث أقر المضروب؛ أنها لم توجعه، وقد دل الحديث على أن الجلدة، وقعت منه صلى الله عليه وسلم، عتاباً. على من تبعه، من قومه فى مقام، لم يعجبه صلى الله عليه وسلم، أن يتبعوه فيه.
ومن هذا القبيل ما جاء فى ضربه صلى الله عليه وسلم، لعبد الله بن عباس رضى الله عنهما، ملاطفة وتأنيساً وحثاً له على سرعة إنجاز ما طلبه منه.
فعن ابن عباس قال : "كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، قال : فجاء فحطأنى – أى ضربنى باليد مبسوطة بين الكتفين – وقال : اذهب وادع لى معاوية… الحديث(56).
7- ومن ذلك أيضاً، ما جاء فى حديث معاذ، وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا يا رسول الله؟ قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخذ معاذ، ثم قال : "يا معاذ ثكلتك أمك وما شاء الله أن يقول له من ذلك… الحديث"(57).
... وفى الأحاديث السابقة رد على ما استدركه الحافظ على الوجه الثالث، بأن الجلد لا يقع عن غير قصد… الخ، فإن ذلك محمول كما هو ظاهر الأحاديث السابقة على الجلدة الواحدة، من غير قصد ولا نية للإيذاء إلا مجرد العادة الجارية أو التأكيد للعتب. وإذا حملت الجلدة فى الحديث على الواقعة بقصد ونية، وأكثر من جلدة، فيحمل الجلد حينئذ على الوجه الأول السابق، فيزول أيضاً اعتراض الحافظ على حسن الوجه الثالث. والله أعلم.
8- وعن أنس قال : كانت عند أم سليم يتيمة، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال : أنت هيه! لقد كبرت، لا كبر سنك. فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكى، فقالت أم سليم مالك يا بنية! قالت الجارية : دعى على نبى الله صلى الله عليه وسلم، أن لا يكبر سنى، فالآن لا يكبر سنى أبداً، أو قالت قرنى، فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها(58) حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها : مالك يا أم سليم؟ فقالت : يا نبى الله! أدعوت على يتيمتى؟ قال : وما ذاك يا أم سليم؟ قالت : زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها، ولا يكبر قرنها، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال : يا أم سليم! أما تعلمين أن شرطى على ربى، أنى اشترطت على ربى فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر. وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه، من أمتى، بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهوراً وزكاة، وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"(59).
9- وعن ابن عباس رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له فقال : إنه يأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أشبع الله بطنه"، زاد البيهقى فى الدلائل : فما شبع بطنه أبداً"(60).
فما ورد هنا فى حديث أنس من قوله : "لقد كبرت لا كبر سنك" وفى حديث ابن عباس "لا أشبع الله بطنه" الظاهر من هذا الدعاء، أنه وقع منه صلى الله عليه وسلم، بغير قصد ولا نية، بل هو مما جرت به عادة العرب فى وصل كلامها بلا نية؛ ومع ذلك أشفق نبى الرحمة من موافقة أمثالها إجابة، فعاهد ربه، كما فى روايات الحديث، أن يجعل ذلك للمقول له زكاة، ورحمة، وقربة، وهذا إنما يقع منه صلى الله عليه وسلم، فى النادر الشاذ من الزمان.
وفيما سبق، فيه الكفاية للدلالة على ترجيح الوجه الثالث، فى معنى حديثنا كما أن فى كل ما سبق رد على استغلال بعض الفرق وأشياعهم حديث ابن عباس السابق للطعن فى معاوية رضى الله عنه(61).
وليس فى الحديث ما يساعدهم على ذلك؛ كيف وفى الحديث أنه كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام النووى : "وقد فهم مسلم – رحمه الله – من هذا الحديث، أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، فلهذا أدخله فى هذا الباب يعنى باب (من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم، أو سبه، أو دعاء عليه، وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة) وجعله غيره من مناقب معاوية، لأنه فى الحقيقة يصير دعاء له"(62).
وقال الحافظ ابن كثير : "وقد انتفع معاوية رضى الله عنه، بهذه الدعوة فى دنياه وأخراه، أما فى دنياه، فإنه لما صار إلى الشام أميراً، كان يأكل فى اليوم سبع مرات، يجاء بقصعة فيها لحم كثير، وبصل فيأكل منها، ويأكل فى اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئاً كثيراً، ويقول : والله ما أشبع، وإنما أعيا – أى أتعب – وهذه نعمة، ومعدة يرغب فيها كل الملوك، وأما فى الآخرة فقد اتبع المسلمون هذا الحديث، بالحديث الذى رواه البخارى وغيرهما من غير وجه، عن جماعة من الصحابة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته، أو جلدته، أو دعوت عليه، وليس لذلك أهلاً فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة"(63) فركب مسلم من الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك"(64).
وبالجملة : فحديثنا ليس فيه ما يعارض عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سلوكه وهديه، وخلقه العظيم؛ بل فيه كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، وجميل خلقه، وكرم ذاته، حيث قصد مقابلة ما وقع منه، بالجبر والتكرم.
وهذا كله فى حق معين فى زمنه واضح، وأما ما وقع منه صلى الله عليه وسلم بطريق التعميم لغير معين، حتى يتناول من لم يدرك زمنه صلى الله عليه وسلم فلا يشمله"(65).
وبعد :
فهذه نماذج من الأحاديث الصحيحة التى تتناول سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتى طعن فيها دعاة الفتنة وأدعياء العلم بحجة أنها تطعن فى عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سلوكه وهديه، وتشوه سيرته العطرة؛ هذا فى الوقت الذى يطعن فيه بعضهم، بعدم عصمته صلى الله عليه وسلم؛ مستدلاً ببعض الآيات المتشابهات.
والحق أن هؤلاء الأدعياء ومحاولة طعنهم فى السيرة العطرة الواردة فى السنة بحجة أنها تتعارض مع عقولهم الزائغة، أو مع كتاب الله عز وجل، أو مع العلم أو غير ذلك… يكشف عن أنهم لا يعرفون شيئاً أو يتجاهلون ليثبتوا كيدهم للسنة النبوية بل للإسلام! أهـ.
والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم
-----------------------
(1) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم، أو سبه، أو دعا عليه، وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً 8/396 رقم 2601، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الدعوات، باب قول النبى صلى الله عليه وسلم من أذيته فاجعله له زكاة ورحمة 11/175 رقم 6361، والدارمى فى سننه كتاب الرقائق، باب قول النبى صلى الله عليه وسلم أيما رجل لعنته أو سببته 2/406 رقم 2765، وأحمد فى المسند 2/243، 316، 390، 449، 488، 493، 496 - 3/400، وللحديث شواهد عن عائشة، وجابر بن عبد الله، وأبى سعيد الخدرى، وأنس بن مالك، وأبى السوار عن خاله. سيأتى تخريجها قريباً.
(2) المراد بالسلطان هنا : معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه، وجنوده هم : الفقهاء فى زمانه كما صرح بذلك فى كتابه دين السلطان ص36، 37، ويراجع من نفس المصدر ص11، 103، 110، 114، 117، 119، 124، 795، وكذا صرح عبد الحسين شرف الدين فى كتابه أبو هريرة ص104 حيث قال : "إنما وضع هذا الحديث على عهد معاوية تزلفاً إليه" أهـ المراد نقله.
(3) دين السلطان ص421 .
(4) الصحيح من سيرة النبى الأعظم 6/173، 7/317 .
(5) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن منها، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وهو لا يشعر 1/135 رقم 48، وكتاب الأدب، باب ما ينهى عنه من السباب واللعن 10/479 رقم 6044، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب بيان قول النبى صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق 1/330 رقم 64 من حديث ابن مسعود رضى الله عنه.
(6) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب النهى عن لعن الدواب وغيرها 8/394 رقم 2599 .
(7) أبو هريرة ص100 – 104، وينظر : مساحة الحوار ص117، 118، والمواجهة مع رسول الله وآله ص257 – 259 كلاهما لأحمد حسين يعقوب، ودفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين لصالح الوردانى ص40، 257 .
(8) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة 8/396 رقم 2600، وأحمد فى المسند 6/45، 180 .
(9) أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 2902، والدارمى فى سننه كتاب الرقائق، باب قول النبى صلى الله عليه وسلم أيما رجل لعنته أو سببته 2/406 رقم 2766، وأحمد فى المسند 3/333، 384 .
(10) أخرجه أحمد فى المسند3/33 وأبو يعلى وإسناده حسن كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/266 .
(11) أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 2903 فى قصة عن أم سليم رضى الله عنها، وأخرجه أحمد فى المسند 3/141 عن أنس فى قصة عن حفصة رضى الله عنها.
(12) أخرجه أحمد فى المسند 5/294، ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 9/407 .
(13) الآية 128 آل عمران. وينظر : حديث ابن عمر فى صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب المغازى باب { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً } 7/422 رقم 4069، وحديث أبى هريرة رضى الله عنه فى كتاب التفسير، باب "ليس لك من الأمر شئ" 8/74 رقم 4560 .
(14) وهو ما حدث فعلاً. فعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام. اللهم العن صفوان بن أمية، قال : فنزلت : { ليس لك من الأمر شئئ… الآية فتاب الله عليهم، فأسلموا فحسن إسلامهم } أخرجه الترمذى فى سننه كتاب التفسير، باب سورة آل عمران 5/212 رقم 3004 وقال : حسن غريب.
(17) فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "لعن الله السارق. يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده" أخرج البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الحدود، باب قول الله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } 12/100 رقم 6799، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الحدود، باب حد السرقة ونصابها 6/198 رقم 1687 .
(18) فعن ابن عمر رضى الله عنه قال : لعن النبى صلى الله عليه وسلم، الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة" أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب اللباس، باب المستوشمة 10/393 رقم 5947، ومسلم (بشرح النووى) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم فعل الواصلة 7/356 رقم 2124 .
(19) فعن عامر بن واثلة قال : كنت عند على بن أبى طالب، فأتاه رجل فقال : ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يسر إليك؟ قال : فغضب، وقال : ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يسر إلى شيئاً يكتمه الناس غير أنه قد حدثنى بكلمات أربع قال : فقال ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : قال لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثاً، ولعن الله من غير منار الأرض" أى حدودها. أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الأضاحى باب تحريم الذبح لغير الله تعالى 7/155 رقم 1978، والحاكم فى المستدرك 4/169 رقم 7254 عن هانئ مولى على بن أبى طالب، وسكت عنه الحاكم والذهبى.
(20) فعن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لعن الله الخمر وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه" أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الأشربة، باب العنب يعصر للخمر 3/326 رقم 3674، وابن ماجة فى سننه كتاب الأشربة، باب لعنت الخمر على عشرة أوجه 2/313 رقم 3380، وأحمد فى المسند 2/25، 71، 97، وأبو يعلى فى مسنده 9/431 رقمى 5583، 5591، والحاكم فى المستدرك 2/37 رقم 2235 وصحح إسناده ووافقه الذهبى.
(21) فعن ابن عمرو رضى الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشى والمرتشى" أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الأقضية، باب كراهية الرشوة 3/300 رقم 3580، والترمذى فى سننه كتاب الأحكام، باب ما جاء فى الراشى والمرتشى فى الحكم 3/623 رقم 1337، وابن ماجة فى سننه كتاب الأحكام، باب التغليظ فى الحيف والرشوة 1/727 رقم 2313، والحاكم فى المستدرك 4/115 رقم 7066 وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبى.
(22) فعن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من حلق أى رأسه أو لحيته لمصيبة أو سلق – أى رفع صوته بالبكاء عند المصيبة، أو خرق أى ثوبه" أخرجه النسائى فى سننه الصغرى كتاب الجنائز، باب شق الجيوب 4/21 رقم 1867، وأحمد فى المسند 4/405،والحديث متفق عليه بلفظ : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة"أهـ.
(23) فعن سعيد بن جبير قال : مررت مع ابن عمر فى طريق من طرق المدينة، فإذا فتية قد نصبوا دجاجة يرمونها قال : فغضب وقال : من فعل هذا؟ فتفرقوا، فقال ابن عمر : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يمثل بالحيوان" أخرجه الحاكم فى المستدرك 4/261 رقم 7575 وقال : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبى، وأخرجه النسائى فى سننه الصغرى كتاب الضحايا، باب النهى عن المجثمة 7/238 رقم 4442 .
(24) ينظر : الكبائر للذهبى ص180 – 187 أرقام : 475 – 522 .
(25) ينظر : المنهاج شرح مسلم 8/395 رقم 2597 .
(26) صحابى جليل له ترجمة فى : أسد الغابة 4/442 رقم 4447، والإصابة 3/293 رقم 7402 .
(27) أخرجه الطبرانى فى الكبير 19/189 رقم 424 قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/72 وفيه من لم أعرفهم، وقال الحافظ فى الإصابة ترجمة كريز 3/293 رقم 7402، فيه "الرحال" بمهملتين، لا يعرف حاله، ولا حال أبيه، ولا جده أهـ.
(28) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل غفار وأسلم 8/316 رقم 2524 .
(29) يعنى : رجعت عليه، وفى رواية مسلم : "إلا حار عليه" أى : رجع.
(30) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأدب، باب ما ينهى عن السباب واللعن 10/479 رقم 6045، وفى كتاب المناقب، باب منه 6/623 رقم 3508، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم : يا كافر 1/325 رقم 61 .
(31) ينظر : فتح البارى 10/480، 481 رقم 6045 .
(32) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الأدب، باب اللعن 4/277 رقم 4905 وسنده جيد كما قال الحافظ فى فتح البارى 10/481 رقم 6045، وللحديث شاهد عند أحمد فى المسند 1/408، 425 من حديث ابن مسعود بسند حسن، كما قال الحافظ فى الأماكن السابقة نفسها، وشاهد آخر من حديث ابن عباس أخرجه أبو داود فى الأماكن السابقة نفسها برقم 4908، والترمذى فى سننه كتاب البر والصلة، باب ما جاء فى اللعنة 4/309 رقم 1978 وقال : حسن غريب، وقال الحافظ فى الأماكن السابقة نفسها رواته ثقات، ولكنه أعل بالإرسال أهـ.
(33) الحديث أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأدب، باب ما ينهى عن السباب واللعن 10/479 رقم 6046، وأحمد فى المسند 3/126 من حديث أنس، وله شاهد من حديث ابن عمرو أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء 10/470 رقم 6035 وشاهد عن عائشة أخرجه الترمذى فى سننه كتاب البر والصلة، باب ما جاء فى خلق النبى صلى الله عليه وسلم 4/324 رقم 2016، وفى الشمائل المحمدية ص197 رقم 330 .
(34) سبق تخريجه ص493 .
(35) ينظر : المنهاج شرح مسلم للنووى 8/400 رقم 2603 .
(36) يراجع : نص كلام جعفر مرتضى، وعبد الحسين شرف الدين ص492، 493 .
(37) مختصر من حديث طويل، أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم 4/172 رقم 1064، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب أحاديث الأنبياء، باب قوله تعالى : { وإلى عاد أخاهم هوداً } 6/433 رقم 3344 .
(38) ينظر : تلخيص الحبير 4/465 رقم 2100، ونيل الأوطار 1/289، والشفا 2/196، وشرح الزرقانى على المواهب 7/184 .
(39) سبق تخريجه ص93 .
(40) سبق تخريجه ص493 .
(41) ينظر : الشفا 2/196 .
(41) ينظر : فتح البارى 11/176 رقم 6361، والمنهاج شرح مسلم 8/400 رقم 2600 .
(42) الشفا 2/196، 197 .
(43) فتح البارى 11/176 رقم 6361 .
(44) سبق تخريجه ص493 .
(45) أى : كنت ضيفاً عليه.
(46) أى : قطعة من اللحم المشوى.
(47) أى : السكين.
(48) أى : طال وأشرف على فمه.
(49) أخرجه الترمذى فى الشمائل المحمدية ص106 رقم 157، وأبو داود فى سننه كتاب الطهارة، باب فى ترك الوضوء مما مست النار 1/48 رقم 88 ورجاله كلهم ثقات – فالإسناد صحيح.
(50) ينظر : النهاية فى غريب الحديث 1/181 .
(51) أخرجه ابن أبى الدنيا فى الصمت ص37 رقم 6، والترمذى فى سننه مطولاً كتاب الإيمان، باب ما جاء فى حرمة الصلاة 5/13 رقم 2616 وقال : حسن صحيح، والنسائى فى سننه الكبرى كتاب التفسير، باب قوله تعالى : "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" 6/428 رقم 11394، وابن ماجة، فى سننه كتاب الفتن، باب كف اللسان فى الفتنة 2/486 رقم 3973، وأحمد فى المسند 5/231، 237، والحاكم فى المستدرك 4/319 رقم 7774 وقال : على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى.
(52) ينظر : النهاية 1/212، ومختار الصحاح ص85 .
(53) الحديث أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الحج، باب وجوب طواف الوداع 5/91 رقم 1211، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الحج، باب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت 3/686 رقم 1762 .
(54) ينظر : النهاية 3/246، وفتح البارى 3/689 رقم 1762 .
(55) سبق تخريجه ص493 .
(56) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم… الخ 8/399 رقم 2604 .
(57) سبق تخريجه قريباً، وهذا نص الحاكم.
(58) أى : تديره على رأسها. المنهاج شرح مسلم 8/401 رقم 2603 .
(59) سبق تخريجه ص493 .
(60) أخرجه أبو داود الطيالسى فى مسنده ص359 رقم 2746، ومسلم (بشرح النووى) كتاب البر والصلة، باب من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم أو سبه … الخ 8/399 رقم 3604، والبيهقى فى دلائل النبوة 6/243 .
(61) ينظر : الصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى 6/170، وأبو هريرة لعبد الحسين شرف الدين الموسوى ص100 – 104، ومساحة للحوار ص117، 118، والمواجهة مع رسول الله وآله ص257 – 259 كلاهما لحمد حسين يعقوب، ودفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين لصالح الوردانى ص264، ودين السلطان لنيازى عز الدين ص421 .
(62) المنهاج شرح مسلم 8/402 رقم 2604 .
(63) سبق تخريجه ص492 .
(64) البداية والنهاية 8/122، 123 .
(65) وفى ذلك رد على التعميم الذى فهمه وزعمه نيازى عز الدين من حديثنا. ويراجع نص كلامه ص492 .
________________
وهذا جزء من كتابه " رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في ضوء السنة النبوية الشريفة "
يمكنك تحميل الكتاب كاملاً من هنا
http://www.kalemasawaa.com/vb/t16889.html
ويمكنك تحميل الجزء الخاص برد هذه الشبهة فقط من المرفقات
قدوتي الصالحآت
31.12.2011, 13:59
جزاكي الله خيرا د/مسلمة وجعل كل ما تخطه يداكـِ في ميزان حسناتكـِ يوم القيامه
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond