pharmacist
24.02.2012, 12:05
هز ظهرك وارتفع
ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته ، بعد يوم حافل بالعمل ، وحصانه يمشي بجواره
وعلى ظهره شيئاً من ثمر أرضه ،وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة ويسقط فيها ،
أسرع الفلاح ليطالع فرسه الذي يئن في البئر والهلع يملأ جنانه ، فكر الفلاح في حيلة يخرج بها حصانه ،
فأعيته الحيلة ، فقرر بعد مهلة من التردد أن يترك الحصان في البئر ، بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد من ذلك ،
فالبئر جافة ، وقد يؤذى منها فلاح آخر ويسقط فيها إحدى حيواناته ،
فلما لا ينادي جيرانه من الفلاحين ، ويردم البئر ،
ويكون بذلك دفن الحصان بدلاً من أن تفوح رائحته النتنة بعد موته ،
وفي نفس الوقت تخلص من تلك البئر التي لا فائدة منها .
وهكذا نادى المزارع جيرانه, وطلب منهم المساعدة في ردم البئر ،
وأخبرهم بمراده من ردمه والفائدة المرجوة من ذلك فوافقوه .. وبدأوا العمل .
وما هو إلا وقت قليل إلا وبدأ التراب ينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيله .
لم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصان حقيقة ما يجري ,
وأيقن أنه هالك لا محالة فارتفع صهيله في فزع وخوف ،
لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه ، حينها قرر أن يدبر أمراً هو الآخر ! .
وبينما القوم مستمرون في إلقاء الأتربة في البئر بلا توقف ،
وإذا بصوت الحصن ينقطع تماماً ، فلا عويل ولا صراخ ،
ولا صهيل ألم وخوف .
فقرر المزارعون بعد فترة أن يتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان الذي اختفى صهيله تماما ،
وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! .
فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكون بإلقاء التراب على الحصان ،
كان الحصان مشغولا بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة ،
فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار سنتيمترات إلى الأعلى .
واستمر الحال على هذا المنوال ، هذا يرمي بالأتربة والأوساخ ،
وذاك يلقيها من فوق ظهره ويرتفع فوقها ،
ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان وقد أصبح قريبا من النور ،
وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه ، اتخذها مسوغا ليرتفع فوقها وينهض من خلالها ،
إلى أن صار حراً ، والفضل يعود إلى ما كان يظنه شراً خالصا ! .
ولك أخي أتوجه بخاطرة ، فكم نحن بحاجة إلى أن نهز ظهورنا لنُسقط مشاكل الأيام ،
ونريح الظهر من عبء حمل يوجعه .
الأيام ما تفتر تلقي على ظهورنا بمشكلات وأوجاع لا عد لها ولا حصر ،
ويكون الحل الوحيد حيال تلك المصائب التي تنهال على ظهورنا هو هز الظهر والارتفاع فوقها .
ليس الأمر مثاليا أو صعب التحقيق ، الحياة يا صديقي تختبرك ،
فإما أن تحني رأسك وظهرك وتنتظر أن تدفنك ،
وإما أن تكافح وترتفع سنتيمترات قد تكون قليلة ، لكنها ثابتة وواثقة ،
والنور سيأتي حتما حينما تتغلب على القدر الكافي من المشكلات التي ترتفع بك عاليا .
إشراقه :
معظم الأشياء الجديرة بالتنفيذ في هذا العالم تم إعلان أنها مستحيلة من قبل تنفيذها… (لويس برانديس)
منقول
ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته ، بعد يوم حافل بالعمل ، وحصانه يمشي بجواره
وعلى ظهره شيئاً من ثمر أرضه ،وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة ويسقط فيها ،
أسرع الفلاح ليطالع فرسه الذي يئن في البئر والهلع يملأ جنانه ، فكر الفلاح في حيلة يخرج بها حصانه ،
فأعيته الحيلة ، فقرر بعد مهلة من التردد أن يترك الحصان في البئر ، بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد من ذلك ،
فالبئر جافة ، وقد يؤذى منها فلاح آخر ويسقط فيها إحدى حيواناته ،
فلما لا ينادي جيرانه من الفلاحين ، ويردم البئر ،
ويكون بذلك دفن الحصان بدلاً من أن تفوح رائحته النتنة بعد موته ،
وفي نفس الوقت تخلص من تلك البئر التي لا فائدة منها .
وهكذا نادى المزارع جيرانه, وطلب منهم المساعدة في ردم البئر ،
وأخبرهم بمراده من ردمه والفائدة المرجوة من ذلك فوافقوه .. وبدأوا العمل .
وما هو إلا وقت قليل إلا وبدأ التراب ينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيله .
لم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصان حقيقة ما يجري ,
وأيقن أنه هالك لا محالة فارتفع صهيله في فزع وخوف ،
لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه ، حينها قرر أن يدبر أمراً هو الآخر ! .
وبينما القوم مستمرون في إلقاء الأتربة في البئر بلا توقف ،
وإذا بصوت الحصن ينقطع تماماً ، فلا عويل ولا صراخ ،
ولا صهيل ألم وخوف .
فقرر المزارعون بعد فترة أن يتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان الذي اختفى صهيله تماما ،
وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! .
فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكون بإلقاء التراب على الحصان ،
كان الحصان مشغولا بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة ،
فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار سنتيمترات إلى الأعلى .
واستمر الحال على هذا المنوال ، هذا يرمي بالأتربة والأوساخ ،
وذاك يلقيها من فوق ظهره ويرتفع فوقها ،
ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان وقد أصبح قريبا من النور ،
وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه ، اتخذها مسوغا ليرتفع فوقها وينهض من خلالها ،
إلى أن صار حراً ، والفضل يعود إلى ما كان يظنه شراً خالصا ! .
ولك أخي أتوجه بخاطرة ، فكم نحن بحاجة إلى أن نهز ظهورنا لنُسقط مشاكل الأيام ،
ونريح الظهر من عبء حمل يوجعه .
الأيام ما تفتر تلقي على ظهورنا بمشكلات وأوجاع لا عد لها ولا حصر ،
ويكون الحل الوحيد حيال تلك المصائب التي تنهال على ظهورنا هو هز الظهر والارتفاع فوقها .
ليس الأمر مثاليا أو صعب التحقيق ، الحياة يا صديقي تختبرك ،
فإما أن تحني رأسك وظهرك وتنتظر أن تدفنك ،
وإما أن تكافح وترتفع سنتيمترات قد تكون قليلة ، لكنها ثابتة وواثقة ،
والنور سيأتي حتما حينما تتغلب على القدر الكافي من المشكلات التي ترتفع بك عاليا .
إشراقه :
معظم الأشياء الجديرة بالتنفيذ في هذا العالم تم إعلان أنها مستحيلة من قبل تنفيذها… (لويس برانديس)
منقول