pharmacist
24.02.2012, 12:11
لا تحاول تغيير العالم
يحكى عن ملك كان يحكم دولة ممتدة الأطراف ،
وأراد هذا الملك يوما أن يقوم برحلة برية تستغرق منه أيام وليال طوال ،
وبالفعل قام الملك بجولته ، لكنه وفي طريق العودة شعر بألم في قدميه ،
وطالعهما فإذا هم متورمتان بشكل كبير ومؤلم ، بسبب الطريق ووعورته .
فأصدر الملك مرسوما ملكيا
يقضي بتغطية شوارع المملكة كلها بالجلد ، كي لا تتورم قدماه مرة أخرى !!
لكن المسألة كانت صعبة ، فليس من السهل أن تُغطى كل المملكة بالجلد ،
وهنا كلن لوزير الملك ذو العقل النبيه رأي آخر ،
فقال لسيده : مولاي ولما لا تغطي قدميك بالجلد ، وتحكم تغطيتهما فهذا أسهل وأيسر في التطبيق .
وكانت هذه قصة أول نعل في العالم !! .
ومن هذه القصة أقطف حكمة ، فحينما يكون العالم غير مهيأ للسير فيه،
فلا تحاول أن تغير من طبيعته ، فهذا ليس بالأمر السهل الهين ،
بل غير من أساليبك ، فالتغيير حينما يكون في محيطك يكون ممكنا، وأكثر تأثيرا .
أما أن تحاول تغيير العالم ، وتطالبه بأن يعمل على التحرك وفق رؤيتك فهذا شيء صعب المنال .
يقول الرافعي في وحي القلم :
( ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر !
إن ارتفعت السفينة أو انخفضت أو مادت ، فليس ذلك منها وحدها ، بل مما حولها
ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً ،
ولكن قانونها هي الثبات، والتوازن والاهتداء إلى قصدها ونجاتها في قانونها .
فلا يعْتِبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها ، ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه ) .
أنت ربان حياتك وقائدها ، والأعاصير لم تأت يوما بأمر بشر ،
ولم تذهب إرضاء لأحد ، نحن من نحدد الوجهة ،ونوجه الشراع ، ونختار الاتجاه .
حتى الذين كان لهم كلمة وأثر في تغيير بعض أحداث الحياة ،
كانت سطوتهم أول الأمر ذاتية ، حتى إذا سيطروا على أنفسهم وملكوا زمامها ،
حولوا وجهتهم إلى دائرة أوسع .. فأوسع .
أما أن تصارع العالم ، صارخا فيه أن يكون كما تريد فهذا وهم وجرأة قد تدفع ثمنها غاليا .
إشراقه :
مهما كانت حياتك قاسية، تعايش معها: لا تلعنها أو تسبها.
لا تنشغل بمحاولة الحصول على أشياء جديدة...
فالأشياء لا تتغير، بل نحن من يتغير... (هنري دافيد ثورو)
منقول
يحكى عن ملك كان يحكم دولة ممتدة الأطراف ،
وأراد هذا الملك يوما أن يقوم برحلة برية تستغرق منه أيام وليال طوال ،
وبالفعل قام الملك بجولته ، لكنه وفي طريق العودة شعر بألم في قدميه ،
وطالعهما فإذا هم متورمتان بشكل كبير ومؤلم ، بسبب الطريق ووعورته .
فأصدر الملك مرسوما ملكيا
يقضي بتغطية شوارع المملكة كلها بالجلد ، كي لا تتورم قدماه مرة أخرى !!
لكن المسألة كانت صعبة ، فليس من السهل أن تُغطى كل المملكة بالجلد ،
وهنا كلن لوزير الملك ذو العقل النبيه رأي آخر ،
فقال لسيده : مولاي ولما لا تغطي قدميك بالجلد ، وتحكم تغطيتهما فهذا أسهل وأيسر في التطبيق .
وكانت هذه قصة أول نعل في العالم !! .
ومن هذه القصة أقطف حكمة ، فحينما يكون العالم غير مهيأ للسير فيه،
فلا تحاول أن تغير من طبيعته ، فهذا ليس بالأمر السهل الهين ،
بل غير من أساليبك ، فالتغيير حينما يكون في محيطك يكون ممكنا، وأكثر تأثيرا .
أما أن تحاول تغيير العالم ، وتطالبه بأن يعمل على التحرك وفق رؤيتك فهذا شيء صعب المنال .
يقول الرافعي في وحي القلم :
( ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر !
إن ارتفعت السفينة أو انخفضت أو مادت ، فليس ذلك منها وحدها ، بل مما حولها
ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً ،
ولكن قانونها هي الثبات، والتوازن والاهتداء إلى قصدها ونجاتها في قانونها .
فلا يعْتِبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها ، ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه ) .
أنت ربان حياتك وقائدها ، والأعاصير لم تأت يوما بأمر بشر ،
ولم تذهب إرضاء لأحد ، نحن من نحدد الوجهة ،ونوجه الشراع ، ونختار الاتجاه .
حتى الذين كان لهم كلمة وأثر في تغيير بعض أحداث الحياة ،
كانت سطوتهم أول الأمر ذاتية ، حتى إذا سيطروا على أنفسهم وملكوا زمامها ،
حولوا وجهتهم إلى دائرة أوسع .. فأوسع .
أما أن تصارع العالم ، صارخا فيه أن يكون كما تريد فهذا وهم وجرأة قد تدفع ثمنها غاليا .
إشراقه :
مهما كانت حياتك قاسية، تعايش معها: لا تلعنها أو تسبها.
لا تنشغل بمحاولة الحصول على أشياء جديدة...
فالأشياء لا تتغير، بل نحن من يتغير... (هنري دافيد ثورو)
منقول