pharmacist
03.04.2012, 11:34
لعبة المال
كلنا يطمح في أن يملك أطراف الدنيا بين يديه .
ومعظمنا يوجز كل أحلامه وأمانيه ومنتهى غايته وأمله في المال ،
ويرجع بؤسه وألمه واضطراب حياته إلى قلة موارده المادية .
يقول أحد من أفنوا حياتهم في جمع المال ، الملياردير الأمريكي الشهير( بول جيتي) :
( إن المال لا يستطيع شراء الصحة ولا السعادة ولا الحنان ولا سهولة الهضم ) ! .
ما أخطر ( لعبة المال ) ، والتي تجبرنا أن نصرف جل تفكيرنا واهتمامنا وجهدنا في الحصول عليه ،
ظانين أننا في النهاية سنمتلك السعادة التي نطمح إليها .. وهيهات .
لن يستطيع أحد إنكار ما للمال من أهمية وقوة ، أو إغفال ما له من تأثير وسحر ،
وأنه يدعم بلا شك من يريد أن يكون سعيدا .
لكنه أبدا ليس جوهر السعادة ومنبعها ،
وليس هناك أبسط من أن تقلب ناظريك في الحياة لترى كثر من أصحاب الملايين ،
تخاصمهم السعادة ، ويرافقهم البؤس والشقاء في كل خطوة من خطواتهم .
نعم هناك أغنياء سعداء ، لكنك لو فتشت لديهم لوجدت المال عنصرا ضئيلا جدا في منظومة السعادة ،
وأن المحرك الأول ، والمحور الأهم هو الرضا والقناعة وطمأنينة النفس وهنائها .
والرسول صلى الله عليه وسلم ، يخبرنا بسر خطير من أسرار لعبة المال ،
من فقهه وأحسن فهمه وإدراكه كان في السباق متصدرا ،
يقول صلى الله عليه وسلم :
(من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة،
ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له ) .
وليس المقصود بـ (الآخرة همه) هو ترك الدنيا وزهد الحياة ،
وإنما في الارتقاء في الطلب والترفع عن الركض اللاهث خلف الدرهم والدينار ،
وكلما كان المرء منا شديد الثقة في الله ، مطمئنا إلى أن رزقه لن يذهب لغيره ، مدركا لفلسفة الرزق ،
متيقنا بأن نعم الله لا يمكن النظر إليها من الزاوية المادية فحسب ، كلما كان نصيبه من كعكة السعادة أوفر .
وما أجمل قول نبي الرحمة ، وهو يهيب بكل جازع أن يهدأ ويستكين ،
ويطمئن جنانه إلى أن نصيبه من الرزق لن يأخذه غيره ، وأنه آتيه لا محالة ،
إذ يقول صلى الله عليه وسلم :
(ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس.
وإن الله عز وجل يؤتي عبده ما كُتب له من الرزق ،
فأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) .
ما أشد ما يعتصر القلب من ألم وحزن وأنت ترى صديقا لك ، أوتي من نعيم الدنيا الشيء الكثير ،
فهو في عيون أقرانه الأغنى والأكثر نفوذا ، والأسعد حظا .
لكن قلبه يقطر ألما وهو ينظر للأطفال وقد حُرم من الإنجاب .
وأكاد أجزم أنه لن يتواني لحظة في التضحية بما لديه من نعم الحياة ،
من أجل كلمة ( أبي) يرددها على سمعة طفل من صُلبه .
حمدا لله ، على قلب ينبض ، وعين ترى النور ، ويد تصرف الأمور ،
وقدم تحملنا إلى حاجتنا بدون مساعدة من أحد .
حمدا لله على زوجة نأوي إليها ، وبيت يضمنا بين زواياه ، وعمل يكفينا مذلة السؤال .
الحمد لله على ستره الجميل ، وعطائه الجزيل ، وكرمه الممدود .
هل تريد أن تدرك يا صديقي سر المال ؟ .
سل من قُطعت يده ، بكم يشتري يداً ؟.
ومن فقد قدما ، بكم يشتري قدما ؟.
ومن حُرم الأبناء بكم يشتري طفلا ؟
ستعرف وقتها ، أن تأنقك في الحياة ، ومشيك مختالا بصحتك الوارفة ،
هازا ذراعيك في الهواء ،
رافعا رأسك في ثقة لا يقدر بثمن .
وأن لعبة المال .. لا يربح فيها أحد .
إشراقه :
إن رجلاً بلا مال هو رجل فقير،
ولكن الأفقر منه ـ إذا أردنا أن نغوص نحو الأعماق ـ
رجل ليس لديه إلا المال(د. عبدالكريم بكار)
منقول
كلنا يطمح في أن يملك أطراف الدنيا بين يديه .
ومعظمنا يوجز كل أحلامه وأمانيه ومنتهى غايته وأمله في المال ،
ويرجع بؤسه وألمه واضطراب حياته إلى قلة موارده المادية .
يقول أحد من أفنوا حياتهم في جمع المال ، الملياردير الأمريكي الشهير( بول جيتي) :
( إن المال لا يستطيع شراء الصحة ولا السعادة ولا الحنان ولا سهولة الهضم ) ! .
ما أخطر ( لعبة المال ) ، والتي تجبرنا أن نصرف جل تفكيرنا واهتمامنا وجهدنا في الحصول عليه ،
ظانين أننا في النهاية سنمتلك السعادة التي نطمح إليها .. وهيهات .
لن يستطيع أحد إنكار ما للمال من أهمية وقوة ، أو إغفال ما له من تأثير وسحر ،
وأنه يدعم بلا شك من يريد أن يكون سعيدا .
لكنه أبدا ليس جوهر السعادة ومنبعها ،
وليس هناك أبسط من أن تقلب ناظريك في الحياة لترى كثر من أصحاب الملايين ،
تخاصمهم السعادة ، ويرافقهم البؤس والشقاء في كل خطوة من خطواتهم .
نعم هناك أغنياء سعداء ، لكنك لو فتشت لديهم لوجدت المال عنصرا ضئيلا جدا في منظومة السعادة ،
وأن المحرك الأول ، والمحور الأهم هو الرضا والقناعة وطمأنينة النفس وهنائها .
والرسول صلى الله عليه وسلم ، يخبرنا بسر خطير من أسرار لعبة المال ،
من فقهه وأحسن فهمه وإدراكه كان في السباق متصدرا ،
يقول صلى الله عليه وسلم :
(من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة،
ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له ) .
وليس المقصود بـ (الآخرة همه) هو ترك الدنيا وزهد الحياة ،
وإنما في الارتقاء في الطلب والترفع عن الركض اللاهث خلف الدرهم والدينار ،
وكلما كان المرء منا شديد الثقة في الله ، مطمئنا إلى أن رزقه لن يذهب لغيره ، مدركا لفلسفة الرزق ،
متيقنا بأن نعم الله لا يمكن النظر إليها من الزاوية المادية فحسب ، كلما كان نصيبه من كعكة السعادة أوفر .
وما أجمل قول نبي الرحمة ، وهو يهيب بكل جازع أن يهدأ ويستكين ،
ويطمئن جنانه إلى أن نصيبه من الرزق لن يأخذه غيره ، وأنه آتيه لا محالة ،
إذ يقول صلى الله عليه وسلم :
(ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس.
وإن الله عز وجل يؤتي عبده ما كُتب له من الرزق ،
فأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) .
ما أشد ما يعتصر القلب من ألم وحزن وأنت ترى صديقا لك ، أوتي من نعيم الدنيا الشيء الكثير ،
فهو في عيون أقرانه الأغنى والأكثر نفوذا ، والأسعد حظا .
لكن قلبه يقطر ألما وهو ينظر للأطفال وقد حُرم من الإنجاب .
وأكاد أجزم أنه لن يتواني لحظة في التضحية بما لديه من نعم الحياة ،
من أجل كلمة ( أبي) يرددها على سمعة طفل من صُلبه .
حمدا لله ، على قلب ينبض ، وعين ترى النور ، ويد تصرف الأمور ،
وقدم تحملنا إلى حاجتنا بدون مساعدة من أحد .
حمدا لله على زوجة نأوي إليها ، وبيت يضمنا بين زواياه ، وعمل يكفينا مذلة السؤال .
الحمد لله على ستره الجميل ، وعطائه الجزيل ، وكرمه الممدود .
هل تريد أن تدرك يا صديقي سر المال ؟ .
سل من قُطعت يده ، بكم يشتري يداً ؟.
ومن فقد قدما ، بكم يشتري قدما ؟.
ومن حُرم الأبناء بكم يشتري طفلا ؟
ستعرف وقتها ، أن تأنقك في الحياة ، ومشيك مختالا بصحتك الوارفة ،
هازا ذراعيك في الهواء ،
رافعا رأسك في ثقة لا يقدر بثمن .
وأن لعبة المال .. لا يربح فيها أحد .
إشراقه :
إن رجلاً بلا مال هو رجل فقير،
ولكن الأفقر منه ـ إذا أردنا أن نغوص نحو الأعماق ـ
رجل ليس لديه إلا المال(د. عبدالكريم بكار)
منقول