pharmacist
10.04.2012, 11:36
تآلف مع النقد
حالة استنفار قصوى تتملك المرء منا حينما يتم توجيه نقد إلى ذاته .
فكلنا ننظر إلى النقد على أنه اعتداء على شخصيتنا ، ومحاولة شريرة لإبراز عيوبها .
لذا نشمر الساعد ، ونتأهب في شراسة لسحق أي معتدٍ على ذواتنا .
والحقيقة أننا جميعا ـ وبلا استثناء ـ بشر غير معصومين ،
وأن النقد هو الذي يرفعنا ويقربنا من إنسانيتنا ،
هو وحده القادر على شحذنا كي نطور من أنفسنا ونستدرك أخطائنا ،
هو الذي ينقينا ويدفعنا إلى الكمال والمثالية .
لكن معظمنا يخشى النقد لتوهمنا أن النقد يخبرنا والآخرين أننا أقل مما نحن في الحقيقة ،
أو لأننا نرى النقد جرح لكرامتنا،
أو لأن النقد سيدفعنا إلى تغيير وضع ما لا نريد تغييره ،
أو لأن الناقد غير مقبول لدينا ،
أو لأننا ـ في حقيقة الأمر ـ نمتلك من الغرور ما يجعلنا لا نقبل توجيه من أحد ! .
انظر معي لأكرم وأكمل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ، في غزوة بدر ،
حينما أتاه الخباب بن المنذر ليخبره في أدب أن المكان الذي خيموا فيه ليس استراتيجيا ،
وأن لديه خطة وتصور أفضل من الخطة الحالية !! .
إنه استدراك على القائد ، وأي قائد .. أعظم خلق الله ، فما الذي فعله الحبيب .
استمع إلى صاحبه حتى إذا ما انتهى ، أمر جنوده بتنفيذ أوامر الخباب بن المنذر .
القلوب العظيمة يا صديقي تقبل النقد بهدوء نفس وبساطة ، فتنظر فيه بروية وتدبر ،
فإن كان إيجابيا حقيقيا شكر صاحبه وأجزل له الثناء ،
وإن كان نقدا جائرا ظالما أفحم الناقد بهدوئه وصبره وحلمه .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه :
(رحم الله امرَأً أهدى إليّ َعيوبي) ،
إنه ينظر إلى النقد على أنه هدية ، وهذا عُمق وحكمة ودراية ،
وحينما نستعرض كتب التاريخ وأحوال العظماء
فإننا لن نجد عظيما أو نابغة معتدا برأيه صاماً أذنه عن قبول النقد والتقويم.
إن الأشجار الضخمة اليانعة عندما ترفض التكيف مع مستجدات المناخ ،
وترفع أغصانها عاليا في كبر واعتزاز غير عابئة بنداءات الطبيعة ، تموت وتلفظها الحياة .
يراها الناس فيُخدعون بشموخها وعلوها . وهي في حقيقة الأمر ليست سوى جماد لا حياة فيها ،
يجب أن تُقطع لتكون منضدة أو كرسي أو خشب للمدفأة !! .
فليكن صدرك واسعا ، وروحك سمحة ، واقبل النقد باسم الثغر سعيد ،
اسكب على أعصابك ماءً باردا ضد النقد الجائر الظالم ..
وستجد أن حياتك أصبحت أكثر هدوءا وسكينة ونضج .
إشراقه :
لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئا، ولا تقل شيئا، ولا تكن شيئا (ألبرت هابارد)
منقول
حالة استنفار قصوى تتملك المرء منا حينما يتم توجيه نقد إلى ذاته .
فكلنا ننظر إلى النقد على أنه اعتداء على شخصيتنا ، ومحاولة شريرة لإبراز عيوبها .
لذا نشمر الساعد ، ونتأهب في شراسة لسحق أي معتدٍ على ذواتنا .
والحقيقة أننا جميعا ـ وبلا استثناء ـ بشر غير معصومين ،
وأن النقد هو الذي يرفعنا ويقربنا من إنسانيتنا ،
هو وحده القادر على شحذنا كي نطور من أنفسنا ونستدرك أخطائنا ،
هو الذي ينقينا ويدفعنا إلى الكمال والمثالية .
لكن معظمنا يخشى النقد لتوهمنا أن النقد يخبرنا والآخرين أننا أقل مما نحن في الحقيقة ،
أو لأننا نرى النقد جرح لكرامتنا،
أو لأن النقد سيدفعنا إلى تغيير وضع ما لا نريد تغييره ،
أو لأن الناقد غير مقبول لدينا ،
أو لأننا ـ في حقيقة الأمر ـ نمتلك من الغرور ما يجعلنا لا نقبل توجيه من أحد ! .
انظر معي لأكرم وأكمل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ، في غزوة بدر ،
حينما أتاه الخباب بن المنذر ليخبره في أدب أن المكان الذي خيموا فيه ليس استراتيجيا ،
وأن لديه خطة وتصور أفضل من الخطة الحالية !! .
إنه استدراك على القائد ، وأي قائد .. أعظم خلق الله ، فما الذي فعله الحبيب .
استمع إلى صاحبه حتى إذا ما انتهى ، أمر جنوده بتنفيذ أوامر الخباب بن المنذر .
القلوب العظيمة يا صديقي تقبل النقد بهدوء نفس وبساطة ، فتنظر فيه بروية وتدبر ،
فإن كان إيجابيا حقيقيا شكر صاحبه وأجزل له الثناء ،
وإن كان نقدا جائرا ظالما أفحم الناقد بهدوئه وصبره وحلمه .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه :
(رحم الله امرَأً أهدى إليّ َعيوبي) ،
إنه ينظر إلى النقد على أنه هدية ، وهذا عُمق وحكمة ودراية ،
وحينما نستعرض كتب التاريخ وأحوال العظماء
فإننا لن نجد عظيما أو نابغة معتدا برأيه صاماً أذنه عن قبول النقد والتقويم.
إن الأشجار الضخمة اليانعة عندما ترفض التكيف مع مستجدات المناخ ،
وترفع أغصانها عاليا في كبر واعتزاز غير عابئة بنداءات الطبيعة ، تموت وتلفظها الحياة .
يراها الناس فيُخدعون بشموخها وعلوها . وهي في حقيقة الأمر ليست سوى جماد لا حياة فيها ،
يجب أن تُقطع لتكون منضدة أو كرسي أو خشب للمدفأة !! .
فليكن صدرك واسعا ، وروحك سمحة ، واقبل النقد باسم الثغر سعيد ،
اسكب على أعصابك ماءً باردا ضد النقد الجائر الظالم ..
وستجد أن حياتك أصبحت أكثر هدوءا وسكينة ونضج .
إشراقه :
لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئا، ولا تقل شيئا، ولا تكن شيئا (ألبرت هابارد)
منقول